ناصر قوطي
الحوار المتمدن-العدد: 3625 - 2012 / 2 / 1 - 12:43
المحور:
الادب والفن
- ها أنذا جئتك ، عارياً ، مسلوخا ً يامولاي ، أيها المبصر الوحيد ، جئتك من عالم فقد البصر والبصيرة ، جئتك ساعياً وأنا محمل بمليارات من الحيف والخسارات ، ردني اليّ ان قدرت ، فإن روحي توشك أن تفيض .. يا أبتي انني أنزف ، جراحاتي تعفرت بسباخ الناس والمدن ، وها أنا بين يديك شاكياً إليك منك ..!
- ............!!!
- لِمَ الصمت يامولاي ، وأنت المفوه الوحيد ؟
- انه الهم يامُريدي ، عدم الفهم الذي حاصرني في زمني ، ولكن قل لي مِمَ شكواك أنت ، ولِمَ كل هذه المرارة واليأس ..
- من قولتك " ولما رأيت الجهل في الناس فاشياً تجاهلت حتى ظن أني جاهلُ "
- كيف كان ذلك ..؟
- كان لقولتك القول الفصل ، وقد تطابقت مع عصري ، مع الناس الذين أعرفهم ، حتى بت نكرة لكثرة الجهل المستشري في زمني ..
- لكنني أيضا عانيت ذات الجراح حين دونتها ..
- انهم يوصمونني بالغفلة والجهل ، وهم لايعرفوك ، ويتكاثرون مثل وباء فتاك ، ماذا أفعل ..! .. ارشدني أيها المرشد ..
- لست طبيباً في عصرك ، وان لم يعرفوني ، لكنني سأدون لك خطاطة ان اعتمدتها ستنجو من هؤلاء ..
/ ارتكن الى وحدتك ترى نفسك /../ تجرع مرارتك تجد منجاتك /.. /دوِّن سِفْرك ستكون/
- وما نفع هذه الوصايا ياشيخ ، مادمنا راحلين في النهاية مع القافلة ..؟
- النجاة من رشح القافلة والتقولات .. السَفر إلى الداخل .. والفناء في الذات ..
قال شيخ المعرة ذلك وحدق بعينين ثابتتين ، ثاقبتين ، وبعد ان أطلق حسرة ربت على كتفي وهمس بألم .
- زمنك أعمى ، فدون لوعتك مثلي ولاتسل ، لاتسل كي تنجو من زمنك ومنهم ..
- ..........!!!
- احتط لنفسك .. انسج شرنقتك .. ابتعد ما استطعت وكن رهين محبسك ، وان سعوا إليك ، فادفع مزاليجك حتى لايصبك رذاذ تقولاتهم .
- ..........!!!
- ابحر في يم الكلمات .. ففي الكلمات السر الغامض والعلاج الناجع الذي لايدركه إلا المبصرون .. أغلق بابك ولاتدع منفذا للمتطفلين .. .. همس بذلك وأغلق الباب دوني ، وكنت أراه عارياً ،مسلوخاً من زمنه .
#ناصر_قوطي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