ميس اومازيغ
الحوار المتمدن-العدد: 3606 - 2012 / 1 / 13 - 23:18
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
ما تزال ظاهرة فوز الأسلام السياسي في انتخابات ممثلي الشعب في كل من تونس_ المغرب _مصر ثم ليبيا قريبا وفق ما يشير اليه ا لوظع الحالي, ان استطاع القطر المذكور تحقيق الأستقرار المنشود, بعد ان تخلص من نظامه الفريد من نوعه, الى جانب اليمن بعد ان يخمد بركان الثورة و باقي الأقطار.سواءا هذه التي ما تزال رياح الثورة تعصف بها. او التي هي على فوهةالبركان بشمال افريقيا والشرق الأوسط, تسيل من المداد كمية بقدر ما تثيره من اهتمام لدى مثقفي هذه الشعوب. بل وحتى من قبل الغير.وذلك راجع في الأساس الى نبد معظم شعوب العالم للفكر الديني في المجال السياسي.
سيما بعد ما حققته فلسفة الأنوارمن ارجاع الأنسان بنظره الى اللأرض بعد ان كان معلقا الى السماء.
وتمكينه من التفكير في ادوات التحكم واخضاع محيطه الخارجي لتحقيق حياة افظل له على الكوكب الذي يعيش عليه,
عوظ ما كانت الكنيسة وخدامها يهدفان الى تحقيقه بعملهماعلى تغليب الفكر الميتافيزيقي على العقلاني, وتمتين البناء الخرافي لعالم غيبي يجرد ه من روح المغامرة والرغبة في الجديد. ويحبذ له الأتكال والركون الى انتظارما سوف تجود به القوة الغيبية الخفية, مما يحقق له السعادة التي هي الهدف الأسمى للأنسان بصفته ميالا الى تفظيل السهل الهين على العصي المعقد. وحيث انه لا يمكن الألمام بكل الأسباب الكامنة وراء هذ الفوزوبالدقة التي من شانها اقناع المتلقي, الا اذا تولاها بالدراسة المتخصصون كل في مجاله, ودون استبعاد أي مجال, لكثرة هذه الأسباب وترابطها تاثيرا و تاثرا فيما بينها. فانني ساقتصرعلى ابراز بعضها التي ارى انه كان لها دور لا يستهان به في هذا الفوز الذي افرزته صناديق الأقتراع.
السبب التاريخي:
ان أي مهتم بتاريخ شعوب منطقتي شمال افريقيا والشرق الأوسط لا يمكنه انكار دور العقيدة الدينية
في حياتها. ففي هتين المنطقتين تصارعت العقائد الثلاثة الموصوفة بالسماوية ولزمن طويل. حتى انها كانت ادوات استعمارية بشكل لا لبس فيه .كان لكل واحدة منها نصيبها في النجاح بقدرقوة النهج الذي اتبع في محاولات نشرها, من مكر وخداع من اجل الترغيب, الى استعمال للسيف وجز للرقاب من اجل تحقيق الأستسلام. الى ان كانت الغلبة في النهاية للأسلام في الغالب, باعتماده العنف المجرد على ايدي خدامه العرب من تبع محمد زاعم النبوة ,لأيمانه بالكتابين التورات والأنجيل, وادعائه في نفس الوقت تحريفهما. ليصبغ صفة الصواب والكمال على عقيدته لوحدها .فكانت محاربة اليهود في عقر دار العربان. حتى ان هؤلاء الأخيرين ما يزالون يتوعدون وينشدون . واستعبد غيرهم واعطو الجزية وهم صاغرين. ولم يهدا الوظع في هذا الصدد حتى مع مرور ما يفوق الف واربع مائة وثلاثين سنة من اول محاولة علنية لمحمد في التوسع تحت المظلة الدينية .ما يزال اليهود والمسيحيون حتى في العشرية الأولى للألفية الثالثة معرضين للشر الأسلامي. من اغتيال وتمثيل بالجثة الى تفجيرللكنائس بمن فيها من المؤمنين. بعد ان تعايش الكل نسبيا ولزمن طويل في اطاردولة تحتضن الجميع. حتى كادت الفوارق الدينية تختفي فعليا من ذهن المواطن. حيث غلبة الدولة الحديثة بالأسس الموروثة عن المستعمر الغربي في معظم هذه الأقطار.
