|
إلى موتوا بغيظكم , مصر ليست إسلامية .
رشا ممتاز
الحوار المتمدن-العدد: 3617 - 2012 / 1 / 24 - 23:44
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ظهر فى الاونة الاخيرة وخاصة عقب نتيجة الانتخابات البرلمانية في مصر فيروسا جديدا أكثر خطرا من فيروسي انفلونزا الطيور و الخنازير الشهيران يسمى بفيروس موتو بغيظكم ..
واعراض الاصابة هى احمرار فى العين ورعشة وتشنج وصياح يليه خروج اللسان من الفم ثم تكرار جملة مصر إسلامية إسلامية موتوا بغيظكم والانصراف ركضا عند اى حوار او نقاش سياسى عقلانى .
ولست اكتب هذه السطور بغية التهكم فالوضع لا يحتمل التهكم ولكنى اعنى تماما ما أقوله واقصد خطورة هذا الداء الذى اصاب نسبة كبيرة من الشعب المصرى , إن لم يكن الاخطر على الاطلاق حيث يتلاعب بمستقبل بلد فقط لمجرد الرغبة فى غيظ الطرف الاخر الذى هو شريك لى فى الوطن والمصير !
فهل مصر فعلا اسلامية ؟
مصطلح الاسلاميين les islamistes
يطلق على تيار فكرى سياسى تمتد جذوره للقرن ال19 اى بدايات الاستعمارالاوروبى فى محاولة لمواجهة الصدمه الحضاريه الغربيه وسيطرتها على البلاد العربية بينما ظهر الاسلام فى القرن السابع !
ساهم فى ظهوره عدة عوامل اجتماعية واقتصاديه وسياسيه منها
هزيمة 1967 امام اسرائيل او ما تمسى بالنكسه التى وضعت نهايه لفكر القومية العربية و بدايه للفكر السلفى-الوهابى للملكة العربية السعودية
1970 وسياسة لانفتاح الاقتصادى التى اثرت بشكل كبير على الخدمات والمساعدات الاجتماعيه المقدمه من قبل الدولة مما ادى الى تنامى الظلم الاجتماعية بين المواطنين .
--فقدان اغلب رؤساء الدول العربية للشرعية التى استندو عليها وضعف او انعدام المعارضه بفعل نظام الحكم العسكرى الشمولى ساعد على تقوية التيارات الاسلامية بصفتها معارضه سرية من الصعب السيطرة عليها..
ا--رتفاع اسعار البترول انعكس على اكثر الدول الغنيه به والمصدره له مثل السعوديه وايران مما مكنهم من تمويل الجماعات الاسلاميه لمد نطاق هيمنتهم على الدول المجاوره وتصدير نموذجهم فى الحكم او الاسلامى السياسى لهم للوقوف امام الضغوطات الخارجية والداخليه المطالبة بالديمقراطيه والحريه واحترام حقوق الإنسان..
--الحرب الاهليه اللبنانيه و التى هى فى الاساس حرب سياسية بمسمى دينى ساهمت فى تغزية تيارات الاسلام السياسى و تقوية شوكتها
--الحقبه السوداء فى الجزائر عام 1991
ا--لكيان الصهيونى وممارساته ضد الفلسطينيين والتى يستنكرها المواطن العربى و استغلال التيارات الاسلاميه لهذا العداء كدعاية الافكارها الاكثر عنصرية
--استخدام الانظمة العربية المتهالكه للجماعات الاسلاميه كفزاعة او اداة تستند عليها لكسب شرعيه منعدمه فى الشارع العربى ..
لعل هذه فى نظرى هى ابرز الاسباب التى ادت الى ميلاد وتطور تيارات الاسلام السياسى فى العصر الحديث وكل هذه العوامل يمكن تلخيصها فى حالة الضعف والاحباط وفقدان الهويه والانسانيه نتيجة لسنوات من الاستبداد و القهر المسيطرة على الشارع العربى من ناحيه و تمويل تيارات الاسلام السياسى من قبل السعودية وايران لضمان استمرارها وصمودها وانتشارها من ناحية اخرى ..
