لحسن وزين
الحوار المتمدن-العدد: 3628 - 2012 / 2 / 4 - 14:57
المحور:
الادب والفن
حدث ما لم يكن في الحسبان فبمجرد ما قطع اللسان حتى انفجر مكبوت الكلام المترسب في الأعماق والمتراكم عبر الحقب والأزمان فما كان سيخرج بالتقسيط وبالمقدار المعلوم الذي يسمح به المخزن أفسحت له الآن عملية القطع مسارب الاندفاع كالسيل من عل، وعندها تعالت أصوات غاضبة في فضاء المقصلة في السب والشتم لأهل الحال الذين سقط الكثير منهم مغمى عليه من هول الصدمة المباغتة، بينما التف هزيم الكلام العاصف المتدفق كأسياخ النار من اللسان المقطوع حول رقبة الباشا البغدادي إلى أن جحظت عيناه، وانعكس ذكاؤه المتقد على تبان مكتنزته في باقة براز تقيأته سافلته . والغريب في الأمر أن الكلام المتحرر من اللسان كانت له الشدة والقوة والحدة في انتشاره كعدوى في سماء مراكش، فأصيب الجميع بحالة من الصراخ الأقرب إلى الاحتجاج الممزوج بالتمرد على صمت الخنوع والخضوع المخدر للحد الفاصل بين الجثث والرؤوس. لم يتمالك احد نفسه من الصغار والكبار ..الرجال والنساء ..هرول الجميع صوب الساحات يصرخون...
- في كرشنا جوعتونا ..في فمنا قمعتونا
- يكفينا ما سكتنا ..يكفينا ما سمعنا
- نتكلمو ولا نموتو
- الحرية لا بد سوا اليوم سوا غدا
وفجأة امتلأت السماء برؤوس بشرية وهي تجرب جمال وسحر التخلص من ثقل الجثث التي تشدها إلى الحفر ونتانة المؤخرات الممتلئة بكوابيس لقمة العيش وحشو المصران . هناك في الأعالي الرحبة للأفق المبين ومهبط الهام الوحي المترفع عن الجثث تنافس عشاق الكلام على نسج أسطورة حياة الرأس المقطوع
ملحوظة = هذا ما حدث بعد قطع لسان حكاية الرأس المقطوع ووجب الاعتذار لمحمد برادة على هذا التطفل في الاضافة
#لحسن_وزين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