محمود جلبوط
الحوار المتمدن-العدد: 1072 - 2005 / 1 / 8 - 10:43
المحور:
الادب والفن
إلى أين الرحيل ؟
تنفجر الذاكرة, ويتوالد من راحتيها طرق قد يمة تود ي إلى باب الأحبة الأصيلة, إلى الحزن السّاكن فيها. تنفجر الذّاكرة, فتود ي إلى دروب جد يدة يدخل
الجيل الآتي ويغلق على الأحبّة فينفتح تاريخ تعرفه العامّة, فيه الأصالة والذ ّكرى الجميلة, فيه تواضع و نضال يوميّ, ومخزون من الآلام والآمال,
والأحلام.
فلما الرّحيل؟ أستحلفك بحقّ العمر الّذي صنعته هناك في سراد يبهم, إلى اين الرّحيل؟ في الذّاكرة تنهض أسطوريّة قلب صمد على تعب, نام على عشق
الوطن حتّى آخر خفقة, استيقظ على حبّ النّاس حتّى آخر شهقة, وأجّل الموت ردهاَ وأعاد للحقيقة سطوعها, عابراَ بخفّة فوق الإشارات الممنوعة
متجاوزاَ كلّ الممرّات الإجباريّة.
فلما الرّحيل؟ أضقت ذرعاَ لتغاد ر عبر طرقات تتمايل وشوارع تنكسر وجدارات تتهاوى في زمن يصبح العهر رأس السياسة, وتسحق رصاصات الإرهاب
رؤوس الأطفال, تصاد ر حتّى الأحلام في طيّاتها؟
لما الرّحيل؟ أسخرية أم خوف ممّن حوّل الوطن إلى د م حار كبضاعة فائضة عن حاجة السوق الأمريكية/ الإسرائيلية, قرّر بأنّه تجاوز مدّة الصّلاحيّة
فسكبه فوق أرصفة المد ن بأدواتهم الدكتاتورية.لما الرّحيل يا رفيقي؟ فما زال أمامنا مشوار من النّضال طويل .
#محمود_جلبوط (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