عادل بشير الصاري
الحوار المتمدن-العدد: 3612 - 2012 / 1 / 19 - 12:50
المحور:
كتابات ساخرة
طالت عذابات الفلسطينيين وامتدت مآسيهم أكثر من ستين سنة ، حاربوا طويلا ، وسالموا أطول ، قتل منهم بعدد حبات تراب فلسطين ، تشردوا في قارات العالم وتوزعوا على خيام ومنافٍ كثيرة ، وانتظروا المعجزات والبشارات فلم تأتِ .
خدعهم بشعاراتهم الرنانة وأحلامهم الموكوسة الثوريون من القوميين واليساريين والبعثيين والناصريين والقذافيين ، ولو أخذوا بنصيحة الرئيس التونسي ( الرجعي ) الحبيب أبو رقيبة لكان خيرا لهم ، لكنهم آثروا الانسياق وراء الثوريين .
الآن كل يوم يمر عليهم يبتعد عن أجفانهم حلم العودة إلى أرضهم المغتصبة ، وبات من المستحيل التفكير في إمكانية استرداد أرضهم بعمل عسكري ، أو التفكير في إمكانية وصولهم إلى حل مرضٍ مع سراق أرضهم .
أظن ـ إن لم أكن ساذجا ـ أن الفرصة الآن تبدو سانحة للعرب أكثر من أي وقت مضى لاسترداد الأراضي المسروقة منهم ، فالمارد العربي في عدد من البلدان العربية كسر قضبان سجنه وقتل سجانيه واخترق حاجز الصمت ، وبدأ يتحسس ذاته ، ويشعر بأنه واثق من قدراته على زحزحة قارات العالم عن مواضعها .
ماذا لو سار على الأقدام مليون من فلسطيني 1948م ومثلهم من قطاع غزة ، ومليون من مصر ومليون من الأردن ومليون من سوريا ومثله من لبنان ، وتوجهوا حاملين أغصان الزيتون نحو القدس ، وقاموا بتشكيل حكومة مؤقتة مشتركة من العرب واليهود معا ، تتولى إصدار قانون انتخابات ينظم عملية تداول السلطات الثلاث ، وتشكيل لجنة تعد لمشروع دستور علماني جديد للدولة الجديدة ، ويكفل المساواة والعدالة لجميع مواطني الدولة .
لن يتمكن المحتلون من صد الجموع الزاحفة عليهم ، كم سيقتلون من الملايين البشرية الزاحفة ؟ ألفا ؟ عشرات ألاف ؟ مئات الآلاف ؟ .
حتما سيقتنعون أنهم يحرثون البحر ، لذلك سيفرون ويولون أدبارهم أو يستسلمون.
لو تحقق هذه الحلم الساذج وفعلها العرب فإن الأرض ستغير قشرتها ، وستصفد الشياطين الذين ظلوا يسيطرون عليها ، وسيتراجع الشر عن أجزاء كبيرة منها .
ستزهر حتما أشجار اللوز في الجولان ، وسيكبر ليمون يافا ، وسيرتدي جبل الشيخ حلته البيضاء ، وسيصلي الأنبياء موسى وعيسى ومحمد عند حائط المبكى وفي كنيسة القيامة وفي باحات المسجد الأقصى .
#عادل_بشير_الصاري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