|
جحا وساميلا: الحلقة الرابعة :قصص قصيرة مسلسلة
رياض خليل
الحوار المتمدن-العدد: 3609 - 2012 / 1 / 16 - 22:46
المحور:
الادب والفن
رياض خليل الحلقة الرابعة جحا وساميلا (4): قصص مسلسلة يوم نحس في محاولة البحث عن زهير والحمار تمهيد : تعرف زهير على جحا عرضا ، واستضافه جحا لفترة ، ثم طرده ، وفي الحلقة الثانية عاد زهير ليلا ليزف لجحا وساميلا خبرا خطيرا جدا ، وناما قبل سماع الخبر ، وفي الحلقة الثالثة ، أفاقا على غياب أو هروب زهير . وفي هذه الحلقة الرابعة خرج جحا وساميلا للبحث عن زهير الذي بالكاد يعرفانه : خرج جحا وحده ، بعد أن أقنع ساميلا بالعدول عن عزمها مشاركته البحث عن زهير . اتجه نحو الحمار ، فلم يجده ، صاح بزوجته : - ساميلا .. ياساميلا وخرجت ساميلا ملهوفة ، أحست أن مصيبة قد حصلت ، سألته : ما الخبر ياجحا ؟ لماذا تنهق هكذا ؟ - أنا أنهق يا .. حمارة ؟ - عفوا .. أنا آسفة .. كنت أقصد لماذا تصرخ كحمارك ؟ - ساميلا .. - المعذره ياجحا .. هل تريد أن أكذب عليك ؟ هل تريد الصدق أم ابن عمه ؟ - أريد الصدق والصراحة طبعا - الصراحة ؟ بدون زعل ؟ - تكلمي ياساميلا .. قبل أن أجنّ - لاأعرف لماذا .. هذه المرة .. هذه المرة فقط - تكلمي ياساميلا .. وإلا صفعتك .. - فقط هذه المرة لم أميز بين صوتك وصوت الحمار .. وهجم جحا على ساميلا .. ليضربها .. لكن ساميلا هربت من طريقه ، وهي تتوسل إليه : - طول بالك ياجحا ، بالتفاهم .. بالتفاهم .. والحوار .. أنا أعتذر ، أسحب كلامي .. ولكن قل لي ياحماري .. عفوا ... أقصد ياحبيبي جحا .. يازوجي ال.... - كفى .. حسبك .. ولكن .. ولكن ... لقد نسيت .. - نسيت ؟ ماذا؟ - هه .. تذكرت .. نعم تذكرت . . الحمار - الحمار ؟ .. مابه ؟ - أين خبأت الحمار ياحمارة ؟ - أنا ؟ - ياحرامية ! كل شيء إلا الحمار ؟ لن أسمح لك بسرقته ؟ أين الحمار ياساميلا ؟ وتلتفت ساميلا نحو المكان الذي يربط فيه الحمار عادة ، فلم تجده ، وضربت كفها على صدرها وهي تندب : - ياخسارتك ياحمارنا ، أين هربت ؟ - لاتكذبي ياساميلا .. الحمار لايمكن أن يهرب .. - ولماذا لايمكنه أن يهرب ؟ - أولا : لأنه يحبني ، ولايمكنه أن يستغني عني ، إنه أعز من ابني - ابنك ؟ أنت متزوج علي بالسر ،ولك ولد ، لقد اعترفت ، لاتقل لي زلة لسان ، إنها الحقيقة .. الحقيقة ياجحا ، ولكن مادمت قلت أولا : فإنني أسألك : ماذا عن ثانيا ياجحا ، وبعد ذلك سنتحاسب ، وسأحقق معك عن ابنك الذي لم تصارحني يوما به ، المهم : وثانيا ياجحا ؟ - ثانيا : لأنه مربوط - مادمت تثق به ، فلماذا تربطه ؟ وغضب جحا لأنه ارتبك من السؤال الذي لم يعرف إجابته ، وصاح في وجهها : - لاتثيري أعصابي وتتفلسفي علي ، أين الحمار ؟ أين الحمار ياساميلا .. وإلا .؟ - لماذا لاتسأله ؟ - أسأل الحمار ؟ - نعم ، لماذا لاتسأل الحمار نفسه ؟ هو الذي هرب وليس أنا ؟ - ياغبية .. حسنا .. أنا غبي وأنت ذكية .. لماذا لاتسألينه أنت بالنيابة عني ، أنا أوكلك وأفوضك بهذا الأمر الهام جدا جدأ ... - ياعيب الشوم عليك ياجحا .. ألا تستحي ؟ ألا تغار علي من الحمار ؟ - نعم !؟.. أغار من الحمار ؟ ولماذا أغار من الحمار ؟ وعلى ماذا؟ - الحمار رجل مثلك مثله ، وأنا أنثى .. أنا امرأة .. وهو .. أي الحمار ذكر ..... - لاتكملي .. الآن أعترف أنني غبي .. غبي جدا . بل إنني أغبى منك ياساميلا .. - هذه أول مرة تصدق فيها ، كم مرة كنت أقول : أنت أغبى مني ، هاأنت تعترف بعظمة لسانك أنني .. عفوا أنك أغبى .. بل الأغبى .. يعني أنا ذكية - ولكن الحمار .. الحمار ياساميلا .. أين الحمار ؟ - وماذا عن زهير ياحبيبي .. ؟ أين زهير ؟ - زهير ؟ آ.... زهير .. فعلا .. أين زهير ؟ - لماذا تردد ماأقوله كالببغاء ؟ ثم ماذا نحن فاعلون يامستر جحا ؟ - ساميلا .. حبيبتي .. الآن نحن أمام مشكلتين : الحمار وزهير .. كيف نحل المشكلتين ياساميلا ؟ - نحن بمشكلة ماخالصين .. فكيف بمشكلتين ؟ - يعني ألن تساعديني ؟ تتهربين ؟ - لم أفهم ماتقصد ؟ - مارأيك أن يبحث كل منا عن واحد منهما ؟ - أنا أبحث عن زهير - ماحزرت .. بل أنا من يجب أن يبحث عن زهير - أنت ابحث عن حمارك ، وأنا أتولى البحث عن زهير ، والذي أوله شرط آخره سلامة - ياساميلا .. اسمعي الكلام ، أنا أبحث عن زهير وأنت عن الحمار - ومالفرق بينهما ؟ أقصد بين زهير والحمار ، كلاهما رجل مثلك تماما - طيب جاءتني فكرة - ماهي ؟ - نعمل قرعة : طرّة ؟؟ وإما ..نقش - اتفقنا .. تفضل .. وبدأ جحا يبحث عن قرش في ثنايا ثيابه وجيوبها الكثيرة .. وطال بحثه عن قرش .. فيما ساميلا تراقبه عن كثب . فتش جحا كل جيوبه وفك زناره .. وبدأ ينزع بعض ملابسه تدريجيا وهو ينفضها بقوة أملا بسقوط قرش منها ، ولم يفلح ، أو يعثر على قرش ، وساميلا مندهشة مما ترى من تصرفات جحا ، ودفعها الفضول لسؤاله : - معقول ؟! .. معقول ياجحا .. مامعك قرش ؟ ! واستمر جحا بنزع قطع من ثيابه من دون أن يلتفت لساميلا .. وكاد يخلع عنه سرواله ، لولا أن ساميلا تلفتت يمنة ويسرة ، وهي تزجره بقوة : - جحا .. استح . . نحن خارج البيت .. قد يراك الجيران ويفضحوننا ويتوقف جحا مندهشا من كلام ساميلا .. ومصغيا لملاحظتها ، وأكملت ساميلا - يامجنون .. مامن أحد يخلع سرواله أمام الناس ، إن رآك أحد فقد يشتكي عليك لرئيس المخفر ، وتتسبب لنا بمصيبة ... ثم لماذا لم تنزعه حين كنا في الداخل ياحقير ؟ طول الليل ونحن في فراش واحد .. ولم تخلعه ، أم أنك ترسم على شيء عاطل ؟ وكان بعض الفضوليين من الجيران الأقربين يتلصصون عليهما : أي على جحا وساميلا ، وهما يتناقشان ويتحاوران حول زهير والحمار .. وضبطوه وهو يحاول خلف سرواله ، من غير أن يعرفوا السبب . وسمعت إحدى الجارات آخر كلام قالته ساميلا : - يامجنون .. ياجحا .. مامن عاقل يخلع ثيابه خارج المنزل وأمام الناس الأغراب وتنبري الجارة أم غريب متحمسة ، تقدم اقتراحا : - يا أختي ساميلا .. ماحدا غريب ولاشيء .. كلنا أهل .. وتنظر ساميلا إليها بغيرة وغضب ، ويسرق جحا بعض نظرات الغزل من أم غريب الجميلة ... وهو يكيل لها الابتسامات ، وتكمل أم غريب وهي ترمي بضحكاتها المثيرة لجحا ، ونظرات إغاظة واستفزاز لساميلا : - خذ .. راحتك أخي جحا .. ( لساميلا ) اتركيه يخلع السروال ، كلنا خلقة الله .. نحنا أهل .. يعني من العب للجيبة ، وترد ساميلا : أم غريب .. أنت مادخلك ، نقطينا بسكوتك .. لاتتدخلي بيننا أنا وزوجي جحا وتجيب أم غريب : - كان قصدنا نخدم .. على كل إذا جحا مضطر يشلح السروال ، شو رأيك يدخل يشلحو عندي ؟ هكذا لن يراه غريب ويسألها جحا : أين غريب ؟ أليس في الداخل ؟ أم غريب : غريب لا في الداخل ولا في الخارج ، وما غريب إلا الشيطان يارجل ، ساميلا : أم غريب أرجوك ، قفي عند حدك ، واعرفي مع من تتكلمين ؟ أم غريب : لاتعصبي أختي ساميلا ، أنا بحبك كتير ، وابني غريب بيحبك كتير وبيحب حمار زوجك أكتر لأنو واحد من العيلة .. أنا كان قصدي أخدم ياحبيبتي ساميلا .. المهم ، لماذا لم يخلع جحا السروال داخل البيت ؟ ألم يتذكر قبل أن يخرج ؟ على كل حال ملحوقة ساميلا : ياأم غريب .. يكفينا الذي فينا ، مصيبتنا مصيبتان أم غريب : ياساتر ! جحا : ياأم غريب .. هل تعيرينني قرشا ؟ ساميلا : يا أم غريب .. لو أعرته قرشا ، فستحلين مشكة خطيرة جدا أم غريب : أعوذ بالله .. ما المشكلة ؟ وهل هي خطيرة جدا ؟ جحا : أخطر من رئيس المخفر أم غريب : هل أخبركما بسر خطير جدا جدا ؟ ساميلا : ماهو ؟ أخبرينا ؟ أم غريب : هل عندكما للسر مطرح ؟ جحا : سرك في بئر يا .. يا ... ساميلا : يا .. يا .. يا.. ماذا ؟ أم غريب : أخبراني أنتما بالأول ساميلا : بل أنت بالأول .. جحا : إعيريني قرشا للحظات فقط ، وسأشرح لك أم غريب : ألهذه الدرجة تظنني غبية حتى تشرح لي ، أنا أفهمها على الطاير بدون شرح جحا : ياأم غريب .. أرجوك أعيريني قرشا للحظة فقط وأعيده إليك أم غريب : وما لذي يضمن لي أنك ستعيده لي بعد لحظة ؟ ساميلا : حبيبتي أم غريب ... أم غريب : الآن صرت حبيبتك ياساميلا ؟ ساميلا : أنا أكفله .. أعيريه القرش أم غريب : الدنيا فيها موت وحياة .. أريد ضمانة . أريد أن أضمن حقي ، وهذا حقي جحا : إنها لحظة .. لحظة فقط ، ولن أغيب فيها عن عينيك ، سأفعل شيئا أما م عينيك ، وبعدها أرده لك فورا أم غريب : ربما .. أقول : ربما مت لاسمح الله في هذه اللحظة قبل أن أسترجع القرش : حقي .. جحا: أم غريب .. ألا تثقين بي ؟ أم غريب لاتجيبه وتشيح بوجهها عنه نحو ساميلا .. وهي تبتسم ، وساميلا مغتاظة من تصرفاتها ، وتشتمها في سرها " وقحة .. طول عمرك وقحة .. وعينك فارغة " ، ويكمل جحا سائلا أم غريب : - طيب .. أنت لاتثقين بي .. بجحا .. ألا تثقين بزوجتي - زوجتك ؟ يا سلام .. يا ضيعان تعبك يا أم غريب ! الذي ماله حظ لايتعذب ولا يشقى .. كان حاسسني قلبي من الأول .. ساميلا تقاطعها : - لم أفهم شيئا من كلامك يا أم غريب جحا : الله يرحم أبو غريب .. ساميلا : سو قصدك من الحكي يا أم غريب ؟ أم غريب : ماقصدي شيء .. ظننك زوجة جحا .. ساميلا : هكذا إذن ؟ جحا : أم غريب .. آخر كلام عندي .. ألا تثقين بحماري أم غريب : أريد ضمانا لحقي .. جحا : حسنا ساميلا ستقسم لك أن أرد القرش فورا لك بعد الانتهاء منه أم غريب تبدي عدم الرضى بسخرية .. وجحا يحتار كيف يقنعها بإعارته القرش ، وساميلا تنزعج من تصرفات أم غريب الغزلية الفاضحة إزاء جحا . وأم غريب تسأل : - وماذا ستفعل بالقرش ؟ هل ستتزوج به فوق ساميلا ؟ جحا يبتسم باستحياء ، وساميلا تشتمه بنظرة ناقمة ، وتلتفت نحو أم غريب التي تكمل : - أريد ضمانا .. ساميلا : وما لضمان الذي يرضيك يا أم غريب ؟ جحا : جاءتني فكرة .. الحل عندي .. وراح يقفز في الهواء ويرقص ويصيح : وجدتها .. وجدتها . واستغربت ساميلا وأم غريب تصرف جحا ، وهما بانتظار معرفة مايود قوله . وقال جحا : - مارأيك ياأم غريب ؟ - رأيي ؟ بماذا ؟ - هل أنت موافقة ؟ أقصد هل توافقين ؟ - كلام نهائي ؟ - آخر كلام .. صدقيني .. ساميلا تراقبهما مندهشة ، من كلامهما الغامض المثير .. وتصغي إليهما بتوجس . تبادر أم غريب بالقول لجحا : - أخشى أن لا يوافق - من ؟ - أبو زهير ساميلا : هه .. إذن أنت تعرفين زهير ( لجحا ) ها قد انحلت المشكلة الأولى ، ارتحت ؟ جحا : بل المشكلة الثانية هي التي انحلت ، وليس المشكلة الأولى يا .... الأفضل أن لا أكمل ساميلا : قصدك يا .. والأفضل أن لاأكمل ، أخاف أن يزعل الحمار أم غريب : لا أفهم .. من هو زهير ؟ ساميلا : أنت قلت بعضمة لسانك : أبو زهير أم غريب : وما علاقة أبو زهير بزهير ؟ جحا : قلت لك يا ساميلا .. كنت أشك بالرجل ساميلا : وأنا كنت أشك باسمه ، اسمه مريب .. غريب .. كأن الرجل يكذب علينا أم غريب : لعله أراد أن ينتحل صفة زهير الحقيقي جحا : وهل تعرفين زهير الحقيقي يا حبيبتي ..... ساميلا : ( تقلده ساخرة وغاضبة ) :يا حبيبتي .. أيها الخائن . يا مؤمن الرجال ، يا مؤمن الماء في الغربال . ما أحقرك ! جحا : دائما تفهمينني غلطا .. ما قصدي .. أم غريب : أتخاف من ساميلا ياجحا ؟ ياحيف على الرجال .. المهم ؟ لنعد إلى سؤالك : هل توافقين ؟ أنا من جهتي موافقة ، لكن الكلام لأهلي : أي لأبي زهير ساميلا : يا أم غريب ، دعينا نر زهيرا أم غريب : زهير ؟ أم أبو زهير ؟ جحا : والحمار ؟ كيف سنجد الحمار ؟ أم غريب : تريدان زهير أم الحمار ؟ أم أبو زهير ؟ لقد ضيعتموني ساميلا : أنا أريد زهير جحا : وأنا أريد الحمار أم غريب : وأنا لا أعرف غير أبي زهير , هل تريدان أبا زهير ؟ وهو الأفضل ، دعونا الآن من زهير والحمار ، ولنتفق مع أبي زهير جحا : أعيريني القرش أولا ، لأنجز الخطة أم غريب : والضما ن جحا : قلت لك وجدتها .. نعم وجدت الضمان .. أنت تعيرينني القرش مقابل رهن .. مارأيك ؟ أم غريب : موافقة ، ماهو الرهن ؟ جحا : سأرهن عندك الحمار .. ما رأيك ؟ ساميلا : الحمار ؟ وأين الحمار يا .... أم غريب : ساميلا معها حق ، أنا لا أشتري سمكا في الماء ، هات الحمار لأعيرك القرش جحا : حماري هرب وأنا أبحث عنه ؟ ثم إن حماري قد لايوافق على الرهن ، وقد يزعل .. مارأيك أن أرهن عندك زوجتي ساميلا مقابل القرش ؟ أم غريب تتذمر وتعلق : - ساميلا ؟ وماذا أفعل بساميلا ؟ لا .. لا أقبل ساميلا : أتريد أن ترهنني عند أم غريب مقابل قرش يا واطي ؟ تريد أن تتخلص مني ؟ جحا : اطمئني ياساميلا , واحمدي ربك أن أم غريب ترفض أن أرهنك عندها مقابل قرش ساميلا : أم غريب .. حددي أنت .. إذا كنت ترفضين الحمار وأنا .. فماذا تريدين أن يرهن عندك مقابل القرش ؟ أم غريب : أريد أن أرهن جحا مقابل القرش ساميلا : كل شيء إلا هذا ، لن أرهن جحا عندك حتى لو دفعت لي نصف قرش جحا : والحل ؟ كيف سنجري القرعة إذن ؟ طرة وللا نقش ؟ ساميلا : أنا الطرّة جحا : بل أنا الطرّة أم غريب : على ماذا تتشارطان ؟ جحا : على من يبحث عن زهير ومن يبحث عن الحمار أم غريب : حسنا ، امضيا .. وأنا سأبحث عن أبي زهير لتطلب يدي منه ساميلا : أتريدين أن تصيري ضرّتي يا أم غريب ؟ ياحيف عليك ، أتخونين العشرة والخبز والملح يا أم غريب ؟ وفجأة .. يقتحم عليهم المكان رئيس المخفر ومعه دركيان ، ومعهم غريب ابن أم غريب الذي أخذ يصيح وهو يشير بيده نحو جحا : غريب : انظر يا سيدي ، انظروا إليه ، هاهو جحا ، يخلع سرواله ، ويتحرش بأمي : أقصد أم غريب ، إنه يغويها ، يستغلها .. يغازلها علنا ، بدون خجل ولا حياء ، وأمي المسكينة أرملة ، ماوراءها أحد تستقوي به إلا الله وأنت يا سيدي رئيس المخفر المحترم . اقبض عليه يامولاي ، كن عادلا ولو مرة واحدة في حياتك رئيس المخفر : مرة واحدة ؟ ياغبي ؟ ومتى كنت ظالما ؟ متى لم أكن عادلا ياغريب يا ابن أم غريب ؟ أنا طول عمري عادل جحا : مرحبا بك ياصديقي عادل ، كنت أعرف أنك عادل ولست رئيس مخفر ولا بطيخ .. رئيس المخفر : بل أنا رئيس المخفر جحا : أنت عادل ابن أم عادل وأبو عادل ، وابن أخ أبو عادل وابن أخت أبي عادل رئيس المخفر : بل أنا رئيس المخفر ، ألم تتذكر كم مرة قبضت عليك وكم صفعة أكلت من يدي هذه .. مع ذلك سأذكرك هناك في المخفر ، وسأجعلك لاتنساني ولاتنسى سوطي وعصاي طول عمرك ياجحا ... جحا : الآن تذكرت ، أنت رئيس المخفر المبجل ، المحترم ، وسأذكرك بالدجاجة التي أهديتك إياها منذ .. منذ .. سنوات مضت .. رئيس المخفر : كل مشكلة ولها ثمنها ياجحا ، الدجاجة الله يرحمها ، كانت على قد المشكلة في تلك الأيام ، الآن مشكلتك خطيرة .. خطيرة جدا وكبيرة ، ولن تحلها دجاجة ، ولا حتى خروف ، ثم أن الأسعار ارتفت كثيرا يا ... جحا : محسوبك ، جحا يا مولاي ، أنا تحت أمرك ساميلا : سيدي عادل .. عفوا . . أنت غير عادل ، رئيس المخفر : حددي كلامك يا .. ساميلا : ساميلا ، أنا ساميلا ماغيرها .. هل نسيتني بهذه السرعة ؟ هل نسيت الحليب والزبدة والبيض يا مولاي ... رئيس المخفر : الذي فات مات ، نحن أولاد اليوم .. وهذا الكلام لن ينفعكم ، لقد قبضت على جحا بالجرم المشهود وهو جرم يخدش الحياء والنظام العام والآداب ، إنه ينوي أن يخلع سرواله خارج بيته وأمام الناس : وقاحة وقلة أدب غريب : سيدي يريد أن يشوه سمعة أمي رئيس المخفر : أمك ؟ من أمك غريب : أمي ؟ هي أم غريب ، وأنا غريب ، يعني أنها أمي أنا بالذات أم غريب : أنا من جهتي سأسامحه هذه المرة ، وسأسقط حقي الشخصي عنه بشرط غريب : أمي .. لماذا أرسلتني إلى المخفر لأشتكي عليه ، أقصد على جحا مادمت تنوين أن تغفري له وتساميحينه وتسقطين حقك الشخصي عنه ؟ سودت وجهي أما م مولاي رئيس المخفر ، وتعبت كثيرا حتى أقنعته بالمجيء للقبض على جحا الأزعر ..والآن تبيضين وجهك على حسابي؟ أم غريب : أخرس ياولد .. أنت لاتفهم بالسياسة ؟ أسمع كلامي . غريب : ولكني أكرهه يا أمي .. أنا أكره جحا .. جحا مكروه ، فكيف تسامحينه ؟ جحا : أنا أزعر ياغريب ؟ نسيت كم مرة أركبتك حماري ياجاحد النعمة ، يا أكال يا نكار ، ساميلا : ياولد .. تأدب .. واسمع كلام أمك ، جحا : والآن سيدي رئيس المخفر ابو عصا .. أستأذنك بالانصراف ، ورائي عمل .. بل أعمال مهمة جد .. رئيس المخفر : ليس قبل أن تشرفنا بزيارة إلى المخفر على فنجان قهوة وأركيلة جحا : لا أحب القهوة ، قهوتك مشروبة ، رئيس المخفر : طيب شاي جحا : شربت الشاي ساميلا : كذاب .. جحا كذاب ، مازال على لحم بطنه ، لم يشرب شيئا جحا : سيدي أبو عصا : أم غريب أسقطت حقها الشخصي .. أبو عصا يلمح لجحا بضرورة دفع المعلوم وهو يفرك أبهامه بسبابته إشارة إلى النقود ، ويهدد : - هل نسيت الحق العام ، الحق العام لايسقط ياذكي جحا : الحق العام ؟ وما دخلكم أنتم ؟ أبو عصا : نحن الحق العام ، ولن نسقط حقنا عنك مالم .. مالم .. وفهمك كفاية ياجحش جحا : ولكن حماري هرب ، و... ساميلا : وربما سرقه زهير أم غريب : غريب .. غريب : نعم مامي أم غريب : لم أنادك ياولد أنا أستغرب أقول غريب أي شيء غريب رئيس المخفر يومئ للخفيرين المرافقين أن يعتقلا جحا ، وينفذان الأمر وجحا يصيح محتجا ومتوسلا ، وساميلا تنوح وترجو من رئيس المخفر أن يرأف بحاله وبحالها , وبأن لا يضربه ، وأم غريب تطمئنه وتقول : - لاتخف ياجحا .. سأخرجك من السجن ، أنا عندي واسطة قوية ، ولاتنس أنني أسقطت حقي الشخصي بشرط ، وسأخرجك من السجن بشرط ، وسأعيرك قرشا بشر ط وتندهش ساميلا مما قالته أم غريب ، ومما جرى ، وتبدو حائرة فيما يجب عليها فعله .. وهي تتمتم : " بشرط .. بشرط .. بشرط ...." ويمضي رئيس المخفر والخفيران وهما يجذبان جحا من ياقته ، وغريب ينظر بشماتة إلى جحا ، ثم إلى أمه ، وهو يقول في سره : " لن يحدث ماتريدينه ياأمي ولو على جثتي "
وفي الحلقة القادمة سنرى مايحصل في البحث عن زهير والحمار
#رياض_خليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قصيدتان : ذاكرة للحب و نجوم الفرح : شعر نثري
-
حيث يوجد الحب
-
أنا ونعيمة والوحش : قصة قصيرة
-
جحا وساميلا (3) : قصة قصيرة
-
اليسار السوري: تاريخ فاشل ودعوة لإعادة البناء
-
من خلف الغربة : شعر نثري
-
تعقيبا على مكارم ابراهيم : حق تقرير المصير ......
-
الأديب باسم عبدو: في
-
جحا وساميلا وزائر الليل : قصة قصيرة (2)
-
جحا وساميلا : قصة قصيرة
-
سأعود إليك : شعر نثري
-
أوكازيون: روسيا تبيع سوريا
-
الإخوان المسلمين وفوبيا الإسلام السياسي في سوريا
-
قصئد غزلية قصيرة : شعر نثري
-
الصورة والاشتعال:شعر نثري
-
قصائد غزلية قصيرة (3)
-
الشعر والناس
-
سوريا وروسيا : تحالف غير مقدس
-
قصائد غزلية قصيرة :(2)
-
قصائد غزلية قصيرة
المزيد.....
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|