أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سامي فريدي - التفكير.. لا التكفير














المزيد.....

التفكير.. لا التكفير


سامي فريدي

الحوار المتمدن-العدد: 3619 - 2012 / 1 / 26 - 02:11
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


سامي فريدي
التفكير.. لا التكفير
الاسلام دين سلام ومحبة، وهو صالح لكل زمان ومكان.
هذا ما يحاول البعض اقناع العالم به بالقول والتكرار. ما يغيب هنا أنه خطاب أحادي الجانب، يتعامل مع الآخر من منظور القوة والحق، وليس تبادل الرأي ومناقشة القناعات؛ ومن الجانب الآخر، فهو فكر انتقائي، يتعامل مع نصوصه المقدسة بما يخدم حججه الراهنة، أو يؤهله لتسويق نفسه في وقت لم يعد فيه مكان لمظاهر البداوة وقيم القبيلة.
عصرنة الاسلام.. مشروع محمد عبده الذي تعرض للاجهاض على يد بعض تلاميذه، وبالشكل الذي قاد غبّ قرن من الزمان إلى دعوات غاية في التطرف والسلفية الأولى. واليوم يعيش المسلمون حالة من التناقضات المركبة في حياتهم وأفكارهم ومسالكهم، وعلاقتهم بالعالم وأنفسهم، كما يتفاوت توصيفه من شخص إلى آخر، ومن جماعة إلى سواها، ومن بلد إلى غيره، وهو ما يؤكد تلك الحاجة الملحة للاصلاح والتحديث، وبدونه لا يمكن التكهن كيف تؤول إليه الأمور.
هو أحد أديان ابراهيمية ثلاثة، وواحد من العقائد المتعارفة في العالم، يطالب بالاعتراف به في كل مجال، لكنه هو لا يعترف بحق لدين آخر سواه، ويرفض مضارعته بأي دين آخر. وهو يسوغ ذلك لنفسه عبر عملياتية تاريخية طويلة استغرقت قرونا من الزمن، عمل خلالها على توسيع حدود امبراطوريته السياسية المتخذة من الدين ذريعة، والاقتصاد التجاري وسيلة.
حدود الامبراطورية العربية الاسلامية القريشية لا تمثل شيئا بالمقارنة مع الامبراطورية الرومانية التي كانت تحكم الغرب والشرق مدى ألف وخمسمائة سنة، كما أنها ليست كذلك نسبة إلى امبراطورية اسكندر المقدوني، وهي عكس كليهما كذلك من حيث الثمار والآثار والمأثورات.
وما يزال العالم حتى اليوم يحصد ثمار الثقافة الهلنستية والتقسيمات العمرانية والمدنية ومبادئ الدمقراطية والعدل الرومانية، وكل من هاتين، رغم سعتهما ونفوذهما السياسي، لم يعن لأي منهما اجبار الناس في الأقاليم التابعة لها، على اتخاذ لغتها الرسمية أو اعتناق ديانتها المركزية، بينما فرضت الامبراطورية العربية الاسلامية لغتها وديانتها وعصبيتها القبلية القريشية على كل البلاد والمجتمعات الخاضعة لها مستخدمة لذلك العنف العسكري والديني.
لغرض مساواة الاسلام بغيره وعصرنته، فلابد له من ..
- وقف اتهاماته للديانات الأخرى بالتحريف وفرض رؤيته الخاصة في تعريف اليهودية والمندائية والمجوسية والمسيحية، ..
- الاعتراف بها أسوة بنفسه والاعتراف بأفرادها وعدم وصمهم بالكفار في تعليمهم العام.
- يكون للديانات الأخرى ما للاسلام من حق التبشير ونشر الدعوة.
- وقف العمل بحكم الردة والارتداد إضافة لما يتعلق به من إقامة الحدود، باعتبارها أحكاما عنفية تعسفية لا تحترم كيان الانسان الذي خلقه الله كاملا وحرا، واعتبار حرية الفرد في الرأي والمعتقد والتفكير والتعبير مبدأ مصانا. لقد كان بمقدرة الله الذي خلق آدم أن يجعله في الهاوية بدل أن يضعه في الأرض عندما عصى أمر ربه، ولكنه أنذره ونظره حتى اليوم. أما الاسلام، فأحكام عقوباته فورية قطعية عنفية مباشرة، لا تمهل ولا تنتظر أو تسامح، ولا تبرر للاخرين كيف تسمح لنفسها بعمل ما لم يعمله خالق السماوات والأرض.
- احترام الدول والأنظمة الاسلامية لمبدأ المعاملة بالمثل في التعامل مع الديانات الأخرى. ففي حين يتمتع رعاياهم بحقوق وامتيازات كبيرة في الغرب فأنهم يمنعون رعايا الدول والديانات غير الاسلامية من حقوقهم المثيلة ويضطهدون أفرادا منهم ويفرضون عليهم عقوبات لا يوجد مثيل لها في بلدان الرعايا. ان هذا الأمر مدعاة للاستغراب ومخالف للياقة، ويقتضي عدم الاستمرار في استغلال ظروف التسامح والمجتمع المدني لنفسها على حساب الآخر.
هذا جانب من المشهد الديني للعرب والمسلمين والعلاقة بالآخر، مما يعني كل فرد رجلا أو امرأة ولابد من أخذها مأخذ الجدّ، من أجل سلام وتسامح ومحبة حقيقية!!..



#سامي_فريدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايران في العراق..
- اشكالية ثقافة التعليم
- عروبة ساسة العراق
- العراق.. الجغرافيا السياسية
- العراق.. والثوابت الوطنية
- (سياسة التشيع في العراق)
- الثقافة والسيطرة
- التعليم والغربنة
- الشباب والقيادة
- تراجع النوع البشري
- 14 يوليو 1958 حاجة محلية أم ضرورة دولية (5)
- 14 يوليو 1958.. حاجة محلية أم ضرورة دولية (4)
- 14 يوليو 1958ن حاجة محلية أم ضرورة دولية /3
- 14 يوليو 1958 حاجة محلية أم ضرورة دولية.. (2)
- 14 يوليو 1958.. حاجة محلية أم ضرورة دولية (1)
- في ذكرى أنطون سعادة
- المركزية السورية أيضا..
- المركزية السورية ومشروع انطوان سعادة
- العراق في كتابات انطون سعادة
- القوي يكتب التاريخ


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سامي فريدي - التفكير.. لا التكفير