أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نزار جاف - أقتلوا الاشباح














المزيد.....

أقتلوا الاشباح


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 1070 - 2005 / 1 / 6 - 10:27
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


کنت مسافرا بالقطار الى مدينة " منشنکلادباخ" وفوجئت بشاب شرقي صاحب محل لبيع الهواتف المحمولة کنت قد إشتريت منه أکثر من مرة هاتفا محمولا . هذا الشاب أيراني الاصل ومحل ولادته المانيا ومظهره الخارجي تنبأک عن شکل اوربي بحت لايمت للشرق بصلة إلا في لون بشرته و عيونه . وجلس الى جانبي وبدأنا بکلام عادي لتمضية الوقت حتى صعد للقطار في إحدى المحطات شاب ألماني في مقتبل العمر بمعية فتاة شرقية في نفس سنه تقريبا وجلسا بالقرب منا . ولم تمض فترة قليلة على جلوسهما حتى شرعت الفتاة في تقبيل الفتى وإستمرت في ذلک حتى بدأ الشاب أيضا بتقبيلها ، ومثل هذه المظاهر مألوفة عادية لذا لم أدع يؤثر على مجرى کلامنا العادي . لکن المفاجأة کانت من الشاب الذي يرافقني ، إذ بدأت علامات عدم الارتياح تبدو على وجهه ، وظننت لأول وهلة أن الفتاة قد تکون صديقته سابقا وبسبب ما إنفصلا إلا أن الشاب لم يدع للظن مجالا کي يعبث بأفکاري ، وأعادني الى أرضية الواقع حين قال وهو يلمح أليها والحنق بان واضحا في عينيه : أنا أخجل من کوني شرقيا حين أرى عاهرة کهذه !
وکان وقع کلامه شديدا جدا على نفسي حتى إنني لم أتمالک ذاتي وقلت مستفهما ومستنکرا : أنا لاأرى في الامر أي باعث للاحساس بالخجل و الاساءة للآخرين فالامر کما لو کان فتى شرقي يرافق فتاة ألمانية . وخاطبني الفتى الشرقي وکأنه يحاصرني في زاوية ضيقة بقوله : لاضير لو مارس الفتى الشرقي مثل هذا الامر مع ألمانية ولکن ماذا لو فعلت قريبة لک نفس الامر مع شاب ألماني ؟ فأجبته على الفور بما معناه : حين تعيش في کنف مجتمع کهذا فعليک تقبل طريقة حياتهم و لاأرى فرقا بين قريبة لي وهذه الجالسة بقربي في ممارسة حياتها العاطفية بالشکل الذي ترتأيه، وما إن أتممت کلامي حتى نهض الشاب وترکني من دون وداع ليجلس في مکان آخر بعيدا عني ! وسرحت مع أفکاري وفکرت بهذا الشاب و العقلية التي يتعاطى بها مع الواقع وفکرت مرة أخرى بالمرأة والنظرة الدونية لها ، تلک النظرة التي تحشر المرأة في زاوية ضيقة تحاصرها طلاسم مايجوز و ما لايجوز ! ورغم أنني حنقت على الشاب لکنني في نفس الوقت أشفقت عليه إذ ليس بالامر الهين أن يتخلص المرأ من رکام إرث فکري ـ إجتماعي ثقيل يعشعش في کل ذرة من کيانه . إن هذا الشاب و أمثاله يعانون من ترکة لاذنب لهم فيها سوى الاستمرار في نقلها الى الجيل الذي يليهم . هذا الارث هو بمثابة الشبح أو الروح الشريرة التي تتقمص الرجل کلما کانت هناک حرکة ما من الطرف الانثوي بإتجاه التحرر من سطوة إرث الاجيال ! إن التضييق على المرأة بجعلها عنوانا لقيم وهمية يتعامل بها المجتمع الرجالي هو بحق أسوأ مافي ذلک الارث المقيت بل هو أخطر مافيه . أننا مدعوون للعمل على إلقاء هذا الارث بعيدا عن أجيالنا الاتية و السعي نحو قيم أکثر سماحة و إنسانية في التعاطي مع المرأة ، ومسير الالف ميل يبدأ بخطوة واحدة !
کاتب و صحفي کوردي
مقيم في المانيا



#نزار_جاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسرح الکوردي و سبر أغوار المرحلة المقبلة
- نحو نظرة أکثر إشراقا للمستقبل الانساني
- کلام هادئ مع الراحل الکبير الدکتور علي الوردي
- عبدالجبار عباس وشئ من ذکراه
- سوريا ..البحث في المحال في الوقت المحال
- أصالة دور المرأة في المجتمع الکوردي
- الرجل المثالي جدا
- ماتحقق للمرأة في العقود المنصرمة : صفر و باليد حصان !
- لاخير في نظام فکري ـ إجتماعي يستمد قوته من غشاء البکارة
- تراجع الادب النسوي لماذا ؟
- لادين للنساء
- تغشى وجدها الارق من النسمة فکان مخاض الشعر! فينوس فايق..کورد ...


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نزار جاف - أقتلوا الاشباح