و يستخدم هذا التيار السياسى الاسلام من اجل تمرير مشروعه المشبوه القائم على التلاعب بمشاعر الناس الدينية لكسب تأيدهم واستخدام حبهم الفطرى لدينهم للوصول على اكتافهم !
وتعد ادبيات سيد قطب التكفيريه المنظر الاساسى للاخوان المسلمين هى من وضعت اسس الاسلام السياسى وقواعده والتى تعتبر المرجعيه الرئيسية لكثير من الجماعات الاسلاميه فى استخدامها للعنف والقتل والارهاب لمواجهة المجتمع الكافر كما اطلقوا عليه ! والتى تعتمد على المناداة بدولة الخلافه المستنده على الشريعة و ارساء مبدأ الحاكمية ل الله وفيها يكون الله هو الحاكم الاصلى و هو المسير للنظام الاجتماعى والاقتصادى والسياسى داخل البلاد اما الحاكم البشرى الموجود فهو مجرد واسطه بين الله والشعب ! أو ظل الله فى الارض كما سمى فى عهود الخلافة الماضية ! ولهذا ارتبطت القاب الخلفاء العباسيين والامويين بالله فنجدهم قد اطلقو على انفسهم القابا مثل الحاكم بأمر الله المعتصم بالله الخ
ووفقا لهذا القول فالدول التى لا تطبق الحاكميه والخلافه هى دول ترتكب معصية سياسية وشعوبها اما جاهلة او كافرة و حاكمها الاصلى هو الشيطان ! و بالتالى لا يتدخل الله فى إدارة شؤونها ! وهذا هو أساس الشرك بالله !!
ولو عقدت مقارنه بسيطة بين الدول المحكومة بأمر الله مثل السعودية والسودان وإيران وأفغانستان والصومال والدول التى يحكمها الشيطان مثل سويسرا والنمسا والسويد والنرويج واليابان الخ ...
ستصل الى النتيجة التى جعلت نسبه كبيره من سكان الدول الإلهية تتمنى الهجرة والحياة الكريمة فى ظل نظام الحكم الشيطاني الذي يحترم فيه حقوق المواطن وتوفر له الحياة الكريمة وتحفظ فيه إنسانيته وحريته ولا أتكلم عن دول مثاليه فالمدينة المثالية لا وجود لها على الأرض ولكن مقارنة على الأقل بالأوضاع المأساوية في ظل الدول التي يحكمها الله كما يزعمون .
بل إننا نجد الجماعات المستغلة للدين مثل الإخوان والسلفيين فى مصر قد استعاروا الديمقراطية التي تبنتها دول الشيطان لتكون سلما يصلون به إلى ما يسمونه بحكم الله !
وقد يعترض البعض على المقارنة والتشبيه و مستندا على الماضى و روعة عهد الخلافة الإسلامية في العصور السابقة , مطالبين بركوب آلة الزمن لنصل بها الى الوراء ونعيد بها الماضي التليد والعصور الذهبية والدولة المثالية الإسلامية التي ازدهرت فيها العلوم وانتشر فيها الورع والعدل والخير والمال وتوسعت فيها الرقعة الإسلامية شرقا وغرب حتى وصلت إلى اقاصى البلاد.....
ولن يكون ردى بأن آلة الزمن ليس لها وجود إلا فى أفلام الخيال العلمى ولن اقول له أن الزمن تغير وان إعادة عقارب الساعة إلى الوراء هى المستحيل بعينه ...
ولكنى سأقول بأنني كأي قارئ محايد للتاريخ لا أتمنى عودة هذا الزمن ولا اتمنى العيش فيه , وان زمننا هذا برغم كل السلبيات افضل بكثير من هذا الماضى الذى بتمنون عودته حيث كانت ظروف الحياة قاسية مما انعكس على طبائع الناس وكان السيف الذي يضعه الإخوان شعارا لهم هو الحاكم الاصلى للبلاد والعباد وقد اطار من الرؤوس المسلمة أكثر مما اطار من رؤوس الأعداء !
بدءا بقتل الممتنعين عن دفع الزكاة من المسلمين فلم نسمع يوما ان عقوبة عدم اعطاء اموال الذكاه الى الحاكم تستحق القتل ! وإلا كنا قد قتلنا جميعا !
