|
فبركات ومؤامرات وإمبرياليه
عمر سعد الشيباني
الحوار المتمدن-العدد: 3607 - 2012 / 1 / 14 - 10:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
النظام السوري لديه نوعين من التشبيح: العصابات المنتشرة في الشوارع والمؤلفة من جيش واجهزة امن والبلطجية التي يطلق عليها في اللهجة السورية الشبيحة، ونوع اخر هو الذي يظهر على التلفاز وهذا وجه السّحارة. ومن وجه السّحارة رجل حماسي ثرثار هو الدكتور بسام عبد الله. هذا الرجل من المفروض أن يكون أستاذ العلاقات الدولية في جامعة دمشق. تصورا هذا المشهد الثقافي التي آلت به جامعة دمشق التي تعد من أقدم جامعات الوطن العربي، أن تحوي اشخاصا واساتذة تحولوا إلى كتابة تقارير بالطلبة . ودفاع هزلي لنظام الأقنان. وهو يشبه سيده في التعامل مع حرفيّ الثاء والراء، أي عداء مع هذين الحرفين. ثم وجه آخر من وجه السّحارة هو خالد عبود عضو (بارز) في مجلس الرعب (الشعب). انظر إلى البلاء الذي انخرطت به البلاد، فقد تحولت المؤسسات في سوريا والتي كانت تتباهى بها في منتصف الخمسينات إلى اسطبلات أفرع أمن ومراقبة ورعب ضد مايسمى بالمواطن السوري. وخالد عبود هذا، هو صاحب كلام المربعات السياسية. وكل هولاء الأقنان يخرجون كل صباح في قنوات الدنيا والسورية وقنوات عربية أخرى ليبتوا في الاخبار والاحداث وفبركاتها. فقد خرجوا على العالم بأن الناس المداس عليهم في البيضة في السنة الماضية كانت فبركة من الامبريالية وهم من البشمركة، وخرج وليد المعلم ( ويطلق عليه الثوار اسم المعلك) بأن هناك عصابات ليكتشف الناس أنه غرر به وكانت تلك الاحداث في اللبنان. ومازالت الفبركات مستمرة. فعندما حدث التفجير في الميدان انفضح امرهم عندما كانت هناك سيارات الاسعاف قبل الانفجار مع القناة السورية ووضع خضراوات أمام مشهد الدم، فقط كي يثبتوا بأسلوب همجي وهزلي بأن هناك عصابات مسلحة وليست ثورة. ثم أتت حادثة قتل الصحفي الفرنسي جيل جاكيّه، والمهزلة هنا أنهم أخذوه إلى منطقة عكرمة في حمص المواليه للنظام من أخواننا العلويين. ولم يأخذوه إلى الأحياء المنكوبة لينفذوا فيه فبركات أخرى من قذيفة هاون. وكأنهم قد قاسوا المسافة بالانش لتأتي برأس الصحفي المسكين. هذا العمل يخدم غرضين : الأول يقول للمبادرة العربية التي من شروطها دخول الاعلام. بأن من يدخل سوف يقتل كما حدث للفرنسي. والغرض الثاني هو يكرره النظام ليل نهار بالعصابات المسلحة والمؤامرة الكونية التي تحاك ضده. هو يقوم احيانا بالتضحية حتى بمجوعاته ليقنع العالم باكاذيبه الخرقاء. وكما قال أنور مالك، هذا نظام لايملك أي قيمة أخلاقية لدرجة أنهم أصبحوا يعطون لجنة المراقبة (نساء وعواهر) كي يغروهم ويكتبوا كما يريدون بأن هناك عنف من الطرفين، انتبهوا لهذا السلوك المشين، حتى نساء. ماذا تسمون هذا في اللغة الفصيحة (بغاء ودعارة وقواده) وفي لغة الشارع يسميها الناس بكلمة نابية (تعريص). هذا النظام لم يفقد قيم اخلاقية، لأنه لم يملكها في الاساس. فقد حافظ على سلوكه منذ أن ولى نفسه بالانقلاب والتوريث. وهذا عبد الجليل سعيد نائب أحمد حسون ( ويدلعه النظام بقوله حسسسينو) يروى الفظائع التي يمارسها النظام من التشبيح ورجال دينه ضد العزل والمتظاهرين، حتى أن حسون يشارك في التحقيقات الأمنية . كما قلنا، ليس هناك إلا مؤسسة واحدة في سوريا هي أجهزة أمن متشعبة، من جملة الوظائف (الدينية، والاعلامية، والتعليمية) وهذا الحسون يعمل يد بيد مع اللواء في المخابرات الجوية أديب سلامة. ويقف البوطي يد بيد مع حسون. هنا أريد أن أشير إلى أن كنية البوطي هي ليست كما يتبادر لذهن بعض القراء اتت من مفردة (سبّاط) أو (بوط) وهذا المسمى هو عبارة عن حذاء باللهجة الشامية يغطي فوق العقبين بقليل. خرّبوا كل الوظائف من تعليمية ودينية. واصبح كل شيء يبدوا تافها وعديم الجدوى ومجرد رقم يقوم بخدمة السيد . ويرددوا كلمات اخذوها من الاتحاد السوفياتي دون أن يعرفوا معناها خاصة مفردة امبريالية . ولاتستغربوا أن يفتح رامي مخلوف سلسلة مطاعم يسميها مطاعم الامبريالية للدجاج والهامبرك. والمؤسسة الدينية قد تولت وظيفتها التاريخية بأنها تفتي للنظام مايبقيه لأطول مدة ممكنة. خاصة عندما أفتى البوطي بأن زعيم الصمود والتصدي ذاهب بعد أن قبض عليه عزرائيل إلى جنات الخلد. وكأن البوطي يملك نسخة مفاتح لأبواب الجنة. وعلى سيرة الجنة النار، يروي لي صديق متحالف مع الامبريالية نكتة يقول فيها: عندما مات القائد الخالد أخذوه إلى المحاكمة ليزينوا حسناته وسيئاته. وضعوا السيئات ولم يجدوا حسنات. فأخذوا (القائد الاسد إلى الأبد) إلى الجحيم ولأن له واسطة مع البوطي قالوا له فلتختار العذاب الذي تشاء. فمر الرجل على اناس يحرقون بالزفت وآخرون يشربون الزيت المغلي وآخرون يحرقون، فارعبه كل ذلك. وبعد رحلة طويلة في جهنم رأى القائد المفدى اناس في بركة من الصنّة وقد انغمسوا حتى رقابهم. فأعجبه ذلك لما فيه من راحة بال. فقال للملاك، ضعني هنا. وما إن طمس حتى قال المشرف: انتهى التنفس، الجميع تحت. ألا يتوجب على الثوار عندما ينتصروا أن يعذبوا الوريث على هذه الشاكلة لعدة أيام في بركة كتلك
#عمر_سعد_الشيباني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من توريث البلاد إلى دعس العباد
-
في خطاب الأسد بعد خراب البلد
-
تمديد الموت: لجنة مراقبة أم لجنة معاقبة
-
الأسد والتحالف الطائفي: ثنائي وثلاثي ورباعي
-
اختزال البعث في شخص الاسد
-
تقنيات الثوار البسيطة في سوريا
-
مابين أطفال غزة وأطفال سوريا
-
صفوت حجازي وتأليه الآسد
-
نظام الاسد وقمامة التاريخ
-
اعداء الثورة السورية
المزيد.....
-
-جزيرة إنستغرام-.. أكثر من 200 زلزال يضرب سانتوريني في اليون
...
-
-لم أتوقف عن البكاء-.. رصاصة تخترق جدار منزل وتصيب طفلًا نائ
...
-
تشييع جثمان حسن نصرالله وهاشم صفي الدين في 23 فبراير.. وهذا
...
-
-9 آلاف مجزرة وأكثر من 60 ألف قتيل- في غزة.. أرقام مرعبة يكش
...
-
الرئيس الكولومبي يصعّد انتقاداته لسياسات الهجرة الأمريكية وي
...
-
الجيش الإسرائيلي يفجر 23 مبنى سكنيا في مخيم جنين
-
كيف نطق الإنسان؟ أهم الفرضيات حول أصل لغة البشر
-
ملك الأردن يلتقي ترامب بواشنطن في 11 فبراير
-
نائبة أيرلندية: إسرائيل دولة فصل عنصري والعالم بدأ يدرك ذلك
...
-
دفعة ثانية من الجرحى والمرضى تغادر قطاع غزة عبر معبر رفح
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|