أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد ربيعة - التجربة التشكيلية بالمغرب مقدمة للتفكير في القضايا التشكيلية أصوات تستعيد التشكيل إلى عمقه الثقافي















المزيد.....


التجربة التشكيلية بالمغرب مقدمة للتفكير في القضايا التشكيلية أصوات تستعيد التشكيل إلى عمقه الثقافي


محمد ربيعة

الحوار المتمدن-العدد: 3633 - 2012 / 2 / 9 - 09:31
المحور: الادب والفن
    


إذا كانت اللوحات في السنوات قد تم أسرها داخل الصالونات الفخمة لأصحاب النفوذ المالي، بمساهمة فنانين كثيرين بحكم عوامل متعددة، والتي يمكن تلخيصها في الجملة الشهيرة المتعلقة بلحقته حرفة الفن. حيث ان تاريخ الفن رغم لحديث عن الأرقام الخيالية والمهولة التي بلغتها لوحات فنانين عاشوا بؤساء ولم يجدوا ما يسدوا رمق عيشهم، إلا ان فنانينا اكتشفوا أن الفن قد يكون مصدر ثراء لهم في حياتهم اذا ما قرروا الانبطاح لتجار الأعمال الفنية ، واذا ما تحولوا الى مصممي ديكورات داخلية او راسمي المناظر والبورتريهات لنساء الأوساط المخملية والثرية بالمغرب.
ويبدو أن لعنة او نعيم المال أصاب جل المتعاطين للفن ، وسواء أكانوا رسامة تشخيص ام رسامة تجريد..وهذا ما دفع بالأغلبية من متعاطي هذا الجنس الابداعي من الانزلاق بسهولة أمام ما يوفر لهم اسباب الثراء...ورغم أنني لست من دعاة ولا هواة البؤس لمتعاطي الثقافة الا أن الفن يفقد قوته وأصالته عندما يتخلى عن ان يكون عملا إبداعيا ثقافيا ..عمل يخلخل الأنظمة السابقة للاستقبال الفني بالنسبة للمشاهد او المتلقي ، عمل يفتح السؤال أمام الناظر ويحثه على المشاركة وعلى تشغيل ذاكرته البصرية.
والتاريخ يؤكد لنا أن الفن كان من جهة المرآة الحضارية لثقافات الشعوب ، وان تعدد الشعوب منح العين تعدد المشاهد والتعابير والأنساق والألوان والأشكال والتكوينات والتركيبات ...الخ..
وهكذا فبفضل الفنون عبرت الإنسانية عن وجودها، وساهمت في تخليد مآثرها ونقلت لنا الفنون معارف السابقين وشكلت ذاكرة تاريخية ..كما ان التجارب الفنية منذ الحركة الهيومانستية"الإنسانية" التي ارتبطت بعصر النهضة الأوروبي قدمت لنا مدارس وأشكال تعبيرية ارتبطت بالحركات الثقافية المتزامنة معها.بحيث يقدم لنا التاريخ الأدبي والفني والثقافي نفس الاسم للتعبير المنتمي للأجناس الإبداعية المختلفة ..و لا غرابة ان نجد صيغا من قبيل الكلاسيكية ..الرومانسية، الرمزية..التعبيرية..بل وحتى الحركات الطليعية والمعاصرة ارتبطت داخل البنية الثقافية الأوربية ..فكيف هو حال الفنون في عالمنا العربي وفي حالتنا المغربية خاصة.؟
فبالرغم من اننا عربيا ومغربيا نعيش ممارسة فنية تزيد على القرن ، الا أننا نجد انفسنا نعاني من الجفاف ان لم نقل من الإحباط النهائي عندما يتعلق الامر بالإبداع في الفنون البصرية وعلاقتها بالممارسة الثقافية .
فلولا سؤال الهوية والعالمية وسؤال الأصالة والمعاصرة الذي طبع وسيطر على المناخ الثقافي..حيث انغمر الفنانون في رحلة البحث عن الجذور الهوياتية للإبداع..وكل يبحث عن أصول متميزة وعن محاولات للرد على التصورات التي وصفت الفنون في العالم العربي ومنه المغرب مستحدثة ، وان الفنانون لا يمكنهم سوى أبتداع فنون ظلية، تستند أساسا الى الصناعة التقليدية و الى نقل الألوان التي تبرزها الأنسجة المحاكة بطريقة بدوية ..اي مهمشة و معبرة عن افتقار للروح الثقافية ، فكانت كل تلك الاجتهادات النظرية والتطبيقية داخل أجناس إبداعية كمحاولة للرد على جل الأطروحات الاثنواروبية ، والمتمركزة على الذات ..فلا غرابة ان نجد في المسرح محاولات سميت بالتأصيلية وأسست لحركات مسرحية من قبيل الاحتفالية ومجموعة الفوانيس وكتابات يوسف إدريس في الفرافير وتجارب الطيب الصديقي بالمغرب وعبد القادر علولة بالجزائر..الخ وظهرت كتابات تنظيرية تسائل تاريخ المسرح وإمكانية تأسيس نصوص عربية او مسارح استندت الى الاحتفالات الشعبية ..وفي الفنون البصرية ظهرت حركات وأسئلة ثقافية هنا وهناك .. كانت بدايتها مع الفنان العراقي جواد سليم ..وتلته حركة الحروفيين ومجوعة ذو البعد الواحد..وسعت مؤسسات ثقافية منها ما هي رسمية وما هي مدنية الى تأسيس ملتقيات ومؤتمرات فنية عربية عرفت بالبينالات ..ولا زالت لحد الآن فكرة العواصم العربية للثقافية تعبر عن تلك الحساسية الثقافية ....
