أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد مسعد محمد السبع - خاطرة حول - ميدان التحرير - فى الذكرى الأول لثورة مصر















المزيد.....


خاطرة حول - ميدان التحرير - فى الذكرى الأول لثورة مصر


عماد مسعد محمد السبع

الحوار المتمدن-العدد: 3609 - 2012 / 1 / 16 - 00:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فى مناسبة الذكرى الأولى لثورة مصر التى تواكب 25 يناير الحالى - يتصاعد الإهتمام بالسيناريوهات المحتملة لما سوف يكون عليه " ميدان التحرير " - الذى يمثل أيقونة حقيقية للثورة فى قلب مدينة القاهرة . غير أن ما يثيرفى هذا السياق هو أستمرار غياب الدراسات المتصلة بهذا " الحيز المساحى الميدانى " - الذى كفل واقعيآ بقاء الثورة والثوار.

ذلك أن الساحة الجماهيرية الجغرافية تبقى المهبط والملاذ لإنتفاضة الجمهوروحركته الأخيرة حتى ولونسجت خيوطها عبرالفضاءات الإفتراضية والسيبرية البعيدة والموازية.

المثيرهنا أن أنظمة القمع - التى حاصرت الإنسان العربى أفقيآورأسيآ - لم تنتبه لخطورة لهذا الحيز الجغرافى ولم تفطن لإمكانية أنتشاروأحتلال الكتل البشرية لهذا المسطح فى قلب المدينة. فخيال الإستبداد العربى لم ينجزأفكارآ لإحتواء وتضيق هذه المساحات وبأثر من عوامل ثلاثة تخلص فى الآتى :

أولآ : لأنه لا توجد سوابق تاريخية تحفز هذا الخيال وتحرضه نحو الجور على تلك المساحات . فلم يحدث من قبل أجتماع للتاريخ العربى بالمكان والجغرافيا وبشكل يمثل هاجسآ يؤرق سلطة البطش . بل كثيرآ ما كان ينظر لهذه الساحات - بسكونها واتساعها وأضوائها الباهرة - كرمزللإستقراروالسلام الإجتماعى .

ولذلك لم ترتبط ميادين ( التحرير و التغيير و القصبة ) بمعانى تاريخية تتعلق بكونها المكان الأهم والأثير للتعبيرعن المعارضة والإحتجاج .
وماحدث بتلك الميادين يعد ( مصافة تاريخية ) سعيدة للجمهورالذى أكتشفت أهمية وحيوية المكان من جانب , وكارثية ومؤلمة للحكام الذين أستيقظوا على مشهد الميدان وزحام البشرمن جانب آخر.

ثانيآ : أن تخطيط المدن العربية وعواصمها الكبرى ( ذى الطابع الإسلامى ) لم يهتم بتأكيد دورالساحات والميداين كأحد عناصرالمنشآت والمرافق العامة المكونة للهيئة المادية للمدينة الإسلامية .
فالساحات العامة كانت تشيد أمام المسجد الرئيسى لهدف أستيعاب تدفق حشود المصليين والإحتفالات الدينية . فالمسجد الجامع كان مركز بحث الشؤون السياسية والإجتماعية والتربوية – بالإضافة لوظيفته الدينية الأصيلة . ومن ثمة فأن مطالب التغيير والإصلاح كانت حاضرة ومحصورة داخل أروقته وبين أعمدته وحوائطه .

وقد حكمت تلك الأهمية للمسجد الجامع موضعه بالمدينة وباعتباره ( النواة الأساسية فى تخطيطها ) ,فقد كان أول ما يختط , ومن حوله كانت تخطط المدينة وتنتهى اليه شوارعها وسككها وأزقتها.
وتذهب الهندسة التخطيطية الإسلامية لإختيار موضع " متوسط " فى المدنية لإقامة هذا المسجد الجامع وبالنظر لمكانته الوظيقية الحيوية فى المجتمع المسلم .
فهو الحاضن لكل مفردات الشأن الدينى والدهرى فى وقت يتم تجريد الساحات المغايرة من أية صفة تتصل بنقاش الدين والدولة.
فالمعارضات والحوارارات والمجادلات تتم بداخله ولا تتجاوزه " للفضاء الخارجى "الذى كان يعد تابعآ ملحقآ و بهذا المسجد الجامع .
كماأن دار الإمامة( مركز الحكم ) تكون ملاصقة المسجد , وبحكم بناء النبى محمد لمنزل ملاصق للمسجد الجامع , وحيث صار تقليدآ معماريآ أسلاميآ أن يتلاصق قصر الخليفة مع المسجد حتى لا يتخطى الخليفة أوالولى رقاب المصلين بل ينفذ مباشرة من داره لجدار القبلة.
ومن هنا يمكن القول بأن هذه الذهنية المعمارية قد حجبيت عن العامة أفكارالتجمع والإعتصام خارج المسجد وبالساحات العامة.
والبين أن الميراث التخطيطى لمعظم المدن العربية مازال يدين بالولاء لهذه الفلسفة المعمارية الإسلامية الأمرالذى ترك بصماته على حوافزاستغلال الإنسان المسلم لهذه الساحة وكحاضرة مهيأة للتظاهروالإحتجاج .

