أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد ربيعة - قراءة في ديوان الشاعر نجيب بنداوود -نهود موجعة-عندما يعيد الشعر البهجة لحواسنا















المزيد.....

قراءة في ديوان الشاعر نجيب بنداوود -نهود موجعة-عندما يعيد الشعر البهجة لحواسنا


محمد ربيعة

الحوار المتمدن-العدد: 3620 - 2012 / 1 / 27 - 07:00
المحور: الادب والفن
    


في اسباب تنزيل القراءة
ان تناول تجربة شعرية يمكنه ان يتخذ عدة وسائل ، فاما ان يكون نقدا شعريا او دراسة أكاديمية. ، او تذوقا انطباعيا او مقالة صحفية تعريفية للعمل الشعري ..ورغم هذا التعدد الذي يرتكز الى المقاربة الأدبية التي تمتلك إرثا متراكما يشكل علامات كاشفة تساعد على قراءة المنتوج الشعري ، وتبقى من داخل ما يعرف بالدراسة الأدبية وما شهدته من تراكم .
غير انه في حالتنا فالأمر قد يبدو منفلتا، لان مجال اهتمام القارئ هو غير مجال اهتمام المنتج، فالمنتج هاجسه اللحظة الشعرية ، والصورة التي يتلقاها قارئه لتمكن هذا الأخير من المشاركة لتجربة الإبداع ، بينما السؤال الأساسي الذي أثارني هو كيف اقوم بالقراءة لعمل شعري مكتوب بالغة الفرنسية أساسا وانا لست بطالب سابق ولا لاحق للآداب الفرنسية ، بل فقط تشدني الثقافة الفرنسية كوريثة لحامل قيمة الشك عبر منهاجه ، أكثر مما يجذبني سحر الفرنسية التي صار الكل يسمها بلغة الحب.
وبالتالي فان قراءة اي ديوان شعري اوة عمل سردي هو من حق اي كان ، وبتعدد القراء تتعدد القراءة ، واستنادا الى هذه الحرية المتاحة الى حد الفوضى استبيح لشخصي ممارسة الشغب الثقافي وانجاز ما اعتقده انه قراءة ممكنة لتجربة الشاعر المغربي نجيب بنداوود.
وحيث انه في شهر ابريل .2011.اصدر ديوانه الشعري الأول بالفرنسية "نهود موجعة" عن منشورات فكر .ضمن سلسلة نصوص إبداعية في مائة وثلاثين صفحة ضاما بين دفتيه 48 قصيدة شعرية .عنوان الديوان هو نفسه عنوان القصيدة بالصفحة 22.
وياتي إصدار ديوان نجيب بنداوود ضمن الحيوية التي شهدها الإنتاج الثقافي للمغاربة ، وغيرهم من المنتمين لمنطقة جنوب البحر الابيض المتوسط بالفرنسية .. وهي حيوية لا يمكن لصياغة النقد الأكاديمي التقليدي الجواب عليها ، لأنها ليست تعبير عن اختيار للمنفى او للغربة في اللغة، كما انها لم تعد لغة للتعبير عن اغتراب المثقف عن فضائه..بل هي مجرد أداة تواصلية تمكن منها المبدع ليدعونا ان كنا نتقن تلك اللغة لمشاركته متعة التصورات التي يصوغها لنا شعرا في حالة نجيب بنداوود ..ونشاركه كيف رسم الأحاسيس وفتح النوافذ أمامنا للتحليق سويا في عالم التعبيرية الشعرية.. ويمكن لمن يرصد الانتاج الثقافي بالمغرب ان يجد عدة اسانيد تمكننا من ذلك وتتنوع بين الصفحات الثقافية للصحف الناطقة بالفرنسية اليومية ، او الملحق الأسبوعي لصحيفة لوبينيون، او المجلة الفصلية المغربية ماغازين ليتييرير دو ماروك..
وحيث انني قارىء لم تتوقف الفلسفة بسحرها عن قرصي وعظي بكل ما تملك من أسنان ،فإنني اعي انه عادة ما تأتي نصوص النقاد المستندة الى تصورات فلسفية ومناهج نفسية ورؤى اجتماعية للابداعات مجرد قيم كاشفة يجب الحذر منها قبل استصدار الاحكام.
وانني اميل الى القراءات التي تستند الفلسفة مباشرة بقصد السعي الى الكشف لان الشعراء والفنانين التشكيليين والموسيقيين المرهفين هم نوافذ تشرع امام اللغة الفلسفية صورا وايحاءات لنحت المفاهيم . لان الشعر حسب الرأي الذي يشدني اليه ، ليس جوهر اللغة فحسب ، وانما هو جوهر الحياة ذاتها.
ولان الشعر عندما يقرأ فانه يعمل على إيقاظ الإيحاء ويستفز الحواس ايا

