علاء الصفار
الحوار المتمدن-العدد: 3609 - 2012 / 1 / 16 - 16:20
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
*زوجان افتراقا لاختلاف الغايات *
لقد توصل البشر إلى الكثير من الأمور المعرفية عبر التاريخ الطويل للبشرية سواء آمنا بنظرية آدم وحواء أو آمنا بنظرية داروين. لكن البداية المعرفية والدينية ينبغي أن يكون مركزها الأرض الطينية التي سعى و يسعى فيها البشر بادي ذي بدأ في الصراع مع الطبيعة من اجل العيش و الحياة و ليحدث التطور و الطوفان.
فأن, آمنا بما رما الله في لحظة حنق و غضب, بآدم وحواء إلى الأرض بالمظلات أو غيره أو بما أحدثه الانفجار العظيم فصار الكوكب الأرضي حاضنا للحياة و البشر. فموضوعنا هو هذا البشر و ما صنع و ما اخترع. و بالتحديد المعرفة العلمية و الدين.
بالنشاط استطاع الإنسان كباقي الحيوانات يلبي حاجاته الغذائية ليواصل البقاء في الأرض أو في الكون بشكل أوسع لماهية الوجود. و الإنسان عرف العالم ومحيطه من خلال النشاط و العمل و كذلك وجد أدواته فيها, فبعد أن رفع فأسه ليطرق أول طرقة في الحجر عرف المتعة و أنفتح باب الاكتشاف و المعرفة و اعتقد كان هذا البشر ليس له معرفة لا بالأنبياء و لا الأديان و لا الله.
تطور الإنسان و سيطر قليلا على الطبيعة بأدواته البدائية وتراكمت المعرفة وليتطور ذهن الإنسان بالعمل لما احدث الطرق بالحجر وما أنتج ذلك الطرق التاريخي من معرفة وخبرة, ليظهر النبي و الدين ليرسم طريق القانون و الأخلاق للبشر. بنا, الإنسان بالجهد العضلي و الذهني معرفة و فكرا و صار الثراء الكثير من المعرفة المتراكمة, لذا يجب أن يدخل هذا في مجال أوسع من أجل خدمة اكبر للإنسان نتيجة تطور العمل و الوعي و الأفكار و الأديان. و ليقفز الإنسان من الطرقة الأول للفأس في الحجر, إلى طرق المعرفة العلمية بالدين ليبدأ القدح الفلسفي إذ هي أم المعارف و العلوم, ويبدأ شهر العسل و زواج العلم والدين وهو لا يخلو من تعاون و تشاحن و لكن ليتنافر بعد أن طغى وتجبر السيد الدين ببناء الصوامع و الكنائس و الجوامع و حشد الشعب من اجل سلطة رجل الدين, ليحل الصراع في مهد البشرية البدائي. يتبارى الزوجان للآن لكن ليغتني العلم و ليفتخر رجل الدين بعظمة الله.
طوع الأنبياء المعرفة العلمية لدعم حججهم لإقناع البشر للإيمان بالأديان و الخالق إضافة لما في الوجود من أمور مذهلة عجز الإنسان عن فهمها و لازال العلم يعجز عن الإجابة على كثير من الأمور, لكن المعرفة العلمية تسللت إلى الأديان كإنجاز علمي وحفظت في الكتب المقدسة, التي نسى الإنسان أنه هو من اغمدها هناك. لقد حفظت الكتب المقدسة المعرفة في صوامعها لتتحول إلى قوة وسلطة في يد رجل الدين فالزوج, السيد الدين في صومعته يتداول المعرفة على حساب الجهد الإنساني من اجل التسلط الديني و لازالت الزوجة, السيدة المعرفة العلمية, هي في بداية الطريق لبناء بيتها وصومعتها في محاولة للتحرر من سلطة الزوج اللئيم و المستغل.
حقق العلماء الأمور المعرفية نتيجة الملاحظة والعمل و التجربة و تحولت بعض إلى الأمور إلى قوانين علمية, فأفادت الإنسان و طورته لكن نفس هذه المعرفة تصبح قيد و طوق لإعاقة التطور حين تحولت المعرفة العلمية كنز محفوظ في الكتب المقدسة في يد رجل الدين في الصوامع و الكنائس.
فيقتل غاليلو لأن العلم المحفوظ في الصومعة يقول لا لكروية غاليلو للأرض فالصراع ليس من اجل المعرفة العلمية للإنسان, فبعد سيطرة الكنيسة و تجبرها صار الصراع على السلطة و من أجل الهيبة للزوج المتعجرف ذو الإلية اللينة المستريحة على المنبر الوفير. لا يفهم رجل الدين لم البحث و التطور و التواصل وهذا اللهاث و التغيير, فالبارحة كانت الأرض مسطحة, و اليوم إثبات كرويتها وليصبح غدا شكل الأرض مشابه للبيضة. فالسيدة, معرفة فضولية رغم العقاب اللعنة من يوم التفاحة و الطرد من الجنة لا تكف هي عن الفضول و الإحراج.