ومرورا باغتيال عمر ابن الخطاب ثم عثمان ابن عفان بشكل بشع بل والامتناع عن دفنه بتاييد من كبارالصحابه فيصور الطبري المشهد فى كتابه تاريخ الأمم والملوك الجزء الثالث ص 439 بقوله : ( لبث عثمان بعدما قتل ليلتين لا يستطيعون دفنه ثم حمله أربعة " حكيم ابن حزام وجبير بن مطعم ونيار بن مكرم وأبو جهم بن حذيفة " فلما وضع ليصلي عليه جاء نفر من الأنصار يمنعوهم الصلاة عليه فيهم أسلم بن أوس بن بجرة الساعدي وأبو حية المازني ومنعوهم أن يدفن بالبقيع فقال أبو جهم ادفنوه فقد صلى الله عليه وملائكته فقالوا لا والله لا يدفن في مقابر المسلمين أبداً فدفنوه في حش كوكب ( مقابر اليهود ) فلما ملكت بنى أمية أدخلوا ذلك الحش في البقيع ) ثم مقتل على ابن ابى طالب والحسن والحسين والصحابه بعضهم البعض فى معركة الجمل !
---أما فى عصر الأمويين فقد قتل يزيد ابن معاوية الحسين حفيد رسول الله بل والاخطرمن ذلك هو مهاجمة جيش يزيد بقيادة مسلم ابن عقبة للمدينة المنورة بعد ان خلع اهلها بيعته وقتل فيها ما يزيد عن 4000 مسلم واغتصب فيها الف بكر من بنات المسلمين!!! فيما يعرف بأسم موقعة الحرة!!
و اجبر اهل المدينة على مبايعة يزيد على كتاب الله و سنة رسوله !!!! وقتل كل من رفض البيعة و تمنى يزيد حين بلغه نبأ النصر لو ان اجداده اللذين هزموا فى بدر شهدوا كيف انتقم لهم جيشه فى زمنه !!!!!!
اما يزيد ابن عبد الملك الذى اتى بعد الخليفه العادل عمر ابن عبد العزيز فقد ملء الدنيا مجونا وشرابا ويذكر السيوطي ( تاريخ الخلفاء ص 246. ) : أنه ما أن ولي ( حتى أتى بأربعين شيخاً فشهدوا له ما على الخليفة حساب ولا عذاب ) ليفعل ما يحلو له وما يشاء!
اما ابنه الوليد ابن عبد الملك فقد اشتهر بالزندقه واللواط ورشق المصحف بالسهام وأقرأ معي ما فعل الوليد حين (قرأ ذات يوم – " واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد ، من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد " – فدعا بالمصحف فنصبه غرضاً للنشاب " السهام " وأقبل يرميه وهو يقول: أتوعد كل جبار عنيد فها أنا ذاك جبار عنيد إذا ما جئت ربك يوم الحشر فقل يارب خرقني الوليد
بل ان الذهبى قال مدافعا عنه بأنه لم يكن زنديقا كافرا ولكنه كان لوطيا فقط ! (لم يصح عن الوليد كفر ولا زندقة ، بل اشتهر بالخمر والتلوط ، فخرجوا عليه لذلك ، وذكر الوليد مرة عند المهتدي فقال رجل : كان زنديقاً ، فقال المهتدي : مه ، خلافة الله عنده أجل من أن يجعلها في زنديق )
أ---ما الخلافة العباسية فقد بدأت مع السفاح المبيح كما اطلق هو على نفسه وقد كان اسما على مسمى فقد قال ابن الاثير فى كتابه الكامل فى التاريخ انه بدأ خلافته باخراج جثث خلفاء بنى اميه من قبورهم وجلدهم وصلبهم وحرقهم ونثر رمادهم فى الريح !!!
