أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أشواق عباس - قراءة في عالم محمد أركون














المزيد.....


قراءة في عالم محمد أركون


أشواق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 1068 - 2005 / 1 / 4 - 10:18
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


"التخطي الدائم و المستمر للحدود" ربما كانت أفضل عبارة يمكن الاستعانة بها لوصف حياة ونشاطات المفكر الكبير محمد أركون .
الذي أصبح رمزاً للتجديد والتثوير في التفكير العربي الإسلامي.
نظرته الأساسية لما هو قائم اليوم تقوم على الفصل بين المجال السياسي والديني وضرورة إقامة الحوار بين الشرق والغرب و إقامة نظام الحكم الديمقراطي وحركة الأنْسَنَة "الهيومانزم" العربية الإسلامية.
ولد محمد أركون عام 1928 في الجزائر من أصل بربري أتم دراساته الجامعية في جامعة السوربون في باريس ، وفي عام 1968 عين كأستاذ لتاريخ الفكر الإسلامي والفلسفة في السوربون، و عمل كذلك في برلين كباحثً زائراً في ألـ Wissenschaftskolleg في العام الأكاديمي 1986/1987 .
ابرز ما يميز نشاطاته و أبحاثه العلمية هو تخطيه المستمر للحدود المفروضة عليه ، و المتابع لما قدمه محمد أركون ابتداء من أول دراسة له عن الفيلسوف مسكويه و حتى دراساته الأخيرة يجده مشغولاً بتطوير منهجه العلمي الذي يمكن لنا القول انه يقوم على أساسان الأول هو نظرية المعرفة العلمية أو Epistemologie و التي يحاول من خلالها ( في نطاق الدراسات الإسلامية) تطبيق كل ما هو متوفر من نظريات العلوم الإنسانية في وقتنا الحاضر.
والأساسي الثاني بجانب نظرية المعرفة العلمية والذي يرتبط بها ارتباطاً وثيقاً فهو النقد ، حيث ينتقد مثلاً نهج الدراسات الإسلامية التقليدية لدى المستشرقين التي تعتمد على التفريق الجوهري الدائم بين الشرق والغرب كما و ينتقد كذلك الكثير من مشاريع المفكرين العرب المسلمين التي ترى بأن إعادة الصيغ القديمة كافية للتوصل إلى المعرفة العلمية.
وكلمة النقد هنا لا تعني المفهوم الدال على الفكر المنصف غير المنحاز لكنها تستعمل بكل ما تحتوي عليه من مدلول النقد الثلاثي لدى Kant ( في نقد العقل الخالص "المحض" أو في نقد العقل العملي أو نقد ملكة الحكم "نقد الحاكمة" ) و التي تعتبر من أشهر نظريات النقد الفلسفية في العصر الحاضر. وفي واحد من أهم مؤلفاته يستعين محمد أركون بـ Kant حيث يعنون كتابه كالآتي : في نقد الفكر الإسلامي.
إن القارئ لما وضعه محمد أركون سيثير انتباه التشابه الموجود بينه و بين ابن رشد فكلاهما جمعهما طريق واحد ألا وهو البحث دون كلل عن الحقيقة والمعرفة العلمية عن طريق استخدام الأساليب العلمية الحديثة كل في عصره.و هنا لا بد من الإشارة إلى أن كل منهما اعتمد منهج مختلف عن الأخر في الوصول إلى ما جمعهما ، فابن رشد اعتمد منهج الأرسطوطاليسية بشكل أساسي لدراسة العلوم الفلسفية و الذي لم يكن يعتبر فيها الخبير الأول في هذا المجال في العالم العربي فقط بل يعتبر فيها الخبير الأول على الصعيد العالمي في القرن الثاني عشر بعد الميلاد