اذ فرظ على شعوبها الأنتقال القسري الفجائي والغير الطبيعي. كما يفرضه التطور الخاص بها .الى هذه الدولة باسسها المثبتة والمدعمة بالفكرالغربي, كوسيلة للتحكم وتطويع الشعوب المستعمرة .بل حتى التمكن من تفكيك تركيبتها الأجتماعية وافقادها بالتالي سمة التظامن العشائري والقبلي ,المشعرين للفرد بدفء الأنتماء اليهما .لتفادي اية محاولة لمناهظته والأستقلال عنه .ولم لا ظمان التبعية للمستعمر هذا اذاما تمكنت هذه الشعوب من التخلص منه ؟وهو حقا ما تحقق له وفي سائر الأقطار المذكورة .حتى ان أي نظام بها لايجد مكانا له تحت الشمس الا اذا اقترن بمباركة المستعمر السابق وحلفائه.
عاش المواطنون في سلام فيما بينهم نسبيا في كل هذه الأقطار.لا شعور بالفوارق الدينية الا تجاه المستعمرباعتباره العدو المشترك لكل المواطنين الحاملي لهوية الشعب الذي ينتمون اليه. ولما كانت للأسلام من الأدوات سيما المساجد والزوايا ما يفوق ما لغيره من العقائد المتواجدة في دياره من مراكز العبادة .فقد كانت له الريادة في اثارة الحماس لمواجهة المستعمر. غير ان ذلك لا يقلل من مقاومة غير المسلمين من اليهود والمسيحين المخلصين لأوطانهم. ولم يظهر الأسلام كاداة سياسية ووسيلة لأعتلاء كراسي المسؤولية وبوظوح, الا بعد ما مني به العرب من هزائم على ايدي اسرائيل. سيما الهزائم العسكرية, بالرغم من كثرة جيوشهم واسلحتهم .حيث مدت الأيادي الى المصاحف, واخرجت كتب الفقه الأسلامي من الرفوف, ليعاد طبعها واقتباس ما يناسب الوظع من احاديث وقصص. اعتمادا اساسا على عائدات الطفرة النفطية التي عرفتها المنطقة العربية في مجالها الأقليمي بشبه الجزيرة العربية .حيث راى العرب في الأسلام المحفز والموقظ للهمم. فتعالت اصوات خدام العقيدة بمناسبة وبغيرها, منددة ومتوعدة باسرائيل. ودخلت اران الخميني على الخط لتجعل اسرائيل نصب اعينها لسبب وحيد كونها تعتمد الدين اساسا للحكم, بعد ان اختارت لنفسها من الأسلام المذهب الشيعي. فبلغ بها العداء درجة ادعاء قدرتها على محو اسرائيل من على الخريطة والرمي باليهود الى البحر. لعب بورقة اسرائيل دينيا حتى ان ا ية صلاة بمسجد او خارجه لا تخلوا من قذف لليهود وسبهم, والدعاء لهم بالويل والثبور. ليكون ذلك البوابة الى الأشارة باصابع الأتهام للأنظمة. واعتبارها هي المقصرة في حق فلسطين ارضا وشعبا .وتقربها من اسرائيل بل وحتى الأعتراف بها. ان ظمنيا او صراحة .فنظمت مظاهرات رفعت فيها المصاحف وشعارات الأسلام هو الحل . والقرآن دستورنا. ضاربين على الوتر الحساس للدهماء والأميين, ليتقدموا بذلك الجماهير الغاضبة واليائسة في الشوارع في استعراض للقوة .كان نتيجتها الزج بعديد من هؤلاء الخدام في السجون ,بعد شعور الأنظمة بالخطر الذي يداهمها والذي ورائه هؤلاء. بعد ان سبق وغظت الطرف عنهم املا في اثارة مخاوف اسرائيل وحاميتها الولايات المتحدة الأمريكية. وهو الأمر الذي لم تعرله هتين الأخيرتين اهتما ما. لكونهما اول من يعلم ان خطاباتهم انما ستبقى محصورة في الأقطار التي تردد شوارعها صداها. وان الأنظمة التي رعت نبتتها هي التي ستكون اول من سيتضرر من سلوكاتهم. وتظهر الدولة الأسلامية في شكلها المرعب لشعوب العالم في افغانستان ,حيث اقدم الطالبان على معاقبة حتى مربي الحمام. كما جلدت النساء وهن بصدد غسل البستهن في الوديان. الى جانب تدمير التما ثيل دون اعتبار لحمولتها الرمزية للبشرية. ثم تظع منظمة القاعدة نفسها ثالة الأثافي, باظهارها للعالم باسره انها الشر الأسود المتربص بغير من لا يؤمن بافكارها. فشحن بن لادن وتبعه عقولا محبطة ووجهوها الوجهة التي اعتقدوا انهم سيجعلون بواسطتها العالم في شخص اقوى دولة فيه, الا وهي الولايات المتحدة الأمريكية طوع بنانهم. فدمروا برجي التجارة العالمية ليستنفروا انظمة كل الأقطار.