أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي محمد فخرو - حلقة أميركا ومجلس التعاون والربيع العربي














المزيد.....


حلقة أميركا ومجلس التعاون والربيع العربي


علي محمد فخرو

الحوار المتمدن-العدد: 3613 - 2012 / 1 / 20 - 12:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الآن والأسئلة تطرح بقوة عن الدور الذي تلعبه أميركا في دول مجلس التعاون، وذلك بسبب عواصف الحرب الخليجية المقبلة التي تلمع في أفق المنطقة، دعنا نتلمَّس طريقنا للإجابة على تلك الأسئلة من خلال استرجاع بعض التاريخ ومن خلال تفكيك الأسس التي تحكم العلاقة الأميركية - الخليجية، لنحاول بعد ذلك رسمها بقدر الإمكان في صورة مفهومة.

أولاَ، يذكر الكاتب الأميركي ديفيد هارفي في مقابلة صحافية بأنه عندما ارتفعت أسعار البترول بصورة كبيرة في العام 1973 وتجمعت فوائض مالية كبيرة لدى دول الخليج، وضعت واشنطن لنفسها خيارين. حسب تسريبات لمصادر التجسس البريطانية كان الخيار الأول الاستعداد لغزو واحتلال السعودية إن لم ينجح الخيار الثاني. الخيار الثاني كان إقناع السلطات بتدوير الفوائض في الاقتصاد العالمي وبشرط أن يتمَّ ذلك من خلال البنوك الأميركية في نيويورك. وقد نجح الأميركيون في تنفيذ الخيار الثاني.

الواقعة التاريخية تلك، مهما كانت نسبة الحقيقة فيها، تشير إلى المطلب الأول في الإستراتيجية الأميركية تجاه دول مجلس التعاون البترولية. هذا المطلب، والذي هو جزء من إستراتيجية أميركية كبرى تجاه العالم كلّه، يتلخَّص في هيمنة أميركية على أسواق السلع وأسواق المال. وإذن فطالما توجد فوائض مالية بترولية في دول مجلس التعاون فإن أميركا لن تقبل بأقل من ربط العملات المحلية ومبيعات البترول بالدولار ليظلَّ جالساً على عرش مملكة العملات العالمية، ولا أقلَّ من أن يذهب القسم الأكبر من الفوائض ليصبَّ في الاقتصاد العالمي من خلال المؤسسات المالية الأميركية في نيويورك لتقوم هي بدورها بإقراض تلك الفوائض لبقية دول العالم، ومن ثم السيطرة على الأسواق المالية العالمية.

أميركا على استعداد لاستعمال القوة إن لزم الأمر، ومثلما فعلت في العراق، لإرغام دول مجلس التعاون القبول بإستراتيجيتها تلك. لكنَّ ذلك القبول يعني فقداناً تاماً لحرية القرارات الاقتصادية من قبل دول المجلس.

ثانياً - إبَّان رئاسة جورج بوش الابن وضع الثلاثي الصهيوني، رامسفيلد وولفويتز وبيرل، الإستراتيجية التي يجب أن تحكم الآلة العسكرية الأميركية في الوقت الحاضر: الحرب المستمرة التي لا تصل إلى نهاية قط، ولكن ليس بالضرورة كاحتلال وغزو، وإنَّما كإظهار دائم، وبأشكال مختلفة، للقدرات التكنولوجية الشيطانية الهائلة التي تملكها الجيوش الأميركية، وذلك من أجل إحداث الصَّدمة والرُّعب عند الآخرين.

من هنا المشهد الأميركي في الخليج: بوارج حربية مرعبة تمخر عباب مياه الخليج ليل نهار، قواعد جوية وعسكرية في كل مكان، مخازن هائلة للسلاح، وتصريحات وتهديدات باستعمال القوة ضدَّ هذه الجهة أو تلك، ومعاهدات واتفاقات مع كل دولة ومؤسسات تجسسية أمنية في أثواب مدنية... إلخ.

