|
بلبل الأمداح النبوية في بيروت والمشرق العربي، عبد الغني الكوش- أطرب الأمراء والفقراء وترك من الدنانير واحدا..
عبدالحق فيكري الكوش
الحوار المتمدن-العدد: 3620 - 2012 / 1 / 27 - 20:24
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
الشيخ الفاضل المغفور له عبد الغني الكوش، الشهير ذكره بمداح النبـي شخصية تقية نقية من أبناء بيروت الكرام(01)، وسليل أسرة متدينة وملتزمة دينيا تربت على العلم واشتهر رجالها بالأمانة وخدمة الناس والرباط.. وعلم من أعلام آل الكوش ممن سلكوا مسلك أسلافهم، جهادا وتقوى وورعا واستقامة وزهدا وعفافا وصلاحا... من أمثال الفاضلة العذراء الزهراء الكوش أشهر متصوفات القرن الحادي عشر الهجري(20)، وسيدي علال الكوش صاحب زاوية بنواحي مدينة الجديدة (03) وسيدي الكوش دفين الخلوة بفـاس(04) وسيدي عبدالله الكـوش دفين شهدة (05) والشيخ سيدي الكوش(06) والشيخ سيدي مبارك عبابو الكوش (07) وسيدي بوسلهام الكوش (08) وسيدي علي الكوش (09) وسيدي احمد بن العربي الكـوش (10) والسيدة فاطمة الكوش(11)، والشهيد سيدي أبي محمد عبــــــد الله الكوش(12) وأبو القاسم الدرعي الكوش صاحب الوقف الشهير على مدرسة الشاطبية (13)، وسلسة من الأعلام من أهل العلم والورع والتقوى والرباط، ممن لم نتمكن من الترجمة لهم. ورغم ما صدر من مقالات قليلة عنه في بعض الجرائد اللبنانية عنه فهو لا يشفي الغليل عن هذا الرجل، ولا يحيط ولا يسبر أغوار هته الشخصية التي لم تنل حقها من الدراسة، نظير مساهمتها الجليلة في مجال تخصصها، وكبقية أعلام آل الكوش ولطبيعة شخصياتهم، التي تميل إلى الاشتغال والعمل والبذل والعطاء في الظل وقد كان كذلك بالنسبة للشيخ عبد الغني، فسجلنا له أكثر من موقف شهم، ودليلنا تلك الذرية البارة التي خلفها، ممن نهضت من بعده بالمهمات المنوطة بها، فخدمت الوطن باستماتة ونبل ونكران ذات كما أسلافها وأدت مهمتها ورسالتها خير أداء. وكما هو ديدن الشرفاء الأدارسة وأبناء عمومتهم في المغرب أو خارجه، ممن فهموا أن النسب الشريف لا يعني الانتساب إلى آل البيت طينا، بل عملا وأخلاقــا.. ولم يكن غريبا عن الشيخ الفاضل عبد الغني الكوش أن يمشي على هدي من سبقه من الأسلاف، وان يحذو حذوهم تقوى وورعا واجتهادا...، كيف لا وأجداده هاجروا منذ زمن سحيق في مهمة مقدسة وما كان ليتقاعسوا عن أدائها، ولا أن يفوتهم شرف الانضمام إلى الجيش الأيوبي الجرار ولا أن يتخلفوا عنه، والخطب جلل والنهوض إلى الجهاد الواجب شرعا: إنقاذ المشرق العربي من عدو لم يكن يرحم ، يسلب الأرض ويقتل النفس وينهب فيسرف في القتل والنهب والاغتصاب، و ما كان ليرحم صغيرا ولا كبيرا ولا أن تنجو منه الشجرة قبل الأنعام.. ضمن سلسلة حروب صليبية مؤسسة على عقيدة البطش باسم السماء، وستتوالى دون أن تنقطع، لتشتد في حقبة القرن السادس الهجري وما بعدها. فكان من حظ هذا الرجل أن يعيش زمنا لا يقل عن سابقه أهمية، الجهاد ضد الفرنسيين وإنهاء الانتداب الفرنسي للبنـــان وقد أنجب الذرية الطيبة، التي كانت في حجم ومستوى تطلعات هذا الشيخ الجليل ممن أثمر نضالها وكفاحها إلى جانب ثلة خيرة من الوطنيين من أبناء الشعب اللبناني استعادة لبنان لحريته وكسر طوق الانتداب الغاشم عنه. عبد الغني سيجد في الزاوية البيت الذي يحضن مواويله الصداحة مدحا بالمصطفى عليه الصلاة والسلام، الزاوية بثقلها التاريخي، وبمفهومها لدى الكوشيين، الإحسان والإيثار وتحفيظ القرآن والجهاد الشرعي في حالة الضرورة.. وسيلهب هذا الحضور الصوفي المهيب في شخصه مثلما سيؤثر محيطه في نفسيته، فآثر الترنم بحب رسول الله، شدوا ومدحا، من خلال نعمة وهبها الله له وهو تلك الحنجرة الذهبية، التي لم تترنم قط إلا بشدو ومدح في رسول الله. وفي بيروت حيث أسس المغاربة مجموعة من الزوايات والرباطات سيتنفس الطفل عبد الغني عبق التاريخ المغربي الممزوج بعبق التاريخ اللبناني فحدت أن التقى هذين التيارين في نفسية عبد الغني فأمطرت غيثا، فيضا من حنجرته وكان أن منحه الله الصوت الشجي والرخيم الآسر الذي سيجعله في المستقبل محط انتباه جمهور غير اعتيادي سيشد الرحال إليه من كل أقاصي بلاد العرب، من حجم الأمير عبد القادر الجزائري(14) وسواه..، فكانت رحاب بيروت تعبق بأريج الأذكار والمدائح المنبعثة من حنجرته السخية بترانيمها الصوفية ذات الجاذبية الروحية الآسرة، لترقص عقارب الزمن في بيروت القديمة ومواويل حنجرة الشيخ، رقصة دروايش مولانا جلال الدين الرومي(15). رقصة الصعود إلى السماء !
