أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محيي المسعودي - رحيل الفنان الاسباني -انتوني تابيس- رائد الفن التجريدي العالمي














المزيد.....

رحيل الفنان الاسباني -انتوني تابيس- رائد الفن التجريدي العالمي


محيي المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 3632 - 2012 / 2 / 8 - 00:36
المحور: الادب والفن
    


رحيل الفنان الاسباني "انتوني تابيس" رائد الفن التجريدي العالمي
محيي المسعودي
رحل الفنان الاسباني "انتوني تابيس" يوم الاثنين 6- 2 - 2012 عن عمر ناهز التسعين عاما, ويُعد تابيس رائد الحداثة في الفن التجريدي العالمي، وهو الفنان الذي ألْهم اجيالا عديدة من فناني العالم بعد الحرب العالمية الثانية، باسلوبه الفريد في تكوين وإنشاء اللوحة التي تعتمد على التراكم اللوني والحفر والتحزيز ، وكان كأنه يعمل بمخيلته النحتية على سطح اللوحة . وقد استخدم اللصق والكولاج بإضافة مواد مختلفة .
كانت بدايات تابييس يكتنفها الغموض وسط مدارس واساليب فنية متعددة ومختلفة . خاصة وانه لم تتهيأ له فرصة دراسة الفن في الاكاديميات والمدارس الفنية, بسبب فوضى الحرب العالمية الثانية ، ولكن ما أن وضعت الحرب أوزارها حتى سنحت له فرصة , وقد احسن استغلالها وذلك عندما خصصت له فرنسا منحة في التصوير (من 1950 وحتى 1951)، فتعرف خلال هذه الفترة على بيكاسو وارتبط به، وتوقف عن ماضيه "السوريالي" الذي ابتدأ منذ 1946 بملصقات متأثرة بميرو وإرنست. ومثلت هذه الفترة انعطافا اساسيا في أسلوبه، عندما اكتشف أبعاد "اللاشكلية" التي كان يمثلها كل من فوترييه ودوبوفي، والتي قادته الى نحت السطوح بطريقة سيميائية. وعندما عاد الى برشلونة أحيا لدى الجماعة التي أسسها عام 1948 وهي جماعة (دوالسيت) احيا ذلك الإحساس الذي اطلق عيه النقاد حينها "بميتافيزيقية مادة الأرض" معتمداً في ذلك على صفة "الموادية" المخبرية، وهي التي جعلت من لوحته ساحة تجريبية لشتى الملصقات، خاصة عمله على عجن بودرة المرمر والرخام والحجر باللاتيكس والفانيليك أو الفرنيش واللاك، وهذا ما سمح له في ما بعد بلصق المواد العبثية من شعور واحاسيس وهواجس الإنسان وصولا الى نشارة الخشب والعناصر الاستهلاكية.

. ولد "تابيس" في 13 ديسمبر 1923 في برشلونة أبنا لأحد الناشرين . وبدأ حياته المهنية في اسبانيا كرسام سريالي، متأثرا بالفنانين بول كلي وخوان ميرو. وفي سنوات شبابه، كان ناشطا سياسيا يعمل ضد دكتاتورية فرانكو . بعد الحرب العالمية الثانية شارك في تأسيس مجموعة فنية استمرت حتى عام 1954. في الخمسينات والستينات , عمل على خلق سلسلة من الصور، غالبا ما كانت تعبر عن بيئته المباشرة، كصورة واحدة تحتوي على سلسلة من المعاني والمضامين المختلفة المتراكبة على بعضها البعض . وكانت رسالته انذاك تركز على إعادة تقييم ما يعتبر موادا مهملة من الحياة. الى ذلك، استوعبت أعمال "تابيس" الكثير من الأحداث السياسية والاجتماعية والثقافية في ذلك الوقت. ففي أواخر الستينات وأوائل السبعينات عمق التزامه السياسي في المعارضة للدكتاتورية، والتي جاهد عبر أعماله أن يكون لها طابع واضح من الشجب والاحتجاج . تعبر أعماله خلال السنوات الماضية عن الوحشة والألم، المادي والروحي، على حد سواء, حيث تأثر بالفكر البوذي مما زاد احساسه أكثر بـضرورة معالجة هذا الألم وتلمسه، حتى يستطيع الانسان التخفيف من آثاره، وبالتالي تحسين نوعية الحياة البشرية بمرور الوقت، ومعرفة الذات وفهما أكثر وضوحا لهذا العالم المتقلب