ثالثآ : أن تجاهل الإهتمام بالميدان العام يمتد إلى عقلية الإستبداد الشرقى بالواقع الإقتصادى للمجتمع النهرى ومفرداته من حيطان وقيعان وأراضى زراعية.
فعبرنمط الإنتاج الشرقى الأسيوى جذر النهر وجود سلطة مركزية تقوم بثلاث مهام جوهرية لتحقيق الإنتاج الزراعى وهى : ( توصيل مياه النهر للأرض – حماية الأرض من غوائل الفيضان – توفير المياه بفترات الجدب والتحاريق ) .
وقد استتبع هذا التكوين الإجتماعى أهتمامآ بالأنهار وضفافها وجسورها , وبالأراضى الزراعية وخدماتها من قناطر وخزانات وسدود .
وكانت تلك أولويات الحاكم / المستبد والمالك والمسيطر على الأرض وعلى توزيع الماء والعدل بين الرعايا .
ومن هنا لم تكن حواضر المدن والميادين والساحات المفتوحة فى خاصرتها تمثل ضغطآ على الحاكم ولم تحظ منه بأية أهمية ,لأنها ليست تجمعآ زراعيآ وفلاحيآ مؤثرآ فى عملية الإنتاج , كما أنها خارج نطاق عوامل تثبيت هيمنته على العباد والرقاب.

هذه الأسباب تقف وراء سلوك اللامبالة التاريخى لأنظمة القمع العربى تجاه هذه الميادين , والذى أنقلب الآن لمنحى عدائى فى مواجهتها وباعتبارها حاضنة أساسية للجمهورولمطالب التغيير.

فالمجلس العسكرى المصرى والحكومة الإنتقالية أصبحت ضجرت بميدان التحريروبالتواجد الأسبوعى للثائرين وكانت تبحث عن قانون لتجريم التظاهروالإعتصام داخله .

كما تنشط لجنة فنية بجهاز التنسيق الحضارى المصرى لإعداد دراسة لإستخدامات ميدان التحريروالميادين والساحات الآخرى ,والهدف " غير المعلن " لهذه اللجنة هو الحيلولة مستقبلآ دون تجمع الجمهور بهذه النقط الجغرافية ووضع الخطط الكفيلة بأستغلالها كمزارات سياحية وأماكن ترفيهية !! .

ومن اللافت أن الإعلام المصرى والحكومة المؤقتة هللوا لواقعة ( كنس وتنظيف وغسل ميدان التحرير ) عقب الثورة وباعتباره ( سلوكآ حضاريآ ) وحيث أزيلت كافة القرائن والنقوش والرسوم والأيقونات الدالة على أن هناك أمة خاضت ثورة من هذا المكان .

ويبدو أن هدف العسكر فى مصرهو تجريد هذا الميدان من صفة ( التحرير) الحقيقى التى أكتسبها بعد ثورة 25 يناير , وعن يقين فأن هناك خططآ مماثلة ستطال الميادين والساحات فى البلدان العربية الثائرة كتونس واليمن , ومن هم فى طريقم للثورة بعد ذلك .

ومع ذلك فكلما عمدت سلطات القمع لحصار المكان وخنق حركة الجمهور فأن الشعب سيستنسخ حتمآ أماكنه وفضاءاته الخاصة , فقد عرف وأدرك أحداثيات و بوصلة طريقه نحو الميدان والساحة.

ولكن يبقى على الجمهور - الذى أحتشد بالآلاف والملايين لأجل المطالبة بحقوقه - أن يستعيد سريعآ هذه الميادين , وأن يتمسك بالتواجد والحضور فيها قبل أن تنقض عليها يد الديكتاتورية الجديدة وتحولها إلى ميادين " للذكرى " ! ..



#عماد_مسعد_محمد_السبع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل - الإقتصاد الإسلامى - هو الحل بعد أنهيار الرأسمالية ؟
- هامش على العلاقة المعاصرة بين الإسلام والمسيحية .
- هامش على الفتنة الطائفية فى مصر
- استتابة العلمانيين فى مصروتونس
- الأيديولوجيا وأحزاب الطبقة العاملة التونسية
- القاعدة فى ليبيا - الدوافع والمخاطر.
- مستقبل العلاقة بين الإخوان المسلمين وأمريكا
- أفكارحول ربيع الثورة فى أوروبا
- ملاحظات حول مأزق التعددية الثقافية فى أوروبا
- الليبرالية الإجتماعية ومستقبل النظام السياسى العربى
- ملاحظات حول صعود تيار الإسلام السياسى فى قلب ميدان التحرير
- إعادة اختراع السياسة فى واقعنا العربى
- المجلس العسكرى يقود الثورة المضادة فى مصر
- الثورة واليسار الغائب فى مصر
- القضاة ودورهم فى الثورة المضادة بمصر
- الثورة فى مواجهة وسطية الفكرالعربى المعاصر
- متى تبدأ الثورة على السلفية الوهابية ؟
- الإنتفاضات العربية بين طابع السلمية وحتمية العنف الثورى
- الأردن .. هل ينجو من طوفان الثورة العربية ؟
- الخيال والمفاجآت الإدراكية لشباب الثورة العربية


المزيد.....




- فيديو يُظهر اللحظات الأولى بعد اقتحام رجل بسيارته مركزا تجار ...
- دبي.. علاقة رومانسية لسائح مراهق مع فتاة قاصر تنتهي بحكم سجن ...
- لماذا فكرت بريطانيا في قطع النيل عن مصر؟
- لارا ترامب تسحب ترشحها لعضوية مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا
- قضية الإغلاق الحكومي كشفت الانقسام الحاد بين الديمقراطيين وا ...
- التمويل الغربي لأوكرانيا بلغ 238.5 مليار دولار خلال ثلاث سنو ...
- Vivo تروّج لهاتف بأفضل الكاميرات والتقنيات
- اكتشاف كائنات حية -مجنونة- في أفواه وأمعاء البشر!
- طراد أمريكي يسقط مقاتلة أمريكية عن طريق الخطأ فوق البحر الأح ...
- إيلون ماسك بعد توزيره.. مهمة مستحيلة وشبهة -تضارب مصالح-


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد مسعد محمد السبع - خاطرة حول - ميدان التحرير - فى الذكرى الأول لثورة مصر