في البدء كتب
Je suis amoureux.
نص قصير جدا ، لكنه اتى في سياق تعبيرية عن حالة وجود شعرية ، جملة تثير و ستثير كل الراغبين في تحقيق حالة الحب، لانهن/م بحاجة الى الاحساس بتحقق وجودهن/م ، بالتصريح الى شريك/ة اخر/ى. ان الجملة تؤكد ان ارقى حالة الحب هو ان تعلن انك في حب، وان وجودك لا يتحقق الا بالحب ، لان هناك فرق بين الوجود كمحب ، كفاعل بالحب، من ان تعلن انك تحب فقط.وان خطابك موجه للمحبوب كتملك له..فهي كجملة على بساطتها تنتقل من تصريح للشاعر لتصبح تصريحا للقارئ يتحقق لثناء قراءتها، وذلك بتموضعه كذات مصرحة ومتحققة من خلال تمثل القول الشعري للشاعر.محققا اندماج المقروء بالمكتوب..او المنصت je بالمنطوق.. وبهذا يكون قد نجح في ان يمسنا بشعلة الحب داخل زمن لا يحثنا سوى على ان لاوجود للانا الا بوجود الانت ..وبالتالي فاحتياج هذه الثنائية هي المؤسس لنسق الجملة الشعرية ف يتجربته ، اذ مابين اريد "انا " وتريد(ين) انت هناك رغبة /انسياق، ، زرع/عشق ، كرم/حب لكل الأزمنة ..ازمنة الانطلاق والعبور ..ازمنة التجلي والظهور ..وازمنة الإنحراق والاحتراق..
شاعر خارج من عباءة البودليرية
ككل الثقافات فالثقافة الفرنسية متميزة بانها واحدة من اكثرها قدرة على استحداث التيارات الثقافية والشعرية ، ويعتبر القرن 18/19 من انشط القرون على مستوى ذكاءها الشعري، فليس غريبا ان يكون اكثر الشعراء تاثيرا هما ارثور رامبو وشارل بودلير.. ويبدو ان الاثنين تسللا الى الثقافة العربية بقوة ، فالاول من خلال كتاب نشرته سلسلة الهلال بعنوان رامبو –و الثاني شارل بودلير الشهير بجملته عنوان ديوانه "ازهار الشر" والتي ترجمت الى العربية ومنها ترجمة المغربي مصطفى القصري. ونجيب بنداود يعلنها صراحة :
وأجدني بحنان
أتأرجح بالموسيقى
البودليرية
Et je me laisse tendrement
Bercer par la musicalité
Baudelairienne.
وهو النص الذي يخرج كصوت من المناخات الجامدة التي تقتل الشاعرية في الإنسان، وتحجر صوته لولا العودة الى المهاد البودليرية للتزود بلقاح الزمن الشعري الضروري للإنسان ليأخذ كل النباتات ويحررها من لحظاتها.بحثا عن جمال مذهل لقلب ملتهب وروح مبتهجة.ومثلما لدى بودلير فللشر ازهاره فشاعرنا يشرب الماء الرفيع ليحكي رحيله الاخير.
وهكذا تصير الرؤية البودليرية هي مهد شاعرية نجيب بنداوود، لان مبدا الشعر الأساسي عند بودلير هو التطلع الإنساني نحو جمالية أرقى ،والجهر بهذا الولع والارتفاع بالروح، ولع مرتفع عن الشهوة، لانه ثمالة القلب والحقيقة .. ، وفي نصوص نجيب نجد الشهوة هى المبتدأ والإفصاح بها هو الارتقاء..وبهذه الصفة فرغم تأرجحه في مهادها فهو يكبر كشاعر ليخرج على طوقها متمردا على آفاقها المحدودة، لان نجيب لا يكتفي بان يكون شاعرا رومانسيا كبودلير."لانك جميلة ولست مبتذلا" كما يصرخ في قصيدة نهود موجعة، لان كل الديوان مؤسس عليها راكضا من اجل البحث عبثا عن ظل تتدثر وراءه ابتسامة صفراء.
ديوان هو صوت الشمس الأخرى

