أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سلام عبود - صيادو رؤوس سويديون يتوجهون الى العراق















المزيد.....

صيادو رؤوس سويديون يتوجهون الى العراق


سلام عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1067 - 2005 / 1 / 3 - 09:30
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


" عسكريون سويديون يجري تجنيدهم للعمل كحراس أمنيين في العراق"
" تعبئة العسكريين المعرضين لضغوطات الفصل من المهنة قد تكون مخالفة للقانون"

تحت هذين العنوانين المثيرين نشرت أهم وأكبر صحف السويد ( داغس نيهيتر) يوم الأحد, 12 ديسمبر, مقالة على صفحتها الثامنة, تتحدث عن أن " شركة أُبسالا ديناميك تقوم بإغراء المراتب العسكرية القيادية (المصطلح لا يشمل الجنود), الذين يتعرضون الى تهديد بالتسريح من العمل, بسبب تخفيض الإنفاق العسكري الحكومي, وتقوم بتدريبهم كحراس أمنيين بمرتبات عالية للعمل في العراق. ولكن ليس واضحا إن كان هذا النشاط لا يقع تحت طائلة الجرم القانوني"
وخلاصة الأمر أن شركة سويدية خاصة, باتفاق مع المخابرات الأميركية, تقوم بإغراء عسكريين سويديين يعانون من ضغوطات شديدة, بسبب احتمال تسريحهم من العمل, نتيجة لتخفيض ميزانية بعض الوحدات العسكرية في السويد.
" من هم؟ ما مهامهم ؟" لا أحد يعلم, فتلك شؤون سرية, كما تقول الصحيفة. فالفقرة الحادية عشرة من الفصل التاسع عشر من قانون العقوبات السويدي يدين بالسجن الجهات التي تقوم بتعبئة مواطنين للذهاب الى مناطق الحرب. بيد أن الشركة, التي تملك مواقع ارتكاز في العراق, تنفي عن نفسها تلك التهمة, وتقول :إنها لا تعبئ, بل تدرب, ثم تقوم بإيصال المتدربين الى شركات أجنبية. وقد تعاملت الشركة مع ست شركات أجنبية, أميركية في الغالب, وأرسلت بوساطتها قرابة أربعين شخصا من قبل الى "المنطقة" للمهمات ذاتها. وتضيف الشركة أن نشاطها استقبل في منطقة فيسبي "بأذرع مفتوحة", "لأن مئتي عسكري سيتم تسريحهم قريبا", والشركة تعني أن من يُلقى به الى الشارع من مخلفات المؤسسة العسكرية الدولية يعاد تجميعه في العراق.
فمهد الحضارات أضحى مقبرة للنفايات البشرية الدولية السامة, يتم استيرادها من كل حدب وصوب, من مخلفات حرب أفغانستان الى مخلفات فرق الموت الأجنبية, ويتم تجميعها في لوحة دموية عجيبة, تحوي متناقضات العصر الشريرة كلها, صانعين شبكات شيطانية فريدة, تشارك في نسجها قوى دولية غازية, بمساعدة أعوان محليين تخصصوا جيدا في مجال تدمير العراق.
هؤلاء, المتعاقدون الجدد, سيتوجهون الى العراق بملابس مدنية ومسميات وظيفية مدنية, وسيشملهم قانون حق حمل السلاح للأجانب, الذي شرعته الحكومة العراقية المؤقتة, وسيشملهم أيضا قانون عدم المثول أمام محاكم عراقية, وقانون التجوال الحر في كل مكان, حتى في غرف نوم قادة الدولة (تذكروا استباحة سكن عضو مجلس الحكم أحمد الجلبي ووزير الدفاع السابق!), الذي شرعه بريمر وفرضه على مجلس الحكم المنحل قبل مغادرته بساعات, وجرى قبوله برحابة صدر عراقية أصيلة.
هؤلاء سيتدربون على فنون الحرب السرية الخاصة بالعراق, إضافة الى مهاراتهم السابقة, التي تؤهلهم, كعسكريين قياديين, للقيام بممارسة فنون القتال التقليدية, كالدخول الى المناطق الخطيرة والاستطلاع, والقيام بأعمال التلغيم, وتحديد مواقع الصراع الساخنة والمحتملة, وتقديم الاحداثيات للطائرات والمدفعية, والتسلل - بشفافية- الى المناطق المأهولة : أسواق, مدارس, مستشفيات, شوارع مزدحمة, حتى "خزانات الماء في الفلوجة!" , وغيرها من مواقع إعادة الإعمار والبناء في العراق الجديد!
