أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طاهر مرزوق - السرقة حلال فى الإسلام ( 2 )













المزيد.....

السرقة حلال فى الإسلام ( 2 )


طاهر مرزوق

الحوار المتمدن-العدد: 3623 - 2012 / 1 / 30 - 23:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إستكمالاً للموضوع عن السرقة الحلال فى الإسلام التى يروج لها رجال الدين بفتاويهم العصماء، حيث أباحوا سرقة أموال البطاقات الإئتمانية الإسرائيلية بأعتبارها صادرة من بنوك غير مسلمة، وبالطبع فإن رجل الدين المسلم عندما يفتى بفتوى فهو يكون قبلها قد أستخدم عقله ومعارفه للتراث الدينى الإسلامى وآراء الفقهاء المختلفة منذ سنوات الإسلام الأولى وحتى اليوم، ثم يخرج لنا بالحكم الفقهى لإباحة سرقة أموال غير المسلمين.
ولدينا مثال آخر لفقيه مسلم سعودى مشهور لم يكتفى بفتاويه لجمهور المسلمين، بل أفتى لنفسه بالسرقة وهنا لم يسرق من الكفار أو من غير المسلمين أو الذين يعيش معهم فى أمن وسلام، بل أفتى لنفسه بسرقة كتاب كاتبة سعودية دون تأنيب أو وخز الضمير، وهى قصة مشهورة لكن الكثيرين يحاولون التكتم عليها درءاً لسمعة رجل الدين وليس درءاً لسمعة الدين الذى يؤمن به، نحن نتكلم عن القضية التى رفعتها الكاتبة السعودية سلوى العضيدان والتى أتهمت فيها الداعية الإسلامى السعودى عائض القرنى بالأعتداء على حقوقها الفكرية بعد أن أكتشفت أن الداعية الإسلامى سرق كتابها الذى نشرته بل وأهدته له، وقد حكم القضاء لصالح الكاتبة سلوى العضيدان وقضى بتغريم الداعية السعودى عائض القرنى مبلغ 330 ألف ريال سعودى، وسحب كتاب القرنى المسروق لا تيأس من الأسواق ومنعه من التداول لأنه سرقه من شخص آخر وأعتدى على حقوقه الأدبية.
فى دهاليز تلك القضية أكتشفنا أن الداعية الإسلامى لم يقتصر على سرقة الكتاب وهو جهد إنسانة آخرى بل حاول إسكاتها ورشوتها بالمال الأمر الذى رفضته الكاتبة السعودية، وعندما نجد أن داعية إسلامى يتكلم عن العدل والتقوى والأخلاق ويطلب من الناس أن تتمثل بأخلاق الإسلام، كيف يمكن أن يصدقه الناس بعد أن أصبح مثالاً للإنسان المسلم عديم التقوى والأخلاق؟
هنا أحاول أن أفهم موقف المسلم من إنسان كهذا سمح لنفسه وهو فى قمة الشهرة الدينية أن يسرق وأن يقدم رشوة؟ هل سأل المسلم نفسه: ما هو موقف الإله الذى يعبده من إنسان داعية مثل عائض القرنى؟
هل يمكن أعتبار داعية مثل هذا قدوة وأسوة حسنة للمسلمين؟ والمصيبة الكبرى أن بقية الدعاة والشيوخ المسلمين لم يتعبوا أنفسهم فى التعليق على الموضوع حتى لا يسيئوا إلى زميلهم فى المهنة الدينية مهنة رجال الدين التى تفيض ذهباً، فى الوقت الذى يعيش البسطاء فى الفقر والمشاكل اليومية التى لا حصر لها وسيستمرون رغم ذلك فى طلب فتاويه ويتناسون جريمته لأنه مسلم أخيهم فى الإسلام!!!
هذه النماذج الدينية تبرز لنا نقاط الضعف فى هذا الفكر الدينى الهذيل الذى يثبت مع مرور الأيام وأستمرار البحث والتنقيب فيه أنه فكر بشرى لا علاقة له بأى قوى غيبية لعدم وجود تلك القوى الغيبية وهى مجرد أحلام بشر يريدون بها السيطرة على مقدرات البشر ويجلسون على كراسى الحكم والقيادة، كراسى الفتوى والوعظ ليجلبوا لأنفسهم الإحترام والشهرة والمال.
أتمنى من القارئ الكريم أن يحاول إعمال عقله وفكره بكل هدوء ليبحث عن الفكر الحق الذى يفضح كل أقوال الأديان ورجال الدين الذين جعلوا البشر مجرد لعبة فى أيديهم يلعبون بمشاعرهم ويجعلونهم يخرجون من المساجد مملوئين بكل مشاعر البغض والكراهية ضد الآخر لدرجة أنهم يرتكبون كل جريمة وهم متيقنين بأن الإله الغيبى سيغفر لهم بل وسيدخلهم جناته المليئة بحور العين، تلك الأوهام الغيبية ستظل تعمل عملها فى نفوس كل مؤمن بالأديان الغيبية، لأن المؤمن أغلق عقله عن التفكير الحقيقى وترك كل شئ لرجل الدين يعظه ويفتيه فى كل صغيرة وكبيرة، هكذا وقعت البشرية فى مصيدة الأديان، لكن هناك من أستعملوا عقولهم وخرجوا من تلك المصيدة وهناك البعض الآخر ما زال متمسكاً ومتعلقاً بالأوهام مقدساً أساطير لا وجود لها فى عالم الواقع والحقيقة.
هل سنستمر فى ترك عقولنا حتى يستبيحها الأذكياء ويسرقونها ويستخدمونها لأغراضهم الدنيوية والدينية، أم سنستيقظ ونبدأ فى أستخدام تلك العقول لأستكشاف ما أخفاه رجال الدين ببراعة من حقائق الأشياء؟ المنفعة ستكون فى النهاية لكل إنسان يبحث بجدية عن الحقائق لمصلحة نفسه وحياته الإنسانية.



#طاهر_مرزوق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السرقة حلال فى الإسلام
- وما أرسلناك إلا رحمةً للمصلين فى سيدة النجاة
- القبض على الله أخيراً
- أدبيات الإسلام وتحقير الآخر
- عادل إمام المسلم المثالى
- مكتبة التمدن وقعت فى هاوية التأسلم
- عيد الحب يا أهل الحب الأسود
- العنصرية المصرية بين نجع حمادى وإيطاليا
- جرائم المسلمين ضد المسيحيين
- المذابح الإسلامية أمام ضحية الحجاب
- عالم مايكل جاكسون وعالم المسلمين
- دولة الإسلام ترشو سيد القمنى
- أوباما بين أيمن الظواهرى وبن لادن
- الثورة الإعجازية والبلاغة الكتابية
- نصير الشيطان فى بلاد العرب
- أنصار الله فى بلاد العرب
- متى يصبح الإسلام خالياً من الإرهاب ؟
- حزب الله المصرى الأيرانى
- أين علماء المسلمين من إمام المسلمين
- يوم الحب والإرهاب عند العرب


المزيد.....




- الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الثاني
- الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الاسرائي ...
- إطلاق نار على قوات إسرائيلية في سوريا وجبهة المقاومة الإسلام ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد بجودة HD على جميع الأقمار الصناع ...
- بدء احتفالات الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران ...
- 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- 40 ألفاً يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- تفاصيل قانون تمليك اليهود في الضفة
- حرس الثورة الاسلامية: اسماء قادة القسام الشهداء تبث الرعب بق ...
- أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طاهر مرزوق - السرقة حلال فى الإسلام ( 2 )