أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لحسن وزين - القديس محمد شكري














المزيد.....

القديس محمد شكري


لحسن وزين

الحوار المتمدن-العدد: 3619 - 2012 / 1 / 26 - 17:28
المحور: الادب والفن
    


ما الذي يدفعنا إلى حفلة التنكر الذاتي ونحن نتفرج على عري الآخرين؟ هل هي فضيحة القذارة التي نحملها في أعماقنا ونتستر عليها خوفا من انكشاف حقيقتنا ؟ بل ونقاتل ضد ذواتنا قهرا و بؤسا مقابل الحفاظ على ما نسميه شرفنا الرفيع ..لكن عندما ينكشف عرينا في كتابة لا ترحم أو تساوم تعهرنا الداخلي وهي تطرحه أرضا كغسيل قذر أمام الملا نصرخ في الناس بوقاحة "ما هذا السفور الروائي البشع".. "ما هذا النور المتوهج والحارق المنبعث من كتابة روائية لا تخجل من فضح أعماقنا المتعفنة التي نترفع عن فضحها بانشطار شخصيتنا، كقناع اجتماعي نتحايل من خلاله على تزوير تجربتنا الحياتية" .. وكأننا لا نتحمل حقيقتنا النتنة التي كافحنا طويلا في سترها بعيدا عن أنوف و أنظار الآخرين.. لكن ماذا نفعل لرائحتها وقد أخذت شكلا أدبيا ساميا في الأخلاق والتدين الأدبي، كسيرة روائية، بنوع من الخشوع الأقرب إلى التوحد الصوفي الناذر، لاحتضان أمل دربالة الخبز الحافي، و لعهر أجسادنا النبيلة، وهي تخرج كنوز اللوعة و الشوق والعشق والشد والجذب والرعشة هي المبتغى . فوجئ الكثير من الرجال والنساء وهم يرون تعهرهم في عري إبداع القديس محمد شكري، وعندها صرخوا خوفا أو تزلفا لنعمة استشرفوها كالعادة بحشر أنوفهم في سقط متاع السياسة المقززة والباعثة على الغثيان، بما يشبه صدمة المباغتة المسببة للتبلد، حيث أطلت من شرفة صحيفة المساء امرأة متعففة جرح كبريائها الأخلاقي، وهي تحتج باسم الحب ضد على الكتابة الأدبية، وهي تلفظ الكلمات، كما لو أنها تتخلص من عبء مثانتها " أنا لا أحب الخبز الحافي "..وكأنها تقول " ضعوا حجابا أو نقابا لجسد هذا الإبداع لستر الدنس أو الفتنة الكامنة في هذا الجمال الأدبي الأخاذ ..ألهذا الحد تصاب امرأة بالغيرة من الرواية الشكرية وهي تعيش تجربتها الوجودية الرائعة في شكل أدبي ينضح بالصدق والوفاء والفضيلة، إذ يتمفصل فيه الواقع بالخيالي والتخييلي في نوع من الجماع بين التجربة والكتابة دون نية العزل .. ينفجر قلق المكبوت الاجتماعي والاقتصادي والسياسي ويتكثف في سحر القراءة وجماليتها تصريف الفعل الجنسي لجسد ملائكي قال عنه الخبثاء بدافع الحرمان وطول الباءة أنه سوقي ومنحط .. إبداع يقوم بنزع القشرة الرقيقة والهشة لزيف القناع المجتمعي الذي نجهد بمرارة وبؤس وقذارة عميقة على تجميله والانهمام به إلى درجة نسيا ن ذواتنا الحقيقية..فتتصعد التوترات التي قاومناها، وبممانعة صلبة ممزوجة بحالة نفسية نفاقية تظهر عكس ما تخفيه من الرغبات الجامحة التي لا تكف عن الضغط الجهنمي، وهي تخادع نفيها وإقصاءها إلى حد الرغبة في اغتيالها بإطلاق العنان لرصاص آلية الكف .
لم يكن شكري عازبا كما قيل بل كان محصنا كقديس في دير الكتابة الأدبية وهو يضمد جراح المهمشين والمعذبين الذين وصمهم خفافيش ظلام القروسطية بأبشع النعوت والألقاب، وهم يعتلون منابر التخلق المسربل برذيلة احتلام الشيطان المتبرئ من أسمال تعهرهم المكشوف على تضاريس إبداع محمد شكري، فجن جنونهم في رميه بقذارة مترسبة في دواخلهم ..ودون ذرة حياء قذفوا محصنات- أي كتاباته - هذا القديس وهي الورعة الزاهدة من متاع الدنيا العاجلة الغرور، إلا بما تبقى من الخبز الحافي ..محصنات أو كتابات لها شكل روائي لايمسه إلا المتطهرون من وسخ الحياة وزبالتها ومن وباء الأخلاق الكاذبة في الحشمة والوقار والعفة ...
من حقها أن تقول " لا أحب الخبز الحافي "فهي تعرف أيضا أن شكري قال في إحدى كتاباته " بعض الوجوه تغضبني " كما قال أيضا " لقد مسخ الفقر ملامحنا ولم يبق فينا غير ذلك العمق الإنساني " تلك كلمات صادرة من حس جوف رؤية ورؤيا القديس محمد شكري.



#لحسن_وزين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجنون الحياة
- حفلة التلقي قراءة في رواية عبد الرحمان منيف الان ..هنا ج1
- حفلة التلقي ج2
- رن الهاتف..انا قادم
- استراتيجية الاسئلة
- الشيخ والمريد


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لحسن وزين - القديس محمد شكري