أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - ميسون البياتي - حرامية بغداد














المزيد.....

حرامية بغداد


ميسون البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 3622 - 2012 / 1 / 29 - 12:09
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


أثناء زيارتي للمكتبه عثرت على كتاب يحمل عنوان ( حرامية بغداد _ ضابط أمريكي عاشق للحضارات القديمه ورحلته لإنقاذ أعظم كنز عالمي مسروق ) . وهو من تأليف الكولونيل ماثيو بوغدانوس وزميله وليم باتريك . والكتاب من قطع كبير المتوسط يحتوي على 302 صفحه , مطابع بلومزبري . نيويورك , 2005

يذكر المؤلف أنه كان في المتحف العراقي يوم 2 مايس 2003 أي بعد أقل من شهر على سقوط بغداد يحقق في قضية سرقة المتحف العراقي ويصف الآثار المحطمه , وتدمير بناية المتحف نفسها ثم يأخذنا في رحله من معلوماته الخاصه عن حضارات العراق .

يعرج في الفصول التاليه على حياته العائلية وبعده عن أهله , وهو يتذكرهم وحده في شوارع بغداد التي مزقتها الحرب , بعد ذلك قامت مجموعته العسكريه بالتحقيقات وفتح وتفتيش المخازن ومراقبة أسواق بيع الآثار في العالم من عمّان الى زيوريخ الى ليون ولندن ونيويورك .. فأدى ذلك الى إعادة ما يزيد على 5000 قطعة آثار مسروقه .

الكولونيل بوغدانوس يتهم العراقيين بأنهم من سرق وباع آثار المتحف , وحمَّله كل ذلك التعب كي يعيد للعراق كنوزه العزيزه .. والحقيقة ليست هذه , من لا يعرف المكان ربما يصدق هذه الكذبه , لكن الذي يعرف المكان يدري بأن المتحف يبعد أقل من كيلومتر واحد عن بوابة القصر الجمهوري الواقعه في شارع أم العظام / تقاطع الشاكريه , وإذن من كان يستطيع التقرب من هذه المنطقة التي تملؤها الدبابات والمدرعات الأمريكيه ؟

من كان يستطيع حمل قطعة آثار ثقيله لو لم يكن ذلك بعلم وموافقة القوات الأمريكية الموجودة في المكان ؟ ربما فتحت أبواب المتحف لعامة الحراميه كي يدخلوا الى القاعات ويسرقوا ما تبقى فيها بعد أن أنهى ( خاصة الحراميه ) عملهم برفع التحف واللقى الثمينه وذات القيمة التاريخيه ونقلوها الى خارج العراق . وما عملية إدخال عامة الحراميه الى المتحف إلا لغرض محو بصمات عتاة الحراميه الذين دخلوا قبلهم .

أثناء مرحلة دراستي في الدكتوراه وتخصصي هو التاريخ , كنت دائمة التواجد في المتحف أو في مركز الوثائق والمخطوطات الذي يقع في بيت السويدي - بداية شارع حيفا / ساحة جمال عبد الناصر .
مركز الوثائق والمخطوطات حاله من حال المتحف لم يسلم من سرقة الأمريكان لكل الوثائق والمخطوطات الموجودة فيه وهي نفيسه وبالغة القيمه , على سبيل المثال رأيت بنفسي داخل هذا المركز نسخه من القرأن الكريم على رقاع من الجلد كتبت بيد الإمام علي بن أبي طالب الشريفه , منذ كان الحرف العربي خالياً من النقاط , هل تعتقدون ان هذه النسخة تقدر بثمن !!؟

ذات يوم بعد حوالي شهر من سقوط بغداد _ وفي نفس الفترة التي كان فيها الكولونيل بوغدانوس موجوداً في المتحف , جاء رتل من السيارات العسكريه الأمريكيه , ودخل أفراده الى مركز الوثائق والمخطوطات وطلبوا تفريغ جميع محتويات المركز في سياراتهم . مدير المركز والموظفون خرجوا الى الشارع صارخين مستنجدين بالناس من أجل حماية المركز من السرقه , حين تجمهر الناس حول المركز وبدأوا بالهتاف خرج لهم قائد المجموعة الأمريكية الذي أظنه هو نفس الكولونيل بوغدانوس مؤلف هذا الكتاب وقال لهم بكل برود : لماذا تصرخون هكذا .. أفضل من الصراخ تعالوا ساعدوا في حمل صناديق الوثائق والمخطوطات الى سياراتنا .. وسأعطي لكل واحد فيكم عشرة دولارات عن كل صندوق نخرجه .

عمليتا سرقة المتحف العراقي وسرقة مركز الوثائق والمخطوطات العراقي , عمليتان منظمتان قامت بهما القوات الأمريكيه وأخذت كل شيء الى خارج العراق , وماكان شيئاً ثميناً جداً فهو بدون أثر حتى لحظة قراءتكم لسطوري هذه , أما ما كان أقل أهمية من الآثار والمخطوطات فقد أعيد الى العراق بإعتباره مشترى من المصادر التي وصل إليها بعد سرقته وتهريبه ... ونحسبها بالعقل أكثر من 5000 قطعة آثار كم على العراق أن يدفع الى الكولونيل بوغدانوس .. من أجل شرائها وإعادتها الى العراق .

أما تأليف كتاب حرامية بغداد .. فهذا هو الذي يسميه القانون بعملية الإمعان في القتل . أن تحتل بلدنا وتسرق آثارنا .. وتعيد بيعها علينا , ثم تؤلف كتاباً تتهمنا فيه بأننا حراميه سرقنا آثارنا فهذا هو الإمعان في القتل بعينه ...
والإمعان في القتل ليس غريباً على المارينز الذين رأيناهم قبل حوالي أسبوعين يقتلون الناس في أفغانستان .. ثم يتبولون على جثث قتلاهم .



#ميسون_البياتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التصنيع الأمريكي لأسامه بن لادن وتنظيم القاعده
- مواعظ كلب أمريكي
- الشيعه الكيسانيه وتأسيس الدولة العباسيه
- الكويت - وطريق الحرير الأمريكي
- الماركسيه والحرب الكوريه
- دماء على ستار الكعبه
- حركة عدم الانحياز ودورها في العالم
- البلقان والإنشقاق الماركسي
- الأمريكان في الصين
- الحرب العالمية الأولى والبلشفيه
- الأمريكان والماركسيه
- وما أدراك ما عام 1848 ميلادي !!؟
- أنا , وقناة الجزيره , والقذافي
- كاسك ياوطن
- نزول حواء العراقية الى العالم السِفلي
- شفط حقل خورمالا
- الفتنة التي قتلت عثمان بن عفان
- أمهات الفتاوي
- الصلاة ببدلة الرقص
- عزرا ﭙاوند


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - ميسون البياتي - حرامية بغداد