أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الجلبي - للأفكار أسرّة














المزيد.....


للأفكار أسرّة


واثق الجلبي

الحوار المتمدن-العدد: 3633 - 2012 / 2 / 9 - 09:29
المحور: الادب والفن
    



عندما لا تأتي الأفكار الإبداعية لأي مثقف أو مهتم بالفلسفة وتستعصي عليه ويجف ضرع الأدب عنده ، ماذا يعمل ؟
ماذا عليه أن يصنع ليعيد المياه الفلسفية والثقافية إلى مجاريها؟
كل مبدع تمر به حالات يكون فيها خلع أحد أضراسه أهون عليه من الإتيان بفكرة جديدة...
هذا هو الحال الملازم مع المفكرين والأدباء والمبدعين الذين يحاولون أن يستنقذوا ما تبّقى لهم من الثواني والساعات في حياة مضببة وأيام تلبس الحداد على أغلب المشتغلين في هذا المجال الواسع.
في هذه الحالة ماذا على المثقف أن يفعل؟ هل يترك أفكاره أسيرة بيد الجمود؟
هل يترك الآخرين ينظرون إليه بسخرية؟ هل يبتعد عن هذه الأجواء ؟ هل يختفي عن الأنظار ويلتحف بالنوم الفلسفي؟ أم يشتغل بالماضي وإسقاطاته والبحث في ثنايا كتب الفلسفة والثقافة والفن ، لربما يجد جملة تشحذ من عزيمته ويّطورها ليشكل منها صورة جديدة؟
أم يقرأ أكثر وأكثر ليتعمق في فهم الحياة وإشتباكاتها الفوضوية العارمة محاولا فض خيوطها العنكبوتية العملاقة؟
البعض يفعل أشياءا كهذه والبعض يكتفي بالنظرات الخاطفة وربما المتعمقة لسيل الثقافات الصناعية وغياب الأصالة الإدراكية في فهم كل المتغيرات السريعة والهائلة في عالم أصبح طموحه إلى ما هو أبعد حتى من الغايات الظاهرة على السطح.
إذا ماذا يفعل المثقف؟
من أبرز المقترحات المتقدمة هو إلقاء ظلال العجز على كل شيء متحرك وغير متحرك ،يحمل روحا بين جنبيه او لا يحمل سوى رسومات للعقل..هكذا أمست بعض الأفكار وبالطبع فليست هذه المشاهد حديثة الولادة بل إن كل شيء في التاريخ والفلسفة والفن والأدب هو نتيجة عمل غير مكتمل أو مكتمل ولكن في طيات الزمن الماضي فجاء الحاضر بكل ما فيه ليضع أفكار وإبداعات الماضين على طاولة أذهان الناس وبصورة مختلفة وبأطباق متمايزة.
الفلسفة بوصفها أحد أهم العلوم التي أنتجها العقل البشري لم تنأ عن محاولة لوي عنق الأشياء لتدخل في محاور قد تضر بها وتسّطح مفاهيمها الواسعة والدقيقة نتيجة عدم الإدراك الكامل بها كعلم وفن وثقافة .
عدم معرفة السبب لا يكون بغموض الفهم المنظور للمثقف لنقول أن حركة الكرة هي الفلسفة وننسى أن القدم هي التي ركلتها.
هذا المثل ببساطة هو بداية الخوض في عالم الطفولة الدافىء والمليء بالسلام والحب والمرح الحياتي غير المضبب.. السؤال هنا :
هل يجب أن نقول أن للأطفال فلسفة ؟
الجواب : نعم وكلا ..أما عن كيفية الإيجاب فهذا هو المنزلق الذي وقع فيه جم غفير من المثقفين والفلاسفة أيضا.
التداعي صفة إنسانية تخص الكبار فقط وحالة الإسقاط الذي يعيشه المثقف وخلع قناع الأمثال والحكمة وإلباسه الحيوانات كما في كليلة ودمنة وحتى الغسقاط السياسي العربي الذي كان يخلع قميص القتل ليلبسه الجن...وغيرها من الامثلة ، في هذا الحيز الكبير ذي النوافذ المتشعبة والدهاليز المظلمة والضيقة لم تكف البعض فراح يسقط النضوب الفكري الخاص على عوالم النور المتمثل بالطفولة وهذا ما يخص الإيجاب.
أما النفي فيتضمن أمورا كثيرة تحتاج إلى إعادة التفكير بالكبار ودراستهم من منظورهم للحياة وربما كانت التربية والفهم الخاطىء للآباء هو أساس رمي عجز الكبار على الصغار..
للصغار فلسفة حسب ما يقرّره الكبار فالكبير يحاول أن يتقمص دور الصغير وبالعكس في مرحلة عمرية معينة بالنسبة للصغير الذي يحاول أن يحاكي الكبير بعد أن يدرك ظانا منه أن الكبير الماثل أمامه هو كل الحياة وأن تصرفاته هي الوحيدة والتي تمثل الحياة فتجده يصدم عند إحتكاكه بالآخرين ويحاول أن يصحح الأخطاء التي تكون قد شكلتّ منه شخصيته ولكن بعد فوات الآوان في أغلب الأحيان .
من هنا جاء الظل وألقيت عباءة الفلسفة على عقول لا تؤمن سوى بالإبتسامة سبيلا للدفق الحياتي الذي يكتنف خزانتهم غير المهيأة لإستقبال قبح العالم.



#واثق_الجلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موت الآلهة
- ذاكرة فايروس
- إبريق الكلمات
- إلى صديق
- العيش بطريقة أخرى
- عوالق المسامير
- السوبرمان العراقي والمنهك حسن
- الشعب دائما في دوامة
- بغداد وشاعرها
- بغداد ورجل المطر
- في بغداد خصيم الله
- تراب العجوز
- عراقيات
- خبز وجاي
- الشهيد
- الركن اليماني
- مفاتح
- عصفور الألوان المتكسرة
- الخاسر
- أسلحة التوكؤ


المزيد.....




- وسط مزاعم بالعنصرية وانتقادها للثقافة الإسلامية.. كارلا صوفي ...
- الملك تشارلز يخرج عن التقاليد بفيلم وثائقي جديد ينقل رسالته ...
- شائعات عن طرد كاني ويست وبيانكا سينسوري من حفل غرامي!
- آداب المجالس.. كيف استقبل الخلفاء العباسيون ضيوفهم؟
- هل أجبرها على التعري كما ولدتها أمها أمام الكاميرات؟.. أوامر ...
- شباب كوبا يحتشدون في هافانا للاحتفال بثقافة الغرب المتوحش
- لندن تحتفي برأس السنة القمرية بعروض راقصة وموسيقية حاشدة
- وفاة بطلة مسلسل -لعبة الحبار- Squid Game بعد معاناة مع المرض ...
- الفلسفة في خدمة الدراما.. استلهام أسطورة سيزيف بين كامو والس ...
- رابطة المؤلفين الأميركية تطلق مبادرة لحماية الأصالة الأدبية ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الجلبي - للأفكار أسرّة