فاختلف التناول للمعرفة بين فهم رجل العلم ورجل الدين إذ صار لكل غرضه و أهدافه, فالمعارف العلمية هي لازالت تحمل نزعة طرق الفأس في الحجر و المتعة و التطور وفي الآن ذاته من أجل تطويع و تسخير الطبيعة, و ليقلق ذلك رجل الدين الذي فقد الجنة بسبب الفضول, فصار الخوف كل الخوف من الفضول والإحراج الجديد, هو كيف سيواجه العالم والناس ليعارض الثابت الذي صار مقدس ويهز الحال المستقر لهدوء الجنة. فأضح الحال تماما مثلما يرفع, القط ذيله يستشيط الكلب إذ في عالم الكلاب رفع الذيل يعني حالة هجوم.
لكن التطور الحديث للحياة الإنسانية جرى رغم كل الصراع وحقق العلم الكثير و لازال الكامن من العلم في الكتاب المقدس يستفز الإنسان العلمي لدفعه للمعرفة ولازال الصدام رغم أن الكنسية اعتذرت عن قتل غاليلو إذ أن الصراع خرج من الصومعة إلى ساحة حياة البشر العريضة.
فيوميا, يفند رجل العلم الحديث بعض الأمور المثبتة في كتب الصوامع و يعزز ما ثبته الكتاب المقدس أو ما جاء على لسان الأنبياء من قديم المعرفة المنقول للبشر عبر صراع الإنسان مع الطبيعة. لقد أعترف الكثير من البشر بكروية الأرض وصدقته الكنيسة مجبورة, لكن الأزهر وتابعي السلف الصالح لا زال يعاند. عرف الإنسان الكثير من الأحياء المجهرية وليعمل على معالجة السل و الطاعون و عرف الإنسان أسباب الخسوف والكسوف وزال الخوف وانحسرت كثير من الخرافات.
ليتحقق, اليوم انفتاح الأبواب بشكل مماثل للكود الأسطوري افتح يا سمسم أو أكثر تطورا, و بدون أي كود بمجرد الاقتراب من بعض أبواب الدوائر الرسمية و الأسواق. بدأ الكثير من الناس يجري فحص طبي, وليستقبل مولودة القادم للحياة, و عارفا مسبقا إن كان ولد أم بنت, بعد أن كان ذلك تحدي للمعرفة * لا يعلم ما في الأرحام إلا الله*. لا زال البشر يتناوش ما بين إنتاج العلم و ما جاء و ثبت بكتب الأديان من العلم, ليتخندق البشر و ليستمر التفنيد و التعضيد لتعقد الأمر أكثر من ذاك الشكل البدائي للخلاف إذ الكثير من العلماء يدهشه البناء الذري و أخر يذهله النظام الكوني أو مجرتنا من شمس و أرض و فلك و الدوران, وكيف تعلقت كل الأجرام في قبة السماء.الحجج التي يطرحها رجل الدين لا تحتاج إلى إثبات فهي فقط للإيمان و الخشوع لقدرة الخالق, إ ذ أن رجل الدين و المؤمن طور الأداء بالهجوم إذ صار الله هو المسئول على مسك الكون و دوران الأجرام و المجرات فهو خالقها و معطيها قدرها وشكلها و حركتها.
فالتحدي كبير لرجل العلم ألا و هو كشف قانون الكون و معرفة مادة الكون الأولية و على اقل تقدير في لحظة الانفجار العظيم لكن الدور السلبي لرجل الدين, الزوج صار الآن محفز رغم أنه لا يزال يأخذ دور المعذب للزوجة السيدة معرفة المجبورة دوما على إثبات الجدارة وتقديم الدليل على أنها تفهم و تستحق الحرية. فالكرة ترمى دائما صعبة إلى رجل العلم. فهل يستطيع رجل العلم أن يكشف كل المستور, ليحرج و يدحض جمود الأديان و لانتصار الفضول و التطور و المتعة الأولى للاكتشاف و الاختراع, ولا يزال الإنسان مستمر في نحت الطبيعة لكن تبقى الطرقة الأولى للفأس مدوية في ضمير البشرية, فهي أشبه بالانفجار العظيم لكن في ميدان العمل و الفكر. فما بين الإيمان بالخروج طردا من الجنة و ما بين الانفجار العظيم ومابين قرد داروين, ونظرية النشوء و الارتقاء و آدم الله, خلق الإنسان على أحسن تقويم. و ما بين النهاية الفلسفية السببية لوجود الإنسان تكمن حركة التاريخ الإنساني. فالأنبياء و كل الأديان يدعوا إلى الإيمان بالخالق إذ أن الهدف من خلق الإنسان هو لمعرفة الله وعبادته. لكن فردريك أنجلس يرى أن الطبيعة أنتجت الإنسان من اجل حاجة الطبيعة لوعي ذاتها عبر عقل الإنسان الجبار.
تلألأ في مقالات! و شكرا للكاتبين.
أحمد محمد صالح* الدين عندنا.. و عندهم*
شامل عبد العزيز* منهجان مختلفان .. العلم و الدين*
#علاء_الصفار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