أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناصر السهلي - على ابواب انتخابات فلسطين- لهذا سأصوت لـ-تيسير خالد















المزيد.....

على ابواب انتخابات فلسطين- لهذا سأصوت لـ-تيسير خالد


ناصر السهلي

الحوار المتمدن-العدد: 1068 - 2005 / 1 / 4 - 10:36
المحور: القضية الفلسطينية
    


لم يبقى إلا أيام قليلة تفصل الفلسطينيين, داخل فلسطين, عن تحديد "رئيس السلطة" القادم الذي سيخلف الرئيس الراحل ياسر عرفات... والمسألة, مهما إختلف الفلسطينييون بشأنها, إستحقاق خطير وكبير لا يمكن ترك تقريره إلى هؤلاء الذين يجيدون لعبة التلون السياسي- الشعاراتي.. نقول أنه إستحقاق خطيرلأنه سيؤسس لمرحلة جديدة يجري فيها العمل على محاولة تحديد المستقبل الفلسطيني وفق تصورات ليست خافية على أحد... وهي التصورات التي سيكون لرئيس السلطة القادم دورا حيويا ومؤثرا في تسويقها وربما فرضها كأمر واقع عبر الامساك بمفاصل السياسات الفلسطينية وإجراء إنقلاب على مفهوم "الثوابت" من خلال إخضاع الواقع المرير للشعب الفلسطيني لتمرير جرعات من الحلول المؤقتة التي قد تعيدنا سنوات إلى الوراء يكون فيها الاحتلال قد مارس سياسته بفرض أمر واقع جديد.

شخصيا لا أرى بأن الموقف الانتخابي الفصائلي الفتحاوي الذي يريد إنجاح محمود عباس بأية طريقة كانت يحمل في طياته "تمسك بالثوابت" إلا تلك الثوابت الفصائلية التي ترغب في الاستمرار في الاستئثار و التفرد بحكم الساحة الفلسطينية عبر لون واحد ومحدد.. وقد نتفهم بأنه في العمل السياسي واللعبة الديمقراطية سيحاول هذا الطرف وذاك انجاح مرشحه مهما كلف الامر.. لكنه فعلا أمر مكلف حقا للقضية الفلسطينية, وخصوصا إذا ما علمنا بأن المؤسسة ليست, مهما قيل بصددها, هي المرجع في اتخاذ القرار.. وبأن السيد عباس له رؤيته السياسية للحل.. و رؤيته الشخصية التي تؤكد على التمسك بالثوابت من جهة الخطابة ورؤية تتيح المجال للقفز عن هذه الثوابت من جهة العمل.. ولكي تكون المؤسسة هي المرجع فنحن نحتاج إلى صياغات أخرى للعمل في مرحلة التصرف وفق عقلية "الدولة المفترضة" التي تستدعي من ابومازن أن يطلق الكثير من الشعارات والاشارات التي تؤسس لسياسة جديدة تجرم العمل المقاوم تحت صيغ ضبط السلاح ووقف العسكرة والتخلص مما بات يُطلق عليه "الارث العرفاتي"... هذه المؤسسة, بل دعونا نقول المرجعية, هل من المسموح أن تكون في جعبة أبو مازن؟

الامر هنا يحتاج إلى وقفة حقيقية من كل التيارات السياسية التي تدرك ما يحمله الزمن الاتي بعد الانتخابات الرئاسية, فهذه الاستعراضية التي يقوم بها مرشح " الحزب الحاكم"( وهو ما يحب أن يطلقه على فتح أبنائها) لن تكون في المستقبل إلا إستعراضا انتخابيا سيكون مكلفا لساحة العمل الوطني..

