فريد يحي
الحوار المتمدن-العدد: 3615 - 2012 / 1 / 22 - 14:27
المحور:
الادب والفن
نامت معظم الطريق... أني أراها من خلال المرأة. فهي... هناك في الخلف ينغرس ذقنها داخل قميصها المفتوح ليغرق في أمواج من اللحم الأبيض،بينما كانت الأشجار تتوالى وتتوارى ،والصمت يلف المكان بشكل ثابت لا يتغير.
والداي كانا بانتظارنا عند الباب الأمامي بمجرد أن سحبنا إليهما من الطريق، تمكنت أن أرى عبر النافدة، البسمة وقد ارتسمت على شفاهما بوجوه متمايلة،كانا مليئين بالإثارة،إنها زيارة مريم الأولى لهما.
حملتها بين ذراعي داخل المنزل وهي لا تزال نائمة.. والداي تحركا بهدوء شديد تفاديا لعدم ايقاضها.كلاهما كان حريص على دوره في حملها،هممت أن ادفعها إلي أمي ،فأجتني وهي تخاطبني،بأني احملها بنفس الطريقة التي حملني فيها أبي من قبل.
لم ارفع عيناي عن مريم ،في اللحظة التي رفعتها عاليا إلي فوق..فوق راسي،أنزلتها ببطء، وقمت بالدوران ببطء، أنا وهي... تمسك بذراعي الممدودة. بوسعي أن اسمع والداي وهما يصدران أهات مكتومة تعبر عن الاحتجاج . تبدو كما لو كانت عالما بعيدا عنا نحن الاثنان.عينا مريم مفتوحة مثل لغم ينفجر،شفرات مروحة السقف التي تعلو رأسها تطوف مثل غيمة خشبية. في تلك اللحظة عرفت بان كل شيء سيكون مختلفا بالنسبة لها.ابتسمت،انفجر وجهها فأصبح متعدد الطويات،حتى أن اللثة الوردية كانت ظاهرة للعيان.خيط سائل ينزلق ويختفي من فمها . يستقر هناك، يسقط نحو وجهي،يتراى لي سائل يشبه الماس،ينسكب على شفتاي ،اشعر به على لساني،يعطيني مذاق مثل الثقة..
#فريد_يحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