1-نشأ الشيخ عبد الغني الكوش في بيئة صوفية وتلقى تعليما تقليديا: هو عبد الغني ابن السيد الفاضل عبد الرحمان ابن السيد الفاضل محمد الكوش، ووالدته السيدة الفاضلة أمينة نجا سليلة بيت صلاح وعلم وعلماء وشيوخ، وابنة عم للعلامة المفتي الشيخ مصطفى نجا(16)، وهته المصاهرة بين بيتين عريقين ضاربة جذورهما في عمق التاريخ، سيكون ثمرتها هذا الطفل المبارك، والذي سيكون له شأن كبير في القادم من الأيام. لينشأ في بيت عريق في العلم، أصيل في النسب، قديم في الفقه والعلم، والتضحية والجهاد والورع والتقوى.. وفي جو وبيئة صوفية مثل هته، تعمر بالإيمان والورع ووسط أسرة علم وصلاح وتقوى سيرى الابن البكر لعبد الرحمان الكوش النور، من عامه 1876، أي في أواخر العهد العثماني(17)، وفي بيروت القديمة في زاروب (18) بني الكوش، الكائن بسوق العقادين القديم(19). والمعروف قديما بسوق البازركان(20) فكان أن اختار له الوالد اسما محمودا له دلالات صوفية، يجسد استمرارية التأثير الصوفي في اختيار أسماء هذا البيت، فكان أن جمع عبد الغني وألف بين شتى أنواع اليسار والغنى: الصوت الشجي الرخيم والنبوغ المبكر والنباهة، فأغنى صدره بحفظه القرآن الكريم في سن مبكرة.. فحاز عبد الغنى على نفس سليمة تواقة للعلم، محبة وميالة للخير، متسمة بالتقوى والعمل الصالح، دءوبة على خدمة بيوت الله، فاشتغل بتحصيل العلوم الدينية والشرعية منذ نعومة أظفاره معرضا عن الدنيا ومباهجها بكل جده وجهده، حتى عرف دقائق الأحكام الشرعية ولطائف المسائل الفقهية والأصولية، دون أن تكل نفسه يوما عن حضور مجالس العلم والعلماء. فكللت هته الخصال الحميدة الشيخ عبد الغني الكوش بأكاليل نورانية، وكان أن كسته هته الخصال حلة من الوقار المبكر، ومنذ صباه ونعومة أظافره عن الطفل عبد الغني، الطفل العطش المتلهف لحفظ القرآن والمداوم على حضور الصلوات ومجالس الذكر، والمتلهف لحفظ المدائح التي سيشنف الأسماع بها فيما بعد. الحريص على الحضور إلى المسجد بنظام وانتظام، الطواف للزوايا، المتربص بقصائد المدح، يستهويه هذا العالم النوراني الذي تشع منه طاقة خفية. وهذا ليس بغريب، فقد جسد عبد الغني استمرارية البيت الكوشي بتقاليده الضاربة في العراقة.
فنشأته كانت أساسا علــى التقى وهذا التقى حصن وقاه من الزلل له وله بالمصطفى ومديـــه ومن مدحه بالله قلبا قد اتصـل(21)
وسيتلقى الطفل عبد الغني الكوش، تربية دينية سيتشبع من خلالها بثقافة رحيقها القرآن والسنة، وسينهل من معين العلوم الشرعية على يد ثلة من الشيوخ الأفاضل، فتلقى علوم تجويد القرآن واللغتين العربية والتركية والحساب الخط بقلم مبري من قصب الغراز(22) يلت بالحبر الأسود على يد الشيوخ عبد الرحمان قريطم(21) وقاسم أبي الحسن الكستي(24) مثلما تلقى العلوم الدينية والشرعية عن الولي الطاهر والشيخ الفاضل الشيخ عبد الرحمان الحوت (25) نجل العلامة المحدث الشيخ محمد الحوث(26) وتأهل من ابنة خاله ثريا صالح نجا (27) ابنة عم سماحة المفتي العلامة الفاضل مصطفى نجا عام 1909(28). ونال الإجازة بدلائل الخيرات للإمام الجزولي(29) رضي الله عنه بإشراف العلماء الأفاضل: العلامة الشيخ حسين منقارة الطرابلسي(30) والشيخ العلامة محمد الخاني الدمشقي (31)والعلامة محدث الديار الشامية الأستاذ عبد الرحمن الكزبري(32)، ونال الإجازة بأوراد السادات السعدية(33) على يد الشيخ العلامة حسين بدران البيروتي، نجل العلامة والمؤلف الشيخ احمد بدران يرحمهم الله جميعا.(34)
2-تأثير الزوايا والمساجد في شخصية عبد الغني الكوش: قد شيد المغاربة الذين استقروا في بيروت في الماضي القريب والبعيد مجموعة من الزوايا، مؤسسات دينية هدفها ثقافي صوفي تربوي.. ثم بعد سقوط الأندلس استقرت مجموعة من الأسر الأندلسية هناك، لتشيد زوايا أخرى، وقد بقيت هته الزوايا قائمة ونشطة حتى عصر الشيخ عبد الغني الكوش، ونذكر منها زاوية علي القصار ومحمد المجذوب ( قرب البرلمان) وابن عراق ، ناهيك عن مجموعة مساجد أخرى كانت تتلى فيهلا المدائح والأذكار، و أضف أن بيت آل الكوش الشريف، كان في حد ذاته زاوية ومدرسة ستصقل شخصيته وتطبعها بطابعها العريق (وهم أهل الصفاء الروحي والطهارة القلبية)، ومعبد يرتفع فيه صوت القرآن والأذكار و مدائح في سيد الخلق النبي صلى الله عليه وسلم... وتأثير مؤسسة الزاوية في توجيه ميولات الشيخ عبد الغني سيكون واضحا وهو تأثير تاريخي متوارث وفطري. إذ كان دائم الرباط والتردد على الزوايا القديمة التي تعج بها دروب بيروت القديمة والتي تحيط بالمحلة التي ولد فيها، وفي زاوية ابن عراق، كما في زاوية الإمام الأوزاعي سيشدو كل ليلة بعد صلاة عشاء(35): كـــلام قديم لا يمـل سماعـه تنزه قلبي وفعلــي ونيتـــي به أشتفي من كل داء و أنــه دليل لعلمي عند جهلي وحيرتي فيا رب متعني بحفظ حروفـه ونور به قلبي وسمعتي وفعلتـي وهكذا تنقل عبد الغني صغيرا من زاوية إلى زاوية، ومن مسجد إلى مسجد، حيث تلهج الحناجر وترتفع وتعلو بالأذكار وتسمو النفوس، وحيث تعقد حلقات ومجالس الذكر و السماع، يتلقف أولى المبادئ في فن المديح طلبا للعلم، ليتنقل بصوته من حلقة إلى حلقة ومن مجلس إلى آخر مترنما بقصائد في مدح رسول الله. الأذكار التي تنبعث من زوايا بيروت ستجد لها في قلب وروح وأذن عبد الغني، مثلما أصوات المؤذنين القادمة من شواهق صوامع بيروت، إذ "قريبا من منزل عائلته كان السيخ محمد الحوت يملك دكانا، يعطي دروسا في التقوى والمعاملات وعلى بعد أمتار من ذلك البيت كانت تقام الأذكار وتتلى المدائح في زاوية ابن عراق.." (36)، "وعلى بعد أمتار أخرى كانت تنشد الأذكار في زاوية الشيخ علي القصار، وزاوية الشيخ محمد المجذوب ( قرب البرلمان) وجامع شمس الدين الخطاب والجامع المعلق وجامع الأمير المنذر حيث كانت تنشد الأذكار، ويرتفع صوت الشيخ سلامة حجازي في حفل تدشين جامع المبرور بيهم العيتناني في دار المريسة..."( 37). و"لم تغب عن الشيخ حلقات الذكر والسماع التي كانت تعقد في زاوية الشويخ ولا حلقات الذكر التي كان يقيمها شيخ الطريقة الخلوتية في زاويته بسوق أبي النصر..(38) وهكذا كانت تتسرب شيئا في شيئا هته الأذكار إلى قلب وروح مداح النبي الطفل عبد الغني الكوش، ولتمتزج وأصوات المؤذنين القادمة من شواهق المآذن كالجامع الكبير العمري وجامع الأمير منصور عساف (السراي) والمئذنة الخشبية لجامع الدركة.. مما كان له وقعه العظيم في مسامعه وأثره في نفسيته ..