من الواجب التنويه هنا إلى الخطأ الذي إرتكبته القوى الاخرى التي لم تستطع تقديم مرشح متفق عليه ليحمل برنامجا سياسيا يشكل القاسم المشترك لمجموع هذه القوى الوطنية.. وإذا كنا قد نوهنا الى هذا الخلل الذي سيكون ثمنه مكلفا في المستقبل حين تتشتت الاصوات بين مجموعة من المرشحين, فلا بد أيضا من التنويه إلى هذا الخطأ الذي ترتكبه حركة حماس في النأي بنفسها عن هذه الانتخابات "الرئاسية".. ونحن نحترم بكل تأكيد توجهات الحركة التي ترفض أن يكون لها مرشحها لدوافع سياسية معروفة للجميع, لكننا لا نفهم هذه الحيادية التي تتصرف بناءا عليها في مسألة إنتخاب رئيس السلطة.. وقد نفهم التصريحات الاخيرة لبعض رموز الحركة الذين أعادوا التأكيد على أن حماس تقاطع " ترشيحا" ولكننا لا نفهم كيف تقاطع "تصويتا"؟ نتفهم أن يجري نفي بأنها لا تدعم مرشحا معينا, بعد أن سرت شائعات بأنها تدعم مرشحا معينا, لكننا بكل تأكيد لا نفهم أن تجري مقاطعة مرشحين آخرين يحملون برنامجا وطنيا فيه الكثير من المواقف الثابتة والمؤكدة على المشروع الوطني.. هل تريد حركة حماس نجاح أبو مازن,كما يُشاع, لتدخل بعدها في انتخابات المجلس التشريعي لتكون عقبة في طريق سياساته, مع العلم بأن هذه المؤسسة يجري دائما الالتفاف عليها, ولتشكل بذلك كتلة برلمانية تعيق تحركات رئيس السلطة؟
إذا كان هذا هو التكتيك الذي تنهجه الحركة فمن المؤسف أن نقول بأنه تكتيك غير مجدي إن إستطاع أبو مازن الحصول على نسبة كبيرة من الاصوات... وعليه, ولأننا نحترم هذه الحركة, فمن الواجب القول بأن التفرج على مسألة حصد محمود عباس للاصوات لن يكون في مصلحة المشروع الوطني... وشخصيا لو كان بمقدوري التصويت في هذه الانتخابات لما أدليت بصوتي لابومازن... بل لغيره...

وإذا عدنا أيضا إلى مواقف القوى الاخرى التي لم تتفق على مرشح واحد, فإن الملاحظ هنا بأن الجبهة الشعبية قد إتخذت قرارا بدعم مرشح معين بعد أن إستبعدت دعم مرشح الجبهة الديمقراطية السيد تيسير خالد الذي لا يحمل بكل تأكيد برنامجا سياسيا يخص فقط الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين, بل برنامج الاجماع الوطني المرتكز على مبادرات طرحها تنظيم السيد تيسير خالد على مدى سنوات حيث كانت الجبهة الشعبية من اقرب التنظيمات للمبادرات والمواقف السياسية التي كانت تبادر إليها الجبهة الديمقراطية.. ومن العجيب أن كل هذا التقارب الايديولوجي –الفكري والسياسي التنسيقي لم يدفع الجبهة الشعبية لدعم السيد تيسير خالد والذي هو عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وما تحمله هذه العضوية من مؤشرات مؤكدة على المرجعية السياسية التي تماهت وتداخلت في السابق حتى أضحت جزءا من السلطة وليس العكس... وقد يكون موقف الشعبية هذا مرده إلى عدم الاتفاق على مرشح واحد بين القوى الوطنية الديمقراطية, ونحن نجهل الى الان أسباب عدم الاتفاق, إلا أن البحث عن المصلحة الفصائلية أيضا في سياسات بعض التيارات الفلسطينية سيعزز بلا شك مرشح التسوية الذي سيكون مطلوب منه أن يقوم بخطوات لا تتفق بالضرورة مع شعار "التمسك بالثوابت".. والثوابت التي نتحدث عنها هي ثوابت الحقوق الوطنية وليست ثوابت العمل الذي كان قائما أيام الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات... نقول هذا الكلام ونحن نشهد فصولا كثيرة من الديماغوجية التي تمارسها شعارات يرفعها مرشح "التسوية"...

