أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حسن مدن - مجلسنا النيابي والفساد














المزيد.....

مجلسنا النيابي والفساد


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 3616 - 2012 / 1 / 23 - 09:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لا نعرف كم عدد البرلمانات في العالم التي يختار أعضاؤها أن يقفوا بأنفسهم ضد توسيع صلاحياتهم التشريعية والرقابية، فمن المؤكد أن مثل هذه البرلمانات موجودة في بلدان أخرى، لكن ما نعرفه، معرفة اليقين، أن مجلس النواب البحريني أرسل ويرسل إشارات ساطعة على أنه، وبامتياز، واحد من هذه البرلمانات، حين قرر أعضاء إحدى لجانه، وهي اللجنة التشريعية، وبمحض إرادتهم، هذا في حال افترضنا حسن النية، أن يرفضوا مقترحاً نيابياً بتشكيل هيئة عليا لمكافحة الفساد. وحسب بيان المنبر التقدمي الصادر منذ يومين فإن هذا الموقف أفصح بوضوح عن عدم جدية غالبية الكتل النيابية في التعاطي مع قضية من أهم القضايا التي تؤرق مجتمعنا وتسمح بمصادرة ثرواته والتعدي على ممتلكاته العامة، وهو ذات الموقف الذي تكرر مراراً من قبل المجلس بشكل عام خلال السنوات الأخيرة، والذي يأتي على عكس المطالبات الشعبية الواسعة الداعية لوقف الفساد ومحاسبة الفاسدين، وضد التوجه الذي أضحى مُتبعاً في العديد من دول الديمقراطيات العريقة والناشئة على حد سواء تحقيقاً لمساءلة وملاحقة العابثين بالمال العام. ليست لدينا أوهام كبيرة على أن هذه الهيئة العليا لمكافحة الفساد، حتى لو تشكلت، ستحقق المعجزات، ولكن، في كل الأحوال، فإن وجودها سيكون أمراً محسوباً لصالح المجلس، وخطوة في الاتجاه الصحيح، يتعين العمل بعدها على أن تقوم هذه اللجنة بدورٍ ما في محاربة أوجه الفساد المتفشية في مفاصل إدارية كثيرة في الدولة. رغم ذلك فان اللجنة النيابية المذكورة هربت من هذا الاستحقاق، لتكشف بهذا السلوك عن غياب الجدية في مكافحة الفساد، وهو أمر يجد له تعبيرات في مسائل عديدة، ومن الأمثلة الساطعة على ذلك كيفية تعاطي المجلس مع النتائج الخطيرة التي أظهرها، ويُظهرها سنوياً، تقرير ديوان الرقابة المالية والإدارية الذي يكشف، في كل سنة، كماً مريعا من وجوه الفساد والتجاوزات المالية والإدارية والتي تضخمت كثيرا خلال السنوات الأخيرة. وأمر بالغ الدلالة أن هذا التضخم في معدلات الفساد والتجاوزات يتم في ظل وجود مجلس نيابي منتخب يفترض أن يقوم بدوره الرقابي على أحسن وجه، لكن المفارقة أن التقرير الأخير هو الأضخم ضمن سلسلة التقارير التي صدرت حتى الآن، نظراً للتراخي الفاضح تجاه التعدي على المال العام وإضاعة الموارد والتسيب الإداري والمحسوبية. فقد اختفت لجان التحقيق النيابية وانعدمت الجدية المطلوبة والمساءلة في متابعة ملف الفساد، مما سمح لقواه في مختلف أجهزة الدولة ووزاراتها أن ترتكب هذه المقادير المتزايدة من التجاوزات المالية والإدارية، التي تتكرر أوجهها في كل التقارير، في ظل غياب أية متابعة لمحاسبة المسؤولين وتصحيح الأخطاء والتعديات. في بيانه المذكور دعا المنبر التقدمي، بهذا الخصوص، إلى وقفة صارمة من اجل استعادة موارد الدولة وممتلكاتها وتحجيم المديونية العامة للدولة بدلا من السماح بتضخمها بشكل غير مسؤول، وتقديم المتجاوزين والفاسدين للنيابة العامة تحقيقا للمساءلة، واستعادة الممتلكات والثروات المصادرة، على أن تبدي السلطتان التشريعية والتنفيذية حزماً تجاه الموقف من الفساد والتعدي على المال العام حماية لثروات الوطن، وحفاظا على نصيب الأجيال القادمة في هذه الثروات.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نستبدل الإستبداد بآخر؟
- الحل في أفق المصالحة الوطنية
- التيار الديمقراطي مدعو لإجراء مراجعة نقدية.. وألاّ يدير ظهره ...
- يوم أُستشهد هاشم
- السِنة أيضاً يريدون الإصلاح
- سقوط الجمهوريات الوراثية
- سايكولوجيا السلطة
- ارفع رأسك يا أخي
- نحن أيضاً نتغير
- الظاهرة القذافية
- المخرج الوطني
- البحرين وطن بجناحين
- فرصة تاريخية مؤاتية
- تعبئة ال «فيسبوك» وما في حُكمه
- بين مانديلا والرؤساء العرب
- انتصر الشعب ولم يسقط النظام
- نبوءة أبي القاسم الشابي
- تفريغ العالم العربي من مسيحييه
- طفولة للموت
- السودان بدون جنوب


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حسن مدن - مجلسنا النيابي والفساد