في عام 1956 شهد الفن الاسباني خروجاً انفجارياً من خلال جماعة تابييس للعروض الخارجية التي تكللت بنجاحات استثنائية حصد خلالها تابييس جوائز عالمية عديدة بما فيها الجوائز الاممية التي تمنحها منظمة اليونيسكو ثم جوائز ببطرسبورغ، هذه الجوائز والنجاحات التي حققها تابيس عززت الفخر الاسباني بهذا الفنان . مما دفع الدولة الاسبانية الى تخصيص جناحها في "بينالي فينيسيا" عام 1958 الى تابيس ورهطه من الفانين الاسبان كصالة مركزية رحبة مفتوحة, نال على أثرها الجائزة الأولى في التصوير، ونال في المقابل توأمه شيليدا جائزة النحت . وقد كلف تابييس عام 1983 بتصميم نصب بيكاسو في برشلونة .
وتمثل اعمال وتجربة تابيس رمزا للفن الاسباني , والنموذج الأول الذي يحتذى، وقد عوض تابيس عن ضياع فرصته في التعليم، بتأليفه العديد من الكتب التنظيرية عن الفن واهتمامه بالفلسفة وتأسيسه داراً للنشر, محققاً بذلك مقولته : "لا يمكن للفنان أن ينعزل في برجه العاجي عما يجرى في ساحة العلوم والفلسفة والسياسة" وإذا كان تابيس منذ 1945 يصوّر بوابات غرناطة متأثراً بالثقافة الأندلسية ومحاريبها الروحية فلا شك أنه تأثر بنقيضها الفلسفة البوذية حول سيطرة الفراغ والصمت والخواء والعدم وهذا التأثر اعطى لسطوحه الرملية والإسمنتية وتشطيباتها السادية معنى الذاكرة الجيولوجية وعوامل الزمن من الحت والتثليم .



#محيي_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسيون ومراقبون ومواطنون يقيّمون أداء الحكومة المحلية في مح ...
- الشعب يريد حسم قضية الهاشمي والبدء بحسم كل قضيا الجريمة والف ...
- ثقافة الطفل ... المحتوى, الاتصال, التواصل
- ديوان رئاسة الوزراء العراقي يثير جدلا وخلافا جديدين في مجلس ...
- -جامعة دول الخليج الاسرائيلية الامريكية- تُطيح بالجامعة العر ...
- دعوة لأعلان جمهوريات وممالك العراق المستقلة
- قناة الحرّة الفضائة.. هدر للمال العام الامريكي وانتهاك لشرف ...
- قراءة في مهرجان أدب الطفل - الاول- في محافظة النجف
- عدم فصل السياسة عن الادارة في مجالس المحافظات العراقية, باب ...
- هل تركيا واسرائيل في صراع على المنطقة العربية, ام أنّهما شري ...
- الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلَّم .. فطرة, تدوّن ذاكرة المكان ...
- المتاحف ادوات اتصال جماهيري بين اجيال الشعب الواحد المتعاقبة ...
- امريكا والدول الغربية -وصبيانها- من الحكام العرب يريدون اسقا ...
- العراق يستطيع الرد على الكويت وايران ولكن ... !!
- عقيدة -المخلّص- ومعركة -هرمجدون- وراء الاحداث العربية الراهن ...
- العرب عازمون على قتل العراق, وامريكا وايران تتصارعان على لحم ...
- النجيفي .. علاوي .. وللسقوط السياسي بقية ..
- تَمَيّز
- الجندي الذي مات قبلي
- انتفاضة الشعوب العربية , مشروع يُشرف ويُسعد العرب في اوله وي ...


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محيي المسعودي - رحيل الفنان الاسباني -انتوني تابيس- رائد الفن التجريدي العالمي