3- الصوت الجميل للشيخ عبد الغني منحه شهرة في بيروت وخارجها : نساء ورجالا تميز كثير من آل الكوش في المغرب أو المشرق، بالصوت العذب الرخيم والشجي، وبحلاوته وجماله، تساهم في بروزه البيئة الصوفية والرباط المستمر في الجوامع والزوايا والاحتكاك بهما، وعبد الغني الكوش ليس الاستثناء ! وقد وقفت في قريتي الكوش بالمغرب بمدينة آسفي على ما يزيد على مئة حافظ من كتاب الله، أعداد منها تتولى الإمامة والخطابة بمساجد المغرب(39). وكما في العصر الحديث حيث مجموعة من القراء من خيرة ما أنتجتها الزوايا والمساجد الكوشية أو هي سليلة هذا البيت وعلى رأسهم الكوشي عبد العزيز الكرعاني(40)، والفاضل لعيون الكوشي(41) وغيرهم كثير..ف كان أن أطرب مداح النبي عبد الغني الكوش "القلوب" وشنف "الأسماع" وهو يجود بصوته الشجي والمؤثر.. فتسارع إليه أهل بيروت، مثلما جمهور غير اعتيادي سيشد إليه الرحال من أقاصي بلاد العرب. الزوايا العامرة بالشيوخ والعلماء والتي تصدح منها الأذكار والمدائح سيكون لها موعد تاريخي مع صوت قادم من الماضي السحيق، ذاك صوت عبد الغني وهو يتشرب المبادئ الأولى لفن المديح والسماع. قبل أن يشهد ألقه ويسحر الأسماع ويجذب الأرواح قبل كل آذان، "فكان من نعم الله تعالى عليه أن أنعم عليه بصوت رخيم شجي يجعل السامع يردد لفظ الجلالة من فرط الإعجاب وقد سخر صوته الحسن في الدعوة إلى الله وفي مدح رسول الله فلبث مدة مديدة في جامع البسطة التحتا أو جامع الاحمدين (نسبة لأحمد باشا حمدي والي سوريا واحمد البدوي (42). وأما مساء كل خميس فكان الشيخ عبد الغني الكوش" بلبل حلقات الذكر والأوراد التي كان البيارتة يتقاطرون إليها لسماع صوته الشجي"(43).
4-ارتبط عبد الغني الكوش بمجموعة مساجد منها مسجد البسطة التحتة(44): كان والد الشيخ الفاضل عبد الغني الكوش، يملك دكانا لصنع الفخار رفقة شريك له يدعى عمر الداعوق جد عمر بك الداعوق(45)، وكان عبد الغني الكوش عند عودته عصرا يمر بجامع البسطا التحتا الذي كان في طور بنائه فيدفع أكثر ما جناه من دراهم ويحمل الحجارة على ظهره ليساهم في بنائه، هذا المسجد سيكون على موعد مع التاريخ اللبناني، وسيتحول إلى صرح ديني لبناني فيما بعد، ومؤسسة دينية لها إشعاعها القوي في محيطها وتأثيرها في الشأن الديني اللبناني عامة. ومعلمة دينية لبنانية مهمة في بيروت، تنهض بالتعليم الأصيل في لبنان من خلال تحفيظ القرآن الكريم ويبلغ عدد المتخرجين منه مئة طالب سنويا. المسجد سيكون مع موعد مع الشيخ لإمامة المصلين بهذا المسجد والآذان به في سنة 1910 وإلى غاية 1944 حيث سيجمع بين وظيفة الإمامة والآذان بمسجد الصديق بجانب مرفأ بيروت، وظل مواظبا به إلى غاية وفاته رحمه الله عام 1956 (46).
5-حاز عبد الغني الكوش شرف الآذان في الحرمين الشريفين والقدس الشريف: بيروت، القدس، مكة والمدينة المنورة، ثالوث البقاع المقدسة والمحببة إلى قلب عبد الغني الكوش مثلما لباقي المسلمين، لكن كان له ما تاقت إليه نفسه وتوفر له شرف رفع الآذان من مآذنها، حظ قلما توفر لغيره، فرفع الآذان بصوته الرخيم والشجي في مآذن مساجد هته البقاع المقدسة. وسنته 1914 " سيتوجه الشيخ عبد الغني الكوش" بحرا عبر الحجز لأداء فريضة الحج مع إخوة له كرام ومن جدة نقلتهم الجمال إلى مكة المكرمة دعي فيها إلى مائدة أميرة مكة(47)"، و"نزل مكرما في ضيافة الشريف الحسين بن علي(48)"، و"أتيح له أن يؤذن في الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة(49). وفي عامه 1920 عندما وفد إلى بيروت الأمير فيصل بن الشريف حسين ليكون ملكا على سورية، استقبله الشيخ عبد الغني برفقة عمر بك الداعوق الذي عينه الملك فيصل رئيسا للدولة اللبنانية(50). و" في سنة 1946 دعاه الفنان الراحل اللبابيدي لزيارة القدس الشريف حيث خصص له برنامجا في محطة الشرق الأدنى التي كان مديرا لها (51). وهناك تحققت له رغبة وأمنية عزيزة، وهي رفع الآذان من المسجد الأقصى وزيارة أرض الأنبياء التي لأجلها ترك أسلافه الكرام جغرافيا المغرب للاستقرار في تاريخ المشرق -ولفلسطين والقدس مكانة خاصة في قلوب الكوشيين- وليتحول آل الكوش إلى أسرة متعددة الجنسيات.
