أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فيروز شحرور - 300 حَجر، أم 300 عَقل!














المزيد.....

300 حَجر، أم 300 عَقل!


فيروز شحرور
(Fairouz Shahrour)


الحوار المتمدن-العدد: 3613 - 2012 / 1 / 20 - 20:45
المحور: القضية الفلسطينية
    


لا لشيء، فقط لأن التعليم كالصّلاة: عمود هذه الحياة!

هذا هو رأيي وكل من يؤمن أن التعليم يخلق الثورات ويحيلُ الكائن لكائن آخر، سيكون حتما حريص كل الحرص على أهمية التعليم بمعناه المضموني. منذ أيام قليلة قرأت ما صرحت به وزير التربية والتعليم السيدة لميس العلمي من خلال مقابلة أجريت معها، وكان لحديثها الأمر الايجابي من حيث تناولها لمراحل حياتها وقدرتها على تخطي الصعاب وتحمل المسؤولية، ولكن ما لفت انتباهي وأثار حفيظتي هو المحور المتعلق بتقويمها لسنوات عملها كوزير للتربية والتعليم، وكان ردها أنها قد شيّدت 300 مدرسة، خلال أربع سنوات فقط!

لا أحد منا ينكر أننا بحاجة لمدراس مهيأة للتعليم ولمقاعد دراسية ترتاح أجساد طلابنا فيها، ولكن في القديم لم تكن الوسائل التكنولوجية متوفرة بهذا الكّم كما هو الآن، ولم تكن البنى المدرسية كما هي الآن أيضا، ولكن الفرق الوحيد بين الراهن والماضي "الأصالة في التعليم". لقد تعمدت سؤال عدد من الطلاب في مدارسنا الحكومية والخاصة بعض الأسئلة، وقد تفاوتت الأجوبة عن رؤيتهم "للمنهاج الثقيل وغير المتوازن مع أعمارهم"! وعن نظرتهم للشكل الخارجي للمدرسة ونوعية المعلم ووقت الحصة المتفاوت بين أربعين طالبا أو أكثر وغير ذلك، ولكن المعظم أجمع أن لا حصة للمكتبة! والسؤال لذوي الاختصاص، لماذا؟!

جون ستيوارت ميل قال: فرد واحد مؤمن بشيء ما يساوي في قوته 99 فرداً مهتمين به فقط، والأديب الفلسطيني خليل السكاكيني الذي حارب من أجل التعليم قال إن الغرض من التعليم هو خلق نوع من البشر يتحكمون من عقولهم ويشعرون بأهميتهم الانسانية وكرامتهم.

لسوء الحظ دون الخوض في تلافيف التعميم المطلق، أنا لا أرى انعكاسا مخيفا على جيل الطلاب الجديد، فمقدرتهم على استخدام الحاسوب أو الهواتف النقالة وغير ذلك، حتما لا يحدد تكيف الطالب مع المحيط أو بمستواه الذكائي.


المعلم رسّول

من ناحية أخرى، كنت أتمنى قراءة ما صرحت به الوزير، اهتمامها بالمعلم فهو الرسول الذي يبشر بالنور، وهو الروح التي تبث الحياة من لا فيه حياة، ووجب لذلك اعداد دور تأهيل للمعلم يتلقى فيها فنون الدنيا، من تعاليم دينية وفلسفية وتربوية وإشباعه بجمال الأرض والبشرية من العصور المنصرمة وتاريخها، فبرأيي المعلم قليل الحيلة، لا متسع للأفق لديه ولا يتمتع، غالبا بالتطور، فهو، مع تقدُّم ما حوله، إذا لم يتقدم فهو يتراجع، مثله مثل السرطان الذي يستشري بالجسد الصحيح ببطء حتى يفسد.. ولسوء الحظ قسم ليس بالقليل من معلمينا ومعلماتنا لا يتوفرون على الوعي الحياتي المعاصر، بالقدر اللازم!


برأيي من المهم لوزارة التربية والتعليم الاهتمام بنوعية المعلم أولا، وليس فقط من خلال امتحان ورقي أو شفوي، بل إعداد دور تأهيل للمعلمين بعد مضيهم السنوات الطبيعية لإنهائهم دراسة التخصصات في الكليات أو الجامعات، وأن يكون للوزارة رؤية أخرى للمنهاج الفلسطيني وإضفاء طابع القراءة والأنشطة اللامنهجية والتي تدعم قدرات الطالب وتكسبه مهارات متنوعة.

إن وزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة، هما ركيزتا الدولة البشرية والمواطن المسؤول، دونهما لا مجتمع، لا حياة.



#فيروز_شحرور (هاشتاغ)       Fairouz_Shahrour#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحنُ على مشارفِ الحريّة..!!!
- الدولة الحلم!!
- مساعدات أمريكية - للفلسطينيين-، أم مساعدات فلسطينية - للأمري ...
- إغتراب قسري
- إليها.. جدتي
- سيرة فيروز شحرور
- رواية -ما زال المسيح مصلوبا- ضمن قراءة تحليلية لشباب فلسطيني ...
- لننسى جميعا
- الكتابة النسوية: بين الحلم واضطهاد الواقع
- حينما تستريح الوطنية بشكل أو بآخر
- الحجاب يغطي العقل
- المفاجأة الرائعة
- هواجس مارٌة


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فيروز شحرور - 300 حَجر، أم 300 عَقل!