هؤلاء سيواجهون في العراق أعداء كثيرين محتملين, البعض يسميهم "مقاومين" وآخرون يسمونهم "إرهابيين وقتلة". وبصرف النظر عن هذه التسمية أو تلك, فإن بعضا من هؤلاء المتعاقدين السريين سيتعرضون- هذا جائز في علم الفرضيات- الى مواجهات ستفضي الى سقوط بعضهم ضحية لألعابهم غير البريئة.
هذا أمر تؤكده إحصائيات البنتاغون, فهم ليسوا أكثر مهارة من مؤجريهم الأميركان, وليسوا أقدر على مراوغة الموت!
لذلك كله أقول لشعرائنا, للعراقيين من شعرائنا وكتابنا, لا تتعجلوا في كتابة قصائد ومقالات رثاء عن أولئك المتعاقدين القادمين من مملكة الحياد, ومن بلاد نوبل السلام والأدب والديموقراطية, ومن وطن الحالم الإنساني أولوف بالمه.
فأولئك, ينتمون الى مملكة السويد كمواطنين, لكنهم ينتمون الى جزئها الإرتزاقي. أولئك يرتبطون مع نوبل برابطة الشراكة في الأرض, لكنهم ينتمون الى جزئها المدمِّر, الجزء الذي نبذه واحتقره نوبل وأحفاد نوبل من السويديين: الديناميت.
أقول لأدباء الديناميت: سيسقط أحد هؤلاء برصاص "مقاوم" أو "إرهابي", غدا أو بعد غد. هذا احتمال قائم.
فلا تتعجلوا في كتابة مراثي السلام على أرواح المتعاقدين الطاهرة, ولا تبعثوا لذويهم رسائل اعتراف بالجميل, ولا تتفننوا في تشييد نصب تذكارية لهم.
فهؤلاء ليسوا سوى صيادين للرؤوس, ليسوا سوى قتلة مأجورين, وخارجين على القانون.
أما إذا أردتم أن ترسلوا رسالة ما, قصيدة أو مقالة, الى مملكة السويد على وجه التحديد, فسأدلكم على العنوان الصحيح:
لنا في هذه المملكة الصغيرة أصدقاء أوفياء رائعون كثر, أصدقاء مدّوا أياديهم البيضاء لنا سابقا, وسيمدونها بكرم الينا في كل حين. أولئك, ربما لن يقبلوا منا قصائد المديح, لأن الديموقراطية لديهم ليست عسكرة وتحالفات للمخابرات أو ارتزاق فني وثقافي.
الديموقراطية لديهم مبدأ للحياة.
أولئك هم أصدقاؤنا, فتذكروا أسماءهم إن كنتم تعرفونهم, واسألوا عنهم إن كنتم تجهلون.
أما صائدو الرؤوس فسيذهبون الى الجحيم, الذي تطوعوا بإرادتهم للعمل فيه كقتلة مأجورين محترفين.
وفي جنة الارتزاق الدولية, لن يجدوا ملائكة بُؤّسا تسبح بحمدهم, سوى كتّاب مأجورين, محترفين مثلهم, سيخلدونهم بمراث رخيصة, زهيدة الثمن.
# # # #
لمزيد من الإضاءة نشرت صحيفة المدى العراقية في 31 ديسمبر 2004 خبرا يقول: "ان كولونيلا كولومبيا دعا في الثاني من كانون الثاني وبطريقة سرية (عسكريين ورجال شرطة ) الى اجتماع في بناية في شمال بوغوتا وعرض عليهم باسم شركة هاليبورتون لاتينواميركا راتبا شهريا قيمته سبعة الاف دولار، ليتولوا توفير امن الموظفين والبنى التحيتة النفطية في عدد من المدن العراقية." وتضيف الصحيفة "وذكرت الصحافة الاميركية ان موظفين مدنيين وعسكريين قدامى قد جندوا في الوقت الراهن لزيادة عدد العسكريين في العراق، ومنهم تشيليون وجنوب افريقيون واسبان واخيرا كولومبيون."
أما صحيفة داغس نيهيتر السويدية فقد نشرت أحدث مشاريع تطوير الإرهاب الدولي وأفكار عولمة وعسكرة الإرهاب. فقد تحدثت الصحيفة عن أن جهات رسمية تتدارس إرسال الراغبين من الشبان الخاضعين للخدمة العسكرية الى خارج البلاد, لقضاء فترة خدمتهم العسكرية هناك. وقد فات على الصحيفة معرفة أن بعض السويديين قضوا فعلا جزءا من خدمتهم العسكرية خارج بلادهم, وعلى وجه التحديد في اسرائيل, وحصريا في المعتقلات الاسرائيلية, حيث عملوا (عملن لأنهن كن فتيات) في حراسة المعتقلين الفلسطينيين.
ترى متى سترى السجون العراقية- أبوغريب وغيره- شبانا هواة, من قارات العالم المختلفة, يتطوعون بمحض إرادتهم, لمزاولة فنون التعديب مجانا,في بلدان الغير, على أبناء الغير, بإذن وشرعية من وزراء العدل وحقوق الإنسان في حكومات الغير ؟!