6-تأسيسه عبد الغني الكوش لجمعية الإنشاد الديني:
إيلاء منه لأهمية فن المديح والسماح، وضرورة تبادل التجارب بين الأجيال وضرورة تطوير هذا الفن والعمل على النهوض به ضمن مفهوم المؤسسة، سيعمل الشيخ الفاضل عبد الغني الكوش على تأسيس جمعية "الإنشاد النبوي الشريف" عامه 1920 ميلادية(52)، وهي أول جمعية تؤسس في بيروت العامرة تهتم بفن المديح والسماح، رفقة"مجموعة من الرفاق الكرام وهم راضي شاكر وقاسم يموت والحاج عبد الرءوف الكبي وعبد الله علم الدين وحسين يموت وناجي عباس، وكان كل عقد زواج والأفراح والمواسم الدينية له فيها موضع، وظل رئيسا لها طوال حياته(53).
7-خلفت وفاة الشيخ الفاضل في نفسية محبيه وملازميه أثرا نفسيا كبيرا، ولم يترك غير دينار واحد لأبنائه !
بعد رحلة حافلة بالعطاء، عرج فيها صوت عبد العني إلى السموات السبع وتجاوز الحدود الواقعية، مثل أسرى بأرواح محبيه إلى العالم العلوي، عالم حب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وبعد أن قضى حياته المليئة والمشهودة بالمواقف، وبعد أن شهد تحقيق أمنية عزيزة طالما راودته، هبوب رياح الحرية على وطنه، وانعتاقه من ربقة الانتداب الفرنسي، لبى الشيخ نداء الباري عز وجل واسلم الروح إلى باريها يومه الخميس 8 رجب من عامه 1371 الموافق ل6 نيسان من عامه 1952، عن عمر يناهز الأربعة وسبعين وسنة. وان انصرمت كل هته السنوات عن غيابه فمازال حضور عبد الغني يؤثث المكان، وما زال الأصدقاء مثلما الأبناء مخلصين لذكراه. وقد ترك المغفور له مداح النبي ذرية صالحة تمشي على خطاه وهدي أسلافه، ذرية بارة وخدومة مفطورة على معالي الأمور وهم ثمانية أبناء: الحاج عبد الرحمن والحاج مختار والمربي الأستاذ منير وفريد وغازي والحاج أيمن وحليمة ومحمد. والطريف أن الشيخ لم يترك غير هته الذرية ودينارا واحدا، في إشارة قوية تحمل من الدلالات والمعاني والحكمة الشيء الكثير، على أن الذرية هي الثروة الحقيقية لا سواها ! وكان أن خلفت وفاته في نفسية محبيه وأسرته وقعا كبيرا، وكان يوم وفاته مؤثرا ترجمتها نصوص رثاء مجموعة من الشعراء ترجمت لواعج الفراق والشعور بالحزن على الفقيد الراحل الشيخ عبد الغني الكوش، فقيد المدح النبوي والإنشاد الديني.
القصيدة الأولى يقول فيها الناظم عبد القادر البربير في رثاء صديقه مداح النبي عبد الغني الكوش:
لما قضى عبد الغني المجتبــــــــى في شهر رجب شهر الهدى والمنه وهو الذي بالعلم و الأخلاق قـــــــد كانت له من الخطايا جنــــه و في مديح المصطفى و آلــــــــه كانت له بين البرايا سنــــه والموت حق بني الكـــــــوش ولا رأي لمن أبدى عليه حزنــه رضوان قد نادى بتاريخ حــــــلا عبد الغني سيد بالجنــــه
سنة 1371 هجرية الموافق للخميس 4 نيسان 1952
وفي قصيدة أخرى يقول نفس الراثي:
أودع أحبابي واني لــــــم أزل متخلفا عنهم كما سمح الأجــــل فمنهم وفي صادق الوعد كامــــل وخل يواليه الوداد بلا خلــــل ومن رام مني أن أمثل ذاتـــــه فعبد الغني الكوش يغني عن المثـل له وله بالمصطفى ومديحــــه ومن مدحه بالله قلبا قد اتصـــل فنشأته كانت أساسا على التــــقى وهذا التقى حصنه وقاه من الزلــل وكان صبورا في مكافحة الـــــدنا وكان شريف الخلق والقول والعمل وكان جليس الأكرمين مكـــــرما وإذا روى ما لوغا إليه بلا مــلل وأنجب أولادا وقد صار شانــــهم مناجاته بالروح دوما وبالمقــل فعام مضى عن موته وهو بيننـــا وعن طيب ذكراه ليسا لنا حــول لقد غاب عنا راجيا عفو ربــــه و ســار إلى دار الأماني بلا وجل فحل مقاما بالخلود مؤبـــــــدا بجنات عدن لابسا اشرف الحلــل
-وفي قصيدة ثالثة:
عبد الغني هو الغنــــي تقاه بيد العالميـــــن هذا الذي قد عاش فـــي دنياه عيش الصالحيـــن أنا من كنت من أحبابــه وهو حبيب أبي شهيــن لم أنسى أياما مضـــت باللود والحب المتيــــن لم أنس آنا أنهـــــا وبها أعود وأستعيــــن ولت فأصبح حكمهـــا في حكم يوم الأربعيـــن ففقيدنا أمضى الحيـــاة بمدح خير المرسليـــن وهو الشغوف بحبـــه وعليه وافاه اليقيــــن والنفس منها لربهـــا رجعت لدار المتقيـــن المتقين العابديـــــن الراكعين الساجديــــن والخالدين بجنــــة، ما بين ولدان وعيـــن نال السباق وها أنـــا أمشي وراء السابقيــن لا بد ألحقــــــه و أحظى بالأحبة أجمعيــن إن غاب لاح سنــاؤه وخياله للناظــريـــن من عينه آثــــاره دلت على خير البنيـــن إذ كل ابن ب قد حكـى، عبد الغني بكل حيــــن. ليلة الاثنين في 17 من شعبان 1371، عبد القادر البربير أبو الأمين فيما جادت قريحة الناظم الأستاذ حسين ميقاتي(54) بقصيدة مؤثرة يوم وفاته، ترجمت مشاعر وحجم الحزن على فقدان صديق من حجم كبير، صديق اسثنائي:
سكت البلبل الذي كان يشدو في فسيح الربى بصوت شجي فشكت هجره الرياض وحنت لصدى ذلك الهزار العصــي إيه عبد الغني يا نور فضـل كنت تبدو ككوكــــب ذري ما ذكرناك في المجالـس إلا عطرت فيك مثل عزف شـذي يا ربيب الهدن وخدن المعالي وتقيــا ما مثلـــه تقــي وحبيب المختار احمد طــه لك كنز العطا بمد النبـــي لك روح في رفرف الخلد سعى فيه تلقى اعز عيشي هنـــي يا بني الكوش للمنايا كؤوس مترعات يسقى به كل حـــي فالسعيد السعيد من يتوخــى خيــر زاد للعالم الأبـدي يوم لبى نداء مولى البـرايا صاح رضوان مرحبا بالولـي وباهل الجنان ارخت زهو بلقاء الحبيب عبد الغنــــي الناظم الأستاذ حسن ميقاتي يرحمه الله يوم وفاة ودفن عبد الغني الكوش في يوم الخميس الواقع في 6 نيسان عام 1952.
