حكمة اقبال
الحوار المتمدن-العدد: 3629 - 2012 / 2 / 5 - 00:11
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
اعلن المالكي حكومتة الثانية بعد تسعة اشهر على الانتخابات البرلمانية ، وكانت ناقصة لتسمية كافة الوزارات فمنحت بعضها وكالة لبعض الوزراء من نفس الكتل السياسية حسب نظام المحاصصة ، وتم تكليف هوشيار زيباري بوزارة المرأة وكالة . ضمت التشكيلة الاولى سبع وزراء دولة منهم بشرى حسين صالح من حزب الفضيلة .
وفي تبريراته لعدم اكتمال الوزارة قال المالكي : ( لقد طلبت من جميع الكتل السياسية ترشيح نساء للوزارات ، ولكن لم ترشح سوى امرأة واحدة لذلك انا مضطر لتأجيل تسمية بعض الوزارات لترشيح نساء لها ) ، وقال ايضا ( لن أحضر البرلمان مالم تمنحني الكتل السياسية ترشيحات لهن ) ، ولكنه لم يقول لماذا لم ترشح دولة القانون اسماء نسائية للوزارات من بين 22 نائبة في القائمة ، أو من خارج القائمة النيابية من النساء الكثيرات اللواتي لديهن من الكفائة ، أفضل من بعض ممن استوزر .
ولأن من لايقول الحقيقة ينسى ماقاله ، فقد استكملت التشكيلة الحكومية في شباط 2011 ، وظهر اسم ابتهال كاصد كوزيرة دولة لشؤون المرأة ، وهي وحدها كانت الاضافة النسوية ، وكعادته لم يف المالكي بوعده ، ولم تعلن اسباب اختياره لها بالذات ، حيث لم يُعرف عنها نشاط سياسي او مدني ، ونشاطها الاكاديمي محدود ، كما تشير سيرتها الذاتية في موقع الوزارة على الانترنت .
ومثلما كان رد المنظمات النسوية شديدا لعدم منح المرأة مناصب وزارية ، كان هناك ردود افعال شديدة من هذه المنظمات نتيجة توصيات اللجنة العليا لنهوض المرأة حول تحديد نوعية الملابس التي يجب ان ترتديها الموظفات اثناء العمل ، اثر اعلان كتاب وزارة النفط الى الموظفات ، الامر الذي يتعارض مع فقرات الدستور في الحرية الشخصية . وفي معرض ردها على الموضوع ، اثناء مقابلة معها في صحيفة المدى منشورة في يوم 26 كانون الثاني الماضي اخترت الفقرات ادناه :
- قالت انها مع وجود مفوضية مستقلة للمرأة على ان تعمل مع الوزارة ، ويجب انتظار ان تصبح الوزارة ذات "جنطة " ، ( يبدو انها تستعمل جنطتها الخاصة ) ، لماذا الوزارة بدون "جنطة " أصلا ؟ ومتى ستصبح ذات "جنطة " ؟ هذا مالم تقله ابتهال كاصد .
- اشارت الى ان ماصدر عن اللجنة في 22/9/2011 هي مجرد توصيات للوزارات ، لكنها لم تشر الى كتاب الامانة العامة لمجلس الوزراء في 17/10/2011 ، الذي اختفى من الانترنت .
- نص التوصية يقول ( ضرورة الالتزام بالزي المناسب للعمل ) ، أليس هو هذا التدخل السافر بعينه ؟ ومن يقرر ماهو المناسب ؟
- تقول انها شاهدت في الاردن زي موحد للموظفات ، وهناك بعض الدول المتقدمة تفرض البدلات الغامقة للرجال ، لكنها لم تتجرأ بالقول اسم واحدة من هذه الدول .
- اشارت الى جمال زي مضيفات الطيران ودعت الى الحذو مثلهن ، وهي لاتعرف ان الزي الموحد جاء لتمييزهن عن الركاب عندما كان ركوب الطائرة مقصورا على الاغنياء فقط حينذاك ، وهن فئة قليلة العدد قياسا لموظفات وعاملات الدولة الاخريات .
- قالت ان التوصيات بالاجماع ، وان كتاب وزارة النفط صادر من عضوة اللجنة أسيل ابراهيم ، كأنها تريد القول لاتحاسبوني وحدي في المشكلة وقد نسيت انها رئيسة اللجنة .
- قالت انها ضد المساواة لأن المرأة ستخسر الكثير عند مساواتها بالرجل ، ومن جديد لم تخبرنا ماذا ستخسر المرأة ؟
- قد ذكرت في المقابلة ( سياق يعمل به في اغلب العالم المتقدم اداريا ) , ( بعض الدول المتقدمة ) ، اذا كانت الوزيرة تستفيد من تجارب الدول المتقدمة لماذا لاتسأل نفسها عن سبب المساواة التي هي من اسس بناء تلك الدول المتقدمة ؟ ربما لاتعلم ان في الدول المتقدمة لاتوجد وزارة لشؤون المرأة ، والسبب معروف . صديقة عزيزة نبّهت الى ان عدم موافقتها على المساواة هو حنث باليمين الدستوري عند استيزارها .
- من حقها ان تؤمن بقوامة الرجل ، ومن حقها ان تخبر زوجها عند الخروج من البيت ، لكنها لم تخبرنا ماذا ستفعل اذا رفض زوجها خروجها في يوم ما ، لأن والدته ستزورهم ، وعليها تحضير الكليجة ؟
في موقع الوزارة الالكتروني نقرأ نشاطات متنوعة ، يجمع بينها سؤال واحد ، وماعلاقة وزارة المرأة بالامر ؟
- وزيرة المرأة تزور عددا من مدارس الرصافة للاطلاع على الواقع التعليمي وسير عمل الامتحانات .
- وزيرة المرأة تدين القصف التركي الايراني على الحدود العراقية في اقليم كوردستان .
- وزيرة المرأة تطالب بالاسراع في انزال القصاص العادل بحق مرتكبي مجزرة موكب الزفاف في التاجي .
- وزارة المرأة تمثل العراق في حوار الشباب العربي بالجزائر .
في بيان أصدرته الوزيرة باركت للمرأة العراقية عدم شمول وزارتها بالترشيق الحكومي واعتبرته دليل على الارادة السياسية لمجلس النواب والحكومة في دعم المرأة وايمانهم بدورها الفعال ، ولم يشر البيان لماذا لاتتجسد هذه الارادة السياسية بان تكون للوزارة حقيبة مثل الوزارات الاخرى ، كأنها كانت تريد القول ( تم استجابة دعائي وبقيت وزيرة ) .
الترشيق الحكومي شمل الوزيرة الاولى بشرى حسين صالح ، التي لم يذكرها احد في يوم ما ، بأن خسرت الوزارة ومقعدها النيابي ، وضاعت عليها المشيتين .
بعد بضعة أيام سيمضى على جلوس ابتهال كاصد على كرسي الوزارة ، التي بدون "جنطة " عام كامل ، وبالضبط في يوم 14 شباط ، عيد الحب ، عليها الاجابة على الاسئلة التالية :
- لماذا اختارها المالكي هي بالذات دون غيرها من الناشطات السياسيات والمدنيات والاكاديميات لشغل هذا المنصب ؟
- هل تشعر نفسها مؤهلة للاستمرار في هذه الوظيفة ؟
- لماذا لايوجد غيرها من النساء في عضوية الحكومة ؟
- ماهي ، بالارقام ، النتائج الملموسة التي حصلت عليها المرأة خلال عام ؟
- كم عدد النساء اللواتي ساعدتهن الوزارة للانتقال من نسبة 23% تحت خط الفقر الى مستوى الفقر ، شوية فوق الخط ؟
- كم عدد النساء اللواتي حصلن على عمل بمساعدة مباشرة من الوزارة ؟
- كم عدد القوانين والقرارات ، بالارقام ، اصدرتها الحكومة لصالح تطوير وضع المرأة الاقتصادي والاجتماعي والمهني والثقافي والتعليمي والصحي ؟
- كم عدد منظمات المجتمع المدني المهتمة بالنساء حصلن على مساعدات مباشرة ، مادية وغيرها ، من الوزارة لتطوير عملها المباشر مع النساء ؟
- كم عدد النساء ، بالارقام ، استفدن من برامج مكافحة العنف ضدهن ؟
- ماهي خطط وزارتها للسنة القادمة ، بالارقام ايضا ؟
ستحضر الوزيرة استجواب امام البرلمان بطلب من خمسين نائبة على خلفية توصيات لجنتها وتصريحاتها ، وامامها دعوى قضائية اقامتها منظمات نسوية ضد توصياتها . هذا هو التعبير الصحيح من قبل ناشطات المجتمع المدني ، ومن يساندهن ، لمواصلة العمل من اجل ان تحقق المرأة العراقية حقوقها ومطالبها العادلة ، كباقي ابناء الشعب ، وللحركة النسوية العراقية تاريخ مجيد ، وستحتفل اقدم المنظمات النسوية ، رابطة المرأة العراقية ، بذكرى تأسيسها الستون في العاشر من آذار القادم ( قبل ان تولد الوزيرة بثلاثة عشر عاما ) ، وعسى ان تتذكر الوزيرة هذه الذكرى في كلمتها بمناسبة يوم المرأة العالمي في الثامن من آذار القادم ، وتستضيف المالكي ، كما فعلت في العام الماضي .
لدي صديقة عزيزة اسمها ابتهال ايضا وتحمل شهادة الدكتوراة ايضا ، ولكنها تختلف عن الوزيرة بانها مدافعة قوية عن حقوق المرأة والانسان والديمقراطية ، تحية لصديقتي ، وتحية للناشطات من اجل حقوقهن ، وتحية لكل نساء العراق ، ولأن المرأة والحب صنوان ، فألف تحية لعيد الحب ، لكل اشكال الحب ومنها حب الوطن .
#حكمة_اقبال (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