أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - غزو سوريا














المزيد.....

غزو سوريا


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3610 - 2012 / 1 / 17 - 16:48
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تتداخل الأحداث والأخبار والمعطيات وتتشابك وتتقاطع، لتصب جميعها في بوتقة واحدة، وهي أن ما تسمى بالثورة السورية، لم يكن من غاية لها سوى باب التدخل العسكري، وغزو سوريا وإخضاعها وتغيير نظامها السياسي بالقوة العسكرية، وهذا يتنافي مع خطاب كامل لسلمية الثورة وشموليتها واكتساحها للشارع، فلا نعتقد أن ثورة تلكم صفاتها بحاجة لغزو عسكري كي ينصرها. ومن هنا نرى هذا السعي المحموم من قبل أطراف عدة، محلية، وإقليمية، وعربية، ودولية لرفع يافطة التدخل العسكري في سوريا، وقد صار الأمر أسطوانة يومية يرددها هؤلاء كأوركسترا أو جوقة متناغمة تردد ذات اللحن الهجين العجين.

ومن هنا، لم أفاجأ، البتة، وعلى أهميته، وأنا أقرأ مقال(1) الشاعر الكبير وآخر الشيوعيين، سعدي يوسف، المعنون بـ "القرية السورية"، يكشف فيه مستوراً هاماً، ومستذكراً، عن الطريقة التي تم بها غزو العراق عبر إنشاء قرية عراقية في غير عاصمة أوروبية كما قال، وهذه القرية كان يتم فيها التدرّب على كيفية غزو العراق وقراه ومدنه من خلال وضع المرتزقة الغزاة بنفس الظروف البيئية، ويقول الأستاذ الكبير سعدي أن سيدة سألته إن كان سورياً، فنفى، وأردف، نقلاً عن السيدة الأوروبية: "لأنهم بحاجة إلى سوريين"، فقد شرعوا ببناء القرية السورية في غير عاصمة أوروبية على غرار القرية العراقية"، وهم بحاجة لشباب ومهاجرين سوريين أي "مرتزقة" بصريح العبارة في عملية التمهيد لغزو سوريا على ذات الطريقة العراقية. ويضيف الشاعر الكبير والنبيل الذي رفض، ذات يوم، وأعاد جائزة شعرية للخليجيين هي سلطان العويس(2)، كانوا قد منحوه إياها، في محاولة شراء وتدجين كل صوت عربي حر ونبيل واحتوائه، ورفضه سحب مقال كان قد نشره وتناول فيه أحد الرموز الخليجية ووصفها بالسخف، قائلاً في مقال "القرية السورية": "وفي مثل البرقِ، عادتْ بي الذاكرةُ المتعَبةُ إلى السنوات التي سبقت احتلال العراق، حين أقيمت القرية العراقية في غير عاصمةٍ أوروبية واحدة. في براغ. في بودابست ... إلخ. وتذكرتُ كيف أن عراقيّين (وبينهم يساريّون معروفون) شاركوا، بأجرٍ مدفوعٍ، في إقامة تلك القرى حيث سيتدرّبُ غزاةٌ متوحشون، متعطشون للدم، على احتلال العراق. تلك القرية السورية ، تشيَّدُ، باعتبارها قريةً سوريةً، ببيوتها وأكواخها، ودكاكينها، ومقهاها. وسوف يتعلّم الجنودُ الأغرارُ، الغزاةُ اللاحقون، أشتاتاً من دارجةٍ سوريّةٍ، وجانباً من عوائد السوريّين في قريتهم: التحية والمأكل والملبس ... إلخ. إنهم يبنون قريةً سورية في بلادهم، ليهدموا القرى السورية، في ســوريّـة، على رؤوسِ أهلها الآمنين. (انتهى اقتباس الشاعر الكبير). ولا تحتاج شهادة وكلام الشاعر الكبير إلى أي تعليق، ولا نعتقد أن مصداقيته ومسوغاته في ذلك موضع أي تشكيك.

وآخر ما حرر، وحسب ما رشح من أخبار قادمة من الخليج، أن قطر شرعت هي الأخرى بإنشاء جيش من المعارضين السوريين المقيمين في الإمارة، مع جنسيات عربية أخرى، من يمنيين، وسودانيين، وتدريبهم ضمن فرق خاصة في سعيها لإنشاء القوة العسكرية التي ستدخل سوريا. وأضافت الأنباء أن القطريين خصصوا راتباً شهرياً مقداره 8000 ريال قطري لكل فرد من أفراد هذا الجيش الذي سيتولى عملية الغزو تحت مسمى القوات العربية لتحقيق الإصلاحات وتصدير الديمقراطية الخليجية التي فاضت عن حاجة أهل الخليج وأتخموا بها. فيما أصبح الحديث والتقارير الصحافية والإعلامية والتلفزيونية عن المسلحين، والأسلحة التي تدخل سوريا بغير حساب، وفي الإعلام الغربي تحديداً، وأحدثه ما بثته السي إن إن، حول الأمر، نقول أصبحت أكثر من أن تعد وتحصى في مقال صغير.

ومن هنا تتبدى وعلى نحو قاطع، النوايا الحقيقية من وراء كل ما يجري في سوريا اليوم تحت رايات الديمقراطية والإصلاح، وما يضمره البعض لسوريا، وأن من ركب هذه الموجة، وهلل لربيع برنار هنري، من قوى دولية، وإقليمية، عدة، لا يبغي من وراءها وجه الله، ولا مصلحة الشعب السوري، بقدر ما يعمل وفق أجندته التي باتت معلنة وعلى رؤوس الأشهاد، مستخدماً أدوات محلية لهذا الفعل الشيطاني الشرير، الرامي إلى تدمير وتخريب سوريا، والرقص على أشلائها، كما فعلت ذات القوى، في كل من ليبيا والعراق.

فهل هناك من لا زال يتحدث عن نبل وسلمية وطهارة وطهرانية وعفاف هذا الحراك السلمي جداً، وأصبح الجميع يلعب ويتصرف على المكشوف بعد أن أماطت الأيام والتطورات وسيرورة الأحداث ما في جعبة هذه الثورة وهؤلاء الثوريين؟

هوامش:
(1)-مقال سعدي يوسف:
http://alquds.co.uk/index.asp?fname=today-16qpt895.htm&arc=data-2012-01-01-16-16qpt895.htm
(2)- للمزيد: http://www.arabtimes.com/osama-all-2/doc2.html



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قطر بين عجز التعريب وفشل التدويل
- نعم ثوار ولا نخجل
- احذروا الدب الروسي
- الأسد: خطاب التحدي والانتصار
- لماذا الخوف من التدويل؟
- صدف ثورية أغرب من الخيال
- اضحكوا على دبابات برهان غليون
- انشقاقات الثورة السورية
- انتقام إسرائيل
- لماذا سأنضم للثورة السورية؟
- عروش بلا جيوش
- مفتي الناتو الجليل
- ورطة العرب في سوريا
- لماذا بق برهان غليون البحصة؟
- سوريا تشكّل العالم الجديد
- الجيش السوري في دائرة الاستهداف
- القرآن وأنبياء الربيع العربي
- وا برناراه!!!
- لا لعودة سفراء الأعراب لدمشق
- مرحباً بالمقاتلين الليبيين


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - غزو سوريا