أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - رئيس الجمهورية الفاضلة














المزيد.....


رئيس الجمهورية الفاضلة


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 3612 - 2012 / 1 / 19 - 17:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بمجرد إعلان الدكتور محمد البرادعى اعتزامه الترشح لمنصب رئيس الجمهورية، وكان ذلك كما تذكرون فى عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك، فتحت عليه أبواب جهنم. وأطلق عليه تحالف الاستبداد والفساد كلابه وأبواقه فى أكبر حملة للأكاذيب والتضليل والتشويه والاغتيال المعنوى. لكن الرجل استقبل هذه الحملة بابتسامته المعهودة ولم ينزلق إلى المستوى الهابط والمنحط الذى انحدرت إليه أجهزة وأذرع نظام مبارك السياسية والإعلامية. وتمسك بطرح رؤيته لـ "التغيير " فى مصر.
وظن الكثيرون أن البرادعى مجرد رجل "حالم" وأن رؤية التغيير التى يطرحها ليست سوى أضغاث أحلام. وأنه باختصار ينطح رأسه فى الصخر.
لكن الأيام سرعان ما أثبتت أن الرجل لا يهذى، فقد حرك المياه الراكدة – لدرجة التعفن – فى ظل هذا النظام "المملوكى"، وأعطى قوة دافعة جبارة للتغيير. وليس من المبالغة فى شيء أن نقول أنه من الآباء الروحيين لثورة 25 يناير.
ومثلما كان إعلانه اعتزامه على الترشح لمنصب رئيس الجمهورية "بشارة" للقوى التى أطلقت شرارة ثورة 25 يناير فأن إعلانه الانسحاب من السياق الرئاسى جاء بمثابة قبلة حياة للثورة، والتى تعرضت – وتتعرض – لمحاولات شرسة للترويض والتركيع والاختطاف والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.
فهذا إعلان لا ينطلق من موقع اليأس أو الانهزامية وإنما ينطلق من موقع الاحتجاج على "الربان الذى تولى قيادة الثورة – دون اختيار من ركابها ودون خبرة له بالقيادة – فأخذ يتخبط بها بين الأمواج دون بوصلة واضحة. ونحن نعرض عليه شتى أنواع المساعدة، وهو يأبى إلا أن يمضى فى الطريق القديم وكأن ثورة لم تقم وكأن نظاما لم يسقط".
وهو إعلان لا يهدف إلى مجرد "تسجيل موقف" أو إطلاق اتهامات مرسلة وإنما يوجه الاتهام المحدد إلى "سياسة أمنية قمعية تتسم بالعنف والتحرش والقتل، وعلى إحالة الثوار لمحاكمات عسكرية بدلاً من حمايتهم ومعاقبة من قتل زملاءهم.. وكل هذا فى إطار حالة الطوارئ الفاقدة للمشروعية وغياب غير مفهوم للأمن وإدارة سيئة للاقتصاد، بالإضافة لعدم اتخاذ خطوات حازمة لتطهير مؤسسات الدولة – وخاصة القضاء والإعلام – من فساد النظام السابق".
ونتيجة لذلك كله سادت "العشوائية سوء إدارة العملية الانتقالية" التى "تدفع البلاد بعيداً عن أهداف الثورة، مما يشعرنا جميعا أن النظام السابق لم يسقط".
****
وإزاء وضع كهذا كان أمام البرادعى أحد خيارين: إما أن يستمر فى ظل القواعد الفاسدة الحالية للعبة هدفها إعادة إنتاج النظام السابق (حتى ولو بدون حسنى مبارك)، أو أن ينسحب، لا ليتفرغ لزراعة حديقته الخلفية – كما يقول برنارد شو – وإنما ليواصل النضال فى إطار قواعد محترمة ونظيفة ونزيهة فى عملية هدفها بناء مصر الجديدة... الدولة المدنية الحديثة.
ولذلك فانه حرص فى بيان الانسحاب "المسبب والاحتجاجي" على مناشدة أهله المصريين "ألا يتطرق اليأس الى النفوس. فدروس التاريخ تعلمنا أن الثوارات العظيمة كلها تمر بمثل هذه الانخفاضات والارتفاعات، ولكنها فى النهاية تصل لبر الأمان".
ولم يكتف بذلك بل اجتمع مع ممثلى حركات ائتلاف الثورة و6 ابريل وغيرها من الحركات الثورية لحثهم على تشكيل كيان سياسى واحد، متعهداً بأن يتقدم الصفوف فى 25 يناير بمناسبة مرور عام على اندلاع شرارة الثورة.
****
تحية للبرادعى يوم تحدى نظام حسنى مبارك وألقى بالقفاز فى وجهه معلنا اعتزامه الترشح للرئاسة متحملاً سخافات أغبى الأقلام وافتراءات طابور طويل من محترفى الكذب والتضليل، وتحية له يوم انسحب من السباق الرئاسى احتجاجاً على قواعد فاسدة أراد منها البعض تحويل انتخابات الرئاسة إلى "طبخة مسمومة" تزهق روح الثورة وتعيد إنتاج نظام مبارك.
ومازالت الثورة مستمرة .



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيهاب أشعيا.. تذكروا هذا الاسم
- البيان رقم واحد!
- إنها سياسة -المكايدة-.. يا ذكى!
- الثورة .. مستمرة
- تطبيع العلاقات مع المجلس العسكرى!
- مفيش فايده !
- إمسحى دموعك يا حكومة!
- مرحلة -سيريالية-.. فى تاريخ الوطن
- الجماعة السرية التى تحكم مصر
- تحرير .. العباسية !
- مجلس الشعب .. وبرلمان -التحرير-
- مخاطر كثيرة .. وبوليصة تأمين واحدة
- شروع فى قتل أقدم دولة فى التاريخ
- الانتخابات .. وثقافة الاستهانة
- استفزاز مزدوج !
- تبرعوا لبناء.. -تليفزيون مستقل-
- لا أحد ينام فى مصر!
- إشعاع ميدان التحرير يصل إلي «وول ستريت» (1)
- ابحث مع الشعب: جهاز أمن خرج ..ولم يعد!
- سجن أبوغريب علي أرض مطار القاهرة!


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - رئيس الجمهورية الفاضلة