مهدي بندق
الحوار المتمدن-العدد: 3621 - 2012 / 1 / 28 - 12:16
المحور:
الادب والفن
المنام
شعر مهدي بندق
هذا خِزانة ُ سرِّنا
عزّت ْ َمفاتيحُ الدخول فلم يعد غيرُ انبهات ِ
وجوهنا فوق الجدار
أسماؤنا الأخرى على أحجاره ِ
بقع ُ اختلاف ٍ واتفاق ٍ وامتناع ٍ وخداع ٍ
واختبار
ومآلنا
نقش ٌ بأقلام الهواء ِ
يطل من خلل ِ الفراغ ِ على الغبار
**
هذا محيط ُ الليل والنهار
يشدنا للغوص فيه دليلـُـنا الأعمى
بقافلة ِ الرياح ِ ..
فما هو السبب ُ ؟
لا الجسم ُ يعرف ما إجابته ُ
وليس يدري غيرَ تخليط ٍ به اللب ُّ
ونحن في قاع التوهم ِ نزدهي الغرق َ المؤكد َ ،
راحلين بظلنا في جوف حوت ٍ أو
بثقب ٍ لا نراه ُ ..
فنومنا
ألقى الرمال َ على البصائر واستدار
ونحن نحلم أننا قمنا وليس قيامـُـنا
غيرَ الفرارِ من الفرار
**
حتّام يا هذا المنام ُ تبدّل ُ صيغة َ التكوين ِ
تلهو بالفراغ و بالزحام
في مرة ٍ سمك ٌ هُوّيتـُـنا
فنبني بيتنا بالماء زيّنه الزبـَد
ومرة ً
نحن الشِباك ُ فنحبس الأشعار فينا
كي تموت بجزرها من دون مد
في ساعة ٍ نحن اليمام ُ
وساعة ً نحن السهام ْ
في لحظة ٍ نحن المحبة ُ نرتدي ضوء َ البُكور ِ ،
وليلة ً نحن الضغينة ُ في سراديب ِ الظلام
**
ماذا وراءك أيها النوم المراوغ ُ
غيرُ حلم ٍ بعده حلم ٌ يقود الخطو َ نحو المقبرة ْ
هذي هياكل ُ عظمنا فلتلتهمها في عشائك َ ،
تلك أعيننا شموس ُ العشق تحتجب ُ
إلا بصبح ٍ ليس ينسى فاحتس ِ الدمع السخين بمقلتيه ِ،
قطرة ً في إثر قطرة ْ
ليعود غيما ً كابيا ً لليل ِ ينتحب ُ
ماذا يهمك من شجون الخائفين اللاجئين لدارنا
وخِلاقـُـك التهوين ُ من وجع البرايا المستدام
ماذا يهمك من كروب ٍ نسلـُـها ُكرَب ُ
بينا الزمان ُ نديمك ُ المزهوّ ُ مبتسما ً ،
يتجرع الأعمارَ من زِق ِّ البداية ِ والختام
**
يا أيها النوم الذي
لا يرق ُّ لأنـّة ٍ من مستضام
سوف نشكوك طويلا ً
ضارعين َ : متى يكون الصحوُ يا رب َّ الأنام ؟
**
ها نحن قد جئنا إليك بآخرِ الليل ِ
جئناك نحن البائسين َ مروَّعين َ
أفواهنا غمرٌ من القول ِ
لكننا بُكـْم ٌ فمن سيجوّدُ الترتيل عن هول ِ الفراق ِ ،
القول ُ لك
جئنا بألوية ِ السـَّـقام ِ فكلنا مرضى
فأتيت َ أنت َ تعـُودنا
الوصل ُ لك
رفع الغطاء َعن العيون ِ وكان أطفأها الحلك
فالضوء ُ لك
هبط الشفاء من الأعالي فغدونا فاعلين
والفعل ُ لك
أظهرته رغم المنام يلفـُّنا وإذا بأقلام التجلي
تمحـو بسر الحرف منها كل َّ شك
**
الآن نقبل نومنا المكتوب َ ليلا ونهارا
إن كان ذاك طريقـُـنا المفضي إليك
**
لولا المنام ُ
لما انتظرنا اليقظة َ الكبرى
فهي النعيم ُ المشترك
فيها الحبيب لديك حيا ً لا يزال
فكيف في أرض المنام ِ على الظلال
يقال ُ : مخلوق ٌ هلك ؟
#مهدي_بندق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