ويروي المسعودي القصة بتفصيل أكثر فيقول ( مروج الذهب للمسعودي ) : (حكى الهيثم بن عدي الطائي ، عن عمرو بن هانئ قال : خرجت مع عبد الله بن علي لنبش قبور بني أمية في أيام أبي العباس السفاح ، فانتهينا إلى قبر هشام ، فاستخرجناه صحيحاً ما فقدنا منه إلا خورمة أنفه ، فضربه عبد الله بن علي ثمانين سوطاً ، ثم أحرقه ، واستخرجنا سليمان من أرض دابق ، فلم نجد منه شيئاً إلا صلبه وأضلاعه ورأسه ، فأحرقناه ، وفعلنا ذلك بغيرهم من بني أمية ، وكانت قبورهم بقنسرين ، ثم انتهينا إلى دمشق ، فاستخرجنا الوليد بن عبد الملك فما وجدنا في قبره قليلاً ولا كثيراً ، واحتفرنا عن عبد الملك فلم نجد إلا شئون رأسه ، ثم احتفرنا عن يزيد بن معاوية فلم نجد إلا عظماً واحداً ، ووجدنا مع لحده خطاً أسود كأنما خط بالرماد في الطول في لحده ، ثم اتبعنا قبورهم في جميع البلدان ، فأحرقنا ما وجدنا فيها منهم ) .
وقيل انه دعا بقايا الأمويين إلى مأدبة طعام فى قصره ثم قتلهم جميعا وجعل من جثثهم مائدة أكل عليها حتى شبع !!
و انتهى العصر الأول من الخلافة العباسية وهو أكثر العصور توسعا وازدهارا وحرية وفقها ومجونا فى ذات الوقت !! بالخليفة الواثق الذي اشتهر بحبه لمولى مصري يسمى مهج ! وقد سلب مهج لب الخليفة وكيانه وتعلقت مصالح الدولة بمزاج مهج و حدث يوماً ، حين فقد الواثق عقله فأغضب مهج ، وفي اليوم التالي طار لب الواثق ، وتعطلت مصالح الدولة ، وخشي كبار الدولة أن يدخلوا على الواثق في حالته تلك ، ولم يكن لأحد أن يتوقع خيراً إن لاقاه أو حاكاه ، وأدرك الجميع أن السر لدى مهج ، فدسوا عليه بعض الخدم ليسألوه فأجابهم ( والله إنه – يقصد الواثق – ليروم أن أكلمه من أمس ، فما أفعل ) . يا للكارثة، ويا لصعوبة ما أعانيه بحثاً عن ألفاظ تليق بجلال الموقف ورهبته، وعذاب الواثق وغضبته، وقد نقل إليه حديث مهج فأنشد من جديد قائلاً: يا ذا الذي بعذابي ظل مفتخرا ما أنت إلا مليك جار إذ قدرا لولا الهوى لتجارينا على قدر وإن أفق منه يوما ما فسوف ترى
وإذا كان الواثق قد تألق في صولاته بين الغلمان ، وإذا كان يستحق بجدارة أن يوصف في جولاته بأنه فارس الميدان ، فإنه – إنصافاً له لم يكن فارس الميدان الوحيد ، فقد ذكرنا طرفاً عن التلوط في عهد الوليد بن يزيد ، ولم نذكر شيئاً عن عهد الأمين( ابن الرشيد ) الذي ( ابتاع الخصيان وغالى بهم وصيرهم لخلوته ورفض النساء والجواري ) ( تاريخ الخلفاء للسيوطي – ص301 ) ، وكما تعلق قلب الواثق بمهج تعلق قلب الأمين بكوثر ، وقال بعض الشعراء عن عصره : أضاع الخلافة غش الوزير وفسق الأمير وجهل المشير لواط الخليفة أعجوبة وأعجب منه خلاق الوزير فهذا يدوس وهذا يداس كذاك لعمري خلاف الأمور هذه بعض المقتطفات اليسيرة من المسكوت عنه فى الخلافة الإسلامية التي لا تنتمي إلى الإسلام إلا بالاسم !!!