ويطاردوا في جبال تورى بورى. الى ان قتل الزعيم احد فراخ وكر الشر السعودي. وكان البحر قبرا له ما كان يوما يخطر بباله بل وحتى بال غيره انه سيكون مصيره قبرا ليس كغيره من القبور.ليصنف المسلمون متطرفين و معتدلين وفق ما يعلنون عنه من مواقف وتصريحات, و ان كانت حقيقة مرجع الطرفين وكنهه واحدا من حيث كونه فكرتجووز من قبل ما عرفته البشرية من تطور في سائر المجالات, وما اختلف الطرفين الا في الوسائل المعتمدة للوصول الى كراسي المسؤولية. فان كان المتطرف يعتبر نفسه على صواب, وكل ما عداه على خطأ, فا ن الطرف الأخريستغل تنازلات للتقاطع مع الغيراملا في قطع مسافة اقصر من المتطرف في بلوغ هدف تحقيق المصالح الخاصة تحت يافطة تدبير شؤون الشعب. حتى انه قبل بالأحتكام الى صناديق الأقتراع بالرغم من اللبس الذي يكتنف مفهوم الديموقراطية لديه. بل وحتى جهره وفي غير ما مرة ان الشورى هي المعول عليها ,وان الديموقراطية ما هي الا نبتة غربية غريبة عن التربة التي يزعمون انها اسلامية.
استبداد العصابات الحاكمة وتفقير الشعوب:
بالرغم من ادعاء الأستقلال عن المستعمر, فان انظمة الأقطارموضوع المقالة لم تكن الا تابعة وفق رغبة المستعمر.الذي لم يرض الا برموز اختيرت من قبله. وتمت تزكيتها بالشكل الذي يجعل مصالحه في مامن من الضياع .حتى انه يرجع الى هذا المستعمر في كل صغيرة وكبيرة من شؤون هذه الأنظمة متى دعت الضروة لذلك. وما نتج عن ذلك من انقلابات عسكرية ناجحة ومحاولات فاشلة لم يخرج القائمون بها عن نفس ما سارت عليه الأنظمة المطاح بها بشان هذه التبعية .فظمنوا الحماية لمراكزهم على ايدي الغير الأجنبي. وساروا على خطاه في كثير من طرق تدبير شؤون الشعب .حتى اظحى هذا الأخير لا يفرق بين ممثلي نظامه والمستعمر السابق الا في ما يسمعه في خطابات رئيس الدولة, من مخاطبته له بشعبي العزيز. وما العزيز عنده وزبانيته الا ثروات هذا الشعب التي يسلم منها للظيوف الحماة هدايا باهضة الثمن. حتى ان بعض جمارك دول هؤلاء الظيوف ترفض السماح بادخالها لأرض الوطن الا بعد اداء الواجبات القانونية ,لا فرق بين وزير وغفير.شعور هذه الأنظمة بكونها في مامن من المساس بها من قبل الشعب, جعلها تنظر اليه على انه مجرد قطيع. حتى ان رؤساء بعض الدول التي اطيح بها او التي ما تزال تحاول البقاء لم يجد غضاضة في التصريح بانه وصل عن طريق السلاح ولن يتخلى الا بواسطة السلاح. فقوت يدها الحديدية المتمثلة في مؤسستي ألأمن والجيش, الذين لا هدف لهما غير الشعب ذاته ,الذي وظع نصب عينيها لأخضاعه والحيلولة دون محاولة مساسه بالنظام الذي يخدمانه, مقابل السماح لهما بالحصول على نصيب من ثرواته. فكان القمع والأذلال للمواطنين .حتى عندما يقدمون على طلب ابسط حق من حقوقهم, كالبطاقة الوطنية مثلا .حيث يفرض على الطالبين الأصطفا ف امام الباب الرئيسي للمؤسسة الأمنية تحت الأمطار او حر الشمس ولأيام قد تصل لثلاث, وهو ما لم يكن يقوم به حتى المستعمر الأجنبي.
