اكرم البرغوثي
الحوار المتمدن-العدد: 3624 - 2012 / 1 / 31 - 16:47
المحور:
الادب والفن
يجيء صباحٌ يحمل رائحة المطر
يحمل نكهة ياسمين يشرب ماء
يخصب عند أوانه بشذى
قبل أن تأتي بكامل أناقتك في الصباح؛
قولي،
لأغتسل بصابون نافذ الرائحة
لألبس ورق التوت ثانية
أو ألبس أحدث ما لديّ
ولأمشط شعري ولا أفرقه
ولأترك كل حواسي بالتساوي
ترتب أثاث المنزل وتحتفي بقدومك
جماعة، وبمفردها
لأتركها تنتظر على مفرق الطريق وباب بيتي
سأردع كل حاسة أن تشك بمجيئك
سأحرص أن تلمس أصابعي
برقة أصابع كفك عند السلام
وسأعتذر لخشونة يدي
سأعتذر من عينيك السوداويين إن خجلت
حين بلهفة تلاقيها عينايّ
وسأعتذر عن يديّ إن سكبت الشاي خارج الآنية،
ولم تنتبه،
سأعتذر بحكمة عن بائع الورد إذا لم يأت
أو لم لأسمع ندائه
سأحرص أن أكون أنيقا
وأن أثير انتباهك بكل ما أوتيت من لباقة
وسأفتح النافذة حين أشعل سجائري
قبل أن يغطي الثلج مساحة بيضاء
ويصير المدى أبيض ويكسو نافذة الطريق
قولي،
لأستطيع أن أرتب كفناً لائقاً للفراشات الصغيرة
لأحسدَ العصفور على قلة أمانه
لأحسده على حبة القمح في منقاره جائعاً
يأوي للعش ليطعم فراخه الصغيرة
ويمضي من جديد ليبحث عن حبة أخرى
قبل أن تغسلي اسمي من ملح يديك أخبريني
لأعدّ النبيذ الأحمر
وأسكبه في الكأس الأخير
لأكتب في الدفتر الوحيد آخر سطر
تلك نهاية الحكاية
وأغلقه
لأنتحب وحدي في الليل
ولأكتب مرثية لتقرأ على مآذنَ تصلبني
ليحمل وجهك وهو يتوارى من المخيلة
قوافيّ الغفران وسجع الخطابة
ليغفر للحب وللخطيئة وللنوافذ وللأبواب
أني كنت هنا
وأن قلبي يتيما بقي هنا
وحدك ما كنت وما بقيت هنا
#اكرم_البرغوثي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