أما محمد أركون فقد اعتمد في كتاباته ودراساته عن الدين الإسلامي والتاريخ والحضارة الإسلامية دون وجل على كتّاب أجانب مثل Pierre Bourdieu , Jaccques Derrida , Hans-Georg Gadamer , Paul Ricoeur ,Karl Marx und Clifford Geertz . وهؤلاء المفكرين هم فلاسفة عصر الحداثة مثلما كان الأرسطوطاليون والأفلاطونيون فلاسفة العصور الوسطى. ومن الطبيعي أن يتعرض هؤلاء المفكرون المعاصرون أيضاً للنقد كذلك، فقد استعان واستعمل وقيّم كثيرا من الوافد في كتاباته مما أدى إلى لومه خاصّة من قِبَلِ زملائه العرب والمسلمين . و من الأفكار الأساسية التي يمكن استنتاجها من كتابات أركون
أولا :هو انه ليس بالإمكان عزل الثقافة الإسلامية والتاريخ والدين عن الحداثة بواسطة جدار رقابة علمية. وجدار الرقابة هذا لا يمكن أن يكون في مصلحة المسلمين، بل بالعكس فإن ذلك يعني ضمناً أنهم غير قادرين على المضي مع حقائق العصر (Moderne) وأن لا قدرة لديهم في مماشاة حقيقة الواقع الحاضر. و هنا يعكس لنا أركون موقف استشراقي سلبي في الأساس كما حلله إدوارد سعيد في كتابه الإستشراق . و كما اسماه المفكر صادق جلال العظم بـ " ظاهرة الإستشراق المعكوسة"Spiegelbild-Orientalism أي أنها صورة للموقف الاستشراقي. إنّ النظرية الاستشراقية كانت تنظر إلى المسلمين على أنهم مختلفون عن الأوروبيين اختلافاّ تاماً، لذلك لا يمكن إدراك طبيعتهم بالشكل المنطقي. وهكذا يمكن أن تُعكس الصورة. وليس القليل من المفكرين العرب يعتقد أن الأوروبيين لا يمكنهم إدراك ما يدور في فكرهم، وهذه هي تماماً الصورة المعكوسة للاستشراق.

ثانيا : مصطلح Ungedachten "اللامفكر فيه" و الذي يلعب دورا هاما في مؤلفات أركون. و الذي ينطلق فيه من أنه و بحكم اللغة فإن أي نظام فكري توجد فيه انقطاعات ونواقص. أركون هنا يستعار المصطلح من جاك ديريدا ليبحث من خلاله في محدودية مركزية العقل في البحث العلمي لأسباب لغوية، وذلك يعني أن كل معرفة علمية لا يمكن أن تتوفر إلا بواسطة وسيط أي لغة، لذلك فإنها إلى حدٍ ما معتمدة على تلك اللغة. و من هنا تأتي إمكانية التلاعب السياسي طالما أن هناك أمر لا مفكر فيه وغير مذكور.و هو ما يؤسس للفكرة الأكثر خطورة هنا و هي أن كل فكرة أو عقيدة يمكن أن تتحول إلى ايدولوجيا.و هو ما شرحه أركون بوضوح في كتابه ه "اللامفكر فيه" .
محمد أركون لا يُقرأ اليوم في الدول العربي فقط ( رغم العقبات التي وجدت عربيا في البداية في قراءة كتبه المترجمة في اغلبها عن الفرنسية ) بل و يقرا أوروبا والولايات المتحدة و هو حاضر في الخطاب الإسلامي الفكري من اندونيسيا مرورا بماليزيا ثم جنوب إفريقيا ومصر حتى المغرب.



#أشواق_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منتدى المستقبل مهادنة مؤقتة بين الإصلاح السياسي و الإصلاح ال ...
- قراءة ثانية في مشروع الشرق الاوسط
- قراءة في مفهوم الديمقراطية الشرق أوسطية
- قراءة ثقافية في مشروع الشرق الأوسط الكبير
- النفوذ الصهيوني في الولايات المتحدة الاميركية
- قراءة في العلاقات الاميركية - الاسرائيلية
- قراءة في قانون محاسبة سوريا
- الانتخابات العراقية بين الواقع و المطلوب


المزيد.....




- القبض على -سفاح صيدنايا- ومقتل شجاع العلي في سوريا
- زيارة مثيرة للجدل: رئيس المخابرات العراقية يلتقي أحمد الشرع ...
- ماذا نعرف عن تعيينات الحكومة الانتقالية السورية الجديدة؟
- حقائب مهجورة وزجاج على الأرض.. هكذا بدا مطار صنعاء الدولي بع ...
- بولندا تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي والتركيز على ا ...
- الدرك المغربي يداهم قرية ويحرر 19 شخصا كانوا محتجزين في ظروف ...
- شولتس يعلن اتفاقه مع ترامب على تنسيق المواقف بشأن النزاع في ...
- ريابكوف: موسكو ترى مؤشرات على انطلاق سباق تسلح جديد بالفعل
- الحوثيون يقصفون مجددا مطار بن غوريون
- أوروبا 2024.. هزيمة استراتيجية التصعيد


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أشواق عباس - قراءة في عالم محمد أركون