جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3610 - 2012 / 1 / 17 - 23:26
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
عندما يتهم الرئيس التركي اردوغان فرنسا بالابادة الجماعية في فرنسا لا يهمه في الحقيقة كم جزائري قتل في حرب تحرير الجزائر بقدر الاستغلال و المتاجرة بالدم الجزائري من اجل الرد على اعتبار فرنسا ان ابادة الارمن جريمة تركية رسميا. فلو كان الرئيس التركي ينتصر فعلا للدم العربي لانتصر ايضا للدم الكردي الذي لا يزال يسيل بسبب المحاولة التركية للقضاء على كل شيء اسمه كردي ليس في داخل الدولة التركية فحسب بل ايضا خارج حدودها و اينما كان الاكراد. المتاجرة بدماء الغير لا لسبب آخر غير خدمة المصالح التركية لمن الوقاحة و قلة الادب و الذوق.
الافضل على الحكومة التركية ان تجابه التهم و تعترف و تعتذر و تقدم التعويضات المالية على غرار ما تدفعه المانيا للسنة الستين لليهود و على الجهات الجامعية ان تبحث في التأريخ بطريقة اكاديمية خالية من الانفعالات و المصالح لاجل اثبات الجريمة التركية و الا فان ارمينيا لا تستطيع ان تستمر في توجيه اتهاماتها.
و لكن التأريخ التركي الاسود لا يزال يكتب صفحات اكثر سوادا من قبل فالحاضر التركي فارغ من الانسانية دموي عنصري شوفيني شرس لا يعترف و لا يعرف الا المصالح التركية فكيف نستطيع ان نثق بدموع التماسيح و ننسى الابادات الجماعية في الماضي ضد الشعوب المظلومة. المتاجرة بدماء الغير لهي مسألة غير اخلاقية حقا يجب تحريمها.
www.jamhid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