أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وليد يوسف عطو - الدعوة الى المباهلة بين محمد ووفد نجران















المزيد.....

الدعوة الى المباهلة بين محمد ووفد نجران


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 3628 - 2012 / 2 / 4 - 14:51
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


جاءت كلمة المباهلة من الجذر ( بهل ) وتعني في العبرية ( ارهب ) , وفي السريانية بمعنى ( هدا ) , ( طمان ) , وفي العربية بمعنى ( لعن )
واذ ا كانت لشخص واحد تسمى ابتهالا اما ا ذا تمت بصورة جماعية فتسمى مباهلة اي ( ملاعنة ) . والالتجاء الى المباهلة مشروع عند اهل السنة والشيعة معا . والسبب الرئيسي في تشريع المباهلة عند الشيعة هو لارغام اخوانهم المسلمين الاخرين على الاعتراف بهم .
الهدف من المباهلة هو لاظهار العدالة والحقيقة بين الناس عن طريق توكيد الحقيقة اما بالقسم او بالمباهلة . والمباهلة هي شعيرة خاصة للملاعنة الشرطية المتبادلة وجاء ذ كرها في القران في سورة ال عمران :
( فمن حاجك فيه من بعد ماجاءك من العلم فقل : تعالوا ندع ابناءنا وابناءكم , ونساءنا ونساءكم , وانفسنا وانفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكا ذبين ) .
والمؤرخون والمفسرون قد اجمعوا على ان هذ ه الاية تتعلق بالمناقشة التي دارت بين محمد وبين نصارى نجران سنة 10 هجرية -631 م وان الخمس اشخاص كما وردت في الاية هم : الحسن والحسين ( ابناءنا ) , وفاطمة ( نساءنا ) , وعلي ومحمد نفسه ( انفسنا ) .
موجز الرواية :
1 – لما امتدت الدولة الاسلامية الناشئة الى اليمن , ارسلت نجران وفدا سياسيا الى المدينة في شوال سنة 10 هجرية , وكان يتكون من 70 فارسا منهم 14 من الاعيان , والثلاثة الرؤساء : العاقب ( نقيب المهن المدنية ) , السيد ( مدير القوافل ) , والاسقف ( الاسقف ومفتش المدارس والاديرة , وعلى اتصال بالدول المسيحية ) , وجاء هذ ه الوفد للتفاوض مع محمد .
2 – وكانوا يرتدون الديباج , واتصلوا بالشعب , وسمح لهم محمد بالدخول في مسجده للصلاة متجهين نحو المشرق .
3 – فلما اجتامعوا مع محمد لامهم على الاعتقاد بالوهية المسيح ودعاهم الى الاسلام , واحتدمت المجادلة فاقترح عليهم محمد المباهلة بان يتلاعنوا صبيحة الغد
4 – فلما تشاوروا , جاء الرؤساء المسيحيون في الميعاد ليعلنوا تخليهم عن المباهلة ويصالحوه .
5 – والشروط التي قبلوها هي ان يؤدوا كل ستة اشهر 1000 حلة ثمن كل حلية اوقية من الفضة ا و40 درهما . وان يقدموا اذ ا ارسل المسلمون حملة الى اليمن 30 درعا , 30 رمحا ,30 بعيرا ,30 فرسا ( وفي رواية للصنعاني , جلودا) . واذا بعث محمد اليهم رسلا فليضيفوهم شهرا على الاكثر . وفي مقابل هذا سيكونون في حماية الدولة الاسلامية تضمن لهم اشخاصهم واموالهم وعباداتهم , والا يدفعوا عشورا ولايؤدون خدمة عسكرية ولانفقات جند , بشرط الا ياكلوا الربا ولا يتعاملوا به .
6 – ووقع هذا الاتفاق من جانب المسلمين , ابوسفيان حرب زعيم قريش والامويين , وغيلان بن عمرو , ومالك بن عوف النصري والاقرع بن
حابس التميمي الحنظلي , والمغيرة بن شعبة الثقفي, والليث . ومن جانب المسيحيين يذكر السجل اسماء شهوده . والمصادر الشيعية تضفي على الرواية وعلى المكان الذي كان من المفترض ان تتم فيه المباهلة اجواء اسطورية ماخوذة من تجلي المسيح على الجبل كما ورد في انجيل متى وكذلك منظر النبي موسى وهو يستلم الوصايا من الله على الجبل .
بعض المؤلفين يرون في الدعوة الى المباهلة نوع من الضغط السياسي والانذار النهائي الذ ي وجهه محمد لوفد نجران لتحديد موقفهم . وعلى العكس من ذلك نجد الشلمغاني يصور نصارى نجران على انهم كانوا يعملون على تحويل الحج عن الكعبة , وذلك بعقد تحالف بين الدولة المسيحية من بيزنطة والغساسنة والحيرة حتى الدول الخمس الافريقية المسيحية ( الحبشة , وعلوه , والنوبة , وزغاوه , ومريسة , على النيل ) .
الدور الاقتصادي لنجران
كانت نجران هي المركز الوحيد لصناعة النسيج في الجزيرة العربية , وهذا هو السبب في ان معاهدة سنة 10 هجرية بين محمد ووفد نجران اشترطت ان تقدم نجران كل سنة الفي حلة من الديباج المطرز بالذهب . كما كانت نجران المركز الوحيد الذي كانت الاموال فيه في يد المسيحيين , لافي يد اليهود كما كانت الحال في الحجاز . وهذا هو مصدر عداوة نجران لليهود كما يؤكد ماسينيون , عداوة نجدها عند الوزراء الحارثيين في القرن الثالث الهجري . ومن المعلوم ان سعر العملة في المدن الاسلامية كان يتوقف على مستودعات الثياب الثمينة في اسواق خاصة تسمى ( القيساريات ) . ونجران هي الاصل في هذا كله ووظيفة العاقب ان يقوم على تنظيم هذه العملية . ويرى لامانس ان المعاهدة جرت بين ندين احدهما صناعي ( نجران ) والاخر عسكري ( المدينة ) . فلما صارت المدينة عاصمة الامبراطورية الاسلامية اي دولة الخلفاء الراشدين فانها كانت تزيد في مشترياتها من الثياب الثمينة من نجران , وبازدياد هذه غنى ازدادت تبعيتها للمدينة .
كانت الدولة الاسلامية تشتري سنويا من نجران الكسوة التي توضع على الحجر الاسود في مكة . وكان هذا الرسم يدخل ضمن السقاية , اي العناية بالحجاج , وكانت السقاية للعباس , عم محمد وذريته وكانت ام العباس هي اول من وضع كسوة . وهذه المهمة اثرت منه اسرة العباس اثراء بالغا , وجعلها على صلات تجارية بعاقب نجران , ثم بصهره وخليفته الذي اعتنق الاسلام , وهو يزيد بن عبد المدان الحارثي الدياني .
النتائج السياسية للاتفاق
لقد كانت المعاهدة النموذج الاول ( للامتيازات ) ( حسب تعبير ماسينيون ) التي يسرت للطوائف المسيحية في الدولة الاسلامية البقاء فيها طوال ثلاثة عشر قرنا نظير دفع جزية .وقد اراد محمد ان يستغل ( استسلام ) النصارى لصالح الدعوة الاسلامية فيقال انه ارسل فورا بعد ذلك الى نجران واليا هو فروة بن مسيك بن الحارث كما عين امير لبني الحارث الذين اعتنقوا الاسلام . لقد كان من النتائج السياسية الحقيقية للمعاهدة , امان الغالبية المسيحية وازدهارها الاقتصادي لقرابة عشر سنوات حيث قام عمر بن الخطاب بعد ان اصبح خليفة بتهجيرهم من نجران . وفيما يتعلق باسرة عبد المدان اصبح احد ابنائها قويا كل القوة بعد اعتناقه الاسلام , وهو صهر ووارث عاقب نجران المسيحي , ورئيس صناعة النسيج ومالية البلاد , بينما اخوه الذي خلفه اصبح صديقا بل قريبا للعباس , عم محمد في المدينة وتولى ادارة الاموال اللازمة سنويا للحج الى مكة , فصارت لاسرة عبد المدان قوة اقتصادية لانظير لها في بلاد العرب والعراق , وكانوا القاعدة للمؤامرة العباسية للمطالبة بالخلافة كما يكتب ماسينيون .
في الختام يبقى ان نقول ان ماسينيون يسمي وفد نجران تارة بالنصارى وتارة بالمسيحيين ونحن نعلم ان نجران كانت على الاغلب على المعتقد المستقيم حيث الفرق النصرانية تختلف عن المسيحية الرسمية .
المصدر :
الموضوع منقول باختصار وبتصرف من بحث بعنوان ( المباهلة )للعالم الفرنسي د . لويس ماسينيون . ترجمه الى العربية وضمه الى ابحاث اخرى – عبدالرحمن بدوي في كتاب ( شخصيات قلقة في الاسلام ) – ط2مزيدة – الناشر دار النهضة العربية – القاهرة – مصر - 1964



