أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مصطفى محمد غريب - وزارة شؤون المرأة العراقية لا تمثل المرأة العراقية















المزيد.....

وزارة شؤون المرأة العراقية لا تمثل المرأة العراقية


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 3628 - 2012 / 2 / 4 - 12:03
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لو أن التصريح حول حقوق المرأة ومنع التنورة القصيرة والأحذية الضيقة والألوان المبهرجة والتأكيد على تبعية المرأة للرجل بشكل مطلق وعدم المساواة بينهما، لو هذا التصريح لرجل مهما كان سياسياً أو رجلاً دينياً أو مسؤولاً حكومياً أو قائداً عسكرياً لما نطقنا بأي كلمة أو اعترضنا، لأننا تعودنا على مثل هذا الهراء الفاسد ومقاصده، ولوقارنا بين الدول التي تمنح الحقوق والحريات وتسن قوانين المساواة النسبية والى أي مدى وصلت المرأة في هذه النسبية في الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية بما فيها الترشيح لرئاسة الجمهورية أو أي منصب عالي في الحكومة لعرفنا أن بلادنا التي تعاني عدم المساواة بين حقوق المواطنين كم هي متخلفة عن ركب الحضارة والتقدم بينما يطلق عليها من قبل الحكماء والعالم اجمع أنها بلاد مهد الحضارة الأولى التي علمت البشرية حروف الكتابة وأول القوانين ومشاريع الري والعجلة وغيرها.. لكن أن يصدر كل ذاك الحديث من امرأة، وأية امرأة! وزيرة لشؤون المرأة في العراق فهي الطامة الكبرى والمأساة الأكثر قهراً، لقد تذكرت وأنا أشاهد البعض من الصور حول مظاهرات نسائية تندد بالفكر الظلامي والدكتاتوري وتطالب بالحقوق المتساوية والحريات والديمقراطية صورة جميلة لفتاة لا تتجاوز العقد الثاني وبجانبها أخرى بعمر متقارب مع نساء أخريات هذه الفتاة كانت تحمل لافتة خط عليها شعار " ربّي مخك قبل اللحيّة " شعار ثقيل في عمقه الثقافي والمعرفي وصورته الأكثر وضوحاً في فهم متطلبات الحقوق النسائية واحترام العقل الإنساني الذي شيد هذه المعمورة الجميلة وهذا الصرح من العلم والتقنيات والالكترونيات والاختراعات والسعي لاكتشاف الفضاء، لكن في هذا الصدد ماذا نقول للوزيرة التي كان من المفروض أن تتحمل وزر مسؤوليتها التاريخية تجاه المرأة العراقية المسلوبة الحقوق أصلاً في بلد تتعرق فيه مفاهيم العبودية النسائية، هل نقول لها وللجنتها، المفروض بك أن تربّي مخك قبل إن تكوني مسؤولة ووزيرة حكومية؟ أن تعرفي حقوقك الحقيقية قبل أن تتحملي مسؤولية حقوق النساء العراقيات؟
وهذا لا يعني يا ابتهال كاصد الزيدي أننا نقف بالضد مما قلت حول خروجك من البيت للعمل وإخبار زوجك فهذه قضية شخصية وطبيعية حتى الرجل الذي يعرف واجبه البيتي والإنساني يقولها لزوجته أثناء خروجه للعمل أو لأي غرض كان على الأقل من باب المسؤولية بعدم القلق عليه ومعرفة مكانه.
لقد ضاعت الكثير من المقاييس الجيدة والحميدة المتعارف عليها فليس من المعقول وهو اغرب من الخيال أن تقف امرأة وزيرة ومسؤولة في لجنة تسمي نفسها " اللجنة العليا للنهوض بالمرأة " تقف بالضد من نهضة المرأة العراقية وتتخذ قرارات مضحكة بدون دراسة أو تمحيص ومن جملة هذه القرارات قراراً يلزم الموظفات بالزي المناسب الحكومي وكأن موظفات بلدنا يرتدين " مايوهات البكيني أو يلبسن الفاضح من الملابس" وليس هذا فحسب بل ترفض الوزيرة المساواة بين الرجل والمرأة ولكن بعبارة شيطانية ذكية " بين الجنسين " وإن حوسبت عليها سوف تخرج من مخرج الجنسين، وفعلاً لا يمكن جسدياً المساواة ما بين جسد الرجل الذكر والمرأة الأنثى وهي احد قوانين الحياة والطبيعة التي جعلت بينها اختلافا واضحا، والاختلاف حتى في الواجبات والوظائف البايلوجية والجنسية ، لكن أن ترى الوزيرة بأن المرأة العراقية ناقصة عقل وعليها أن تقاد بشكل أعمى من قبل الرجل فهنا الكارثة والطامة الكبرى، فالوزيرة التي من المفروض أن تكون مع المرأة العراقية وتدافع عن حقوقها ومظلوميتها تصبح بقدرة المخ اللاحضاري بالضد من المرأة فتقول " أنا ضد المساواة، لأن المرأة سوف تخسر الكثير عند مساواتها بالرجل، أما القوامة فانا أراها صحيحة، وأنا كوزيرة ( على أساس أنها رائدة فضائية وأنها فلتة زمانها وهي تعرف أنها جاءت في زمن المحاصصة الأغبر!! ) لا أزال عند مغادرتي الدار أو الذهاب إلى مكان آخر أخبر زوجي ".. نعم يا ابتهال كاصد الزيدي مثلما قلنا سابقاً ليس من المعيب أن تخبر الزوجة زوجها وهذا الواجب يقع على عاتق الرجل إذا كان يحترم نفسه وأهل بيته...