نحن لا نكن إلا كل إحترام لكل مرشح من المرشحين لرئاسة السلطة, وليس لنا موقف من السيد مصطفى البرغوثي الذي نعرفه شخصيا, لكننا نتحدث هنا عن التوجه السياسي والانتخابي الذي تنتهجه القوى السياسية الفلسطينية.. وخلقها لتحالفات ليست مفهومة وكأننا نعيش في ظل "دولة حقيقية" بينما واقع الحال هو ما نراه في خان يونس وبيت لاهيا وطولكرم ونابلس ورام الله والقدس وكل المدن والقرى التي يعيث فيها الاحتلال فسادا وتدميرا وتقتيلا...

قبل أيام من الانتخابات وفي خضم ما تشهده ساحة العمل الفلسطيني من تجاذبات ومراهنات وافرازات تنظيمية وسياسية فإن قضية التصويت لمرشح مثل السيد تيسير خالد تعني , وبرأي الشخصي, دفعة قوية لبرنامج سياسي قائم على التمسك بثوابت متفق عليها من بقية القوى الوطنية والاسلامية... وليس هناك أدنى وهم من أن التصويت بهذا الشكل يعني فيما يعنيه إرسال إشارات سياسية ووطنية للاحتلال وبقية القوى التي تراهن على نجاح "كاسح" لمرشح التسوية.. كون السيد خالد لا يعبر بالتأكيد عن نفسه فقط بل عن تنظيم سياسي وجماهيري عريق له من المبادرات الوطنية ومحاولات ادخال الساحة الفلسطينية الى الاتفاق على برنامج القاسم المشترك, ما يؤكد بأن الاصوات التي ستذهب إلى السيد تيسير خالد لن تكون أصواتا ضائعة بل أصوات يجري إستغلالها سياسيا وجماهيريا (كونها في النهاية ليست أصوات ذاهبة لشخص بقدر ماهي اصوات لبرنامج يقف خلفه تنظيم كامل) بوجه هؤلاء الذين يؤيدون رئيسا يملك من الصلاحيات ما يؤهله إلى الدخول في لعبة "كومبرمايس" تاريخية على حساب الثوابت الوطنية..

ولهذا فإن حركة حماس وكل القوى التي تجعل من نفسها على الحياد من هذه الانتخابات أن تعيد النظر في مواقفها لتدعوا قواعدها وجماهيرها الى التصويت لمصلحة المشروع الوطني وثوابته... وبالتأكيد نحن لا نحمل أوهاما بأن ما قلناه في مقالة سابقة عن أن "الرئيس القادم بات معروفا" هو أمر تقف خلفه قوى دولية واقليمية ومحلية.. لكن يبقى الصوت الوطني الذي سيحصل عليه تيسير خالد صوتا مُصانا من قبل تنظيم سياسي عريق على الساحة الفلسطينية, مع احترامنا لبقية المرشحين المستقلين وغير المستقلين , بدل أن تصبح الصورة على النحو الذي تريد فرض المزيد من التنازل باسم الواقعية حين يقولون : لقد حصل السيد محمود عباس على الاغلبية الساحقة .. وعليه فله من الصلاحيات أن يتخذ عنكم القرار المناسب!

لهذا كله أقول: لو كان بإمكاني التصويت لصوت للسيد تيسير خالد...



#ناصر_السهلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هكذا يُهان -الزعماء العرب- من واشنطن
- فناء دولة إسرائيل!
- ثقافة -خلط اللبن بالتبن-!
- كم أنت وقح أيها اليانكي كيميت...خذ كلابك وارحل نحو همجيتكم!
- الحاخام -دوف ليئور- يشارك في القمة! من رفح إلى القمة العربية ...
- فضيحة وعار العرب ...ليس دفاعا عن عرفات وحسب
- لابد من الاعتراف!
- تحرير سوريا!


المزيد.....




- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناصر السهلي - على ابواب انتخابات فلسطين- لهذا سأصوت لـ-تيسير خالد