ومن اراد ان يتوسع فليقرأ كتاب فرج فوده شهيد كلمة الحق -- الحقيقة الغائبة -- الذى ذكرت لكم بعض من مقتطفاته ومن كان لديه الوقت الكافى فليقرأ تاريخ الأمم والملوك للطبري او تاريخ الخلفاء للسيوطى الذى نقلت لكم اجزاء منه , ليعرف ما حجبه شيوخ الإسلام عنه عن عمد يغرض تصوير هذه العصور بالمثالية والنموذجية الوهمية حتى ظنها الناس المشغولين فى حياتهم لضيق الوقت والسعى وراء لقمة العيش بعصور تقوى وورع وزهد وتدين وتمنوا عودتها وبدل من ان ينظروا صوب المستقبل تمنوا الرجوع إلى الماضى !!
وفى حقيقة الامر فهى فى اغلبها عصور اختلط فيها العنف بالمجون بالانحلال بالعلم بالورع ..........
فيها تم تأسيس المذاهب الفقهية وفيها تم أيضا اضطهاد فقهاء المذاهب الأربعة وتعذيبهم بوحشية وعلى رأسهم ابن حنبل و أبو حنيفة !
فيها ازدهر العلم و نشطت حركة الترجمة في عهد المعتزلة (وهى مذهب عقلي يكفره أهل السنة !!) وظهر فكر ابن رشد الذي اخذ منه الغرب وأقاموا حضارتهم وفيها أيضا تم تكفير اغلب العلماء وحرق مؤلفاتهم !
فيها ظهر عمر بن الخطاب وعمر ابن عبد العزيز و فيها ايضا ظهر يزيد والواثق والسفاح ..
فيها بدأ الخليفة ابو بكر خطبته الشهيرة أيها الناس إني قد وليت عليكم ولست بخيركم إن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني..
وفيها ابضا قال الخليفة عبد الملك ابن مروان على منبر رسول الله في المدينة والله لا يأمرني أحد بتقوى الله بعد مقامي هذا إلا ضربت عنقه !!
أنها باختصار عصور إنسانية تنتمي لزمانها وسقفها المعرفي فلم تكن هناك آليات رقابه على الحاكم ولا قدره على تغيره ولا برلمان منتخب ولا فصل بين السلطات كما هو حال الدول الحديثة اليوم كانت الغلبة فيها للقوة ودانت لهم الأرض ليس لورعهم وتقواهم كما يظن البعض فقد كان اغلب الخلفاء المتوسعين ابعد ما يكونوا عن الورع و التقوى ولكن لأخذهم بأسباب القوه وبحد السيف و فقا للمقولة لشهيرة للخليفة أبو جعفر المنصور مؤسس الدولة العباسية " إذا مد عدوك إليك يده فاقطعها إن أمكنك ، وإلا فقبلها " ولا يمكننا بأي حال من الأحوال إسقاط تلك العصور على زمننا وعصرنا الحالي الأكثر تحضرا ورقيا ولكن علينا أن نأخذ من التاريخ العبر والدروس وان لا نكرر الأخطاء وان نستعيد قوتنا باستعادة أسبابها وهى فى عصرنا الحالي دولة المؤسسات والقانون الحديثة التى تفصل بين الدين كقيمة روحية ثابتة والسياسة المتغيرة , دولة العلم والعمل واحترام حرية الإنسان وصيانة كرامته واحترام العهود والمواثيق الدولية ومعاهدات السلام وان ننظر للمستقبل لا للماضى هذا ما طبقته اليابان الملحده بعد خروجها من الحرب منهكة وضعيفة فتقدمت و ازدهرت وهذا ما تناسته أفغانستان المستنسخه للماضى فتأخرت و انحدرت.