الخ أما أن لا تعترفي بالمساواة فهذا شأنك وعائد لك فلا تفرضيه على الأخريات.
لقد أظهرت توصيات " اللجنة العليا ( لتخلف المرأة !!) في وزارة شؤون المرأة وفق الكتاب المرقم ( 8376 ) بتاريخ 18 / 12 / 2012 الذي عمم والذي احتوى على جملة من الممنوعات السخيفة مدى الاستخفاف بالمرأة العراقية كانسان يشكل نصف المجتمع التي أثبتت خلال جميع العقود قدرتها النضالية على تحمل المسؤوليات الجسام كافة
1ـــ الاجتماعية وهي تربية الأجيال وتقدمهم
2ـــ الوطنية والطبقية، ولم يقتصر دورهن على لبس التنورة أو البنطلون والأحذية الضيقة والقمصان المبهرجة بل حملن شرف الدفاع ليس عن حقوقهن فحسب بل حقوق الشعب العراقي فدخلن السجون والمعتقلات وتعرضن لأبشع أنواع التعذيب بما فيها الموت وحملن السلاح كأي رجل حمله، وقاتلن بشرف وتضحية كتفاً لكتف مع الرجل من اجل لقمة العيش ومن اجل الحريات وتحقيق العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان وهي اليوم تتحمل المسؤولية المضاعفة في واقع مأساوي مرير من حيث التخلف والنظرة القاصرة اللاانسانية فضلاً عن الملاحقات والحصار والأوضاع الأمنية المضطربة، وتأتي الوزيرة لتختزل كل ذلك في قرارات ليس لها الحق في تعميمها على النساء وبالامكان كحرية شخصية أن تلتزم هي بها شخصياً ولن يعترض عليها احد، وكما هو معلوم أن كل الذي دعت له الوزيرة لم يكن موجوداً لا في السابق ولا في الوقت الراهن لأسباب في مقدمتها الأوضاع المأساوية التي يعيشها الشعب العراقي، ولكن على ما يبدو أنها نست نفسها عندما جعلتها الآمر النهائي حتى بالنسبة لأذواق الأخريات وحرية الاختيار وإذا كان البعض من المسؤولين على حد قولها قد اشتكى فذلك مرده لقصورٍ فيه وانه يحتاج إلى تربية المخ قبل أن يتحمل المسؤولية في الدولة، لأن الدولة ومؤسساتها ليست بالمُلك الخاص له أو لأجداده وغداً مثلما لفظ التاريخ من المسؤولين الحكوميين بالمئات الذين كانوا يعتقدون أنهم يمتلكون كراسيهم إلى الأبد سوف يلفظ من لا يرى الحقيقة بان العالم يتطور ويتقدم ليس بمحاربة حقوق النساء والتنورة القصيرة والبنطال والحذاء الضيق وتبعية مطلقة للرجل بل بالعلم والثقافة والمعرفة والعمل المخلص الشريف.
بكل صراحة نحن نقف مع جميع النساء العراقيات ومنظماتهن ومنظمات المجتمع المدني وندين هذا الموقف الشاذ ونعتقد أن مثل هكذا وزارة وبوجود وزيرة لا تمثل إلا نفسها وهي بالضد من مصالح النساء يجب أن تلغى لأننا وجميع الوطنين العراقيين الذين يهمهم تحقيق الحقوق الكاملة للمرأة العراقية ومساواتها مع الرجل في قضايا الانتماء الفكري والسياسي والعمل والاجور والحقوق التقاعدية وغيرها، وعلى الرغم مما قيل عن الاعتذار والتنكر وهذا ديدن البعض " عندما يرى الحديدة حارة " نستهجن قرار ما يسمى اللجنة الوطنية العليا للنهوض بالمرأة العراقية التي ترأسها الوزيرة ابتهال كاصد الزيدي ومن الأفضل أن نسميها اللجنة العليا (لتخلف المرأة العراقية ).. وفي آخر المطاف نقول لا يوجد في أكثرية دول العالم من أصدر قراراً بالزي الموحد وكذبة الزى الموحد في الأردن كذبة مفضوحة إما قضية مضيفات الطائرات والتشبيه بهن هو الجهل بعينه تماماً إلا اللهم في عرف دولة الوزيرة ابتهال كاصد الزيدي لأنها على ما يظهر فوق الحكومة والدستور العراقي وبخاصة المادة ( 14 ) التي تقر الحقوق وتعترف بالمساواة ولكن هل تعترف الوزيرة بالدستور أم!..