هذا السلوك الا مسؤول والوحشي, الذي لا ينم الا على البلادة وقصر النضر,هو الذي كان وراء التجهيل والتفقير وألأقصاء للمواطنين. حتى صاراقليم الدولة مجرد سجن فسيح. لم يجد فيه المواطن بدا من الرجوع الى السماء علها تفك اسره بعد ان سدت امامه كل طرق ارجاع المسؤولين الى جادة الصواب.طال العذاب واستطال حتى كانت بذرة التغيير فكرة ذات قوة مغناطيسية لم تكن في الحسبان لأي كان. فانفجر البركان واطيح بالأصنام البشرية التي ما كانت يوما تعتقد انها الى الزوال. هذا السلوك الفض الغليظ هو الذي كان وراء المعاملة الوحشية لرئيس الدولة من قبل الثوار كما حصل للمردوم الليبي, الذي لو كان بامكان الثوار القيام باكثر مما قاموا به في حقه لفعلوا. وهو سلوك لم يستطع العالم المتحضر فهمه. وتعالت اصوات بعدم احترام حقه كانسان ووجوب اخضاعه لمحاكمة عادلة .في الوقت الذي كان يتمنى فيه ليس الليبيون وحدهم بل كل فرد من شعوب اقطار الشمال الأفريقي والشرق الأوسط الحصول على قطعة من لحمه لأدراكهم معنى ألأذلال والقمع الذين ذاقوا طعمهما على يده وامثاله.
هذا السلوك هو الذي كان وراء مواجهة اليد الحديدية للنظام من قبل الشعب بصدور عارية. ثورة انصهر فيها الجميع لا فرق بين هيئة سياسية وغيرها ولا بين منتمي وغيره .غير ان ترسبا ت الماضي المؤلم وألأعتياد الغير الواعي للمواطنين في ترديد كلمات من مثل الله اكبر,استغل من قبل المتكسبين بالدين الأسلامي ,الذين وجدوا الفرصة سانحة للأستقطاب باستغلال ظروف الهيجان الثوري لدى المواطنين ولعبوا بنفسيتهم. فاقدموا على النداء للصلواة بساحات الثورات. بل وحتى في ساحات الوغى. محاولين جهدهم حمل المواطن على الأيمان بدور القوة الغيبية الأيجابي في كل النجاحات التي يحققونها. دون نسيان دور خدام العقيدة الأسلامية بدول الخليج العربي سيما دولة قطر,التي لم تبخل في تمويل الثوار بالمال والعتاد. مغلبة خدام هذه العقيدة على غيرهم بالأقطار الثائرة .وهو الدور الذي لم يستطع رئيس الدولة القطري اخفائه وهو في ظيافة رسمية بالجمهورية الأسلامية الموريطانية ,التي غادرها شبه مطرود, بعد مطالبته مسؤولي الدولة المذكورة بضرورة تقريب التيارت الأسلامية وألأخذ بيدها. و هو ايضا ما قام به على اثر زيارته للمملكة المغربية بعد فوز التيار الأسلامي في الأنتخابات التشريعية الأخيرة ,بحيث سلم اموالا سيادية ووعودا بالمساعدة املا منه في ظمان حليف يدور في نفس الفلك ويحمي نظامه عند الأقتظاء. الى جانب ما يرنو اليه بالشان السوري اعتمادا على وجود تيار الأخوان المسلمين ظمن المحتجين لأسقاط استبداد حزب البعث المجرم.
