أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باتر محمد علي وردم - خزعبلات الديجيتال: هل نحن بحاجة إلى - تسونامي- في العقل العربي؟














المزيد.....

خزعبلات الديجيتال: هل نحن بحاجة إلى - تسونامي- في العقل العربي؟


باتر محمد علي وردم

الحوار المتمدن-العدد: 1070 - 2005 / 1 / 6 - 10:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عجيب أمر العالم العربي واستسلامه السهل للخزعبلات والأساطير والحكايات المناسبة لقصص الأطفال ما قبل النوم، حتى لو كان ذلك ضمن أكثر أطر التكنولوجيا تطورا.
الفضائيات العربية وجدت تسليتها في مأساة المد البحري الهائل في آسيا، وبمناسبة رأس السنة الميلادية فتحت شاشاتها أمام "مهابيل ونصابين" من الطراز الرفيع ليتحدثوا عن نبوءاتهم وتوقعاتهم لأحداث العام 2005، وبالتأكيد كانت كارثة الزلزال الآسيوي حاضرة بقوة في التنبؤات.
صحيح أن السياسة كانت الطاغية في تنبؤات المنجمين النصابين، حيث انتشرت نظرياتهم حول التطورات السياسية في العالم، والتي تستحق بالفعل أن يتعامل معها بوش بجدية ويعين هؤلاء مستشارين له للتخطيط لأحداث العام المقبل، ولكن التوقعات الأكثر إثارة كانت حول الزلازل.
السادة المنجمين ربما لم يسمعوا في حياتهم بظاهرة التسونامي قبل 24 كانون الأول الماضي، ولكنهم جعلوه أساس توقعاتهم لحدوث زلزال مدمر في الأردن تعامل معه بعض الأردنيين بكثير من الخوف، حتى أن موجات تخزين الرز والطحين والمعلبات ليوم "تسونامي البحر الميت" قد بدأت بالفعل لدى البعض!
نعلم جميعا أن منطقتنا تقع على خط زلزالي ساخن، وأن نسبة حدوث زلزال في الأردن تصل إلى مرة كل 200 سنة تقريبا، وقد حدث زلزال يتذكره الأجداد في العام 1927. ولا أحد يعلم متى يحدث الزلزال التالي ، ولا أحد يمكنه تقديم بعض الحدس العلمي حول الحالة الزلزالية إلا خبراء الزلازل المزودين بأحدث الأجهزة لا النصابين الذين تأتي بهم المحطات الفضائية ليضحكوا على الناس. كما أن أي عاقل يعرف أن البحر الميت بحيرة مغلقة لا تنطبق عليها حالة المحيط المفتوح ذي التيارات العاتية كما أنها تقع على انخفاض 400 متر تحت سطح البحر!
ولكن المشكلة هي أن الكوارث الطبيعية التي تحدث بمعدلات زمنية عالية أصبحنا نعتبرها أحداثا استثنائية عند مقارنتها بأجيال البشر. لقد حدث التسونامي في آسيا بهذا الحجم الهائل قبل 230 سنة تقريبا ولكن لم تكن هناك وسائل إعلام، ولم تكن هناك كثافة سكانية في السواحل ولم يكن هناك آلاف السياح الأوروبيين يقضون إجازاتهم في تايلاند وإندونيسيا، فمرت الكارثة في السجل الإنساني بهدوء.
بعض وسائل الإعلام العربية ومواقع الإنترنت الإسلامية ربطت التسونامي مع غضب الله وقدرته وقام البعض من هؤلاء بتنصيب أنفسهم ناطقين بإسم الله مبررين لهذا الحدث دون أن يقولوا لماذا كان الضحايا من الفقراء المعدمين. بعض وسائل الإعلام ركزت على تفسيرات وظواهر ذات طابع ديني بحت، وإحدى الصور التي وصلتني عبر البريد الإلكتروني تشير إلى مسجد بقي سليما في أتشه في إندونيسيا بينما تم تدمير كل ما حوله، ولكن ماذا لو كان التفسير البسيط هو أن المسجد كان البناء الحجري الوحيد في قرية كل بيوتها من الطين والقش كما هي الحالة في الريف الآسيوي؟
كارثة المد البحري مأساة طبيعية لها أسبابها العلمية والجيولوجية، ومن الخطيئة أن يحاول البعض تفسيرها بشكل قاصر وسطحي وربطها بغضب رباني. وعندما يغيب علماء الجيولوجيا والأرصاد والمحيطات والبيئة عن الشاشة ليظهر المنجمون والأفاقون ومروجو الخزعبلات ليفسروا الكارثة نعلم إننا بحاجة فعلية إلى زلزال تسونامي في العالم العربي ولكن على مستوى العقل يجتاح معه الأساطير والخزعبلات وينظفها ليترك مكانا للعقل والمنطق!



#باتر_محمد_علي_وردم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضحايا 80 ألف شخص وألف سائح!
- البنتاجون يعترف أخيرا: العرب يكرهون سياساتنا، لا حريتنا!
- ملاحظات -ليبرالية- حول بيان الليبراليين العرب
- روسيا تنقذ كيوتو: التزام بيئي أم انتهازية اقتصادية- سياسية؟
- عندما تصل المشاكل إلى هولندا..!!
- ما هي -القيم الأخلاقية- في المجتمع الأميركي ؟
- صورة للذكرى...من الإنتخابات الأميركية
- -المستنقع العراقي- ليس بعيدا عن الأردن!
- هل أصبح الجهاد...ضد النساء الآن؟
- تركيا على أبواب النادي الأوروبي
- تحريض المجاهدين الأبطال على إحياء سنة الاغتيال
- أخلاق
- الاستراتيجية العربية الموحدة للسخافة الإعلامية!
- الإرهاب ومستقبل العرب والمسلمين في الغرب
- الفقر برئ من الإرهاب!
- -قراءة في نظرية -إبحث عن المستفيد
- الثاني عشر من أيلول 2004: لا نزال ندافع ولكننا نخسر
- كيف يتعامل الضمير العربي والإسلامي مع الجرائم بحق الآخرين؟
- إختطاف أطفال: هل وصلنا قمة الإنحدار الأخلاقي؟
- الصحوة ضد -خطف الأبرياء-: ما الفرق بين الفرنسيين والنيباليين ...


المزيد.....




- بكلفة مئات الملايين من الدولارات..ما أبرز اللحظات بحفل زفاف ...
- أردى بعضهم قتلى.. غموض بعد جريمة صادمة لأب أطلق النار على وا ...
- باكستان تعلن عن حصيلة القتلى والجرحى في الهجوم على مسجد بسلط ...
- Politico: نموذج السويد للتجنيد العسكري يجذب الدول الغربية وس ...
- يوم عاشوراء في مصر.. من المياتم والأحزان إلى البهجة وأطباق ا ...
- بايدن وترامب -مدمنان- على السلطة - صحيفة التايمز
- بيربوك تروج من السنغال للشراكة الأوروبية الأفريقية
- إعادة انتخاب المحافظة المالطية ميتسولا رئيسة للبرلمان الأورو ...
- لقطات من داخل سيارة -لادا أورا- يقودها بوتين أثناء تفقده طري ...
- حريق الغابات المميت يلتهم منطقة سياحية في إزمير غرب تركيا


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باتر محمد علي وردم - خزعبلات الديجيتال: هل نحن بحاجة إلى - تسونامي- في العقل العربي؟