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجارة البغاء عبر الحدود
- الغنوصية المسيحية
- جدلية الامة العربية و الامة العراقية
- بين تزييف التاريخ و التراث وتزييف الوعي
- سلمان الفارسي رمز للموالي في الاسلام ,ج2
- الكنائس المسيحية - الصهيونية
- يهوه ليس هو اله يسوع
- سلمان الفارسي رمز للموالي في الاسلام , ج1
- جمورية النبي
- ضاع العراقيون بين برشلونة وريال مدريد
- الجنس في مجتمع يثرب
- جنة الملحدين
- اليوم أعلنت عليكم الحب
- البحث عن يهوه واشياء اخرى
- اكذوبة الدين الواحد
- لصوص الله .. الجزء الرابع والاخير
- لصوص الله .. ج3
- لصوص الله..ج2
- تاثير الاعلام البصري
- لصوص الله ......... ج1


المزيد.....




- وزارة الصحة في غزة تكشف عن آخر حصيلة للقتلى خلال 295 يوما من ...
- قتلى وعشرات الجرحى في هجوم صاروخي بالجولان.. وإسرائيل تتهم ح ...
- الرئيس الإسرائيلي: حزب الله -قتل بوحشية- أطفالا في الهجوم عل ...
- حزب الله ينفي ضلوعه باستهداف مجدل شمس الذي أدى لمقتل وإصابة ...
- إيطاليا: إعادة فتح -طريق الحب- في الأراضي الخمس بعد سنوات من ...
- هل كانت أوكرانيا تخطط لضرب العمق الروسي دون علم أمريكا.. اتص ...
- إسرائيل تتوعد برد قاس وحزب الله ينفي مسؤوليته عن استهداف مدن ...
- أردوغان: تركيا تنتظر اعتذارا من محمود عباس
- وزير الداخلية الإسرائيلي: الرد على قصف مجدل شمس لن يكون أقل ...
- مجازر غزة..هل يسعى نتنياهو لإطالة الحرب؟


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وليد يوسف عطو - الدعوة الى المباهلة بين محمد ووفد نجران