أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سمير الأمير - الدودة فى أصل الشجرة














المزيد.....

الدودة فى أصل الشجرة


سمير الأمير

الحوار المتمدن-العدد: 3633 - 2012 / 2 / 9 - 09:29
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


من اللافت للنظر عند تأمل الواقع السياسى والاجتماعى فى المنطقة العربية عموما وفى مصرنا الحبيبة على وجه الخصوص هذا الإهدار المتعمد لمجمل إمكانات النمو والتقدم على كافة الأصعدة ، ولعل ما يحدث من تجاذبات وصراعات واستقطابات حول القضايا الكبيرة والصغيرة على حد سواء يبين لنا حجم الأزمة التى تعانى منها مجتمعاتنا العربية فى الوقت الحاضر بما يذكرنا بمقولة " الدودة فى أصل الشجرة " أو بما يذكرنا أيضا بموضوع رواية " مدن الملح للروائى عبد الرحمن منيف " التى تحدثنا عن الانتقال المتعسف للواقع البدوى إلى الحداثة دون المرور بالعمليات التاريخية التى تحقق شروط تلك الحداثة، إذ تبدو تلك المجتمعات عاجزة حتى فى اللحظات الثورية التى هى لحظات مفصلية لتجاوز معظم أسباب التخلف – تبدو عاجزة عن الإمساك بلحظة الثورة ومن ثم التمسك بقوانينها من أجل صياغة الواقع الجديد الذى يعبر عن طموحات الشعوب وعن مجمل ما ينبغى أن يكون محل اتفاق بين النخب السياسية والفكرية بمختلف انواعها ، ولعل عدم إدراك كنه الأزمة وجوهرها هو مايدفع إلى المزيد من التشكيك والتراشق بين المدارس الفكرية والسياسية ومن ثم يعجل بالقضاء على ما يسمى بالربيع العربى ويجعل أنبل اللحظات التاريخية تبدو لحظات قاتمة وعسيرة ومخضبة بالدماء التى سفكت فى الصراع الحقيقى وأيضا فى الصراعات الثانوية والمزيفة وعوضا عن فكرة التكامل التى تشكل جوهر التقدم فى المجتمعات الحديثة تسود أفكار الدمغ والتخوين والتكفير والتمركز حول الذات ونفى الآخر بل وقتل الآخر ولا تجد فى كل ذلك ماهو حق خالص لتستند إليه وماهو باطل خالص لتبتعد عنه فالإخوانى يتهم العلمانى بالبعد عن قيم الدين وبالعمل لصالح الغرب بينما لا يجد غضاضة فى الظهور فى صور اللقاءات مع المسئولين الأمريكان تعلو وجهه الابتسامة العريضة كأنه يقف فى الأماكن المقدسة وتنشر جريدة الحرية والعدالة أخبار لقاءات قادة الجماعة بالسفراء الغربيين كأنه فتح مبين، بينما يتهم السلفى الإخوان باستبدال الذى هو أدنى بالذى هو خير وبمقايضة السياسة بالدين ويشن الليبرالى حملة شعواء متهما الإثنين بمناصرة المجلس العسكرى وبإعادة إنتاج الاستبداد القديم ولا يرى فى مجمل آدائهم أى خير ولا أية إيجابية فينادى بأفضلية وأسبقية الميدان على البرلمان ،وترتفع صيحات تنادى بإلغاء الميدان ( أى إلغاء حق التظاهر والاعتصام) بدعوى أن الشرعية الوحيدة الآن هى شرعية البرلمان ، كل هذا يحدث بينما تسرق السيارات والبيوت والمحلات ويعتدى على الأعراض وتزهق الأنفس وتسود الفوضى مقابل انقراض فكرة التراكم والتكامل وإدراك أن المجتمع يحتاج لكل مكوناته بنفس الدرجة ، كل هذا يحدث لأننا لا نعى أن الثورة هى تغيير جذرى على كافة الأصعدة مدفوع بسيطرة أفكارها على عقول الجماهير العريضة وذلك نتيجة التقدم على مستوى الوعى وعلى مستوى التنظيم وهو ما لم يحدث حتى الآن ، وما لا يدركه معظمنا أن نظم الاستبداد تعيد إنتاج نفسها لأسباب موضوعية تتعلق بالواقع الاقتصادى الاجتماعى الذى لم يتغير و يبدو أنه يحتاج لنضال مستمر مسلح بالوعى وتعيد إنتاج نفسها أيضا لأسباب كامنه فى الثقافة السائدة التى تنتج نفسها ذاتيا وتلقائيا ولعلكم شهدتم بعض جلسات البرلمان التى مارس فيها نواب الأغلبية من حزبى النور والعدالة ما كان يمارس ضدهم فى البرلمانات السابقة من سخرية واستهزاء وتعريض بالأقلية وكل هذا تم دون خجل و فى ظل حدث جلل هو اغتيال أكثر من سبعين شابا من أفضل وأطهر أبناء الوطن وهو الأمر الذى كان ينبغى أن يوحدنا من أجل الانتقال إلى عصر جديد، ولكن كما أسلفت من قبل علينا أن ندرك أن الدودة فى أصل الشجرة و من ثم علينا أن نبحث عن طريقة لقتل الدودة دون القضاء على الشجرة ،أما ما نفعله جميعا ليس سوى إعادة انتاج الخيبة فنرى الذى كان مقهورا يتوحد بصورة من كان يقهره فيصبح القهر قدرا محتوما ويصبح بأسنا بيننا شديدا ويصدق فينا قول الشاعر " إنى لأفتح عينى حين أفتحها على كثير ولكن لا أرى أحدا"



#سمير_الأمير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجيش والشعب يدُُ واحدة – بعد مضى عام هل لازال الشعار صالحا؟
- مشروعان فى مصر
- الإسلام السياسى بين فساد الاقتصاد وفساد الأخلاق
- الأقباط المسلمون والأقباط المسيحيون
- أزمة اليسار المصرى .... دوائر الخروج
- الثقافة وثورة يناير
- الثورة المصرية بين الأفراح والمآتم
- عودة -القولبة- بعد الخامس والعشرين من يناير 2من 2
- ماذا نفعل بعد عودة المكفراتية؟ 1 من 2
- اأنا أخاف من العوا... مع الاعتذار للدكتور سليم!!
- محنة الدستور
- عندما يستخدم التخلف سلاح التكنولوجيا فى تكفير الروائى علاء ا ...
- هل كل تلك الفوضى.. ثورة مضادة
- ِالثورة بين رومانسية الحلم وواقع المجتمع المصرى
- هشام السلامونى.. الرحيل إلى ذاكرة الوطن
- كيف نتجنب إعادة انتاج النظام السابق
- هارولد بنتر – قصائد ضد الحرب *** ترجمة / سمير الأمير
- -الولايات المتحدة- قصائد الشاعر الآيرلندى الشاب :باتريك تشاب ...
- نازك الملائكة- ترى ما سر البدايات الكئيبة؟
- الواقع السياسى المصرى وإعادة انتاج التخلف


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سمير الأمير - الدودة فى أصل الشجرة