ولقد ظهرت كتابات نقدية وفكرية حول الفنون وحول تطوير الوعي الفني والجمالي ، سواء تلك الكتابات التي ازدهرت في بحوث الطلاب بالمعاهد الفنية وبالجامعات حول الحركات الفنية وبعض التجارب، وسواء أتمت تلك الدراسات والبحوث باللغة العربية او بلغات أجنبية .وعلى راسها الكتاب المؤسس للفيلسوف المصري ابراهيم زكريا هو ما الهو الفن؟.فإنها التفت كلها حول السؤالين المثارين سالفا حول الهوية والأصالة ..كما لا ننسى الجهد المبذول من طرف الصحفيين والنقاد الذين استغلوا على التعريف بالمتن التشكيلي بكل اللغات التي تتداول على طول الفضاء العربي..كلهم بهدف واحد وهو الانخراط فيما يجعل الفعل الفني فعلا ثقافيا وتحريره من كل يحوله الى مجرد لوحة زخرفية توضع على جدار احدى الدور التي لا تفتح الا لمالكيها ولا تتاح مشاهدتها الا لضيوفه.
وما بين التوجهين ..التوجه الذي استهدف بيع الإبداع الفني الى مقتنو التحف ، والتوجه الذي الذي يصر على ان العملية الابداعية عملية ثقافية وحضارية ..تأرجحت ايضا تجربتنا المغربية .. وبالرغم من الفنان المغربي ادرك بسرعة المحاصرة التي تعرض لها سواء من طرف النقد الأوروبي الذي حاول ان يحدد له مساره الفني فقط في إطار الفن الساذج..او محاولة تدجينه من طرف مصاصي دماء الفنانين أصحاب القاعات الذين كانوا يطبعون عن طريق التقنية المعروفة "السيريغرافيا" نسخا من الأعمال ...فان المبدعين المغاربة قاموا بمحاولات عدة للتأكيد على القيمة الثقافية للعمل التشكيلي..وكانت أولى التمردات هي تلك التي دشنتها ساحة جامع الفنا في نهاية الستينات بمراكش عندما عرض أعمالهم عدد من الفنانين المغاربة في محاولة منهم للتواصل مع الناس والعمل على تقريب العمل من الجمهور ..ونفس الشيء ستشهده مدينة تطوان مع معارض الربيع كسؤالين سوسيولوجين حول الفن كتواصل ثقافي حتى يسهموا في خلخلة الصورة النمطية لعملية التلقي التشكيلي التي كانت محصورة داخل قاعات العروض وإخراجها الى عموم الجمهور....وبينهما كانت تجربة الدكتور عبد الله زيوزيو رائدة في إقحام الفنانين داخل مستشفى برشيد للأمراض العقلية ليفتح الفن أسئلة مستندة الثقافة النفسية ..يضاف اليها الملفات التي كانت تنشرهما مجلة انتغرال ..والعدد التأسيسي في السؤال البصري الذي رغم انه الآن يبدو ساذجا الا انه كان مخلخلا في مجلة أنفاس...ثم الكتابات الفكرية التي ابتدأها الفيلسوف الراحل عبد الكبير الخطيبي او كتابات مؤسس المعاهد التشكيلية التابعة لوزارة التعليم ....او الكتابات الجمالية لموليم العروسي والسوسيولوجي فريد الزاهي وكتابات شعراء وأدباء كالناقد المسرحي حسن المنيعي ، محمد اديب السلاوي ، ادريس الخوري و رئيس اتحاد كتاب المغرب السابق حول التجارب الفنية في افق الدفع بالفن نحو التفكير الثقافي .. كتابات بعض الفنانين منهم من لازال يفكك عبر القلم كشفيق الزكاري احمد افيلال و محمد الغناج وبنيونس اعمروش والحيسن .. ومنهم من أثار أسئلة وصمت كالفنان عبد القادر صالح او الراحل محمد القاسمي..وتفكير بعض الفنانين عبر الاستجوابات والحوارات ومنهم محمد شبعة واحمد العمراني وآخرون..والتي نشرت عبر الملاحق الثقافية للصحف المغربية باللغتين او عبر صفحات أسبوعية خصصت أعمدتها للفنون..كل ذلك يؤكد شيئا وهو انه رغم وجود مثيرات وإغراءات أمام الفنان المغربي لتحول إلى مجرد فنان مكمل لعملية التزيين داخل ديكورات سكنية او فندقية الا ان فنانين آخرين عبروا عن الطموح في ان يكون الفن مجال التفكير والسؤال ومرتبط ارتباطا عميقا بالأسئلة التي تحبل بها الساحة الثقافية .