ماذا قدم الاسلامييون لمصر؟
قدموا شلالات من الدماء البريئة بدءا من قتل الخزندار والنقراشى باشا من قبل جماعة الاخوان مرورا بمخططات لتفجير مراكز حيوية فى مصر ثم محاولة قتل عبد الناصر ,قتل الرئيس المصرى الراحل محمد انور السادات, اصدار الفتاوى التى تبيح وتشجع على سرقة محال المصريين الاقباط وقتلهم ,قتل 68 من قوات الشرطة المصرية فى مخطط غرضه تقسيم مصر والاستيلاء على أسيوط وإعلانها إمارة إسلامية ,قتل رفعت المحجوب عضو مجلس الشعب , مذبحة الدير البحرى بالاقصر والتى راح ضحيتها 62 انسان من ضيوف مصر الكرام منهم طفلة بريئة لا يتعدى عمرها الخمس سنوات واصابة 26 اخرين فى اقل من 45 دقيقة ! , محاولة قتل الكاتب والاديب المصرى العالمى نجيب محفوظ , قتل المفكر ورجل السلام المصرى شهيد الكلمة الدكتور فرج فودة , قتل34شخص واصابة 171 فى تفيجيرات بسيناء , قتل 88 شخص واصابة اكثر من 150 فى هجمات بشرم الشيخ , قتل 6 مصريين اقباط ومصرى مسلم فى احتفالات الميلاد بنجع حمادى , مساعدة حبيب العدلى كما ورد فى الاتهامات الاخيره فى تفجير كنيسة القديسيين وقتل 21 مصرى و 80 جريح !
هذا بعض مما قدمه التيار الاسلامى أو بلفظ أدق التيار الارهابى المستغل للإسلام لمصر ! الخراب والدمار والقتل والفتنة الطائفية والتقسيم ! ومع هذا هانحن نشهد اليوم الذي نرى كثير من المصريون المغيبون المخدرون الكارهون لأنفسهم ولوطنهم ينسون كل هذا التاريخ الأسود وينسون دماء الأبرياء الطاهرة ويدلون لنا السنتهم وينتصرون للقتلة ويقولون لنا بلا مبالاة ولا وعى موتوا بغيظكم إسلامية إسلامية !!
فقد افسد المجلس الخائن الحياة السياسية فى مصر ما بعد الثورة وتآمر المرتزقة مع الخونة ...
فاخرج الجماعات الإرهابية من السجون ومنح الجماعة المحظورة حزب وجعلها شريك معه في إغراق البلاد والقضاء على الثورة وقيد الديمقراطية بحبل الدين ليوجهها حيثما شاء موهما الشعب بأن الكره باتت فى ملعبه وانه يمارس الديمقراطية التي حرم منها لعقود في أبهى صورها بينما هو ينتصر للحبل الذي تساق به الديمقراطية إن دينه في خطر وان المغول على الأبواب !!!! ليخوض عبر صناديق الاقتراع معركة دينية سرابية ليس لها وجود إلا في مخيلته !!
بدءا من التعديلات الدستورية التي تم ربطها بالمادة الثانية ليوهم الناس ان الإسلام فى خطر ولا ادري ما علاقة المادة التانيه بالإسلام !
ثم الانتخابات البرلمانية التي لم تكن سوى حربا بين الأحزاب الإسلامية متمثله فى الإخوان والسلفيين وبين غيرهم من الأحزاب المسيحية والعلمانية الكافرة ليجذب الحبل الذى تساق به الديمقراطية يمينا لنصرة الأحزاب الإسلامية !
ليصبح معيار تصويت المواطن لا على أساس البرنامج الانتخابي ولا على أساس حزب يضمن له مستقبل أفضل وإنما على أساس طول اللحية وعرض زبيبة الصلاة ولقب داعية أو شيخ الذي يسبق اسم المرشح الانتخابي ! معتقدا بذلك انه ينتصر لدينه بينما هو ينتصر لمن استغل واستباح دينه!
ومهما فعلوا فمصر القبطية المسلمة بلد السلم والسلام و لسماحة والتعايش والمحبة والتاريخ والحضارة لم تكن أبدا ولن تكون مهما تآمر المجلس العسكرى مع الجماعات الاستغلالية ومهما دفع أمراء الخليج بملايينهم فمصر لم و لن تكون فريسة لهم ما دام فيها مصريين أحرار و شرفاء يدركون ان الفرق بين الإسلام والجماعات الإسلامية التي سبق وان سرقت منا الإسلام واستباحته وشوهته وارتكبت باسمه آلاف الجرائم و الآن تسرق منا الوطن! هو تماما كالفرق بين الشرف والمتاجر بالشرف بين السلام و الإرهاب بين النقاء والفساد بين التوحيد والشرك.