هذه الإستراتيجية العسكرية - الأمنية في الخليج هي أيضاً جزء من الإستراتيجية الأميركية العسكرية الكبرى تجاه العالم كلٍّه.

الاستراتيجيتان السابقتان، السيطرة على الأسواق المالية والاستهلاكية وإحداث الصدمة والرُّعب عند الآخرين من خلال استعراض دائم للتفوق العسكري الهائل، هما المكوِّنتان الأساسَّيتان للإمبريالية الأميركية تجاه العالم بصفة عامة وتجاه دول مجلس التعاون. وهي امبريالية تختلف عن الامبرياليات الإمبراطورية الكلاسيكية السابقة.

ثالثاً، يستطيع هذا القائد أو ذاك المسئول في دول المجلس، وتستطيع الآلات الإعلامية الدٍّعائية، ويستطيع الانتهازيون أو المخدوعون، يستطيع هؤلاء الإدِّعاء بأن قرارات دول المجلس تجاه هذا الموضوع أو تلك الدولة هي قرارات ذاتية مستقلَّة وطنيَّة، لكنَّ الحقيقة المرَّة هي أنها لا تريد ولا تقدر على الخروج عن إملاءات الإستراتيجيتين الأميركيتين السابقتين. وهما بدورهما، حسب إملاءات الكونغرس الأميركي واللُوبي الصهيوني في أميركا وفلسطين المحتلّة، يجب أن تتناغما دوماً مع الإستراتيجية الصهيونية تجاه الوطن العربي والعالم الإسلامي.

رابعاً، الموجع هو أن ذلك الإملاء يكمِّله ويعزِّزه قبول تام وتعاون مؤكَّد بين الدوائر الأميركية المعنيَّة وبين بعض الدوائر والنُّخب السياسية والمالية في دول المجلس. ومن المؤكد أن نجاح الاستراتيجيات الأميركية ما كان ليتمَّ لولا ذلك التعاون الوثيق مع الدوائر والأشخاص المحليين.

خامساً، هل هناك من مخرج من هذه الحلقة الجهنميَّة؟ الجواب هو نعم. إذا قام نظام حكم ديموقراطي حقيقي، يكون فيه للشعوب وللمؤسسات التشريعية ولمؤسسات المجتمع المدني وزن كبير في اتخاذ القرارات، فإن بالإمكان بناء علاقة مع أميركا مبنيَّة على المصالح المتبادلة الشرعية وعلى حقِّ ممارسة الاستقلال الوطني من قبل دول المجلس، النضال من أجل الديموقراطية مفتاح أساسي لهذه المشكلة وكثير من المشاكل الأخرى، لا لأقطار مجلس التعاون فقط، وإنَّما لأقطار الوطن العربي كلِّه، فأهلاً بالربيع العربي





#علي_محمد_فخرو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الأحرار في وجه ثقافة العبيد
- انعكاسات التحركات العربية من أجل الديمقراطية على البحرين
- مهمات المجتمع المدني الثقيلة


المزيد.....




- الجيش اللبناني يعلن تسلمه 3 معسكرات تابعة لفصائل فلسطينية لب ...
- منظر مذهل في تركيا.. تجمد جزئي لبحيرة في فان يخلق لوحة طبيعي ...
- إندونيسيا تحيي الذكرى العشرين لكارثة تسونامي المأساوية التي ...
- ألمانيا تكشف هوية منفذ هجوم سوق الميلاد في ماغديبورغ، وتتوعد ...
- إصابات في إسرائيل بعد فشل اعتراض صاروخ حوثي
- شولتس يتفقد مكان اعتداء الدهس في ماغديبورغ (فيديو+ صور)
- السفارة السورية في الأردن تمنح السوريين تذكرة عودة مجانية إل ...
- الدفاع المدني بغزة: القوات الإسرائيلية تعمد إلى قتل المدنيين ...
- الجيش الروسي يدمر مدرعة عربية الصنع
- -حماس- و-الجهاد- و-الشعبية- تبحث في القاهرة الحرب على غزة وت ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي محمد فخرو - حلقة أميركا ومجلس التعاون والربيع العربي