أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - الحضارة ... غير الإسلامية














المزيد.....

الحضارة ... غير الإسلامية


أحمد عفيفى

الحوار المتمدن-العدد: 3612 - 2012 / 1 / 19 - 23:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المسلمين لم تكن لهم حضارة، الحضارة كيان معرفى تراكمي، ينشأ وينمو نتيجة لعملية بناء متواصل، من تجارب شعب من الشعوب، على مدار مئات وربما آلاف السنين، مثل الحضارتين الصينية والفرعونية، والحضارة الفارسية، التي سباها المسلمون وزعموا أنهم أهلها.

في القرن الثالث الهجري، كانت هناك عشرة مجلدات ضخمة، تحمل فقط، أسماء الكتب في المكتبات العامة في مدينة الري، وكانت هناك عشرة مكتبات عامة في مدينة مرو، هذه المكتبات وهذه الكتب، هي التي شجعت وأتاحت للمفكرين الفرس من أمثال البيروني، وابن سينا والرازي وعمر الخيام الذي برع في الرياضيات والفلسفة والشعر، حتى أبو نواس، الشاعر المفضل لهارون الرشيد، كان من أصول فارسية.

كل العلماء والنابغون عبر التاريخ أو الثقافة الإسلامية، كانوا من أصول فارسية، ولم يكونوا من أصول عربية، وربما دخلوا الإسلام عنوة فيمن دخله عنوة، أو قسرا، تبعا لأسلم تسلم، أو هربا من الجزية.

أبو بكر الرازي، عالم وطبيب فارسي، من مدينة الري بخراسان، أبو القاسم محمد الأصطخري،عالم جغرافيا من مدينة أصطخر بفارس، ابن خردازيه، جغرافي، ألف كتاب المسالك والممالك، عبد الرحمن الصوفي، عالم فلك، رسم خريطة للسماء بها مواقع النجوم؟ من مدينة الري ببلاد فارس، علي بن العباس المجوسي، طبيب بارع، اكتشف الدورة الدموية الصغرى، من مدينة الأهواز بفارس ومن أصول زرادشتية، عمل بمستشفى بغداد الذي كان اسمه البيمارستان العضوي، وهذا الاسم يكشف مدى أثر الفرس في الثقافة الإسلامية،ابن سليمان السجستاني، فلكي، اخترع الإسطرلاب الزورقي المبني على أن الأرض تدور حول محورها، وكان من سجستان، ابن الهيثم، عالم رياضيات وفيزياء وتشريح، أول من شرّح العين، وكان من أصل فارسي، أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني، الخوارزمي، ابن مسكويه، ابن سينا، ابن جرير الطبري وغيرهم.

أما العرب فقد كانت تحتقر المعلم، لأنهم كانوا يحتقرون الصناعات والتعليم من جملتها، فلا يعتبرون المشتغل به إلا المستضعف، الذى ليست له عصبية.

هل الصفر والأرقام اختراع عربي ؟ يقول اليعقوبي " ومن كتاب بطليموس عملوا من ذلك المختصرات والزيجات وما أشبهها من الحساب, ووضع التسعة أحرف الهندية التي يخرج منها جميع الحساب والتي لا تدرك معرفتها, وهي 123456789 " ويقول عن الصفر " وإذا خلا بيت منها يجعل صفرا, ويكون الصفر دارة صغيرة " أى دائرة صغيرة " حتى اليعقوبي يقول عن الأرقام " المختصرات والزيجات " مما يعني أنه لم يكن يعرف اسمها ويسميها حروف هندية ويقول كذلك " لا تدرك " معرفتها بمعنى أنها صعبة عليه، إذن الأرقام ليست اختراع إسلامي، لأنها اختراع هندي بامتياز، ولم يعرفها العرب إلا متأخرا، مع الملاحظة أن اليعقوبي يعد من أوائل المؤرخين المسلمين. " تاريخ اليعقوبي "

ابن خلدون، عالم الاجتماع المسلم، يصف العرب " إذا كانت الأمة وحشية كان ملكها واسع، وذلك لأنهم اقدر على التغلب والاستبداد واستعباد الطوائف، ولقدرتهم على محاربة الأمم وسواهم، لأنهم ينزلون من الآهلين منزلة المفترسين من الحيوانات العجم وهؤلاء مثل العرب " ويقول أيضا تحت عنوان في أن العرب أذا تغلبوا على أوطان أسرع إليها الخراب " والسبب في ذلك أنهم امة وحشية، باستحكام عوائد التوحش وأسبابه فيهم، فصار لهم خلقا وجبلة وكان عندهم مستحبا. " مقدمة ابن خلدون "