وان هذه الهجمة الفيروسية الهمجية التكفيرية المظهرية وافده علي الروح المصرية وسنتعافى منها مهما طال الزمن و اختتم بقول العملاق الذى كفره الإرهابيون ولا يزالون الاديب المصرى نجيب محفوظ بعد ان طعنه احد المهووسين المصابين بفيروس موتو بغيظكم بسبب روايته الرائعة أولاد حارتنا قال يومها وفي حماسة شديدة، وصوت جهير ونبرة قاطعة ...
ان اهل مصر الذين ادركناهم وعشنا معهم، والذين تحدثت عنهم في كتاباتي كانوا يعيشون بالإسلام، ويمارسون قيمه العليا، دون ضجيج ولا كلام كثير. وكانت اصالتهم تعني هذا كله، ولقد كانت السماحة وصدق الكلمة وشجاعة الرأي وأمانة الموقف ودفء العلاقات بين الناس، هي تعبير اهل مصر الواضح عن إسلامهم... ولكنني في كلمتي الى الندوة اضفت ضرورة الأخذ بالعلم، لأن أي شعب لا يأخذ بالعلم ولا يدير اموره كلها على اساسه لا يمكن ان يكون له مستقبل بين الشعوب. ان كتاباتي كلها، القديم منها والجديد، تتمسك بهذين المحورين: الإسلام ويقصد الاسلام الجوهر لا المظهر الذي هو منبع قيم الخير في امتنا، والعلم الذي هو أداة التقدم والنهضة في حاضرنا ومستقبلنا. انتهى
لتظهر فى كلمته جليا الفرق بين الروح المصرية الجميلة وتطبيقها لجوهر الإسلام والدين عامة الداعي للأخلاق الحميدة والسماحة والمحبة وحسن المعاملة واحترام الحريات والتعايش مع الآخر والفرق بين الروح الشريرة الوافدة علينا والتى ارتدت كلمة إسلامية والإسلام منها براء والتى حولتنا الى مخلوقات مشوهه مستبدة مدمره منغلقة على ذاتها كارهه لنفسها وللآخروللكون كله.
#رشا_ممتاز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خالد الجندى والكهانة فى الإسلام
-
التهنئة بسند شرعى !
-
عندما سحلت ضمائرنا !
-
كلهم عبد المنعم الشحات مع الفارق !
-
العرس الديمقراطى
-
صور علياء التي هزت عرش الفضيلة
-
خصلات شعر سالى التى كشفت عوراتنا !
-
مصر تولد من جديد و المخاض عسير!
-
الشعب يريد إسقاط النظام رسالة المصريين لجيشهم وللعالم
-
سيد طنطاوى وفيروس النقاب
-
عيد الحب وعيد الكره
-
فلندعم لوثرينا
-
العلمانوفوبيا
-
مأساة عبور
-
حقوق الإنسان والعلمانية المستوردة
-
الاسلام صديق العلمانية
-
إيقاف المهازل على صفحات الحوار المتمدن
-
صياغة الخطاب العلمانى فى مواجهة التحديات
-
خواطر علمانية
-
محنة العلمانية ومأزق المتعلمنين
المزيد.....
-
“صار عنا بيبي بحكي بو” ثبت الآن التردد الجديد 2025 لقناة طيو
...
-
هل تتخوف تل أبيب من تكوّن دولة إسلامية متطرفة في دمشق؟
-
الجهاد الاسلامي: الشعب اليمني حر ويواصل اسناده لغزة رغم حجم
...
-
الجهاد الاسلامي: اليمن سند حقيقي وجزء اساس من هذه المعركة
-
مصادر سورية: الاشتباكات تدور في مناطق تسكنها الطائفة العلوية
...
-
إدانات عربية لعملية اقتحام وزير إسرائيلي باحة المسجد الأقصى
...
-
افتتاح الباب المقدس في كاتردائية القديس بطرس بالفاتيكان إيذا
...
-
زيلينسكي يحتفل بعيد حانوكا اليهودي بحضور مجموعة من الحاخامات
...
-
حماس:ندعو الدول العربية والاسلامية لردع الاحتلال والتضامن لم
...
-
الأردن يدين اقتحام وزير إسرائيلي المسجد الأقصى
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|