أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - خديجة آيت عمي - الفردانية و النظام الإقتصادي في المغرب














المزيد.....

الفردانية و النظام الإقتصادي في المغرب


خديجة آيت عمي
(Khadija Ait Ammi)


الحوار المتمدن-العدد: 3613 - 2012 / 1 / 20 - 16:19
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


لعل الفردانية كمفهوم حديث لدينا ، لم نعرفه سوى مؤخرا بفضل احتكاكنا بالغرب الذي لا تفصلنا عنه مكانيا سوى أربعة عشر كيلومترا ، والواقع أننا لم نتمكن من الإستفادة من هذه التجربة المُغامِرة المُنتِجة التي صمدت إلى اليوم رغم التّحدّيات .
فالنظام الذي كان سائدا بالمغرب هو النظام الإقطاعي باستثناء بعض المناطق الأمازيغية التي كانت تزاول و لاتزال نظاما اقتصاديا جماعيا يشارك فيه الجميع بغضّ النظر عن خلفية العائلات و مؤهلاتها و رغم بساطته أيضا إلا أنه مكّن القبائل من العيش دون نظام الطبقات .
إذن بعد خروج الحماية الفرنسية بدأ المغرب يعتنق شيئا فشيئا الفردانية إثر ظهور الطبقة البورجوازية الفاسية التي تعاملت مع المستعمر بسخاء حتى بعد خروج هذا الأخير من المغرب ، لا بل تمكنت طبقة التكنوقراط الفاسيين من نسب جميع الإنجازات المتعلقة بمقاومة الإحتلال الفرنسي و الإسباني إليها لاكتساب الشرعية الدينية و الوطنية في آن واحد وقد نجحت في ذلك إلى أبعد مدى و استفادت من منحة فرنسا التي تربِّت على كتف كل من وقف بصفّها حتى و إن كلفه ذلك معاداة وطنه و مواطنيه فزادت هذه الأخيرة من تدخلها في شؤون المغرب الداخلية ومعها ارتفع حجم الهدايا والعطايا للفاسيين على شكل مناصب عمل سامية وطنية وأخرى دولية.
لكن سرعان ما أخذ مفهوم الفردانية ينتشر شيئا فشيئا عبر وسائل الإعلام و من خلال التجربة المُعاشة من قبل المغاربة المقيمين بالغرب . وأصبح ترويج الفردانية كشرط أساسي للتقدم ، و بالفعل فإن نجاح تجربة مغاربة خرّيجي الجامعات الأمريكية و الفرنسية (الفاسيين) كانت أكبر دليل على "نجاح "الفردانية و ما تحققه من إستقلالية و غنى للفرد .
ثم اتّسعت عدوى مفهوم الفردانية في المجتمع المغربي و لقيت ترحابا رغم غياب الأرضية الإقتصادية التي تتماشى مع هذا المفهوم و أكملت أجهزة الإعلام في ترويج هذا المنتوج الجديد و الدّخيل على المغرب ، في حين ظل النظام غير قابل للتماشي مع المنتوج الجديد مما انعكس على طبقات المجتمع و على التشريع الذي يحمي من يمارس فردانيته بكل حرية و من يُحرَم من فردانيته بسبب عوزه المادّي، وبدا تفسير الفردانية بشكل غير مشروط ، مطلق كما هو الدّين مما حذا بالمجتمع العيش داخل زنزانته غير قادر على وصول فردانيته بسبب الأجواء الإقتصادية العائدة إلى زمن الإقطاعية الكارهة للرأسمالية التي تكبت كل انفراج اقتصادي مركزة الرأسمال و الإقتصاد في أياد محدودة في نفس الوقت التي تشجع فيه سكان الزنزانة ( المجتمع ) على استهلاك المنتوجات سواء الحقيقية كالسلع أو المجردة كالأفكار ، ولا هو قادر ( المجتمع ) على أن يُقبلَ كما هو داخل النسق التقليدي ، مما أدّى إلى صراعات شرسة بين الأجيال و ارتفعت وثيرة سخط الأبناء على الآباء بسبب دفع الآباء أبناءهم على البحث عن عمل هم على علم أنهم لن يجدوه في معالم مجتمع هو في حقيقة الأمر اقطاعيا ليس إلا .
في حين شوهِدت في الدول الغربية هجرة آلاف الأبناء العائدين من أين أتوا أي إلى بيوت آبائهم للعيش معهم إثر الأزمة الإقتصادية التي مسّت العالم ، إما نتيجة فقدانهم للعمل أو بكل بساطة عدم توفرهم على عمل قارّ . و هنا تصبح الفردانية و ممارستها مشروطة بنظام اقتصادي معيّن و أنها قابلة للتّمطيط و التغيير بسبب الظروف الإقتصادية و ليس العكس كما أراد نظامنا الإقطاعي إيهامنا والذي بسببه يتمّ يوميا طرد آلاف الأبناء من قبل آبائهم إثر الأعباء المتزايدة يوما عن يوم خالقا مجتمعا بائسا في تناقض مستمر.



#خديجة_آيت_عمي (هاشتاغ)       Khadija_Ait_Ammi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفصول الأربعة ل -فيفالدي-
- باباكار
- درس في الأخلاق
- موافقة وزيرة المغرب على البيدوفيليا
- لندن
- السنة الأمازيغية الجديدة
- النكاح مقابل الغذاء
- مذكرات مدينة
- المطعم
- العورة غايشا
- الحياة
- العرب بين الجنس والسياسة
- الجرس
- فصل الشتاء
- المغرب بين التحديث و التحريم
- المغرب ما بين الديكتاتورية و الديكتاتورية
- الجسم السليم في العقل السليم


المزيد.....




- التهمت النيران كل شيء.. شاهد لحظة اشتعال بلدة بأكملها في الف ...
- جزيرة خاصة في نهر النيل.. ملاذ معزول عن العالم لتجربة أقصى ا ...
- قلق في لبنان.. قلعة بعلبك الرومانية مهددة بالضربات الإسرائيل ...
- مصر.. غرق لانش سياحي على متنه 45 شخصًا ومحافظ البحر الأحمر ي ...
- مصدر يعلن موافقة نتنياهو -مبدئيًا- على اتفاق وقف إطلاق النار ...
- السيسي يعين رئيسا جديدا للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام
- ثلاثة متهمين من أوزبكستان.. الإمارات تكشف عن قتلة الحاخام ال ...
- واشنطن تخطط لإنشاء قواعد عسكرية ونشر وحدات صاروخية في الفلبي ...
- هايتي: الأطفال في قبضة العصابات مع زيادة 70% في تجنيدهم
- تحطّم طائرة شحن في ليتوانيا ومقتل شخص واحد على الأقل


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - خديجة آيت عمي - الفردانية و النظام الإقتصادي في المغرب