__________________________________________________________________________________ 01- حسب وثيقة بعث بها الينا الفاضل الحاج مختار الكوش. 02- العذراء الحسنة البهية والفريدة المتفردة في توجهها الخالص إلى الخالق جل وعلا السعيدة زهرة الكوش، هي بنت الشيخ الكامل سيدي عبد الله الكوش ابن مسعود السيدة الفاضلة الناسكة الصالحة المباركة الزكية الطاهرة الفالحة السالكة مسلك الأخيار، المعمرة أوقاتها بالصلوات والأذكار العارفة الكبيرة، التقية الشهيرة كانت من أهل القدم الراسخ في العرفان، ومن أهل الولاية الظاهرة، كانت رضي الله عنها من أولياء الله المتبعين، والنساك الصادقين، العارفين، ولها قدم راسخة في ذلك" عاشت في نهاية القرن السادس عشر وبداية القرن السابع عشر الميلادي، وتوفيت سنة 1020 من الهجرة،وضريحها شهير بمراكش على أعتاب الكتبيين، الزهراء نشأت في بيئة جزولية، وتشبعت بمبادئ وقيم والدها وزاويته، وعاشت عن قرب نكبته وتشريده، كان بيت والدها مجاورا لمسجد الكتبيين بمراكش، وبه أقامت إلى أن توفيت، ذكر أكثر من مصدر أنها أشهر متصوفات القرن الحادي عشر، وجميلة وورعة ولم تتزوج قط وأعرضت عن الزواج، سمع بجمالها السلطان السعدي زيدان بن منصور، فرغب الزواج بها فأعرضت عنه وسجنت ثم أطلق سراحها بعد تدخل مجموعة مجموعة من الفضلاء، (طبقات الحضيكي الجزء الأول ص 231 السعادة الأبدية ج 2 – ص 87 ، الإعلام الجزء الثالث ص 252 و الصفوة ص 162). 03- سيدي علال الكوش دفين الجديدة، وهو الأخ الشقيق لسيدي عبدالله الكوش وتلميذ سيدي كانون المطاعي وابن خالته، ويسمى أيضا سيدي علي الكوش، يقع ضريحه بجماعة اولاد حمدان، ضريح صغير عبارة عن كوشة جير مستدير على شكل افرنة طهي الخزف، مختلف لا يتعدى ارتفاع مترين مبني من الجير و الحجارة، قمنا بزيارته و آلمنا ما تعرض له من أبشع أنواع التدمير، حتى أن القبر سوي بالتراب، وداخله حصير، عثرنا على بقايا زاوية هناك، بالقرب منها بئر، ومجموعة مطامير، ونجهل كل شيء عنه، الراجح أنه لم يترك ذرية او قتل او هدمت زاويته... 04- عاش سيدي الكوش في مدينة فاس وهو دفين خلوة سيدي القروي (الروض العطر الأنفاس بأخبار الصالحين من أهل فاس ص 357). وهناك اكثر من ضريح يحمل اسم سيدي الكوش في جميع انحاء المغرب.. 05- ضريحه شهير بنواحي ثلاثاء بوجدرة بإقليم آسفي، ويعقد عليه موسم سنوي بعد عيد الأضحى يستمر خمسة أيام. 06- يوجد ضريحه بمدينة الجديدة يأولاد حمدان ... 07-- شيخ آبي معن الأندلسي.. 08-يوجد ضريحه بمدينة تطوان بالمغرب. 09- يوجد ضريحه بمدينة تارودانت بالمغرب. 10- وسيدي احمد بن العربي ابن عبد الله الكوش الراجح أنه أحمد الذي كان بالزاوية البوعمرية بمراكش لأبي عمرو القسطلي، والمشرف على مطبخها.، تتلمذ على يد أبي عمرو القسطلي، وفي لوحة معلقة على ضريحه تشير إلى أنه "القطب الصالح أحمد بن العربي الكوش" عاش في القرن الحادي عشر الهجري تقريبا، شيد زاويته بثلاثاء سيدي عيسى بآسفي و بها دفن. 11- يوجد ضريحها بمراكش أيضا . 12- سبقت الترجمة إليه. 13- أبو القاسم الكوش الدرعي التفنوتي من علماء زمنه وشيوخ الإصلاح والإحسان، ذكره المنجور في مشيخة شيخه ( أبي محمد عبد الحق بن أحمد المصمودي وذكر وفاته في رمضان سنة 953 ه، وقال في ترجمة شيخه أبي الحسن علي بن عيسى الراشدي – كما تقدم -: "نفذ له تدريس "الشاطبية الكبرى" الذي أنشأ تحبيسه الشيخ الفقيه الفرضي الصالح أبو القاسم الكوش الدرعي لنظر الشيخ الإمام أبي الحسن بن هارون، ولم يكن لها وقف قبله" وذكره الحضيكي باسم أبي القاسم بن عمر وقال: "نزيل درعة، يعرف عند أهل فاس ب "الكوش" وب "الشيخ". كان بارعا في كثير من العلم والفقه والعربية والحساب والقراءات قال: "وهو أول من وقف على مدرسة الشاطبية.. 14- مولانا جلال الدين الرومي من أشهر صوفية تركيا، و اشتهرت طريقته بالرقص، ولازالت حتى اليوم تستهوي الكثيرين.. 15- الأمير عبد القادر من كبار رجال الدولة الجزائريين في التاريخ المعاصر ، فهو مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ورائد مقاومتها ضد الاستعمار الفرنسي بين 1832 و 1847. كما يعد أيضا من كبار رجال التصوف والشعر وعلماء الدين. وفوق كل ذلك كان داعية سلام وتآخي بين مختلف الأجناس والديانات وهو ما فتح له باب صداقات وإعجاب كبار السياسيين في العالم. هو عبد القادر بن محي الدين بن مصطفى أشتهر باسم الأمير عبد القادر الجزائري .ولد يوم الجمعة 23 رجب 1222هـ/1807م بقرية القيطنة الواقعة على وادي الحمام غربي مدينة معسكر، 16- مصطفى بن محيي الدين بن مصطفى بن عبد القادر محمد نجا، ولد في بيروت فجر يومه الجمعة في 7 رمضان سنة 1269هـ 1852م، وعُرفت أسرته بالتقوى واشتغل أفرادها بالتجارة، وكان والده محيي الدين يتعاطى تجارة العطارة في سوق العطارين ببيروت.قرأ القرآن الكريم على يد الشيخ الحافظ حسن شومان البيروتي، وأتقن التجويد على شيخ القراء بالديار الشاميّة الشيخ حسين موسى المصري الأزهري نزيل بيروت ودمشق، والمتوفى في بيروت سنة 1327هـ. من بواكير النشاطات التي مارسها الشيخ مصطفى نجا في حياته العامة، الدعوة إلى إنماء روح التعلم بين مواطنيه المسلمين الذين كانوا آنذاك ما يزالون في بداية الطريق إلى التطور العلمي الحديث، فلقد لمس رحمه الله ، حاجة هؤلاء المواطنين إلى من يشجعهم ويأخذ بيدهم في هذا السبيل الذي سبقهم إليه إخوانهم في الوطن من النصارى الذين عاونهم الأجانب على إنشاء المدارس العصريّة الخاصة بهم ورفدوهم بما يحتاجون إليه من الأموال والرجال لإنجاح هذه المدارس. ففي سنة 1320هـ 1902م ساهم الشيخ مصطفى نجا في تأسيس مدرسة ثمرة الإحسان التي أُنشئِت يومئذ لتعليم البنات المسلمات بعد أن لاحظ أن الإرساليات الأجنبيّة ركزت اهتمامها بصورة رئيسيّة على فتح مدارس الإناث ليقين هذه الإرساليات بأن الاستحواذ على عقل المرأة يساعد على إدخال الثقافة الغربيّة إلى صميم العائلة البيروتيّة. أسلم الشيخ مصطفى نجا روحه الطاهرة إلى بارئها فجر يوم الأحد في 23 رمضان المبارك سنة 1350هـ الموافق 31 كانون الثاني سنة 1932م وكان آخر عمله في هذه الدنيا قبيل وفاته بساعات قليلة، خدمة مواطنيه وقضاء مصالحهم. ;من مؤلفاته :- كشف الأسرار لتنوير الأفكار ، وهو شرح للطريقة اليشرطيّة الشاذليّة -مظهر السعود في مولد سيد الوجود. -كتاب مشروعيّة الحجاب ، رسالة. (عن موقع يا بيروت). 17- نسبة إلى الإمبراطورية العثمانية، 18- الزاروب شارع صغير. 19- مجلة الأفكار اللبنانية العدد 857 – مقال للمؤرخ والحتمي عبد اللطيف فاخوري، "مداح الرسول عبد الغني الكوش من تلمسان إلى سوق البازركان. 20- البازاركان تعني السوق في اللغة الفارسيّة، ودخلت التركيّة بهذا المعنى، والبازركان كان أحد أسواق بيروت الهامة، حيث كان يجتمع فيه البيارتة وسواهم من أهل الجبل لشراء حاجاتهم لا سيما الأقمشة وأدوات الخياطة، ويقع هذا السوق في باطن بيروت بمحاذاة الجدار الشرقي لجامع الأميرمنذر، المعروف بإسم جامع النافورة، كما كان يوجد بالقرب من هذا السوق جامع الأمير شمس الدين، الذي يُرجّح أنه سُمّي بهذا الإسم نسبة إلى الأمير محمد شمس الدين الخطّا ، حيثُ دفن فيه بعد استشهاده في فترة الحروب الصليبيّة في العصور الوسطى. 21- الناظم عبد القادر البربير. 22-قصب الغزار نبات من القصب الدقيق تُصنع منه أقلام الكتابة ، وغالبًا ما ينبت على ضفاف الأنهر، ولا يستعمل إلا بعد يباسه، واشتهر في هذا المجال الغزار الإيراني لجودته. وقصب الغزار ذكر في الإنجيل، وهو قصب يكون ارتفاعه من 10-15 قدماً. وينبت في المستنقعات ويسكن في آجامه الوحش الذي يظن بعضهم أنه التمساح أو فرس البحر. ( تفسير الإنجيل). 23- الشيخ عبد الرحمن قريطم تنقل في وظائف قضائية عديدة منها نيابة قضاء جنين (كان يطلق على القاضي لفظ النائب) إلى أن أصبح أحد أعضاء محكمة التمييز الشرعية في بيروت• وقد كانت للشيخ بعد الرحمن اجتهادات فقهية نالت احترام زملائه القضاة.. 24- الشيخ أبو الحسن قاسم بن محمد الكستي أصله من بيروت وفيها اشتهر نحو أربعين سنة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر كان مولده نحو السنة 1840 أخذ الآداب عن أئمة زمانه فلما رسخت فيها قدمه صار مرشداً لغيره وتعاطى التدريس مدة بين مواطنيه من أهل ملته. وقد مات الكستي في منتصف السنة ….1909 الكتاب : تاريخ الآداب العربي،المؤلف : لويس شيخو مصدر الكتاب : موقع الوراق. 25- الشيخ أبو زيد عبد الرحمن ابن الشيخ محمد ابن الشيخ درويش الحوت البيروتي .ولد في مدينة بيروت سنة 1263هـ = 1846ر. بدأ منذ صغره بتلقي العلوم الشرعية فحفظ القرءان الكريم استظهارًا وترتيلا وإحكامًا قبل البلوغ على الشيخ محمد الحلواني مفتي بيروت، وأخذ عن والده علم التوحيد والتفسير والحديث والفقه الشافعي وأجازه، كما أخذ عن الشيخ عبد الله خالد علم الحديث واللغة والفرائض فأجازه بها، وجدَّ في العلوم وحفظها حتى صار يشار إليه بالبنان ويقصد في الفتاوى الشرعية ولا سيما المعضلات منها. وإلى جانب زهده وواضعه وحسن خلقه كان – رحمه الله – يلقي الدروس الدينية في مساجد بيروت وزواياها، بالإضافة إلى قيامه بالإمامة في المسجد العمري الكبير والخطابة فيه وفي غيره من المساجد(عن موقع بيروت). 26- الشيخ محمد أفندي الحوت 1795م-1860م وهو شيخ مشيخة بيروت الإمام محمد الحوت صاحب الـ 35 مؤلفاً في كافة العلوم الدينيّة والفقهيّة، والده السيد الشيخ محمد درويش الحوت أحد الصالحين في بيروت .