الصرخة..الذهول..الرغبات..الفرح..التيه..الاندماج..الانمحاء...خارطة طريق للتزاوج بالضوء المنبعث من البطن..هكذا تاتي كل النداءات والصراخ لتلين من روعة الجنون الذي يزين الذهب والفضة ليتلألآ في الفضاءات ليرتسم الفرح على الجسد..وهكذا تصير الرؤية الشعرية في "نهود موجعة" مؤسسة على حافة الاسئلة التي تسكن رؤيا الشاعر الذي يمتح من تلك التي ما برح الشعر منذ بداياته الإنسانية الاولى يحرض عليها..ويقترب من مناخاتها عن طريق الخلاص الوحيد الممكن وهو الخلاص بالحب ولوعاته وخيباته..وتارة عن "طريق التماهي بقضايا الإنسان وخيباته العميقة او بالاستغراق مستفيدا من احوال الصوفية واستحضار وتاقمص اهل الخطوة، اولئك الذين لا يكفون عن طرق الأبواب المشرعة على عمق اسئلة الوجود..
ان نصوص الديوان لا تكف عن استكناه الصور العابرة ما بين التصوير الحسي للحب ، وبين العبور العميق للجسد كحامل/وعاء للحب..انه عبور مثلما هي الشحنة الكهربائية كتعبير عن شفافية الحب ..وبالتالي فالشمس الاخرى الممكنة هي شموس ينبعث ضوئها من أجسادنا نحن الكائنات الحية حيث "فتنة الجسد تتحرش بالجنون.ولا ينقذنا من الألم ومن اللا أمل سوى قدرتنا على منح جسدنا للآخر..تجاوز أنانيتنا من اجل الهروب من اسر الزمن، لأننا لسنا "عبيد النقط، ولا ظل الفواصل"
.وبالتالي فهذا الديوان هو صوت الشمس الأخرى التي عندما نقرؤها فإنها تعمل على إيقاظ الإيحاء وتستفز حواسنا ايا كانت شخصيتنا او مستوانا.وشاعرنا
" يتساءل كل مساء
كيف يحافظ على صوته
بروحه..
........
ليفكر فيك
مواصلا المشي
على الرمال.."
ليشرب ماءك الرفيع
ويحكي عن رحيلك الأخير
فخذي كل النباتات من قفصها
وحرر لحظاتك..
ونحن نقرأ الديوان دائما ينهض السؤال،هل ما يبدو من جمل آمرة هي فعلا تأمرنا لتسيطر علينا ام أنها توحي لنا بذلك لأنها تخاطب الذات بضمير الغائب ، وأنها تفرض علينا ان تصير جملا مقروءة لا مسموعة..ومابين أمر "ألانت " هناك رغبة "الأنا" ما بين إرادتين ، مابين رغبتين ما بين التطلع والمصادرة يتأسس الذهول المفضي الى الابتهاج..وبالتالي الى الجمال .. والجمال قرين الحرية ..



#محمد_ربيعة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في قاموس دنيا بنقاسم حول التشكيل المغربي المعاصر
- درس الرقة الأنثوية المغربية لطابور الذكورة حول الحقيقة الفني ...
- حول مسلسل بوقتادة الكويتي.. انقدونا من ضحالة الإسقاطات والتم ...


المزيد.....




- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد ربيعة - قراءة في ديوان الشاعر نجيب بنداوود -نهود موجعة-عندما يعيد الشعر البهجة لحواسنا