#سلام_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنهم لا يحصون الجثث
- أما آن الأوان لكي يعود طائر الثقافة المهاجر الى عشه؟
- أبو طبر
- النهلستي الأخير! دفاع مع سبق الإصرار عن سعدي يوسف, دفاع عن ذ ...
- زهرة الرازقي: رواية عن الحرس القومي
- أطفال الحرب
- ليس مباحًا أن يكون المرء طويلا في بغداد
- رحل فدائيو صدام, جاء فدائيو بوش!
- الاحتلال العراقي لأميركا
- ســقـط صــدام هــل يـســقـط الـحـزب؟
- مــوســيـقــيـو الـحــدائــق
- أيـفــنـد يـونـســون الـحــلـم الاوروبــي فـي الادب الاســوج ...
- القيادة الكردية العراقية الحاكمة بين خياري الفيدرالية والحرب ...
- صرخة من أجل العراق
- صـدام عـمـيــلاً تـمـحــيـص الـمــصطلـح
- منابع الديكتاتورية.. صدام نموذجاً هل صنعته الطفولة أم صنعه ح ...
- عــلّــوكــي
- ظاهرة مقتدى الصدر: الجذور, الأسباب, النتائج
- مـن الـثــــورة الـى الـدولـــة
- يـوميات عربـيـة في أسـوج مـن الثورة الـمؤدبة الى الثورة الخج ...


المزيد.....




- رصد طائرات مسيرة مجهولة تحلق فوق 3 قواعد جوية أمريكية في بري ...
- جوزيب بوريل يحذر بأن لبنان -بات على شفير الانهيار-
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- لحظة هروب الجنود والمسافرين من محطة قطارات في تل أبيب إثر هج ...
- لحظة إصابة مبنى في بيتاح تكفا شرق تل أبيب بصاروخ قادم من لبن ...
- قلق غربي بعد قرار إيران تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة
- كيف تؤثر القهوة على أمعائك؟
- أحلام الطفل عزام.. عندما تسرق الحرب الطفولة بين صواريخ اليمن ...
- شاهد.. أطول وأقصر امرأتين في العالم تجتمعان في لندن بضيافة - ...
- -عملية شنيعة-.. نتانياهو يعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي في ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سلام عبود - صيادو رؤوس سويديون يتوجهون الى العراق