البرادعى .. انسحاب أم هزيمة ؟؟

سعيد رمضان على

الحوار المتمدن-العدد: 3607 - 2012 / 1 / 14 - 16:43
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    

البرادعى .. انسحاب أم هزيمة ؟؟

يمكننا أن نقول مبدئيا ، أن الثورة كانت هي اللغة الوحيدة ، القادرة على عبورنا الهوة المستحيلة وإسقاط نظام قمعي .. ويمكننا أن نقول أيضا أن الثورة في ذاتها لاتملك القدرة على الإسقاط، بل طهارة القائمين بالثورة وبكارتهم، هي التي تمهد الطرق لثورة تحقق ذات الإنسان، وطموحه في حرية تقهر كل ماهو فاسد وقمعي ومظلم وعفن .
والحقيقة أن الثورة ترتفع عظمتها، بارتفاع ذلك القدر من الجلال الذي يتملك مجموعة معينة من البشر يشعرون بتفاوت ونقص، وان الواقع حولهم مؤلم وخطر .. لذا فأن الأمر يتطلب إشعال شرارة التغير ..
لكن الثورة - اى ثورة – لها أتون مشتعل .. أتون لكي يستمر في الاشتعال فأن التضحيات تكون وقوده ..والتضحيات دائما بشرية .
في 25 يناير سقط ناس وضحى ناس .. وتطلع ناس هنا وهناك بأمل لمستقبل لايمكن فرض القهر والظلم فيه ..
لكن ثورة 25 يناير لم تنتهي .. والناس الذين قاموا بها لديهم أساسا صفقة مع عصرهم .. واتفاقا مع جموع من البشر .. فهم ممتزجين بواقعهم مع التعرض المباشر له ، وهو واقع متصل بحركة التاريخ التي أشعلت فتيل الثورة ..
الثورة التي حدثت في مصر ليست ثورة اقتصادية .. أو سياسية فقط أو كليهما .. بل هي أساسا ثورة انتشال القيم الإنسانية من الغرق ..
فهي ضد قهر، وضد ظلم، وضد عبودية، وضد فقر.. و ضد ما يحطم كل ماهو جميل في الإنسان ..
ومن هذا المنطلق وبناء عليه علينا فهم " موقف البرادعى " ونعود
لعنوان مقالتنا البسيطة تلك هل هو انسحاب أم هزيمة ؟؟
بدأ البرادعى قبل الثورة وانطلق معها .. بذلك الشكل الذي يقدر عليه.. وقد وثقت فيه جموع معينة من البشر .. ووقفت وراءه ودافعت عنه . ثم تقدم ورشح نفسه للرئاسة .. بعدها أعلن انسحابه .. وعدد الأسباب وأكد مايلى :
( لكني أكدت ومنذ البداية أن ضميري لن يسمح لي بالترشح للرئاسة أو أي منصب رسمي آخر إلا في أطار نظام ديموقراطى حقيقي يأخذ من الديمقراطية جوهرها وليس فقط شكلها )
وهكذا فأن الذي ساهم في الثورة يتسحب من الثورة .. كأن النظام الديمقراطي سيأتي إليه على طبق من فضه وليس القيام بحرب من اجله .
أن الثورة تحدد طرفي الصراع .. نظام فاسد وقهري وغير ديمقراطي وجموع معينة من البشر تسعى للتغير ..
أن عظمة الإنسان الثوري، تكمن في إصراره على مواصلة الطريق الثوري
دونما تراجع ..أو ارتماء في أحضان الضعف .. حتى الاتهامات والتجريح التي تطال الإنسان الثوري ، نوع من الأتون الذي يكشف قدره المعدن على الصمود .. أما الظلام الموجود والقهر المستمر والظلم الوحشي ، فأن الاندفاع بكل الطاقة للقضاء عليهم، هو تصرف يؤكد على وضوح الفعل الذي يؤكد على الحرية .. وهو فعل مستندا على قيم ومعاني إنسانيه، يرتفع الصبر فيها بالإنسان لمستوى العظمة الخلقية .
بعد هذا اشكك في عنواني " انسحاب أم هزيمة ؟ وكنت أفكر في عنوان : انسحاب أم سقوط ؟؟

#سعيد_رمضان_على (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات