|
التصعيد الامريكي ضد ايران
فهمي الكتوت
الحوار المتمدن-العدد: 3620 - 2012 / 1 / 27 - 22:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نجحت الولايات المتحدة الامريكية بجر دول الاتحاد الاوروبي في فرض حظر استيراد النفط الايراني، وفرض عقوبات على مصرفها المركزي، بهدف الضغط على ايران لارغامها على التخلي عن برنامجها النووي، غير ابهة بالاثار الاقتصادية الناجمة عن هذا الاجراء على الدول الاوروبية المعنية، فالمقاطعة الاوروبية النفطية سلاح ذو حدين فبقدر ما يشكل ضررا على ايران الدولة المصدرة للنفط، سيشكل ضررا على الدول المستوردة للنفط، فالاجراء قد يسهم برفع اسعار المشتقات النفطية عالميا، مما يفاقم الازمة الاقتصادية، ومن المعروف ان ايران تصدر حوالي 20% من انتاجها الى الدول الاوروبية، وتستورد ايطاليا واسبانيا واليونان ما نسبته 75% من النفط الايراني، وتركيا حوالي 8% بينما تستورد الدول الاسيوية الصين والهند واليابان معظم الانتاج الايراني. وقد اعلنت عدد من الدول المستوردة للنفط الايراني تحفظها على المقاطعة لاعتبارات اقتصادية ، فاليونان تتحفظ على القرار كونها تحصل على النفط الايراني مقابل تسهيلات بالدفع، كما اعلنت تركيا عدم التزامها بقرار الاتحاد الاوروبي، اما اليابان والهند فقد اعلنتا عن مواقف مستقلة عن الموقف الامريكي. في حين استنكرت روسيا قرارات المقاطعة. ومن جانبها اعلنت الخارجية الايرانية أن الشعب الإيراني لن يتخلى مطلقا عن حقوقه المشروعة تحت ممارسة الضغوط والإجراءات التعسفية"، ولن يخضع ل¯مثل هذه الأساليب لافتاً إلى أن "مسؤولية مثل هذه القرارات الطائشة ومحاولة إثارة التوتر وافتعال الأزمات سيتحملها الاتحاد الأوروبي" . وقد جددت ايران تهديداتها باغلاق مضيق هرمز. وتواصل "اسرائيل" وامريكا دق طبول الحرب، وزار رئيس هيئة الاركان الامريكي الكيان الصهيوني الاسبوع الماضي لبحث الملف النووي الايراني، وجرى تأجيل المناورات العسكرية المشتركة بين البلدين لاسباب تكتيكية والتي يفترض ان يشارك فيها حوالي (10) الاف جندي وضابط امريكي، وتحشد امريكا اسطولها العسكري في مياه الخليج بقيادة حاملة الطائرات الامريكية " لينكولن" التي عبرت مضيق هرمز، وهي تحمل 90 مقاتلة، وانضمت بريطانيا وفرنسا بإرسال السفن الحربية. هذا الحشد العسكري الذي يهدد باشعال المنطقة باكملها، ليس له ما يبرره . وان ادعاء الولايات المتحدة الامريكية بالحرص على استقرار المنطقة ليس في محله، فان اساطيلها التي تبحر في المنطقة وهي محملة باسلحة استراتيجية كفيلة بتدمير الشرق الاوسط باكملة، فالتحركات العسكرية الامريكية في المنطقة تخفي وراءها اهدافا غير معلنة. منها استعراض للقوى وايصال الازمة الى الحافة، للضغط على ايران وادخالها بيت الطاعة، ومعاقبتها لمواقفها الداعمه لحزب الله في لبنان، ارضاء لرغبات المتطرفين الصهاينة، مع عدم استبعاد القيام بمغامرة عسكرية لضرب المفاعل النووي الايراني، فهي تحاول منع نجاحات تقنية لأي دولة عربية او اسلامية، حتى وان كانت للاغراض السلمية . فقد سبق ودمرت قوات الاحتلال الاسرائيلي المفاعل النووي العراقي، كما نقلت صحيفة نيويورك تايمز ان الغارة الاسرائيلية