مصطفى لغتيري
الحوار المتمدن-العدد: 3611 - 2012 / 1 / 18 - 16:03
المحور:
الادب والفن
وحي ذاكرة الليل إصدار جدد للأديبة العراقية رحاب حسين الصائغ..تقديم المغربي مصطفى لغتيري
عن منشورات "جامعة المبدعين المغاربة " صدر حديثا كتاب للأديبة العراقية
رحاب حسين الصائغ كتاب جديد اختارت أن تعنونه ب" وحي ذاكرة الليل " ، و
يتكون الكتاب من اثنتين و سبعين صفحة من الحجم المتوسط ، و يتضمن عددا من
النصوص التي صيغت على شكل رسائل ، ومن بينها: عنوان لشيء ما- مسافات
عقيمة- حروف قلبي- شجن الكلمات...
وقد قدم لهذا الكتاب المغربي مصطفى لغتري و جاء فيه:
الكتابة بحبر الأحاسيس لا يمكنها إلا أن تسقط في غوايتها تلك الذوات،
التي تتمتع بحساسية مفرطة تجاه نفسها وتجاه العالم من حولها. إنها تحمل
رؤيا ذاتية، مثالية، تطل على مكونات العالم من ثقب الذات.
في هذا الكتاب تنثر الأديبة العراقية رحاب حسين الصائغ زنابقها،
كلماتها، أحاساسيها، لتخلق أثرا فنيا جميلا، يورط القارئ في عالمه الخاص،
حيث كل شيء مخضب بحناء العواطف والحنين، والحزن الشفيف، الذي يعد ـ في
أحد مستويات التأويل ـ احتجاجا ناعما على قساوة الواقع وصلافته.
لقد اتخذت الأديبة رحاب حسين الصائغ من البوح والكشف طريقها
الأمثل،لبث ما وقر في القلب وصدقه الوجدان، إننا هنا أمام نوع من التداعي
الحر، تداعي الكلمات والعبارات والأحاسيس والأفكار.
المرأة في هذا الكتاب تأبى أن تظل لعبة أزلية في يد الرجل الشرقي،
الذي يؤطر فكره وسلوكه ممارسات مجتمع ذكوري معتز بفحولته، إنها تذكره،
عبر هذه السطور، بكينونتها، بنديتها، وبقدرتها على صنع مصيرها بيدها
بعيدا عن وصايته.
في هذه النصوص توظف الكاتبة لغة شفافة، منفعلة، ونابضة بالحياة، لغة
تعكس ذاتا مثقلة بالهواجس والقلق النفسي والوجودي، وكأن الكاتبة ولغتها
سيان، إنها لغة فاتنة، تلفت الانتباه إليها في ذاتها، فهي ليست مجرد
وسيلة، بل غاية في ذاتها، وكأنني بها مجتزأة من ذات الكاتبة، لذا جاءت
معتقة، شهية، فاتنة، هي والشعر سواء بسواء.. كيف لا؟ والأديبة رحاب حسين
الصائغ عرفناها شاعرة، قبل أن تنثر عواطفها سردا.
فلتستمتع أيها القارئ بهذا البوح الجميل، وكن على يقين أن سحر اللغة
في هذا الكتاب سيوقظ في أعماق ذاتك شغفا دفينا بلغة القلب والوجدان، لغة
ـ لا ريب ـ ستأسرك بطراوتها الطافحة ونعومتها الباذخة.
#مصطفى_لغتيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