جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3625 - 2012 / 2 / 1 - 22:44
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
رابعا لم يخلق الانسان ليقرأ و يكتب بل ليسمع و يتكلم و لانزال نرى كثيرمن الناس لا تحب القراءة و الكتابة لانها في الحقيقة تعتبر كفاءات ثانوية تعلّم في المدارس ابتداءا من مرحلة الابتدائية منذ تعرف الانسان على نظام المدارس بينما الصوت قديم بقدم الانسان. لم يعلم الله الانسان بالقلم كما يقول القرآن فالنص الذي يجود و يغنى يقدر ان يصل الى قلوب اكبر عدد ممكن من الناس لانه يتفق مع طبيعية الانسان. لحد هذا اليوم تفضل الناس الموسيقى و الافلام على الكتب لانها توصل رسالتها مباشرة الى المستمع و المشاهد و هي علاوة على ذلك مريحة فمثلا تستطيع ان تسمع و تغمض عينيك او حتى ان تنام عندما تستمع الى صوت يدعوك اليه.
خامسا تستمع الناس لتجويد سور القرآن غالبا في مجموعات مما تؤدي الى خلق محيط مشحون بالحماس و توفر نشوة التمتع بخبرة جماعية كالتي يعيشها جمهور مشاهدي لعبة محبوبة مثل كرة القدم.
سادسا يمكن للمجود بفضل صوته و موسيقية نغمة بعض المقاطع ان يعيدها مرارا و تكرارا دون ان نمل بينما قراءة نفس المقطع اكثر من مرتين يعتبر مملا. اضافة الى ذلك ترتفع بعض المقاطع بسبب تكرارها و اعادتها يوميا الى مقام نصوص ازلية الهيه مقدسة لا تستطيع الوصول اليه لو كانت للقراءة فقط. لاحظ الطاقة الكامنة في الاعادة و التكرار و كيفية تنشيط ذاكرة الانسان الى الموت.
سابعا عندما نتفحص القرآن تقع عيوننا على خط يختلف عن الخط المستعمل في الكتب المدرسية على سبيل المثال و انه ليس خط خاص بالكومبيوتر ايضا اي ان الخط يترك انطباع نص متميز يختلف عن بقية النصوص و يحفظ داخل علبة او غطاء. يفتح كثير من الاطفال عيونهم على خط القرآن قبل المدرسة.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