أخذ الشيخ حفظ القرآن الكريم والترتيل على الشيخ علي الفاخوري، وأخذ علم التوحيد على العلامة المحقق الشيخ محمد المسيري الإسكندراني نزيل بيروت في تلك الفترة. ورحل إلى الشام وتلقى المزيد من العلوم، سيما على علامة عصره الشيخ عبد الرحمن الطيبي الشهير بالشافعي الصغير، وعلى مسند الديار الشاميّة الشيخ محمد الكزبري، وعلى العلامة الشيخ عبد الرحمن الكزبري، ولما عاد إلى بيروت إشتغل في التأليف والتصنيف والتدريس، فتتلمذ عليه عدد كبير من علماء بيروت وخلف ثلة من الأعلام: عبد الله، الشيخ محمد، ونقيب السادة الأشراف في بيروت الشيخ عبد الرحمن الحوت 1846م-1916م .(عن موقع بيروت). 27- لم نعثر على ترجمة لها.. 28- العلامة الجليل الشيخ مصطفى نجا مفتي بيروت الأكبر هو مصطفى بن محيي الدين بن مصطفى بن عبد القادر محمد نجا، ولد في بيروت فجر يوم الجمعة في 7 رمضان سنة 1269هـ 1852م، عُرفت أسرته بالتقوى وإشتغل أفرادها بالتجارة، وكان والده محيي الدين يتعاطى تجارة العطارة في سوق العطارين ببيروت. قرأ القرآن الكريم على الحافظ الشيخ حسن شومان البيروتي، وأتقن التجويد على شيخ القراء بالديار الشاميّة الشيخ حسين موسى المصري الأزهري نزيل بيروت ودمشق، والمتوفى في بيروت سنة 1327هـ. من مؤلفاته: كشف الأسرار لتنوير الأفكار ، وهو شرح للطريقة اليشرطيّة الشاذليّة .-مظهر السعود في مولد سيد الوجود، مشروعيّة الحجاب ، رسالة. 29- محمد بن سليمان الجزولي، من جلة أعلام التصوف في عصره في المملكة المغربية، وهو مؤلف كتاب دلائل الخيرات. إليه انتهت أسانيد الطريقة الشاذلية وأسرارها ومعارفها، وعنه تفرعت جل الطرق الصوفية بالمغرب، زاوج بين الجهاد والتصوف، خصوصا وان الثغور المغربية كانت تسقط تباعا في ايد البرتغاليين. قتل بسوس عام 870 هـ من طرف السعديين، وبها دفن مدة تناهز ثمانين سنة، قبل أن يقدم السعديون على نقل رفاته لمدينة مراكش، فأقبر بها، وضريحه مشهور مقصود للزيارة. أنظر ترجمته في سبعة رجال لحسن جلاب ص 17 -18-19 - ترجم له الحافظ السيد عبدالحي الكتاني في كتابه فهرس الفهارس .(2/934) . 30- هو العالم المعمر مفتي الأوقاف بالديار المصرية، نور الدين أبو علي حسين بن محمد بن مصطفى منقارة الطرابلسي الحنفي المصري، أخذ بطرابلس عن الشمس القاوقجي والشمس محمد بن مصطفى بن عبد القادر الرافعي، ورحل إلى مصر عام 1261 فأخذ بها عن السيد أحمد المرصفي الكبير والمبلط والسقا والباجوري وتلك الطبقة، وحج فأخذ بالحجاز عن دحلان ومحمد الكتبي وطبقتهما، وسمع بمصر حديث الأولية من الشمس محمد صالح الرضوي البخاري وأجازه بالصحيحين والموطأ وبقية الكتب الستة والفقه الحنفي و " دلائل الخيرات " حسبما أوقفني على إجازته له بخطه فيما ذكر، رحمهم الله، كما أخبرني بإجازة جميع أشياخه المذكورين له، وسمعت منه رحمه الله حديث الأولية، وأجازني عامة ما له ولأولادي وأحفادي، واستجازني فأجزته، وله ثبت موجود بالخط ضمن مجموعة في مصطلح الحديث نمرة 122 بالمكتبة التيمورية ولا علم لي به إلا من برنامجها.(2/934) 31-لم نعثر على ترجمة له وأسرة الخاني أنجبت الكثير من المشايخ واهل العلم منهم الشيخ محيى الدين بن أحمد بن محمد الخاني الدمشقي( ت 1350هـ/ 1931م). 32- لعله حفيد العالم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الكُزْبَري (1184 - 1262 هـ = 1771 - 1846 م) أو هو نفسه، وعبد الرحمان هذا كان عالما بالحديث، شافعيّ. نعته البيطار بمحدث الديار الشامية. من أهل دمشق. توفي بمكة حاجا. له (ثبت الكزبري - خ) في جامعة الرياض (1546) وفي المكتبة العربية بدمشق. 33-الطريقة السعدية طريقة صوفية مرضية مثل سائر الطرق الصوفية لها أصولها وقواعدها وهي منتشرة في مختلف البلاد الإسلامية في بلاد الشام ومصر وتركيا والمغرب وغيرها وهي منسوبة للعارف بالله الشيخ سعد الدين الجباوي الشيباني الإدريسي الحسني ... 34- آل البدران اسرة علم وشيوخ وعلماء.. منهم احمد بن السيد حسين بدران البيروتي (من أبناء القرن الرابع عشر للهجرة) الذي ترك مجموعة من الكتب منها: الفوائد البدرية في علم الشفاء ...- 35- مجلة الأفكار اللبنانية العدد 857 – مقال للمؤرخ والحتمي عبد اللطيف فاخوري، "مداح الرسول عبد الغني الكوش من تلمسان الى سوق البازركان. 36- المصدر السابق. 37- المصدر السابق. 38-راجع كتابنا المنقوش من تاريخ الإعلام الكوش ص 54/55. 39- المصدر السابق. 40- إمام مسجد القاضي عياض بالدار البيضاء وهو أشهر من نار على علم وقد تناولت قناة مجد جزء من سيرته الذاتية. 41- إمام ومقرئ شهير بالمغرب والمشرق الإسلامي وقد تناولت قناة مجد جزء من سيرته الذاتية. 