التي شنتها الطائرات الاسرائيلية على الاراضي السورية في سبتمبر 2007 استهدفت موقعا لمفاعل نوويسوري تحت الانشاء. اما الوجه الاخر للازمة ، الحرص الدائم للولايات المتحدة الامريكية على خلق بؤر توتر في العالم لكي تقدم خدماتها لمساعدة " حلفائها " مقابل ثمن باهظ، خاصة عندما يكون الحديث عن منطقة الخليج العربي، المتوقع ان تفتح خزائنها من الاحتياطات الاجنبية لتصب في شريان الصناعات العسكرية الامريكية، خدمة لمصالح الاحتكارات الرأسمالية، ولتخفيف مظاهر الازمة الاقتصادية على حساب استقرارالمنطقة، بادخالها اتون حرب مدمرة، تستنزف طاقاتها الاقتصادية، وتفتك بملايين البشر، وتدمر منجازات عشرات السنين. الغريب ان "اسرائيل" التي تملك ترسانة عسكرية نووية، وترفض التوقيع على معاهدة عدم نشر الاسلحة النووية، وتحتل الاراضي العربية الفلسطينية منذ عام ،48 وشردت الشعب الفلسطيني من ارضه، وتمارس كافة اشكال التمييز العنصري ضد الشعب الفلسطيني وابتلعت مستوطناتها اراضي الضفة الغربية، وتواصل الحفريات حول المسجد الاقصى وتحته لانشاء الانفاق، تمهيدا لهدمه وبناء الهيكل المزعوم، و تهويد المدينة المقدسة. وتشن الحروب على البلدان العربية بما يعادل مرة كل عقد من الزمن. رغم كل هذه الممارسات بحق العرب والمسلمين، لم نسمع موقفا عربيا اواسلاميا موحدا لارغام الكيان الصهيوني على التوقف عن هذه الممارسات الاجرامية. لم تجمع الدول العربية والاسلامية على موقف لارغام امريكا واروبا للضغط على الكيان الصهيوني لتطبيق قرارات الشرعية الدولية، وفشل اوباما شخصيا في وقف الاستيطان حتى لمدة محدودة، اثناء المفاوضات مع السلطة الفلسطينية. بغض النظر عن حجم الخلافات بين بعض الدول الخليجية وايران، والتي يمكن ان تحل بالطرق السلمية عبر المفاوضات الاخوية من دون تدخل الدول الاستعمارية ، التي لم تدخل ترسانتها العسكرية دفاعا عن العروبة، بل لمصالحها الاستعمارية، وشعوب المنطقة وحدهم سيدفعون الثمن.
#فهمي_الكتوت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مستقبل غامض للرأسمالية
-
خطاب الموازنة
-
لإنقاذ سورية ... مطلوب مبادرة شعبية عربية
-
البيان الوزاري لحكومة الخصاونه
-
لا جديد في السياسات المالية والاقتصادية
-
الأزمة المالية والاقتصادية وسبل مواجهتها (3-3)
-
الأزمة المالية والاقتصادية وسبل مواجهتها (2-3)
-
الأزمة المالية والاقتصادية وسبل مواجهتها (1-3)
-
الأزمة الأوروبية.. إلى أين؟
-
يوم التضامن العالمي مع ضحايا الأزمة
-
الأزمات السياسية والاقتصادية تتفاقم
-
لليبرالية المستبدة ..!
-
هل يستجيب النظام العربي لاستحقاقات المرحلة...؟
-
الايرادات والنفقات في الموازنة العامة للدولة الاردنية
-
حلول متوحشة للازمة الاقتصادية
-
إيصال الدعم لمستحقيه
-
تراجع الدولار وتآكل الاستثمارات العربية
-
ملفات الإصلاح أمام مجلس النواب
-
افتقار النظام الرأسمالي لأدوات الحل
-
الذكرى العاشرة لرحيل سليمان النجاب
المزيد.....
-
الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و
...
-
عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها
...
-
نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|