#محمد_ربيعة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجربة التشكيلية بالمغرب :مقدمة للتفكير في القضايا حتى يعود ...
- قراءة في ديوان الشاعر نجيب بنداوود -نهود موجعة-عندما يعيد ال ...
- قراءة في قاموس دنيا بنقاسم حول التشكيل المغربي المعاصر
- درس الرقة الأنثوية المغربية لطابور الذكورة حول الحقيقة الفني ...
- حول مسلسل بوقتادة الكويتي.. انقدونا من ضحالة الإسقاطات والتم ...


المزيد.....




- سربند حبيب حين ينهل من الطفولة وحكايات الجدة والمخيلة الكردي ...
- لِمَن تحت قدَميها جنان الرؤوف الرحيم
- مسيرة حافلة بالعطاء الفكري والثقافي.. رحيل المفكر البحريني م ...
- رحيل المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري
- وفاة الممثل الأميركي هدسون جوزيف ميك عن عمر 16 عاما إثر حادث ...
- وفاة ريتشارد بيري منتج العديد من الأغاني الناجحة عن عمر يناه ...
- تعليقات جارحة وقبلة حميمة تجاوزت النص.. لهذه الأسباب رفعت بل ...
- تنبؤات بابا فانغا: صراع مدمر وكوارث تهدد البشرية.. فهل يكون ...
- محكمة الرباط تقضي بعدم الاختصاص في دعوى إيقاف مؤتمر -كُتاب ا ...
- الفيلم الفلسطيني -خطوات-.. عن دور الفن في العلاج النفسي لضحا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد ربيعة - التجربة التشكيلية بالمغرب مقدمة للتفكير في القضايا التشكيلية أصوات تستعيد التشكيل إلى عمقه الثقافي