فشل اليساربوصفه المخلًِِِِِِِِص في تحقيق ألأمال:
رغم ما عرفته الساحة السياسية في هذه الأقطار من هيآت سياسية معارضة شيوعية ,اشتراكية وليبرالية الا انها لم تستطع اثبات الوجود بالكيفية المنتضرة من قبل شعوبنا المقهورة. بل ان كثيرا من رموزها اما انه تم تدجينهم من قبل النظام واستغلت للتنفيس على المواطنين فقط بواسطة خطابات رنانة, واما انها زج بها في غياهب السجون بعد التعذيب, وما لذلك من آثار نفسية سلبية عليهم. سيما انه كثيرا ما يكون مركز ألأسر معتقلات سرية غير قانونية . الى جانب تلكم الخطابات الفوقية الموجهة للمخاطب من صوامع من العاج, والمتمثلة في ترديد خطابات الغير ممن ينهلون من نفس المنبع, بالرغم من اختلاف التربة وذهنية المتلقي. كل هذا وغيره من الأسباب جعلت السيار يفشل فشلا ذريعا في ان يكون اول واظع لبصمة التغيير في اقطارنا. غير ان هذا لا ينفي دوره في انفجار الثورات البوعزيزية. ذلكم انه وامانة للتاريخ كانت له اليد الطولى في تحفيز الشعوب على الأنعتاق من الأستبداد عن طريق التوعية وفظح المستور من قبل النظام, ولو في حدود ما كانت تسمح به الخطب المراقبة. ثم ان مجرد تعرض رموز هذا اليسار للتعذيب والأعتقال كاف لوحدهما على الأيمان بصوابية مطالبه. ليشكل ذلك تراكمات ايجابية في الذهنية الجمعية مما سهل التجاوب بين المواطنين على اختلاف اتجاهاتهم وميولهم. واجتماعهم على كلمة سواء التي هي اسقاط النظام.
ولما كان هذا اليسار سبق وجرب على الساحة النضالية ولم يحقق الهدف لا اصلاحا للنظام ولا تغييرا له, فانه كان من المنطقي ان يهمل من قبل المواطنين سيما الدهماء الأميين’ ليصطفوا في صف مرددي مصطلح الجنة. املا في ولوجها .فهؤلاء الذين يدعون انهم يعملون من اجل الجنة في العالم الغيبي هم الأدرى بالجنة على الأرض. فلم لا اذن مؤازرتهم واختيارهم لتدبير امورهم الدنيوية؟
الخاتمـــــــــــــة:
استنفرت صناديق الأقتراع في تونس ,مصر, المغرب والمنتظر من باقي اقطارنا العلمانيين ليس فقط في هذه الأقطار وانما ايضا في الدول الغربية. وذلك لعدة اسباب موجزها الحكم المسبق على فشل الفكر الديني في تسيير الشان الدنوي ,وما قد ينتج عن ذلك من ضرر للمجتمع الدولي باسره .فان كان الحكيم الغربي بفكرة الفوظى الخلاقة يهدف الى سيادة الديموقراطية بصفتها الأداة الفعالة لحماية مصالحه قد ينتج على يد الأسلام السياسي نفس ما اراد التخلص منه, فانه يكون من حقه المراقبة والتتبع ومنذ التاسيس. حتى اذا ما تبين له ان القادم في اقطارنا اسوء او على الأقل شبيه بما مظى, فانه لن يتوانى في العمل على جمع الأوراق واعادة توزيعها من جديد. اذ الهدف في النهاية هو تحقيق الديموقراطية. وهو ما فطن اليه الفائزون .حتى انهم ما يزالون يصرحون ويعلنون ولو من وراء ستارفي كثير من الأحيان انهم على الدرب المرغوب فيه من قبل العلمانيين سائرين . وهو ما سوف يفقدهم الثقة من قبل من آمن بخطابهم ويعجل بسقوطهم سقطة تاريخية تكون جدارا فاصلا بين الدين والسياسة.
#ميس_اومازيغ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