سايكس بيكو أيضاً وأيضاً

لينا سعيد موللا

الحوار المتمدن-العدد: 3609 - 2012 / 1 / 16 - 12:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تحتفط إيران بأهمية بالغة بالنسبة لأميركا، ولو عادتها أيديولوجياً .. فبعد عدة تهديدات واستعراضات عسكرية تقوم بها الدولة الفارسية، تبيع أميركا لدول الخليج ما قيمته عشرات المليارات من الأسلحة، هذه البضائع غير المنتجة تشكل استنزافاً دائماً لخزينة هذه الدول، تخيلوا أن الأميركان سلموا العراق لقمة سائغة للفرس عدوهم العلني وجزؤوها واختطفوها تماماً عن وسطلها العروبي وذلك بعد ثمانية سنوات من الاحتلال والحرب الأهلية المعلنة..

بشار الأسد لعب الدور ذاته لدى الأميركان فباعتباره همزة الوصل بين إيران والعراق وحزب الله في لبنان بات يشكل خوفاً وتوجساً لدول كثيرة في المنطقة من الامتداد الشيعي، وهو امتداد أيديولوجي يأخذ لون المقاومة لتشكيل تهديد لمنطقة تعاني أصلاً من عدم الاستقرار منذ عشرات السنين، دور بشار الأسد ومن قبله والده أن يكونا عنصر زعزعة في المنطقة، وتأخير لأي نمو حقيقي يؤثر سلباً على مصالح الدول المتنفذة، من هنا فإن التأخير في إيجاد بديل وفي ظروف الثورات العربية ناتج عن صعوبة إيجاد نظام يسعى إلى القيام بالمهام القذرة ذاتها .. ويشكل عصا مسلطة على دول المنطقة .

أميركا وإسرائيل ساهمت في الحفاظ على تركيبة هذا النظام، عادته في العلن لكنها حمته و أفادت منه.
الصعوبة التي يعانوها اليوم تكمن في إيجاد البديل وهو غير موجود حالياً ، لذلك نجدهم يؤثرون إطالة الصراع زمنياً حتى إنهاك الدولة نهائياً وزعزعة العقد الاجتماعي والشعبي لدى السوريين وتسويق دولة ضعيفة مهلهلة الأطراف، لذلك نجدهم يتحدثون كثيراً عن حرب أهلية من خلال إبداء مخاوفهم وهواجسهم، وهم يسعون لذلك بلا ريب.

ومن هنا ينطلق دورنا كأصوات تنبع من عنفوان الثورة في إبقاء ضمائر السوريين يقظة حتى لا ينزلقوا في لحظة ضعف إلى حرب تخدم مصالح الدول المترصدة وهي معروفة .
ومن قال أن اتفاقية سايكس بيكو ليس لها ألف بديل يؤدي ذات النتائج ؟

نحن كثورة وشعب نتوق إلى بناء دولة حدائية قوية مؤسساتية ومدنية ديمقراطية وحرة، بينما هم يسعون إلى استضافة أطياف المعارضة السورية ومحاولة تجزئتها عن طريق التمويل والدعم السياسي، وقد نجحوا حتى الآن في جعل القيادة السياسية للمعارضة الخاصرة الرخوة للثورة السورية .

كل هذا جزء من مخطط لن نسمح لهم بتمريره، وترياقنا لهذه السموم، هو في تشكيل الوعي المتزايد باللحمة الوطنية التي تنطلق من قوة الشارع السوري نبض الثورة وعنفوانها .

لقد كان الشعب السوري واحداً وسيبقى، هذا الإحساس المييز يتأتى من إيمان وقناعة أبنائه بحتمية الأخوة فيما بينهم .

قادمون

#لينا_سعيد_موللا (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات