صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 3612 - 2012 / 1 / 19 - 12:51
المحور:
الادب والفن
الإنسانُ شعلةُ نارٍ في جوفِ البركانِ
8
كأنهُ منبعثٌ من شهوةِ المارقينِ
كأنّه تتلمذَ على أيدي الجاحدينِ
ما فائدةُ طينٍ يجنحُ نحوَ شرورٍ
تضاهي شرورَ التَّنانينِ؟!
أيَّة عبرةٍ هذه التي أدمتْ خاصراتِ البنينِ
لا يروقُ صنيعُكَ لي يا ربّ الأرباب
لا أطيقُ تمرُّده على ذاتهِ
على كلِّ الكائناتِ
ضلالٌ مستطيرٌ في معراجِ الأنينِ
حزنٌ تماهى حولَ هالةِ الربِّ
حزنٌ يصاحبُ خميرةَ الكونِ
حزنٌ على جفونِ اللَّيلِ
حزنٌ لا يفارقُ شموخَ الجبينِ
جبينُ الصباحِ
هديلُ اللَّيلِ
عيونُ السَّماءِ
آهاتُ السَّديمِ!
قايين أيُّها المجبول ببذرةِ الغيرةِ
عينان متماهيتان مع شراراتِ البراكينِ
أيها المعفَّر بغبارِ الأزلِ
كيف تقتلُ هابيلاً
أينَ ولَّتِ المحبّة
ضلالٌ في لبِّ المتاهاتِ
صراعٌ ممهورٌ على سهامِ الأقواسِ
عطشٌ لهدرِ الدِّماءِ
حربٌ منذُ ضياءِ التكوينِ
غباءٌ يلازمُ تيجانَ القحفِ
وجعٌ على شساعةِ الصَّحارى
بلاءٌ لا يفارقُ رضابَ العمرِ
بلاءٌ مستديم في صدغِ الإنسانِ
كيفَ فاتَكَ أيُّها الرَّبُّ جشاعةَ الإنسانِ
دمارٌ منذُ الأزلِ
عبورٌ في مآقي الشيطانِ
الإنسانُ شعلةُ نارٍ في جوفِ البركانِ
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