|
في الغربة العميقة
بركات لافي الساير
الحوار المتمدن-العدد: 3609 - 2012 / 1 / 16 - 13:08
المحور:
الادب والفن
في الغربة الميقة
في الغربة العميقة تذكرتك وكانت الذكرى ممضة وعاد خيالك ..... يداعبني ، يلاطفني في وهج الظهيرة جلدتني ذكرياتك ألف جلدة حتى أدمت وجهي وعلى باب المدينة نهشت الكلاب لحمي وأنت تتفرجين ... تتبسمين ومن شدة المرارة ،تتبسمين آه يا حبيبتي..... ! ما كنت أعرف أنك تسكنين في أروقة رومية وشبابيك عربية في قصر الحب الأبدي وعلى العهد الأزلي زفرت الآهات .. التي سكنت في قلبي عمرا وسنين أما زلت تذكرين ؟! أتذكرين الآهات ؟ التي خرجت من صدري وحفرت جرح العاشقين أما زلت تذكرين ؟ عندما كتبت لك ... على سطور مخملية وأهديتك حبات الورد القرنفلية في الغربة العميقة تذكرتك وكانت الذكرى ممضة وعاد خيالك، يداعبني ، يلاطفني في وهج الظهيرة جلدتني ذكرياتك جلد العبيد أما زلت تذكرين ؟ تذكرتك في كتبي .. وفي أحرف قراءاتي وصغت لك من آلامي أحلى الآهات ووضعت على جيدك طوق الياسمين ذكراك التي سكنت .. في قلبي وعجزت السنون أن تنساك فلك الآهات التي دغدغت أحلامي فضحكت كطفلك المدلل .. ضحكة حنان ، مشبعة بالأنين أنين الليل المخنوق أنا موله بها ياليل أنا بعدها فقدت العيون عيناها ياليل .. مع النجوم أنا ياليل.... بعدها معذب ... طريد ، تتبعني كل العيون أما زلت تذكرين ؟ الآهات التي نامت على صدري وكتمت في نفسي زفرات التنين أحرقتني الزفرات... وحولتني إلى رماد وها أنت تنـثرين رمادي في السماء ليرضى الأعداء.... وتطردين حبيبك من أرض قيس وليلى وعتمت السماء في عيني .. لا ضي ء ، لا مفر ويأخذ طارق بيدي لأعبر المضيق ، على سفن وفائي نارك تحرقني من غير وهج وما زلت أرى عينيك العسليتين الجميلتين كلون أرض بلادي ... وصحراء أجدادي ! في الغربة البعيدة تذكرتك وكانت الذكرى ممضة وعاد خيالك .. يداعبني يلاطفني وفي وهج الظهيرة جلدتني ذكرياتك .. ألف جلدة جلد العبيد... وفكرت أن أنساك ولكن كل شيء في رؤاك وكيف أنساك؟! وأنت تسكنين في دمي ، في عيوني في أشجار نخيلي، في بيادر قمحي. في كرومي وبساتيني في ضفة النهر في بحري ، في عقلي ،في وجداني كيف أنساك يا ملاكي ؟ وعلى أرضك مهادي وتاريخ أجدادي من هنا مر خالد يحمل الرايات ومن هنا وقف صلاح الدين في وجه الغزاة وما زال ذو الفقار يقاتل في خيبر ويردد الله أكبر واسم الله سيظل يذكر،رغم انف الطغاة وعلى ترابك اندحر التتار وانكسرت رايات تمورلنك وجنكيز خان وهولاكو وسيندحر طغاة اليوم بوش ، وشارون وأذناب المستعمرين سوف يقود الركب بختنصر وزنوبيا وموسى وقطز وعمر المختار
( 3 ) في الغربة البعيدة تذكرتك وكانت الذكرى ممضة وعاد خيالك يداعبني ، يلاطفني في وهج الظهيرة تذكرتك وعندما أحاط بك التنين رحت تصرخين ، فصرخت الأعماق من قلبي فقدمت قلبي ليفدي دفء العيون ومن دمائي سقيت كل الزهرات المرصوفة على الطريق من صنين إلى قاسيون ومن طول كرم إلى حطين ورحت تصرخين ، صرخة الثكلى أمام الملايين الملايين الحائرة، والتي ضاعت على طرقات الغاصبين ومن حمرة الدم ، حنيت شعرك المجدل وسقيت زهور الياسمين ، وأشجار النخيل والزيتون . أما زلت تذكرين ؟ في الغربة العميقة تذكرتك وكانت الذكرى ممضة وعاد خيالك يداعبني ، يلاطفني في وهج الظهيرة تذكرتك وهج الظهيرة أحرقني ، قتلني وأنا المولود في وهج الظهيرة آه لو تعلمين ....فانا بلا ضي ء وفززت من نومي مذعورا والسياف يقف فوق رأسي أتحلم في زمن يمنع فيه الحلم ؟ لو تركتني _أيها السياف _ أحلم لعرفت نهاية حلمي . أما زلت تذكرين ؟ الآهات التي زفرتها على صدرك ،قد أحرقتني . كنت أريد أن أرسلها وراء البحر لتحرق أسطول البحار المتغطرس والذي يغلق ميناء شاطئنا، منذ مئات السنين أنات الميناء المذبوح كنت أريد أن أذبح قرصان الميناء وأعلق وسام شرف على صدري وسام حب من الميناء إلى الصياد من القصة التي لا تنتهي بدأت محنتي ، فتشت عن مخبأ ورفضتني كل الملاجئ وكانت الرحلة بعيدة ، وأتعبتني وعورة الطريق وأعود في نهاية القصة لأجر أذيال هزيمتي يا خيبتي ! الطريق شل قدمي أما زلت تذكرين ؟ وهج الظهيرة أحرقني الصمت الحزين يزعزع كياني قالوا لنا : هذا زمن الصمت وخرج الجميع يحمل نعش الياسمين ... في صمت مهين ومواكب الجنازات تسير ، في رتابة مملة ووقف الناعي ينعي البطولات ،وتلعثم في الكلام ماتت الكلمات على أفواه الشعراء ورحلت القوافي مع الجنازات ملت هذا الصمت الكئيب صمت الذليل الضعيف ، في الزمن البليد ومع غروب الشمس تتفتق الذكريات عن قصص العاشق الولهان الذي يحلم بحبك من سنين وينسج من دمه ألف بردة من خيوط الغروب مشعشعة بألوان دم الشهداء وينتظر بزوغ الفجر، ويحلم بالسيف المسحور وصرخة الحسين في وجه الظالمين في كل شروق تتبدد الأحلام في عمق الصحراء العربية لتناجي كل النخلات الخضر أن تزيد من النخيل في كل الشطوط
أما زلت تذكرين حلمي الكبير الذي يمتد عبر مسافات الحروف العربية أن يولد البطل من جديد ويعود سعد ، وعمرو ، والمثتى ويرفع الأبطال الرايات رايات خضراء وبيضاء وسوداء تجمع شمل أمتي على العهد اليقين
من الغربة العميقة تذكرتك وكانت الذكرى ممضة وعاد خيالك يداعبني يلاطفني من قاسيون إلى صنين أسقي الياسمين، من ماء العيون سأرسمك في كلماتي وفي أحلامي ، وفي قلبي وفي كل الذكريات وأنادي مع السياب يا ودياننا ثوري ويا هذا الدم الباقي على الأجيال تشظ الآن واسحق هذه الأغلال
بركات لافي الساير العنزي
#بركات_لافي_الساير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فنان أمريكي يتهم الولايات المتحدة وإسرائيل بتنفيذ إبادة جماع
...
-
-الناقد الأكثر عدوانية للإسلام في التاريخ-.. من هو السعودي ا
...
-
الفنان جمال سليمان يوجه دعوة للسوريين ويعلق على أنباء نيته ا
...
-
الأمم المتحدة: نطالب الدول بعدم التعاطي مع الروايات الإسرائي
...
-
-تسجيلات- بولص آدم.. تاريخ جيل عراقي بين مدينتين
-
كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل
...
-
السكك الحديدية الأوكرانية تزيل اللغة الروسية من تذاكر القطار
...
-
مهرجان -بين ثقافتين- .. انعكاس لجلسة محمد بن سلمان والسوداني
...
-
تردد قناة عمو يزيد الجديد 2025 بعد اخر تحديث من ادارة القناة
...
-
“Siyah Kalp“ مسلسل قلب اسود الحلقة 14 مترجمة بجودة عالية قصة
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|