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هو عداء إيراني تاريخي أو عداء آخر؟ .. أم ماذا؟
- مفهوم وحدة الدولة العرقية بين الحقيقة والادعاء
- حديقة بغداد الغيبية
- الجيش العراقي والتناقض ما بين الماضي والحاضر
- غبار لغلق الحكمة في التبصير
- أهداف التصريحات الطرزانية الموجهة!
- إلى متى يجري السكوت عن جرائم حكام تركيا ؟
- دمشق الحبّ والزيتون
- عام 2012 والفقر صفة ملازمة للأكثرية من العراقيين!
- هل الدعوة لحل البرلمان وإجراء انتخابات نيابية مبكرة تنهي الأ ...
- لماذا لا ترد أملاك الذين استولى عليها النظام السابق ؟
- هل وصل الصراع إلى حد الاحتراب واللاعودة؟
- العقلية المتخلفة التي ترى وجه المرأة فرجها في المجتمع
- صدى هبوب الغبار
- ديمقراطية راسبوتين بوتين والانتخابات الروسية الأخيرة
- نزعة التخبط السياسي والتطرف بالرأي يؤدي الى الجمود
- إذا أردنا التجديد والتغيير وقيام الديمقراطية الملتزمة فعلى ا ...
- معاني الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن
- 1 إدراك تسابق الوقت
- هل تُنسق الحكومة العراقية مع طهران بخصوص سكان اشرف؟


المزيد.....




- العلاقات خارج الزواج وإقامة الفندق.. وزير العدل المغربي يشعل ...
- متلازمة تكيس المبيض.. معاناة كبيرة لكثير من النساء
- ألم يحن الأوان بعد لرفع الرقابة على الحياة الخاصة للأفراد؟ “ ...
- المرأة الحامل في الحر الشديد.. مخاطر تهدد صحة الجنين
- تردد قناة وناسة بيبي Wanasah TV الجديد 2024 على نايل سات الن ...
- التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 2024 في الجزائر الجر ...
- الجامعة العربية تطلق حملة «احميها» للتعريف بخطورة العنف ضد ا ...
- الآلاف في البرازيل يحتجون على مشروع قانون يجرّم الإجهاض
- مسؤولة أممية: ما يجري في غزة حرب على النساء
- -ضحايا صامتات- لجريمة الاغتصاب.. أوكرانيات يتحركن ضد جنود رو ...


المزيد.....

- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مصطفى محمد غريب - وزارة شؤون المرأة العراقية لا تمثل المرأة العراقية