42- مجلة الأفكار اللبنانية العدد 857 – مقال للمؤرخ والحتمي عبد اللطيف فاخوري، "مداح الرسول عبد الغني الكوش من تلمسان الى سوق البازركان. 43- المصدر السابق. 44-يقع مسجد البسطا التحتا في منطقة حي البسطة التحتا في بيروت على مفترق شوارع عبد الله خالد و عمر حمد ـ الأوزاعي، أنشأه سنة 1262هـ 1845م الشيخ عبد الله خالد وأهل الخير، وسنة 1275هـ 1858م أنشئت المئذنة واكتمل البِناء سنة 1282هـ 1865م، أوقف الأرض الحاج محمد بيضون حيث جرى توسيعه وجُدّد بناؤه مابين1964 و1966،. وفي العام 1982م وعند دخول قوات الغزو الإسرائيلي قامت بقصف المئذنة وتهديمها، وبعد دحر قوات الغزو جرى إعادة بناء المئذنة وترميم المسجد.... يخيّل للإنسان للوهلة الأولى أن كلمة البسطة عربية الأصل، إلا أن الأقوال التي تداولت هذه الكلمة ردتها إلى أصول كثيرة، استعملت منذ أيام المماليك على أنها مصطبة أو دكّة أو قاعدة أو كرسي من الخشب اتخذت لجلوس السلطان.وفي تفسير آخر لكلمة البسطة: (أصحاب البسطات) أنها كانت قديماً تطلق عند العامة من أهل بغداد على الباعة الذين لا حوانيت لهم ويبسطون بضاعتهم على الأرض، ، فيلجئون إلى اتخاذ صقة خشبيّة يضعون عليها بضاعتهم وهذه الصفة تعارف الناس علي تسميتها (بسطة)، ذكر بعض المعمرين من أهل بيروت أن بعض بائعي الخضار كانوا يتخذون لأنفسهم بسطة في المحل المرتفع وأخرى في المحل المنخفض، فتعارف الناس هؤلاء وأولئك على إطلاق البسطة الفوقا للتي في المحل المرتفع، والبسطة التحتا للتي في المكان المنخفض. ولكلمة البسطة في حدود معانيها الاصطلاحية مدلول ديني خاص، ذلك أن البيروتيين في أواخر العهد العثماني، كانوا يمارسون بعض الطقوس الروحيّة من خلال الطرق الصوفيّة، إذ كانوا يجتمعون في حلقات للذكر يرددون فيها الأوراد والمدائح النبويّة والقرآن الكريم، وهذه الحلقات كانوا يطلقون عليها أحياناً اسم الحضرة ويلفظها أهل بيروت الحدرة، على عادتهم بترقيق الحروف المفخمة، وأحياناً البسطة الشريفة، لا سيما إذا كانت الحلقة مخصصة لتلاوة الأحاديث النبويّة الشريفة، وكان لأهل بيروت في ذلك الحين مكانان يتحلقون فيهما للغرض المذكور وهما، البسطة الفوقا والبسطة التحتا، ويعنون بهما الحلقات الدينيّة الصوفيّة.جاءت أول إشارة للبسطة سنة 1882م في صحيفة (المصباح) التي ذكرت مرور عدة عربات (بطريق البسطة)، كما ذكرت البسطة في صحيفة (ثمرات الفنون) سنة 1895م باسم البسطة العليا عندما أشارت إلى تدشين جامع البسطة الفوقا. ولم ترد كلمة البسطة في السجلات الشرعيّة القديمة لأن المحلة المذكورة كانت من ضمن محلة الباشورة. وتميّزت محلة البسطة بفتوة شبابها وحماسهم الوطني وعلى النخوة والحميّة وصدق الوطنيّة والحماسة العربيّة والغيرة الإسلامية. 45- مجلة الأفكار اللبنانية العدد 857 – مقال للمؤرخ والحتمي عبد اللطيف فاخوري... 46- وثيقة بخط الفاضل مختار الكوش. 47- مجلة الأفكار اللبنانية العدد 857 – مقال للمؤرخ والحتمي عبد اللطيف فاخوري... 48-الشريف الحسين بن علي 49- مجلة الأفكار اللبنانية العدد 857 – مقال للمؤرخ والحتمي عبد اللطيف فاخوري... 50- المصدر السابق. 51- المصدر السابق. 52- مجلة الأفكار اللبنانية العدد 857 – مقال للمؤرخ والحتمي عبد اللطيف فاخوري. 53-المصدر السابق. 54- لم نعثر على ترجمة له.
#عبدالحق_فيكري_الكوش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العذراءالزهراء الكوش متصوفة استثنائية في المغرب والعالم الإس
...
-
آل الكوش: قصة عائلة تأرجحت بين جرائم دولة الاحتلال والانتداب
...
-
الإعجاز الثوري في الثورة التونسية: اقتصاد في الزمن، وواقعية
...
-
1912-2012 م – المغرب: من صدمة الحماية الفرنسية إلى تعايش الش
...
-
صناعة -المحنة- في المغرب: «امتحان الزوايا» إلى «امتحان المثق
...
-
الصحافي رشيد نيني والعنزة وجاليليو
-
طقوسية بويا عمر وطقوسية النظام: الذهنية المشتركة وأزمة عقل ا
...
-
الإسلام والحرية والإنسان ، ثالوث الحلول في العالم العربي
-
المخزن و ميكيافليلية الحلقة وحكمة الأميين
-
ثورة النيل الهادرة وجيل استعادة الكرامة العربية
-
وعاد هبل عاد إلى شبه الجزيرة العربية !!!
-
نقد العقل الجزائري
-
أسباب فشل المسيرة الخضراء في شقها الوطني
-
فجائعية أحداث العيون/وسؤال شؤوننا الاستراتيجية بيد من؟
-
اغتيال الشيخ والولي سيدي عبد الله الكوش: الحلقات المفقودة من
...
-
خطاب أعمى الى صديق ذو بصيرة
-
هل يتقيأ جهاز المخزن السموم التاريخية ويسمح لنا ببناء نسخة ث
...
-
المخزنيون الجدد وعقلية الفريسة والغنيمة
-
أيها السادة العميان خذوا حصتكم من الشمس ولا تهزموا!
-
عربة الكاتب المغربي سمكان الإرهابية!!!
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|