المعارضة السورية و دور الضحية

ملهم جديد

الحوار المتمدن-العدد: 3621 - 2012 / 1 / 28 - 15:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

مما لا شك فيه أن الإنتفاضة السورية فاجأت النظام والمعارضة .ارتبك النظام , وهو النظام الوحيد في العالم , الذي احتقر شعبه إلى الدرجة التي اعتقد فيها أن المظاهرات ممكن أن تحدث في كل مكان , إلا في سوريا , ولذلك لم يكن من غير دلالة اعتراف ممثل النظام نفسه ,و في معرض الرد على تساؤلات حول عدم استعمال ما هو متعارف عليه ,من أدوات و أساليب معترف بها دوليا , في الرد على التظاهرات ,بأن جهاز الشرطة لا يمتلك أية معدات تتعلق بمكافحة الشغب !!!!.و الآن . وبعد عشرة أشهر ,تصرف النظام ,و مايزال ,بما يتلاءم مع طبيعته القمعية ,و لا غرابة في ذلك ,انما الغرابة كانت ستكون لو تصرف بطريقة مختلفة.أما بالنسبة للمعارضة ,فالأمر المحير , والمثير للتفكير و التأمل,هو , وبعد أكثر من عشرة أشهر,فإنها تبدو عاجزة ,منقسمة ,ولم تقدم إلى الآن برنامجا واضحا ,و مقنعا ,لما سيكون عليه الوضع بعد سقوط النظام , و يكتسب هذا الأمر أهمية كبرى , إذا ماعرفنا ,بأن قسم كبير من المواجهة بين النظام والمعارضة يدور الآن حول ما يسمى بالأغلبية الصامتة ,و إذا كان النظام لم يستطع كسب قسم كبير منها إلى صفه,فإن مجرد بقائها على صمتها ,يعتبر مكسبا كبيرا له,و خسارة أكيدة للمعارضة .فما هي حكاية المعارضة ؟!و ما هو سر هذا العجز المزمن ؟! .مما لاشك فيه ,أن المعارضة السورية ,لديها تجربة عظيمة فيما يتعلق بالإضطهاد السياسي ,لكن , وللأسف فإن تجربتها في العمل السياسي شبه معدومة . لقد أدمنت هذه المعارضة دور الضحية على مدى عقود ,و عندما حان وقت العمل الذي وفرته الإنتفاضة ,لم تستطع ,على الأقل إلى الأن,أن تخلع ثوب الضحية السلبي ,و تنخرط بشكل إيجابي و فعَال ,سواء على مستوى الإنتقاضة نفسها توجيها وقيادة , وعدم الإكتفاء بركوب موجتها فقط ,لأن انتفاضة بلا رأس قد تتحول إلى كارثة ,أو على مستوى الخطاب الموجه إلى الأغلبية الصامتة ,و أخيرا , على المستوى الدولي ,حيث يتحتم عليها الإتحاد ,على الأقل فبما يتعلق بالخطوط العريضة لتكسب ثقة المجتمع الدولي , الذي وإن كان يتعاطف معها ,إلا أن لديه الكثير من الشكوك فيما يتعلق بقدرتها على الحكم بعد سقوط النظام

#ملهم_جديد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات