أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - من الغابات إلى الفيلات














المزيد.....

من الغابات إلى الفيلات


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 3618 - 2012 / 1 / 25 - 00:25
المحور: كتابات ساخرة
    


لا أحد يعترض على ما يصدر عن إسرائيل من عنصريات، ليس الأمر غريبا، فإسرائيل تعيش حالة استثنائية دولية، لا مثيل لها في كل أقطار العالم، فهي عروسُ الدول، وملكة جمال العالم، وهي محظية الزعماء والرؤساء الكبار، وعشيقة أصحاب الملايين!
نعم إن إسرائيل أكثر من ذلك بكثير ، فهي تُطبِّق أشهر قصص بطولات أبنائها وبناتها، وتستفيد من أحداث تلك القصة، وتجعل الاحتفال بها من أروع الاحتفالات، وتسميها عيد الفوريم، أو عيد المساخر، وهي قصة الغانية إستير، إستير الجميلة التي فتنت ملوك وحكام الفرس، تمكنت من التسلل إلى بلاط أحشويرش الفارسي وتزوجته، وتمكنت من تحطيم أسطورة الطاغية وسفاح اليهود، وزيره هامان ، وتمكنت بجمالها الفتَّان أن تُغري الملك بإعدامه، بمعونة أخيها مردخاي!
إسرائيل ستظل تحتفل في شهر مارس من كل عام بهذا النبوغ والتفوق، وهو مزيج من الإغواء والخطة، وستظل تمارس التمييز والعنصرية ضد (غير اليهود) بل ضد اليهود أنفسهم، وبخاصة مَن يتهودون منهم، وعلى وجه الخصوص الأثيوبيين أو الفلاشاه!!
ثار الإثيوبيون ضد العنصرية الفاقعة والساطعة ضدهم، لأن عقود الإيجار في مدينة كريات ملاخي جنوب تل أبيب مكتوبٌ فيها شرطٌ عنصري مفجع:
" يمنع تأجيرُ العقارِ أو بيعه أو رهنه لإثيوبيين"!!
وكان واجبا أن تتبنَّى وزارة الاستيعاب قضيتهم العادلة، فقد اشتكوا لوزيرة الاستيعاب، صوفا لاندفر، التي ردت عليهم قائلة:
" اشكروا الحكومة على ما قدمته لكم، بدلا من الاحتجاج!!!!"
ولم يردَّ عليها أحد ، ولم نقم حتى برصد، هذا القول إعلاميا، لنبرز الوجه الآخر لوزراء إسرائيل، الوجه العنصري، وكأن الأغلبية قد وافقت على أقوالها!!!
وانتفض الأثيوبيون انتفاضتهم الأولى ، وساروا من تل أبيب إلى القدس، حيث تظاهروا احتجاجا على العنصرية الصارخة يوم 19/1/2012 !
حاولتُ أن ألملم أطراف الأخبار حول الموضوع، فلم أجد سوى بعضها، غير أن الكاتب اليساري المنصف، يوسي ساريد أشفى غليلي عندما كتب مقالا في هارتس يوم 21/1/2012 وقال فيه ساخرا من تعليق الوزيرة العنصرية صوفا لاندفر:
" أيها الإثيوبيون اشكروا الحكومة التي أخرجتكم من الغابات إلى الفيلات، واشكروها لأن أبناءكم يدرسون في معازل عرقية وغيتوات، واشكروا كلَّ مَن حولكم لأنهم يصبرون على رائحتكم النتنة، واشكروا المنتديات، التي لا تقبلكم إلا على الأبواب،واشكروا وزارة الصحة التي تُلقي بدمائكم في المجاري، عندما تتبرعون، واشكروا الحاخامين الذين يهودونكم وفق نظام غيورا لشومرا، (( وهو التهويد المخصص للمشكوك فيهم، ممن لا يمكن أن يكونوا يهودا أنقياء))
إن يوسي ساريد قد أوضح بجلاء الممارسات العنصرية التي لا مثيل لها في تاريخ الإنسانية، وعلى الرغم من ذلك فإن جمال ملكة الكون، وفتنة إمبراطورة العالم، ورشاقة ودلال الغانية، ما تزال تعوق وصول رسالة الأثيوبيين للعالم أجمع، وليس لإسرائيل فقط!!
أما عن رسالتنا نحن الفلسطينيين، والعنصريات المتعددة والمتجددة، التي تُمارس ضدنا كل يوم، فالأمر مختلف!!
لأننا – بسبب جمال الغانية- نستحقُّ كل ما تفعله في حقنا، لأننا بصراحة، نُفسد مكياجها، ونهدد أمنها!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماء أخطر من الكاتيوشا
- قراصنة جيش الدفاع يشلون مصارف غزة
- الاستبانات والاحصاءات لغة العصر
- واقع التعليم الأليم
- أحزاب وطنية لفش غل الرعية
- تقنيات اللجان في فلسطين
- عام استرجاع المبدعين
- آثارهم المعمرة وآثارنا المدمرة
- مقارنة بين احتفالين
- ماذا يفعل متقاعدو الجيش الإسرائيلي؟
- شارع الشمقمق
- الثمن تاريخنا
- صور سلاطين العربان
- ركن الدولة نتنياهو
- حزبيتهم وحزبيتنا
- أغرب معرض في إسرائيل
- مالك صحيفة هارتس والأبارتهايد
- مَن أشعل الانتفاضة العربية؟
- جوع شعبك يتبعك
- القمع النسائي في إسرائيل


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - من الغابات إلى الفيلات