ابن خلدون شخص الشخصية العربية كما ينبغي، علما أن العرب وفي بداية انطلاق الإسلام، كانوا هم من حمل لواء نشر الإسلام، فإذا كانت امة تتصف بكل هذه الصفات التي ذكرها ابن خلدون، فلنا أن نتخيل شكل الدين الذي سينشرونه في المعمورة.

أما بالنسبة لإسهام العرب في الفلسفة فيتفق كل النقاد على أن العرب كانوا مجرد ناقلين لا أكثر، بدليل أن الفلسفة والمدارس الفلسفية أثرت فيهم ولم يؤثروا هم فيها، وقيام حركة المعتزلة دون ان تنتج فكرا مطورا أو مضادا، بل كان ظهورها نتيجة احتكاكها بالفلسفة اليونانية، ودليل أن العرب ناقلين فقط، ما ذكره الشهرستاني عن أبو علي سينا نقلا عن فيثاغورس, حيث يقول " ومما ينقل عن فيثاغورس " ثم يقول " قال الرئيس ابو علي سينا " دون أن يطور أبو علي الفكرة أو يضيف إليها. " الملل والنحل "

أما بالنسبة لكتب العلوم والثقافات المختلفة وكيف وصلت إلى أيدي العرب والمسلمين، فالذي قام بترجمة هذه الكتب والذي قاد حركة الترجمة في القرن السابع والثامن الهجري هم المسيحيين السريان لا العرب، حتى أن الخليفة المنصور عندما اشتد عليه المرض، احتار الأطباء العرب فى مرضه وأشاروا عليه بطبيب فارسى يشفى العلل كلها، فنهرهم ونعتهم بالجهل وقال لهم " فإن مات الرجل، ماذا نحن فاعلون، فنموت نحن أيضا " وأمر وزيره بإحضار الطبيب الفارسى على أن يعلمهم ما يعلم بعد أن يفرغ من علاجه، ثم أمر بجمع المترجمين السريان وأمرهم بترجمة كتب العلوم وأجزل لهم العطاء، فلكل كتاب مترجم وزنه ذهبا. " الموسوعة العلمية الميسرة "

الحضارة الفارسية، أو ما أصبح يعرف بالحضارة الإسلامية، والأحرى أن تعرف بالثقافة الإسلامية، وربما كثير عليها كلمة ثقافة، لم تفعل شيئا سوى النقل عن الفرس، فالعرب لم يكن يشغلهم سوى الغزو والفتوحات والفيء والغنائم والسبايا والجزية والخراج، ولم يخرج من بين ظهرانيهم عالم، فكل العلماء من أصول فارسية أو غير عربية.

بالمقال مقتبسات من المقال الأخير لأستاذى " الدكتور كامل النجار " بموافقة ومباركة منه، له دوام الصحة والعمر المديد والحب الشديد والتقدير العميق*



#أحمد_عفيفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدعاء غير المستجاب
- تُنكح المرأة لأربع
- الولاء ... و البراء
- بودا ... بالحق يقول
- ويفرق بين المرء وزوجه
- الحجر الأسود المقدس .. رمز دينى جنسى ... أيضا مقدس
- الجنة والجحيم .. كذبتان ... فبأى آلاء ربكما تصدقان
- القرآن .. كتاب الموتى ... عند قدماء المسلمين
- الله .. وصاحبتى ... وأنا
- الله .. وأبى ... وأنا
- اغونان وشاهر وشومان
- لو كنت الله
- الله ... لا يكترث
- أتخلق فيها .. من يقتل فيها ... ويسفك الدماء
- الحجاج .. المستبد المستنير ... المُفترى عليه 2
- إنما بعثت لأدمر مكارم الأخلاق
- النكاح .. وملك اليمين ... كبت وشبق مقننين
- الحجاج .. المستبد المستنير ... المُفترى عليه
- المسلمون كالديناصورات .. وربما أقوى قليلا ... فلم ينقرضوا حت ...
- الجنة .. إغواء ضحل ... وسراب ممجوج


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - الحضارة ... غير الإسلامية