أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - السينما وحجم تأثيرها على المتلقي














المزيد.....


السينما وحجم تأثيرها على المتلقي


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3618 - 2012 / 1 / 25 - 23:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في الدول الأكثر تحضراً جرت العادة بأن تحظى السينما بإهتمام كبير كي تُعبر عن الحالة الثقافية التى يتمتع بها المجتمع وتعكس من خلال الشاشة أفكاراً يعتقد من يقف وراءها بأنها إيجابية بحيث يتم تسويقها بالشكل التى تعود على أكبر فئة من البشر من الإستفاده ، مما يجعلنا أن نستعين بالحاسوب الذكي كي ينوب عنا ويقودنا إلى الأرقام الدقيقة لحجم المساحة الجغرافية والعدد البشري للوطن العربي مقارنةً بالولايات المتحدة الأمريكية ، لتكتشف أن الفارق ضئيل .
الأغلبية الساحقة التى إرتبطت منذ الصغر بالسينما مع إختلاف تعدد الوسائل للوصول إليها ، إن كانت من خلال قاعات العرض أو شاشات البيوت ، لم تتعود تناول ما تشاهده في بعده الأعمق وهذا التأقلم شيء طبيعي حيث جاء الإختزال لدي المشاهد العربي بحيث يميل إلى استهلاك السرد من أعباء التحليل وهناك من تفانى في ترسيخ هذه القاعدة مما حولوا الأفلام دون فكر أو معنى ، لكن بعيداً عن الأفكار التى تطرح من خلال السينما العالمية وبالأخص الأمريكية ما يلفت الإنتباه والمسكوت عنه لدرجة تحول إلى صمتاً مطبقاً هو تفاقم الجريمة الإجتماعية في تلك المجتمعات والتى يعبر عنها ليلاً نهاراً القلم الامريكي محاولاً معالجتها بالقدر الممكن من خلال تسلله داخل العقول مستخدماً الشاشة ، ويكاد لا يخلو فيلماً من جرائم القتل او الأغتصاب أو السطو والتى يتطلب من الحكومة أن توفر عدداً يفوق الخيال من رجال الشرطة بحيث تجد على الدوام الرواية بأن الشرطي يلاحق المجرم وقد يستغرب البعض بأن الإحصائيات التى ترصد لتلك القضايا قد نبهت بأن كل دقيقة في الولايات المتحدة الأمريكية لا تمر دون تسجيل وقوع حادث لجريمة ما .
السينما الأمريكية مثلت في عصرنا الحديث موقفاً بالغ الأهمية والتأثير كما إحتلت عقول الكثير من المشاهدين العرب الذين أفتتنوا لحد أن تركوا الأهل والوطن متوجهين بشتى الطرق إلى الفردوس الدنيوي ، إلا أن الواقع جاء مخيب للآمال وأتت مغايرة لم طمح له البعض بحيث تحول الحلم إلى وهم ويمكن القول بأن الغالبية التى هاجرت تعيش ظروفاً مغرقة في السوء أو يعيشون حالة من الهلع في بلد يفترض أن يكون الأكثر ديمقراطياً وعدالة وأمناً ، هذا لا ينفي حقيقة أن التعددية والعدالة هم أساس الحكم في الولايات المتحدة إلا أن هناك حالة من الغموض يثير التساؤل عن انفاق الأموال والجهد الكبيران التى ينفقان بغاية تقليص إرتكاب الجرائم إلا أنها تزداد سنوياً معدلها بحيث أصبح محدودي و ميسورين الدخل يُستنفَزان مالياً لكثرت أعباء بوليصة التأمين على الحياة إلى الإعتماد الكلي على الإجهزة الآمان لحماية الجدران من أي إختراق وضرورة توفير مسكن ضمن مجمعات محصنة بالحراسات الأمنية الخاصة إلى اللجوء لمدارس ذات معايير خاصة دون ذلك يعتبر تهديداً قد يعرض الفرد نفسه إلى ما هو مجهول لتتحول الحياة أشبه بالمستحيل .
أعتدنا أن نسمع في الوطن العربي على إختلاف جغرافيته وخصوصية كل دولة أحداث حزينة إرتكبها بعض المنحرفين ، إلا أن ظاهرة الإجرام متواضعة جداً إذا ما قورنت بالولايات المتحدة ، رغم الفقر المطقع التى هو السبب الأول في تكوين وتضخيم الغير طبيعي للمشاكل والتى تعاظم شأنها في الأونة الأخيرة حتى أصبحت أكثر من الهم على القلب ، فثمة حقيقة عند العرب لا يمكن إنكارها بأن القانون غير حاضر ولا فاعل بل مغيب بطريقة يعتقد بأنه للزينة ، مما يجعل الأمور أكثر تعقيداً وإنفلاتاً والتى ولدت هيمنة مطلقة على القضاء وتضاءلت الإمكانيات عند أفراد الشرطة لدرجة العدم من حيث العدد والتجهيز لتسود نظرية الفوضى التى جعلت من العربي أشبه بالعاري من جميع الكماليات والخدمات بإستثناء الشعور بالأمن ، بحيث يعم الإطمئنان نتيجة ثقافة التهذيب التربوي وكبح الغرائز التى تؤدي بالإنسان أن يرتكب جريمةً ما ، المجتمعات العربية ليست كما نتصور خالية من المشاكل او انها بيضاء بما يعنيه البياض ، ولكنها ليست بحجم السواد الغربي التى تطرحه السينما الأمريكية ، فثمة قضية لا يمكن تجاهلها وهي أشبه بوضع الأصبع على الجرح النازف لفئات واضح أنها مهمشة من حصولها على تربويات تأهلها من إنتزاع الحيوان الذي يجري مجرى الدم بحيث أصبحت هذه الفئات تعوم على سطح من المخدرات والتى تفقدها تأشيرة الدخول إلى دائرة الإنتاج القومي الإيجابي مما تلجأ إلى الأسهل في بحثها للحصول على رغباتها .
لا تصدق أيها المشاهد بأن هدوء البحر وصمته الخارجي في فصل الشتاء أمر عادي ، فمعظم محاولات إنتاج واقع من تحت أيادي أخصائيين في فن عمليات التجميل أشبه بالبوتكس التى إذا أصابتها إبرة تعرى لما توارى من تجاعيد خلفها ، فالمسالة هي أقرب إلى مشاهدة سطحية تؤدي إلى قراءة خاطئة لواقع بالأصل جريح ومسكوت عنه ويزداد إحتقاناً والإحتقان أخذ منحاً أُفقياً يشبه القنبلة النووية عندما تتفجر تخلف وراءها عدد هائل من الضحايا .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحويل الهزيمة إلى إنتصار
- إستحضار الضمير قبل الممات
- الأحياء يزاحمون الأموات
- ما بين نهر الرقيق ونهر الجوع ...
- إختلط حابل السخط بنابل الغضب
- عند الإمتحان يكرم المرء أو يهان
- بين المكتنزة والمتفجرة
- طواف الباحث عمن يشتري حريته
- الحمّلّ المؤكد
- ممر إجباري للإنتقال
- إختار القِصابَة على طبِّ العيون
- بين المباغت المجهول وطريق نتحسس خطاه
- إفتقار الرؤية
- تَعثُر يؤدي إلى إجهاض في المهد
- نحتاج قدر لو بيسير من البراءة
- الديون المفجعة
- بُكاء من فرط الضحك
- التورط في التقليد
- إحتراف الخديعة
- كسر الجِرار هو تعبير عصري عن رجم الشيطان


المزيد.....




- ويتكوف: وفد أمريكي سيتوجه إلى السعودية لإجراء محادثات مع وفد ...
- إيطاليا.. الجليد والنار يلتقيان في مشهد نادر لثوران بركان إت ...
- كيف يبدو مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟
- روبيو ونتنياهو يحملان إيران عدم الاستقرار في المنطقة، ويؤكدا ...
- فيديو: مناوشات مع مؤيدين لإسرائيل أثناء مظاهرة مؤيدة لفلسطين ...
- رئيس دولة الإمارات يستقبل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ال ...
- سوريا.. هجوم على دورية تابعة لوزارة الداخلية في اللاذقية يسف ...
- سيناتور أمريكي يوجه اتهاما خطيرا لـ USAID بتمويل -داعش- والق ...
- السعودية.. القبض على 3 وافدات لممارستهن الدعارة بأحد فنادق ا ...
- الخارجية الروسية تعلق على كلمات كالاس حول ضحايا النزاع الأوك ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - السينما وحجم تأثيرها على المتلقي