خديجة آيت عمي
(Khadija Ait Ammi)
الحوار المتمدن-العدد: 3624 - 2012 / 1 / 31 - 22:10
المحور:
الادب والفن
ثم غادرت محطة بريكستون على أن ألتحق بالعمل مشيا على الأقدام. والحقيقة أنني كنت في غاية التعب، إذ استيقظت هذا الصباح في وقت مبكر جدا و وجدت نفسي على الساعة الثالثة في وجه إنسان تربطني به علاقة روحية ـ كما يقال ـ لنتحدث في أمور الوطن الحزين و في أمورأخرى.
فرحت للمغامرة رغم إحساسي بالتعب ، و وجدت نفسي اخترق زحمة السوق منتقلة إلى الضفة الأخرى حيث الهدوء.
كان الشارع طويلا ، نادرا ما تخترقه سيارة أو حافلة عموم ، حيث رُصّت جوانبه بأشجار طويلة تصل السماء .
كنت أمشي في خطى متثاقلة ثم ألقيت نظرة خاطفة على ساعة الموبايل كيلا أتأخر عن موعد العمل ، إذ كثيرا ما أسهو بين الأزقة بحثا عن الزمن الضائع ، لأتدارك نفسي هائمة فأجدني ألهث دون مراعاة لأحد وسط الزحام .
كان الجو معتدلا مقارنة بحرارة لا تطاق مررنا بها خلال اليومين الأخيرين ، مما أضفى على النزهة شيئا من المرح .
أخذت أقترب بعد أن أصبحت معالم كنيسة كاثوليكية لم أتمكن من حفظ إسمها تظهر في وضوح ، دنوت أكثر و إذا بصندوقين مليئين بالكتب وضعا أمام الباب الرئيسي لحديقة الكنيسة علها تستقطب المارة الراغبين في اقتنائها بالمجان ، فلقد سبق لي أن أخدت كتبا من هناك .
ثم واصلت الطريق بخطى مسرعة أكثر أدقّق في الأمكنة التي كنت أعبرها ، إذ غالبا ما تحدث تغييرات في مكان ما دون أن يشعر بها أحد.
أخذ الجو يبرد شيئا فشيئا و معه ترتعد الأشجار ، ثم سرعان ما لفت انتباهي شخص ما ، يرتدي بدلة رمادية حاملا جريدة في يده قد تكون " التايمز " أو " الغارديان " . كان وحيدا ، علّه ينتظر شيئا ما . بنفس المكان وقف أربعة أشخاص آخرين لا شك أنهم قد تعرفوا عليه ينتظرون حافلة تقلّهم إلى العمل.
توقف الباص رقم 3المتجه نحو "وستمنستر " Westminster بالمحطة ، ركب الواقفون ، وركب "سترو " الحافلة دون أن يكترث لأحد و دون أن يكترث له أحد بعد أن وضع بطاقة السفر "الأويستر" Oyster على الآلة ليدفع ثمن رحلته الصباحية إلى العمل.
إنه جاك سترو..
تولّى السيد سترو مهام سياسية كمستشار و شغل مناصب عليا و لا يزال ليكون وزيرا للداخلية و وزيرا للخارجية و سكرتير الدولة لوزارة العدل و رئيس مجلس " الكومنز " چوممونس و ووووو وهو لا يزال في ريعان الشباب.
#خديجة_آيت_عمي (هاشتاغ)
Khadija_Ait_Ammi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